من حصر الإيمان فى التصديق ، حصر الكفر فى التكذيب لهذا تجد الجهمية المداخلة يدعون لعبادة الطاغوت مع الله بحجة: (لا نستطيع أن نحكم على باطنه) أى أن حرب الله ورسوله التى يقودها الطاغوت هى بالنسبة لهم معصية ولا يوجد عندهم كفر عملى ولا قولى
بسم الله الرحمن الرحيم (فصل في تشدد أحمد بن حنبل) أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ، وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ، ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي . وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 . وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه : قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! . وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140 وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر . وفي ص 436 ما نصه : قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة . قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي . وابن معين وغيره يوثقه . وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق . قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي . وقال ابن معين : ثقة . وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى . وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه . وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه . ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي . والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا . ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه . ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45 وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم . بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} . ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
⬅️🛑تنبيه على فرق مهم :: لايقال نكفر باللازم مطلقا ولا يقال لا نكفر باللازم مطلقا فهناك اختلاف بحسب نوع الكفر من جهة الخفاء والظهور في ذات المسألة.... ⬅️فالأقوال الكفرية الكبرى بذاتها( يكفر بها ويكفر أيضا بلازمها من باب الزيادة في الكفر) كالقول بخلق القرآن........ وهناك أقوال بدعية لاتصل للكفر الأكبر فلا يقال بأن لازمها تكذيب الله ثم يرتب التكفير على ذلك وهءا لايصح.. مثل ضلالة الطعن في بعض آحاد الصحابة كمن طعن في أبي هريرة أو معاوية رضي الله عنهم مع محبته وتوليه لجميع الصحابة.. فهذا الطاعن ضال خبيث ولكن لايكفر بلازم تكذيبه للنصوص في مدح الصحابة... ⬅️🛑 ومن ضلال المرجئة الجهمية من الأشاعرة وغيرهم قول القاضي عياض الجهمي الأشعري حين قال بأن مقولة (الله عالم بلا علم) كفرهابالمآل... وهذا صريح بأنها عنده ليست كفرا بذاتها.. وهذا عين التجهم والكفر
تقعيد معقد على قواعد المتكلمين في استحداث الفاظ وشروحات لن تجدها في كتب السلف ولا كلام المحدثين وهل تفسير القاضي عياض فصل في المسألة !!! قل شيء افضل من ذلك وهو: الاول : التكفير بالتصريح والنطق بقول الكفر او العمل به صراحةً (ولقد قالوا كلمة الكفر……..) الثاني : التكفير بالقول او العمل المحتمل او بالمجمل من القول والعمل عموميات الالفاظ الغير صريحة والاعمال المحتملة كالتبرك والصلاة عند القبر ………… وهذه لاتستلزم الكفر حقيقةً بل تحتاج الى استفصال وتعريف من الفاعل
بسم الله الرحمن الرحيم (فصل في تشدد أحمد بن حنبل) أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ، وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ، ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي . وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 . وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه : قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! . وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140 وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر . وفي ص 436 ما نصه : قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة . قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي . وابن معين وغيره يوثقه . وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق . قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي . وقال ابن معين : ثقة . وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى . وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه . وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه . ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي . والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا . ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه . ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45 وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم . بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} . ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
بسم الله الرحمن الرحيم (فصل في تشدد أحمد بن حنبل) أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ، وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ، ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي . وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 . وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه : قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! . وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140 وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر . وفي ص 436 ما نصه : قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة . قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي . وابن معين وغيره يوثقه . وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق . قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي . وقال ابن معين : ثقة . وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى . وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه . وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه . ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي . والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا . ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه . ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45 وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم . بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} . ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
من روايات الإثناعشرية العجيبة :- قصة فطرس ؟! إن الحسين بن علي لما وُلِد ، أمر الله عز وجل جبرئيل أن يهبط في ألف من الملائكة فيهنئ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من الله ومن جبرئيل . وكان مهبط جبرئيل على جزيرة في البحر ، فيها مَلَك يقال له : فطرس ، كان من الحملة (حملة العرش) ، فبُعِثَ في شيء ، فأبطأ فيه ، فكُسِرَ جناحُه ، وألقِيَ في تلك الجزيرة ، يعبد الله فيها ستمائة عام ، حتى ولد الحسين . فقال الملك لجبرئيل : أين تريد ؟ قال : إن الله تعالى أنعم على محمد ( صلى الله عليه وآله ) بنعمة ، فبُعِثتُ أهنيه من الله ومني . فقال : يا جبرئيل ، احملني معك ، لعل محمدا ( صلى الله عليه وآله ) يدعو الله لي . فحمله ، فلما دخل جبرئيل على النبي ، هنأه من الله وهنأه منه ، و أخبره بحال فطرس . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا جبرئيل ، ادخله . فلما أدخله ، أخبر فطرس النبي بحاله ، فدعا له النبي وقال له : تمسّحْ بهذا المولود ، وعُدْ إلى مكانك . فتمسح فطرس بالحسين وارتفع . وقال : يا رسول الله ، أما ان أمتك ستقتله ، وله عليَّ مكافأة أن لا يزوره زائر إلا بلغتُه عنه ، ولا يسلم عليه مسلم إلا بلّغتُه سلامه ، ولا يصلي عليه مصل إلا بلغتُه عليه صلاته .. ثم ارتفع .. راجع هذه القصة في / كامل الزيارات لإبن قولويه - ص 140 ، إختيار معرفة الرجال للطوسي (شيخ الطائفة) 2/ 850 ، الأمالي للصدوق ص 200 ، مستدرك الوسائل للميرزا النوري 10/ 411 ، المناقب لإبن شهراشوب 3/ 229 ، بحار الأنوار للمجلسي 43/ 244 ، جامع أحاديث الشيعة للبروجردي 12/ 453 ، الغدير للأميني 4/ 164 ، مستدرك سفينة البحار للشاهرودي ص 241 ، مسند الإمام الرضا لعزيز الله عطاردي (معاصر) 1/ 145 ، موسوعة الإمام الجواد للقزويني 1/ 234 ، تفسير نور الثقلين للحويزي 4/ 348 ، تعليقة على منهج المقال للوحيد البهبهاني ص 311 ، الفوائد الرجالية لبحر العلوم 3/ 268 ، رجال الخاقاني لعلي الخاقاني ص 162 ، قاموس الرجال للتستري 9/ 312 ، معجم رجال الحديث للخوئي 17/ 167 ، الذريعة لآقا بزرك الطهراني 3/ 15 ، أعيان الشيعة لمحسن الأمين 5/ 125 ، الإيقاظ من الهجعة للحر العاملي ص 295 . تعليقات على هذه القصة :- أولاً :- هذه أول مرة أسمع فيها أن الملائكة قد تعصي أوامر الله تعالى !! فحسب علمي ، إن الملائكة (( لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) (سورة التحريم الآية 6 ) .. ولكن يبدو أن للإثناعشرية رأي آخر !! ثانياً :- يبدو أن عقوبة المَلاك (العاصي!) - بزعم الإثناعشرية - هو كسر الجناح !! وهذه عقوبة فريدة .. لم نسمع بها من قبل !! ثالثاً :- تصورتُ أن صغار علماء الإثناعشرية فقط هم الذين يؤمنون بروايات كهذه !! ولكنني ، عندما راجعتُ مصادر الرواية ، صُعقتُ عندما وجدتُ كبار أحبارهم وشيوخهم يؤمنون بها !! مثل أبي جعفر الطوسي (شيخ طائفتهم) .. وإبن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق .. وإبن قولويه .. ومحمد باقر المجلسي .. والحر العاملي .. والبحراني .. وإبن شهراشوب .. والوحيد البهبهاني .. رابعاً :- كنتُ أظن أن علماء الإثناعشرية في العصر الحديث هم أكثر نضجاً وتعقلاً من قدمائهم ! لأنهم يسمون أنفسهم: الأصوليون ! ويزعمون أنهم لا يقبلون أي رواية إلا بعد دراسة مستفيضة وبحث عميق ، ويُطابقونها مع العقل والمنطق قبل أن يأخذوا بها .. وإذا بهم ينشروا هذه الرواية (المضحكة) في كتبهم ويستشهدون بها !! وفيهم من حاز عندهم على لقب (العلامة) و (حجة الإسلام والمسلمين) و (آية الله العظمى) .. وفي نفس الوقت يقبلون بقصة (فطرس) ويروونها ويثبتونها في كتبهم .. مثل : بحر العلوم ، والحائري ، والقزويني ، والبروجردي ، والخوئي ، والخاقاني ، والشاهرودي ، والأميني ، والتستري ، والطهراني ، ومحسن الأمين . طوبى للأصلع :- " لا تجد في أربعين أصلعاً رجل سوء ، ولا تجد في أربعين كوسجاً (ليس في خديه شعر) رجلاً صالحاً ، وأصلع سوء أحب إلي من كوسج صالح " !! (عيون أخبار الرضا للصدوق 1/ 49 ، الفصول المهمة للحر العاملي 3/ 263 ، البحار للمجلسي 5/ 280 ، مستدرك سفينة البحار للشاهرودي 6/ 316 ، مسند الإمام الرضا للعطاردي 2/ 494 ، الخصائص الفاطمية للكجوري 2/ 253 ) .. (جمجمة كسرى) :- قدم أمير المؤمنين ع المدائن ، فنزل بإيوان كسرى ، وكان معه دلف بن مُنَجّم كسرى (!) ، فلما صلى الزوال (الظهر) قال لدلف : قم معي .. و كان معه جماعة من أهل الساباط ، فما زال يطوف في مساكن كسرى ... ثم نظر إلى جمجمة نخرة ... قال ع : أقسمتُ عليك يا جمجمة أخبريني من أنا ، ومن أنت ؟ فنطقت الجمجمة بلسان فصيح ، وقالت : أما أنت ، فأمير المؤمنين ، وسيد الوصيين ، وإمام المتقين في الظاهر والباطن ، وأعظم من أن توصف .. وأما أنا ، فعبد الله ، وابن أمة الله ، كسرى أنو شيروان ( مدينة المعاجز للبحراني 1/ 224 ) .. الشيعي لا تمسّه النار ، ولو كان لوطياً !! :- جاء رجل إلى أمير المؤمنين علي وقال له :- أنا ألوط الصبيان . فقال ع : أيما أحب إليك ضربة بذي الفقار ، أو أقلب عليك جدارا ، أو أضرم لك نارا ؟ فإن ذلك جزاء من ارتكب ما ارتكبته . فقال : يا مولاي ، احرقني بالنار ... فقال أهل الكوفة : أليس قالوا : إن شيعة علي ومحبيه لا تأكلهم النار ؟ ! وهذا رجل من شيعته يحرقه بالنار ، بطلتْ إمامته ، فسمع ذلك أمير المؤمنين . فأخرج الإمام الرجل ، وبنى عليه ألف حزمة من القصب ، وأعطاه مقدحة من الكبريت . وقال له : اقدحْ واحرقْ نفسك ، فإن كنتَ من شيعة علي وعارفيه ما تمسُّك النار ، وإن كنتَ من المخالفين المكذبين فالنار تأكل لحمك ، وتكسر عظمك . قال : فقدح النار واحترق القصب . وكان على الرجل ثياب كتان أبيض لم تعلقها النار ولم يقربها الدخان . فاستفتح الإمام ، وقال : كذب العادلون بالله وضلوا ضلالاً بعيداً ، وخسروا خسراناً مبيناً . ثم قال : أنا قسيم الجنة والنار ، شهد لي بذلك رسول الله - صلى الله عليه وآله - في مواطن كثيرة ( مدينة المعاجز للبحراني 1/ 258 ) . الحية المخيفة :- نام رسول الله - صلى الله عليه وآله - فجاءت حية ووقفت على بطنه .. ولم يستطع أبو بكر ، ولا عمر أن يزيحها . ثم جاء علي ، فلما دخل علي قامت الحية في وجهه تدور حول علي وتلوذ به ، ثم صارتْ في زاوية البيت ، فانتبه النبي - صلى الله عليه وآله . فتكلمت الحية ، وقالت : يا رسول الله ، إني مَلَك غضب علي رب العالمين ، جئت إلى هذا الوصي أطلبُ إليه أن يشفع لي إلى الله تعالى . فقال رسول الله : ادعُ له حتى أؤمّن على دعائك . فدعا علي ، وأمن النبي . فقالت الحية : يا رسول الله ، قد غفر لي ورد علي جناحي ( مدينة المعاجز للبحراني 1/ 299
ما المشكله ايضا ان الشيعه وخصوصا الطائفه الاثناعشريه احبارهم وعلمائهم يلبسون على عوامهم ويلوون اعناق النصوص ويكذبون مثلما اننا نحن اهل السنه لدينا احبار وعلماء سوء يلبسون على الناس دينهم ويلوون اعناق النصوص ويصححون ويضعفون في الاحاديث بما يخدم مصالحهم ومصالح طواغيتهم .. قد قرأت في كتب الشيعه هل تعلم ان اكثر النصوص فيها يوافق نصوص اهل السنه على سبيل المثال هناك نصوص لعلمائهم يكفرون فيها من يتهم رسول الله عائشه رضي الله عنها .وغير ذلك كثير وحتى لا اطيل عليك الخلاصه اكثر الناس اليوم ليسوا على مناهجهم وعقائدهم وان ادعو انتسابهم لها على سبيل المثال الاباضيه الخوارج كتبهم تطفح بتكفير علي رضي الله عنه والبراءه منه وتمجيد اهل النهروان بينما في الواقع كثير من عوام هؤلاء الاباضيه لايكفرون علي ولايتبرئون منه بل بعضهم يترضى عليه ! وهذا العجب العجاب وتجدهم حلفاء مع من يقدس ويعظم علي رضي الله عنه الى درجة الغلو فيه واشراكه مع الله تعالى . فاكثر الناس اليوم تائهين وليس لهم مذهب ولا عقيده بل قد تجد في بعض الاشخاص انه خليط من عدة مذاهب فمثلا شخص ينتسب للاباضيه وفي التعامل مع الصحابه سني وفي باب التكفير والاسماء والصفات جهمي مع ان مذهب الاباضيه التكفيربالكبائر فضلا عن التكفير بالامور المجمع عليها عند كل الطوائف المنتسبه للاسلام انها كفر اكبر ! فتصور كيف هذا الاباضي لايكفر لا بكبيره ولا حتى بالمجمع عليه عند الامه . وهذا من اعجب العجائب وكما قال رسول الله كلها في النار الا واحده
سأل الرشيد مالكا في رجل شتم النبي ﷺ وذكر له أن فقهاء العراق افتوه بجلده فغضب مالك وقال: يا أمير المؤمنين ما بقاء الأمة بعد شتم نبيها؟ من شتم الأنبياء قتل ومن شتم أصحاب النبيﷺ جلد.» وقال:«الذي يشتم أصحاب النبي ﷺ ليس لهم سهم أو قال نصيب في الإسلام» وسئل عن الرافضة فقال:«لا تكلمهم ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون» السنة للخلال_ مسند الموطأ
بسم الله الرحمن الرحيم (فصل في تشدد أحمد بن حنبل) أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ، وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ، ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي . وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 . وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه : قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! . وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140 وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر . وفي ص 436 ما نصه : قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة . قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي . وابن معين وغيره يوثقه . وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق . قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي . وقال ابن معين : ثقة . وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى . وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه . وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه . ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي . والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا . ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه . ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45 وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم . بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} . ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
اخواني في الله ليس وقتا للخلاف فليعذر بعضنا بعضا فيما اختلافنا فيه ولنجتمع فيما اتفقنا عليه كفى بنا فرقه أعداء الإسلام يتربصون بنا الصحابة اختلفوا ولكن لم يفترقوا هذا أولا ثانياً ايها المتحدث من انت وماهي مؤهلاتك في العلم الشرعي نرجوا الافاده
بسم الله الرحمن الرحيم (فصل في تشدد أحمد بن حنبل) أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ، وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ، ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي . وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 . وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه : قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! . وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140 وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر . وفي ص 436 ما نصه : قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة . قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي . وابن معين وغيره يوثقه . وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق . قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي . وقال ابن معين : ثقة . وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى . وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه . وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه . ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي . والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا . ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه . ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45 وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم . بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} . ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
لا تسلسل في التكفير لأنه يقرر بمناط الثبوت ولا يمكن التكفير من غير ثبوت التهمة ولا يذكر كفر العاذر الا في حالة الثبوت العام. ^^ هذا اصل ضابط للمسألة فتمسك به ينجيك الله من الغلو و الإرجاء. ثم اعلم أن مسألة كفر العاذر ليست من أصول الإيمان الستة ولا أركان الإسلام الخمسة التي رتب الله عليها دخول الجنة و النجاة من الخلود في النار وإنما هي من الكفر باللازم و المآل
@@عليأبومحمدقتادةالحلبي الكفار من حيث الجملة على قسمين : الأول : الكافر الأصلي ، وهم كل من لم ينتسب إلى ملة الإسلام ولم ينطق بالشهادتين ، كاليهود والنصارى والمجوس والهندوس ونحوهم . فهؤلاء من لم يكفرهم أو شك في كفرهم ، كفر ، لأن كفرهم منصوص عليه في الكتاب والسنة ومعلوم من دين الإسلام بالضرورة ، فالذي لا يكفرهم إما أن يكون مكذباً للكتاب والسنة ، وإما أن يكون غير عارف بأصل الإسلام وحقيقته ، وهذا لا يصح إسلامه لأنه ترك ركناً من أركان لا إله إلا الله وهو الكفر بالطاغوت . الثاني : الكافر المنتسب إلى الإسلام ، وهو من نطق بالشهادتين ، ولكنه ارتكب مكفراً يخرجه من دائرة الإسلام . وهؤلاء يتفاوت كفرهم من حيث الوضوح والخفاء إلى أقسام : 1. من كفره واضح صريح يدل عليه صريح الكتاب والسنة ، كالمشركين . الذين يدعون ويعبدون غير الله ، فهؤلاء عملهم مناقض لأصل كلمة التوحيد ومضاد لها من كل وجه ، ومن لا يكفرهم لا يخلو من حالتين : - إما أن يرى فعلهم صحيحاً ويقرهم عليه فهذا كافر مثلهم ولو لم يرتكب الشرك بنفسه ، لأنه صحح وأقر فعل الشرك ، وهذا كفر ، والعياذ بالله . وإما أن يقول إن فعلهم كفر وشرك ، ولكن لا يكفرهم متأولاً عذرهم بالجهل ، فهذا لا يكفر لأنه لم يصحح أو يقر فعلهم ولكن عرضت له شبهة عذرهم بالجهل ، فلا يكفر للشبهة التي عرضت له ، وإذا كانت الحدود تدرأ بالشبهات فمن باب أولى التكفير ، ومن ثبت إسلامه بيقين لا يخرج منه إلا بيقين ، والتأويل في إعذارهم بالجهل يمنع تكفيره ابتداء حتى تبين له النصوص ، وترفع عنه الشبهة فإن لم يكفرهم بعد ذلك ، كفر .
بسم الله الرحمن الرحيم (فصل في تشدد أحمد بن حنبل) أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ، وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ، ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي . وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 . وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه : قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! . وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140 وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر . وفي ص 436 ما نصه : قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة . قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي . وابن معين وغيره يوثقه . وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق . قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي . وقال ابن معين : ثقة . وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى . وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه . وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه . ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي . والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا . ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه . ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45 وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم . بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} . ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
@@sultans1377 أوافقك بجميع ما نقلت لكن اخالفك في تكفير العاذر في الشرك يا اخي الذي يسمي المشركين مسلمين وان لم يقر فعلهم وعذرهم بالجهل ولم يقر فعلهم لكن سماهم مسلمين فهذا يكفر اولا لم يحقق الكفر بالطاغوت ثانيا لم يفهم التوحيد إذ لو انه فهم التوحيد لا يتردد فيمن عبد غير الله ولعلم ان من عبد غير الله ليس بمسلم، ثالثا تكذيب لصوص صريحة في القرآن الكريم وخاصة ان كان من طلاب العلم او العلماء فهذا اسوء و أقبح
@@صفوان-و3ض من اين جئت بهذا الكلام الامام أحمد كان ينهى عن الكتابة عن الذين اجابوا في الفتنة لشدت خطورة الأمر وتعظيم للقرآن حتى لا يفتن الناس وليس كما زعمت انه لا يعذر بالإكراه
بسم الله الرحمن الرحيم (فصل في تشدد أحمد بن حنبل) أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ، وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ، ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي . وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 . وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه : قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! . وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140 وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر . وفي ص 436 ما نصه : قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة . قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي . وابن معين وغيره يوثقه . وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق . قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي . وقال ابن معين : ثقة . وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى . وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه . وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه . ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي . والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا . ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه . ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45 وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم . بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} . ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
@@محمودعطار-ز9ع بسم الله الرحمن الرحيم (نماذج من تشدد يحيى بن معين عفا الله عنا وعنه) النموذج الأول نقل الذهبي في ترجمة وكيع بن الجراح ، ما نصه : عباس وابن أبي خيثمة ، سمعا يحيى يقول : مَن فَضَّلَ عبد الرحمن بن مهدي على وكيع ، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين . قلت : هذا كلام رديء ، فغفر الله ليحيى ، فالذي أعتقده أنا أن عبد الرحمن أعلم الرجلين وأفضل وأتقن ، وبكل حال هما إمامان نظيران . قال يعقوب الفسوي - وبلغه قول يحيى (مَن فَضَّلَ عبد الرحمن على وكيع فعليه اللعنة) - : كان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم ، ومن حاسب نفسه ، لم يقل مثل هذا ، وكيع خير فاضل حافظ .انتهى ، سير أعلام النبلاء . التعليق : الله أكبر ، أخشى أن تعود اللعنة على القائل (إن صحت الرواية عنه) ، وهذا دليل على غلو أهل الجرح والتعديل السابقين واللاحقين ، وأنهم يضخمون أخطاء العلماء ، ويضخمون أخطاء المخالف لهم . ............................ النموذج الثاني : طعن ابن معين في الإمام الشافعي : ذكر الذهبي في كتابه معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد / 49. نقلا عن ابن عبد البر حيث قال.. (قَالَ ابو عمر ابْن عبد الْبر روينَاهُ عَن مُحَمَّد بن وضاح قَالَ سَأَلت يحيى بن معِين عَن الشَّافِعِي فَقَالَ( لَيْسَ ثِقَة). ثمَّ قَالَ (يَعْنِي ابْن عبد الْبر) : ابْن وضاح لَيْسَ بِثِقَة . قَالَ ابْن عبد الْبر أَيْضا قد صَحَّ من طرق عَن ابْن معِين انه يتَكَلَّم فِي الشَّافِعِي . قلت : قد آذَى ابْن معِين نَفسه بذلك وَلم يلْتَفت النَّاس الى كَلَامه فِي الشَّافِعِي . انتهى ثم قال الذهبي : وَكَلَامه يَعْنِي ابْن معِين فِي الشَّافِعِي لَيْسَ من هَذَا اللَّفْظ الَّذِي كَانَ عَن اجْتِهَاد وَإِنَّمَا هَذَا من فلتات اللِّسَان بالهوى والعصبية فَإِن ابْن معِين كَانَ من الْحَنَفِيَّة الغلاة فِي مذْهبه وَإِن كَانَ مُحدثا وَكَذَا قَول الْحَافِظ أبي حَامِد ابْن الشَّرْقِي كَانَ يحيى ابْن معِين وأبو عبيد سَيِّئًا الرَّأْي فِي الشَّافِعِي فَصدق وَالله ابْن الشَّرْقِي أساءا فِي ذاتهما فِي عَالم زَمَانه) . انتهى ......................... النموذج الثالث : قول ابن معين في ترجمة عكرمة مولى ابن عباس ، الذي نقله الذهبي في السير : روى جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، عن يحيى بن معين قال:إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وفي حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام(1) . قلت [القائل الذهبي] : هذا محمول(2) على الوقوع فيهما بهوى وحيف في وزنهما ، أما مَن نقل ما قيل في جرحهما وتعديلهما على الإنصاف ، فقد أصاب ، نعم إنما قال يحيى هذا في معرض رواية حديث خاص في رؤية الله -تعالى- في المنام ، وهو حديث يستنكر . وقد جمع ابن منده فيه جزءا سماه : " صحة حديث عكرمة " . . (1) فاتهمه على الإسلام ، الله أكبر ، كبرت كلمةً تخرج من فيك يا ابن معين (إن صحت هذه الرواية عنك) ، أتخرج الناس من دينهم لمجرد كلامهم في حماد أو عكرمة؟!!! وقد تكلم بعض أهل الجرح والتعديل في عكرمة ، ووصفوه بأنه كان يرى رأي الإباضية ، فقد ذكر الذهبي في ترجمته ما نصه : سعيد بن أبي مريم ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود قال:كنت أول من سبب لعكرمة الخروج إلى المغرب ، وذلك أني قدمت من مصر إلى المدينة ،فلقيني عكرمة ، وسألني عن أهل المغرب ، فأخبرته بغفلتهم ، قال فخرج إليهم ، وكان أول ما أحدث فيهم رأي الصفرية .[ ص: 21 ] قال يحيى بن بكير قدم عكرمة مصر ونزل هذه الدار ، وخرج إلى المغرب ، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا . قال علي ابن المديني : كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري . وروى عمر بن قيس المكي ، عن عطاء قال : كان عكرمة إباضيا . وعن أبي مريم قال : كان عكرمة بيهسيا . وقال إبراهيم الجوزجاني : سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة ، أكان يرى رأي الإباضية ؟ فقال : يقال : إنه كان صفريا ، قلت : أتى البربر ؟ قال : نعم ، وأتى خراسان يطوف على الأمراء يأخذ منهم . وقال علي ابن المديني : حكي عن يعقوب الحضرمي ، عن جده قال : وقف عكرمة على باب المسجد فقال : ما فيه إلا كافر . قال : وكان يرى رأي الإباضية . انتهى الفضل بن موسى عن رشدين بن كريب قال : رأيت عكرمة قد أقيم قائما في لعب النرد .انتهى ، سير أعلام النبلاء (2): لا محمول ولا منقول يا ذهبي ، ودع عنك الترقيع في غير محله حتى لا تصبح فضيا ، بعد أن كنتَ ذهبيا . ومثل هذا الكلام الخطير لا يصلح ترقيعه . هذا كلام الغلاة وكلام أفراخ الخوارج ، وأتمنى ألا يثبت عن ابن معين . الخاتمة : المقصود أيها الإخوة من بيان هذه الأمور ، هو تحذير صغار طلبة العلم من غلاة أهل الحديث ، ولكي نوضح لهم أن أهل الحديث يُستفاد منهم في تخصصهم في قط ، وهو الرواية ، وأما الرأي ، ومنهجهم في التعامل مع المخالف ، فلا يصلح أن يُقتدى بهم ، لأن عندهم تشدد وخروج عن الوسطية والاعتدال . والله المستعان .
اترك عنك شيخ الاسلام وانظر في حالك وحال من حولك الان ومن يحكمك كما فعل ابن تيمية او اسكت خالص فلست مكافئا له ... وقولك عن لازم المذهب ليس بدقيق لان لازم القول لابد ان يلتزمه صاحبه وهذا امر محوري لبناء الحكم على قول الغير والله أعلم ...
بسم الله الرحمن الرحيم (فصل في تشدد أحمد بن حنبل) أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ، وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ، ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي . وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 . وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه : قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! . وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140 وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر . وفي ص 436 ما نصه : قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة . قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي . وابن معين وغيره يوثقه . وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق . قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي . وقال ابن معين : ثقة . وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى . وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه . وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه . ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي . والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا . ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه . ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45 وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم . بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} . ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
بسم الله الرحمن الرحيم (فصل في تشدد أحمد بن حنبل) أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ، وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ، ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي . وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 . وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه : قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! . وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140 وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر . وفي ص 436 ما نصه : قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة . قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي . وابن معين وغيره يوثقه . وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق . قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي . وقال ابن معين : ثقة . وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى . وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه . وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه . ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي . والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا . ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه . ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45 وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم . بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} . ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
بسم الله الرحمن الرحيم (فصل في تشدد أحمد بن حنبل) أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ، وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ، ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي . وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 . وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه : قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! . وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140 وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر . وفي ص 436 ما نصه : قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة . قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي . وابن معين وغيره يوثقه . وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق . قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي . وقال ابن معين : ثقة . وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى . وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه . وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه . ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي . والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا . ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه . ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45 وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم . بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} . ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
@@محمودعطار-ز9ع ولا شك أن القول بخلق القرآن قولٌ باطل ، لأنه قد يُفضي إلى إنكار صفة من صفات الله ثابتة في كتابه ، وهي صفة الكلام ، كما دل على ذلك القرآن الكريم ، قال تعالى {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي} . الأعراف 143 ، وقال سبحانه {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ} التوبة : آية 6 فالقرآن كلام الله المنزل ، وقد تكلم به سبحانه ، ولكن أحمد بن حنبل غلا وتخبط في مسائل تتعلق بهذه المسألة ، مثل مسألة اللفظ وغيرها وكفّر القائلين باللفظ وأفتى بالتفريق بينهم وبين أزواجهم . وقد قال باللفظ علماء كبار ، وعلى رأسهم الإمام الكبير محمد بن نصر المروزي : قال الحافظ ابن عبد البر في كتابه "الانتقاء" ص (106) عن الحافظ الكَرَابيسي ما نصه بعدما أثنى عليه: (وكان الكرابيسي، وعبدالله بن كُلاَّب، وأبو ثور، وداود بن علي، والبخاري، والحارث بن أسد المحاسبي، ومحمد بن نصر المروزي، وطبقاتهم يقولون: إن القرآن الذي تكلّم الله به صفة من صفاته، لا يجوز عليه الخلق، وإن تلاوة التالي وكلامه بالقرآن كسبٌ له وفعلٌ له وذلك مخلوق..). انتهى كلام ابن عبد البر. وقال الذهبي في ترجمة محمد بن نصر المروزي : (لاَ يَجُوْزُ أَنْ يُقَالُ: الإِيْمَانُ، وَالإِقْرَارُ، وَالقِرَاءةُ، وَالتَّلَفُّظُ بِالقُرْآنِ غَيْرَ مَخْلُوْقٍ، فَإِنَّ اللهَ خَلَقَ العبَادَ وَأَعمَالَهُمُ، وَالإِيْمَانُ: فَقَوْلٌ وَعمَلٌ، وَالقِرَاءةُ وَالتَّلَفُّظُ: مِنْ كَسْبِ القَارِئِ، وَالمَقْرُوءُ المَلْفُوظُ: هُوَ كَلاَمُ اللهِ وَوَحْيُهُ وَتَنْزِيلُهُ، وَهُوَ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَكَذَلِكَ كَلِمَةُ الإِيْمَانِ، وَهِيَ قَوْلُ (لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ اللهِ) دَاخلَةٌ فِي القُرْآنِ، وَمَا كَانَ مِنَ القُرْآنِ فلَيْسَ بِمَخْلُوْقٍ، وَالتَّكَلُّمُ بِهَا مِنْ فِعْلنَا، وَأَفعَالُنَا مَخْلُوْقَةٌ) . انتهى سير أعلام النبلاء وهذا كله يبطل كلام ابن حنبل في مسألة اللفظ ، وأنه شذّ فيها وغلا وتنطع . وقد اكتسب ابن حنبل شهرة عند العامة بسبب مسألة خلق القرآن ، مع أن هناك مِن أهل العلم من ثبت في هذه المسألة وتحمل أعظم مما تحمله ابن حنبل ، وصبر حتى الموت ، فقد ذكر الذهبي في ترجمة (نعيم بن حماد) رحمه الله في سير أعلام النبلاء ما نصه : قال محمد بن سعد : طلب نعيم الحديث كثيرا بالعراق والحجاز ، ثم نزل مصر ، فلم يزل بها حتى أشخص منها في خلافة أبي إسحاق - يعني المعتصم - فسئل عن القرآن ، فأبى أن يجيب فيه بشيء مما أرادوه عليه ، فحُبس بسامراء ، فلم يزل محبوسا بها حتى مات في السجن سنة ثمان وعشرين ومائتين . فهذا صبر وتحمل أعظم من أحمد بن حنبل . ولكن ابن حنبل اكتسب شهرة أكثر منه ، واكتسب هيبةً لأنه كان يُرعب خصومه بتبديعهم والدعوة إلى هجرهم وعدم السلام عليهم وعدم الصلاة خلفهم وعدم الرواية عنهم وعدم مناكحتهم والتفريق بينهم وبين أزواجهم . كما فعل في مسألة اللفظ وغيرها ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي (اللفظ للقاري والمتلو للباري) . وصار هذا طبعاً عند أتباع ابن حنبل وهو أنهم يتحزبون ضد من يخالفهم ويهجرونه ويؤلبون العامة عليه وينهون عن الصلاة خلفه وعن مجالسته وعن أخذ العلم منه ، كما فعلوا مع الإمام البخاري ومع الإمام ابن جرير الطبري . [فقد كان بين ابن جرير رحمه الله وبين أبي بكر بن أبي داود اختلاف، فمال بعض الحنابلة إلى ابن أبي داود على ابن جرير فأكثروا عليه، فناله بذلك أذًى لزم بسببه بيتَه، ومُنع من الدخول عليه؛ حيث ذكر ياقوت: أنهم حالوا بين الناس وبين السماع منه، فكان لا يخرج ولا يدخل إليه]. ثم صار هذا طبعا عند غلاة أهل الحديث ،ويستعملون هذا المنهج مع مَن يخالفهم ، فهذا يرمونه بالرفض ، وهذا يرمونه بالتجهم ، حتى صار كثير من الفقهاء يداريهم ويحذرهم ولا يصادمهم ، وقد يُظهر موافقتهم في بعض الأقوال درءاً لشرهم . وهذا المنهج الحنبلي في إقصاء المخالف : استعمله أهل الحديث عبر الأزمان ، وخاصة إذا قويت شوكتهم ، وقلّ الفقهاء بينهم .
بسم الله الرحمن الرحيم (فصل في تشدد أحمد بن حنبل) أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ، وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ، ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي . وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 . وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه : قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! . وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140 وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر . وفي ص 436 ما نصه : قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة . قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي . وابن معين وغيره يوثقه . وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق . قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي . وقال ابن معين : ثقة . وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى . وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه . وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه . ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي . والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا . ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه . ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45 وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم . بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} . ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
@@MuhammadAltabari بسم الله الرحمن الرحيم (فصل في تشدد أحمد بن حنبل) أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ، وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ، ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي . وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 . وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه : قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! . وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140 وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر . وفي ص 436 ما نصه : قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة . قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي . وابن معين وغيره يوثقه . وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق . قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي . وقال ابن معين : ثقة . وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى . وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه . وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه . ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي . والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا . ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه . ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45 وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم . بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} . ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
طيب سؤال واريد كل من يتهم بأنه خارجي الجواب عليهما بشكل مباشر: من سب الله تعالى هل يقتل بعد تكفيره أو يستتاب بعد تكفيره ؟! ومن سب رسول الله صلى الله عليه وسلم هل يقتل بعد تكفيره أو يستتاب بعد تكفيره ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم (فصل في تشدد أحمد بن حنبل) أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ، وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ، ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي . وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 . وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه : قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! . وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140 وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر . وفي ص 436 ما نصه : قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة . قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي . وابن معين وغيره يوثقه . وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق . قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي . وقال ابن معين : ثقة . وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى . وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه . وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه . ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي . والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا . ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه . ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45 وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم . بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} . ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
بسم الله الرحمن الرحيم (فصل في تشدد أحمد بن حنبل) أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ، وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ، ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي . وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 . وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه : قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! . وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140 وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر . وفي ص 436 ما نصه : قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة . قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي . وابن معين وغيره يوثقه . وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق . قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي . وقال ابن معين : ثقة . وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى . وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه . وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه . ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي . والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا . ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه . ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45 وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم . بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} . ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
@@ابونبيل-ن6غ المطلوب تعرف التشدد عند بعض السلف ، وتمر على فلتر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : بسم الله الرحمن الرحيم (فلتر الإمام ابن تيمية رحمه الله) والفلتر هو الشيء الذي يًصفّى فيه الزيت والسوائل من الشوائب . البداية : من وقع في كتب السلف المتقدمين ، ولم يمر بفلتر ابن تيمية رحمه الله ، فربما وقع في الشدة ، ووقع في هجْر المخالف في المسائل الاجتهادية ، والقطيعة والنزاعات ، وهذا هو حال كثير من السلفيين. لأن أقوال السلف المتقدمين فيها شدة مع المخالف ، فهذا ابن أبي ذئب الذي أثنى عليه ابن حنبل ، قال (يُستتاب مالك وإلا ضُربت عنقه) . وهذا يحيى بن معين قال عن الإمام الشافعي إنه ليس بثقة . انتهى ، ذكره الذهبي في كتابه معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد وقال ابن معين (مَن فَضَّلَ عبد الرحمن بن مهدي على وكيع ، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين) . سير أعلام النبلاء ، ترجمة وكيع بن الجراح وقال ابن معين (:إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وفي حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام) . سير أعلام النبلاء ، ترجمة عكرمة . وفي كتاب السنة لعبدالله بن أحمد : أن سفيان الثَّوْرِيِّ، ذُكِرَ عِنْدَهُ أَبُو حَنِيفَةَ وَهُوَ فِي الْحِجْرِ فَقَالَ: «غَيْرُ ثِقَةٍ وَلَا مَأْمُونٌ حَتَّى جَاوَزَ الطَّوَافَ . انتهى وقد هجر أحمد بن حنبل يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن ابن معين كان معذور لأنه مُكره وجرح أحمد بن حنبل إمام العلل / علي بن المديني ، وأسقطه و أمر ابنه عبدالله أن يضرب على كل أحاديث ابن المديني ، لأنه أجاب في المحنة . ولم يصل صلاة الميت على أبي نصر ، عبدالملك التمار لأنه أجاب في المحنة . وهو عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار القشيري مولاهم، النسوي الدقيقي، نزيل بغداد، ولد سنة سبع وثلاثين ومائة، وتوفي سنة ثمان وعشرين ومائتين. قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال الذهبي : وكان مِمّن امتُحن في خلق القرآن، فأجاب وخاف. موقف ابن حنبل من أبي نصر التمار : قال أبو زرعة الرازي: كان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا ابن معين، ولا ممن امتحن فأجاب . وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة . انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي . وفي كتاب السنة لعبدالله بن أحمد بن حنبل: عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ يُؤْجَرُ الرَّجُلُ عَلَى بُغْضِ أَبِي حَنِيفَةَ وَأَصْحَابِهِ؟ قَالَ: إِي وَاللَّهِ . انتهى فطالب العلم المبتدئ إذا سمع هذه الروايات وقرأها ، فإنه حتما سيتأثر بها ، وسيرث الشدة على المخالف ، ولذا فإنه فمن الضروري أن يمر طالب العلم بفلتر ابن تيمية ، الذي جاء بعد القوم بنحو خمسمائة سنة ولعل هذه الشدة من القوم المتقدمين ، كانت بسبب بداية ظهور المذاهب والآراء والاختلافات ، في زمنهم . وفلتر ابن تيمية رحمه الله موجود في كتابه رفع الملام عن الأئمة الأعلام ، وفي غيره من مؤلفاته . أمثلة على فلتر ابن تيمية : قال ابن تيمية رحمه الله في رفع الملام : (وَلِيُعْلَمَ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ -الْمَقْبُولِينَ عِنْدَ الْأُمَّةِ قَبُولًا عَامًّا- يَتَعَمَّدُ مُخَالَفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَيْءٍ مِنْ سُنَّتِهِ؛ دَقِيقٍ وَلَا جَلِيلٍ . فَإِنَّهُمْ مُتَّفِقُونَ اتِّفَاقًا يَقِينِيًّا عَلَى وُجُوبِ اتِّبَاعِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلَكِنْ إذَا وُجِدَ لِوَاحِدِ مِنْهُمْ قَوْلٌ قَدْ جَاءَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ بِخِلَافِهِ, فَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ عُذْرٍ فِي تَرْكِهِ. وَجَمِيعُ الْأَعْذَارِ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ: أَحَدُهَا: عَدَمُ اعْتِقَادِهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ. وَالثَّانِي: عَدَمُ اعْتِقَادِهِ إرَادَةَ تِلْكَ الْمَسْأَلَةِ بِذَلِكَ الْقَوْلِ. وَالثَّالِثُ: اعْتِقَادُهُ أَنَّ ذَلِكَ الْحُكْمَ مَنْسُوخٌ. وَهَذِهِ الْأَصْنَافُ الثَّلَاثَةُ تَتَفَرَّعُ إلَى أَسْبَابٍ مُتَعَدِّدَةٍ: السَّبَبُ الْأَوَّلُ: أَن لا يَكُونَ الْحَدِيثُ قَدْ بَلَغَهُ, وَمَنْ لَمْ يَبْلُغْهُ الْحَدِيثُ لَمْ يُكَلَّفْ أَنْ يَكُونَ عَالِمًا بِمُوجَبِهِ, وَإِذَا لَمْ يَكُنْ قَدْ بَلَغَهُ -وَقَدْ قَالَ فِي تِلْكَ الْقَضِيَّةِ بِمُوجَبِ ظَاهِرِ آيَةٍ أَوْ حَدِيثٍ آخَرَ؛ أَوْ بِمُوجَبِ قِيَاسٍ؛ أَوْ مُوجَبِ اسْتِصْحَابٍ- فَقَدْ يُوَافِقُ ذَلِكَ الْحَدِيثَ تَارَةً, وَيُخَالِفُهُ أُخْرَى. السَّبَبُ الثَّالِثُ: اعْتِقَادُ ضَعْفِ الْحَدِيثِ بِاجْتِهَادِ قَدْ خَالَفَهُ فِيهِ غَيْرُه. السَّبَبُ الْخَامِسُ: أَنْ يَكُونَ الْحَدِيثُ قَدْ بَلَغَهُ وَثَبَتَ عِنْدَهُ لَكِنْ نَسِيَهُ. السَّبَبُ السَّادِسُ: عَدَمُ مَعْرِفَتِهِ بِدَلَالَةِ الْحَدِيثِ. تَارَةً لِكَوْنِ اللَّفْظِ الَّذِي فِي الْحَدِيثِ غَرِيبًا عِنْدَهُ, مِثْلَ لفظ "الْمُزَابَنَةِ" و "الْمُخَابَرَةِ" و "المحاقلة" . وَتَارَةً لِكَوْنِ مَعْنَاهُ فِي لُغَتِهِ وَعُرْفِهِ, غَيْرَ مَعْنَاهُ فِي لُغَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَهُوَ يَحْمِلُهُ عَلَى مَا يَفْهَمُهُ فِي لُغَتِهِ, بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْأَصْلَ بَقَاءُ اللُّغَةِ. السَّبَبُ السَّابِعُ: اعْتِقَادُهُ أَنْ لَا دَلَالَةَ فِي الْحَدِيثِ. السَّبَبُ الثَّامِنُ: اعْتِقَادُهُ أَنَّ تِلْكَ الدَّلَالَةَ قَدْ عَارَضَهَا مَا دَلَّ عَلَى أَنَّهَا لَيْسَتْ مُرَادَةً. مِثْلَ مُعَارَضَةِ الْعَامِّ بِخَاصِّ, أَوْ الْمُطْلَقِ بِمُقَيَّدِ . السَّبَبُ التَّاسِعُ: اعْتِقَادُهُ أَنَّ الْحَدِيثَ مُعَارَضٌ بِمَا يَدُلُّ عَلَى ضَعْفِهِ؛ أَوْ نَسْخِهِ؛ أَوْ تَأْوِيلِهِ إنْ كَانَ قَابِلًا لِلتَّأْوِيلِ . السَّبَبُ الْعَاشِرُ:مُعَارَضَتُهُ بِمَا يَدُلُّ عَلَى ضَعْفِهِ أَوْ نَسْخِهِ أَوْ تَأْوِيلِهِ, مِمَّا لَا يَعْتَقِدُهُ غَيْرُهُ أَوْ جِنْسُهُ مُعَارِضاً؛ أَوْ لَا يَكُونُ فِي الْحَقِيقَةِ مُعَارِضًا رَاجِحًا . انتهى كلام ابن تيمية رحمه الله ، وقد اختصرناه ، وهو كلام عميق ، يحتاجه كل طالب علم .
@@ابونبيل-ن6غ بسم الله الرحمن الرحيم (نماذج من تشدد يحيى بن معين عفا الله عنا وعنه) النموذج الأول نقل الذهبي في ترجمة وكيع بن الجراح ، ما نصه : عباس وابن أبي خيثمة ، سمعا يحيى يقول : مَن فَضَّلَ عبد الرحمن بن مهدي على وكيع ، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين . قلت : هذا كلام رديء ، فغفر الله ليحيى ، فالذي أعتقده أنا أن عبد الرحمن أعلم الرجلين وأفضل وأتقن ، وبكل حال هما إمامان نظيران . قال يعقوب الفسوي - وبلغه قول يحيى (مَن فَضَّلَ عبد الرحمن على وكيع فعليه اللعنة) - : كان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم ، ومن حاسب نفسه ، لم يقل مثل هذا ، وكيع خير فاضل حافظ .انتهى ، سير أعلام النبلاء . التعليق : الله أكبر ، أخشى أن تعود اللعنة على القائل (إن صحت الرواية عنه) ، وهذا دليل على غلو أهل الجرح والتعديل السابقين واللاحقين ، وأنهم يضخمون أخطاء العلماء ، ويضخمون أخطاء المخالف لهم . ............................ النموذج الثاني : طعن ابن معين في الإمام الشافعي : ذكر الذهبي في كتابه معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد / 49. نقلا عن ابن عبد البر حيث قال.. (قَالَ ابو عمر ابْن عبد الْبر روينَاهُ عَن مُحَمَّد بن وضاح قَالَ سَأَلت يحيى بن معِين عَن الشَّافِعِي فَقَالَ( لَيْسَ ثِقَة). ثمَّ قَالَ (يَعْنِي ابْن عبد الْبر) : ابْن وضاح لَيْسَ بِثِقَة . قَالَ ابْن عبد الْبر أَيْضا قد صَحَّ من طرق عَن ابْن معِين انه يتَكَلَّم فِي الشَّافِعِي . قلت : قد آذَى ابْن معِين نَفسه بذلك وَلم يلْتَفت النَّاس الى كَلَامه فِي الشَّافِعِي . انتهى ثم قال الذهبي : وَكَلَامه يَعْنِي ابْن معِين فِي الشَّافِعِي لَيْسَ من هَذَا اللَّفْظ الَّذِي كَانَ عَن اجْتِهَاد وَإِنَّمَا هَذَا من فلتات اللِّسَان بالهوى والعصبية فَإِن ابْن معِين كَانَ من الْحَنَفِيَّة الغلاة فِي مذْهبه وَإِن كَانَ مُحدثا وَكَذَا قَول الْحَافِظ أبي حَامِد ابْن الشَّرْقِي كَانَ يحيى ابْن معِين وأبو عبيد سَيِّئًا الرَّأْي فِي الشَّافِعِي فَصدق وَالله ابْن الشَّرْقِي أساءا فِي ذاتهما فِي عَالم زَمَانه) . انتهى ......................... النموذج الثالث : قول ابن معين في ترجمة عكرمة مولى ابن عباس ، الذي نقله الذهبي في السير : روى جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، عن يحيى بن معين قال:إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وفي حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام(1) . قلت [القائل الذهبي] : هذا محمول(2) على الوقوع فيهما بهوى وحيف في وزنهما ، أما مَن نقل ما قيل في جرحهما وتعديلهما على الإنصاف ، فقد أصاب ، نعم إنما قال يحيى هذا في معرض رواية حديث خاص في رؤية الله -تعالى- في المنام ، وهو حديث يستنكر . وقد جمع ابن منده فيه جزءا سماه : " صحة حديث عكرمة " . . (1) فاتهمه على الإسلام ، الله أكبر ، كبرت كلمةً تخرج من فيك يا ابن معين (إن صحت هذه الرواية عنك) ، أتخرج الناس من دينهم لمجرد كلامهم في حماد أو عكرمة؟!!! وقد تكلم بعض أهل الجرح والتعديل في عكرمة ، ووصفوه بأنه كان يرى رأي الإباضية ، فقد ذكر الذهبي في ترجمته ما نصه : سعيد بن أبي مريم ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود قال:كنت أول من سبب لعكرمة الخروج إلى المغرب ، وذلك أني قدمت من مصر إلى المدينة ،فلقيني عكرمة ، وسألني عن أهل المغرب ، فأخبرته بغفلتهم ، قال فخرج إليهم ، وكان أول ما أحدث فيهم رأي الصفرية .[ ص: 21 ] قال يحيى بن بكير قدم عكرمة مصر ونزل هذه الدار ، وخرج إلى المغرب ، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا . قال علي ابن المديني : كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري . وروى عمر بن قيس المكي ، عن عطاء قال : كان عكرمة إباضيا . وعن أبي مريم قال : كان عكرمة بيهسيا . وقال إبراهيم الجوزجاني : سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة ، أكان يرى رأي الإباضية ؟ فقال : يقال : إنه كان صفريا ، قلت : أتى البربر ؟ قال : نعم ، وأتى خراسان يطوف على الأمراء يأخذ منهم . وقال علي ابن المديني : حكي عن يعقوب الحضرمي ، عن جده قال : وقف عكرمة على باب المسجد فقال : ما فيه إلا كافر . قال : وكان يرى رأي الإباضية . انتهى الفضل بن موسى عن رشدين بن كريب قال : رأيت عكرمة قد أقيم قائما في لعب النرد .انتهى ، سير أعلام النبلاء (2): لا محمول ولا منقول يا ذهبي ، ودع عنك الترقيع في غير محله حتى لا تصبح فضيا ، بعد أن كنتَ ذهبيا . ومثل هذا الكلام الخطير لا يصلح ترقيعه . هذا كلام الغلاة وكلام أفراخ الخوارج ، وأتمنى ألا يثبت عن ابن معين . الخاتمة : المقصود أيها الإخوة من بيان هذه الأمور ، هو تحذير صغار طلبة العلم من غلاة أهل الحديث ، ولكي نوضح لهم أن أهل الحديث يُستفاد منهم في تخصصهم في قط ، وهو الرواية ، وأما الرأي ، ومنهجهم في التعامل مع المخالف ، فلا يصلح أن يُقتدى بهم ، لأن عندهم تشدد وخروج عن الوسطية والاعتدال . والله المستعان .
من حصر الإيمان فى التصديق ، حصر الكفر فى التكذيب
لهذا تجد الجهمية المداخلة يدعون لعبادة الطاغوت مع الله بحجة: (لا نستطيع أن نحكم على باطنه) أى أن حرب الله ورسوله التى يقودها الطاغوت هى بالنسبة لهم معصية ولا يوجد عندهم كفر عملى ولا قولى
بسم الله الرحمن الرحيم
(فصل في تشدد أحمد بن حنبل)
أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ،
وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ،
ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي .
وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 .
وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه :
قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! .
وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140
وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر .
وفي ص 436 ما نصه :
قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى
وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة .
قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي .
وابن معين وغيره يوثقه .
وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق .
قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي .
وقال ابن معين : ثقة .
وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى .
وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه .
وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى
وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه .
ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري
وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي .
والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا .
ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه .
ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45
وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم .
بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي
وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} .
ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
⬅️🛑تنبيه على فرق مهم :: لايقال نكفر باللازم مطلقا ولا يقال لا نكفر باللازم مطلقا فهناك اختلاف بحسب نوع الكفر من جهة الخفاء والظهور في ذات المسألة.... ⬅️فالأقوال الكفرية الكبرى بذاتها( يكفر بها ويكفر أيضا بلازمها من باب الزيادة في الكفر) كالقول بخلق القرآن........ وهناك أقوال بدعية لاتصل للكفر الأكبر فلا يقال بأن لازمها تكذيب الله ثم يرتب التكفير على ذلك وهءا لايصح.. مثل ضلالة الطعن في بعض آحاد الصحابة كمن طعن في أبي هريرة أو معاوية رضي الله عنهم مع محبته وتوليه لجميع الصحابة.. فهذا الطاعن ضال خبيث ولكن لايكفر بلازم تكذيبه للنصوص في مدح الصحابة...
⬅️🛑 ومن ضلال المرجئة الجهمية من الأشاعرة وغيرهم قول القاضي عياض الجهمي الأشعري حين قال بأن مقولة (الله عالم بلا علم) كفرهابالمآل... وهذا صريح بأنها عنده ليست كفرا بذاتها.. وهذا عين التجهم والكفر
تقعيد معقد على قواعد المتكلمين في استحداث الفاظ وشروحات لن تجدها في كتب السلف ولا كلام المحدثين
وهل تفسير القاضي عياض
فصل في المسألة !!!
قل شيء افضل من ذلك وهو:
الاول : التكفير بالتصريح والنطق بقول الكفر او العمل به صراحةً (ولقد قالوا كلمة الكفر……..)
الثاني : التكفير بالقول او العمل المحتمل او بالمجمل من القول والعمل عموميات الالفاظ الغير صريحة والاعمال المحتملة كالتبرك والصلاة عند القبر …………
وهذه لاتستلزم الكفر حقيقةً بل تحتاج الى استفصال وتعريف من الفاعل
بسم الله الرحمن الرحيم
(فصل في تشدد أحمد بن حنبل)
أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ،
وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ،
ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي .
وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 .
وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه :
قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! .
وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140
وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر .
وفي ص 436 ما نصه :
قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى
وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة .
قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي .
وابن معين وغيره يوثقه .
وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق .
قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي .
وقال ابن معين : ثقة .
وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى .
وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه .
وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى
وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه .
ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري
وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي .
والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا .
ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه .
ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45
وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم .
بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي
وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} .
ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
المفروض بتشرح مسألة مهمة تضع أمثلة كثيرة
بسم الله الرحمن الرحيم
(فصل في تشدد أحمد بن حنبل)
أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ،
وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ،
ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي .
وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 .
وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه :
قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! .
وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140
وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر .
وفي ص 436 ما نصه :
قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى
وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة .
قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي .
وابن معين وغيره يوثقه .
وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق .
قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي .
وقال ابن معين : ثقة .
وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى .
وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه .
وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى
وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه .
ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري
وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي .
والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا .
ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه .
ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45
وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم .
بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي
وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} .
ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
@@صفوان-و3ض ليس كل هذا صحيح فقط اريد التدقيق في هذه النصوص شكرا
من روايات الإثناعشرية العجيبة :-
قصة فطرس ؟! إن الحسين بن علي لما وُلِد ، أمر الله عز وجل جبرئيل أن يهبط في ألف من الملائكة فيهنئ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من الله ومن جبرئيل . وكان مهبط جبرئيل على جزيرة في البحر ، فيها مَلَك يقال له : فطرس ، كان من الحملة (حملة العرش) ، فبُعِثَ في شيء ، فأبطأ فيه ، فكُسِرَ جناحُه ، وألقِيَ في تلك الجزيرة ، يعبد الله فيها ستمائة عام ، حتى ولد الحسين . فقال الملك لجبرئيل : أين تريد ؟ قال : إن الله تعالى أنعم على محمد ( صلى الله عليه وآله ) بنعمة ، فبُعِثتُ أهنيه من الله ومني . فقال : يا جبرئيل ، احملني معك ، لعل محمدا ( صلى الله عليه وآله ) يدعو الله لي . فحمله ، فلما دخل جبرئيل على النبي ، هنأه من الله وهنأه منه ، و أخبره بحال فطرس . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا جبرئيل ، ادخله . فلما أدخله ، أخبر فطرس النبي بحاله ، فدعا له النبي وقال له : تمسّحْ بهذا المولود ، وعُدْ إلى مكانك . فتمسح فطرس بالحسين وارتفع . وقال : يا رسول الله ، أما ان أمتك ستقتله ، وله عليَّ مكافأة أن لا يزوره زائر إلا بلغتُه عنه ، ولا يسلم عليه مسلم إلا بلّغتُه سلامه ، ولا يصلي عليه مصل إلا بلغتُه عليه صلاته .. ثم ارتفع .. راجع هذه القصة في / كامل الزيارات لإبن قولويه - ص 140 ، إختيار معرفة الرجال للطوسي (شيخ الطائفة) 2/ 850 ، الأمالي للصدوق ص 200 ، مستدرك الوسائل للميرزا النوري 10/ 411 ، المناقب لإبن شهراشوب 3/ 229 ، بحار الأنوار للمجلسي 43/ 244 ، جامع أحاديث الشيعة للبروجردي 12/ 453 ، الغدير للأميني 4/ 164 ، مستدرك سفينة البحار للشاهرودي ص 241 ، مسند الإمام الرضا لعزيز الله عطاردي (معاصر) 1/ 145 ، موسوعة الإمام الجواد للقزويني 1/ 234 ، تفسير نور الثقلين للحويزي 4/ 348 ، تعليقة على منهج المقال للوحيد البهبهاني ص 311 ، الفوائد الرجالية لبحر العلوم 3/ 268 ، رجال الخاقاني لعلي الخاقاني ص 162 ، قاموس الرجال للتستري 9/ 312 ، معجم رجال الحديث للخوئي 17/ 167 ، الذريعة لآقا بزرك الطهراني 3/ 15 ، أعيان الشيعة لمحسن الأمين 5/ 125 ، الإيقاظ من الهجعة للحر العاملي ص 295 .
تعليقات على هذه القصة :- أولاً :- هذه أول مرة أسمع فيها أن الملائكة قد تعصي أوامر الله تعالى !! فحسب علمي ، إن الملائكة (( لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) (سورة التحريم الآية 6 ) .. ولكن يبدو أن للإثناعشرية رأي آخر !! ثانياً :- يبدو أن عقوبة المَلاك (العاصي!) - بزعم الإثناعشرية - هو كسر الجناح !! وهذه عقوبة فريدة .. لم نسمع بها من قبل !! ثالثاً :- تصورتُ أن صغار علماء الإثناعشرية فقط هم الذين يؤمنون بروايات كهذه !! ولكنني ، عندما راجعتُ مصادر الرواية ، صُعقتُ عندما وجدتُ كبار أحبارهم وشيوخهم يؤمنون بها !! مثل أبي جعفر الطوسي (شيخ طائفتهم) .. وإبن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق .. وإبن قولويه .. ومحمد باقر المجلسي .. والحر العاملي .. والبحراني .. وإبن شهراشوب .. والوحيد البهبهاني .. رابعاً :- كنتُ أظن أن علماء الإثناعشرية في العصر الحديث هم أكثر نضجاً وتعقلاً من قدمائهم ! لأنهم يسمون أنفسهم: الأصوليون ! ويزعمون أنهم لا يقبلون أي رواية إلا بعد دراسة مستفيضة وبحث عميق ، ويُطابقونها مع العقل والمنطق قبل أن يأخذوا بها .. وإذا بهم ينشروا هذه الرواية (المضحكة) في كتبهم ويستشهدون بها !! وفيهم من حاز عندهم على لقب (العلامة) و (حجة الإسلام والمسلمين) و (آية الله العظمى) .. وفي نفس الوقت يقبلون بقصة (فطرس) ويروونها ويثبتونها في كتبهم .. مثل : بحر العلوم ، والحائري ، والقزويني ، والبروجردي ، والخوئي ، والخاقاني ، والشاهرودي ، والأميني ، والتستري ، والطهراني ، ومحسن الأمين .
طوبى للأصلع :- " لا تجد في أربعين أصلعاً رجل سوء ، ولا تجد في أربعين كوسجاً (ليس في خديه شعر) رجلاً صالحاً ، وأصلع سوء أحب إلي من كوسج صالح " !! (عيون أخبار الرضا للصدوق 1/ 49 ، الفصول المهمة للحر العاملي 3/ 263 ، البحار للمجلسي 5/ 280 ، مستدرك سفينة البحار للشاهرودي 6/ 316 ، مسند الإمام الرضا للعطاردي 2/ 494 ، الخصائص الفاطمية للكجوري 2/ 253 ) ..
(جمجمة كسرى) :- قدم أمير المؤمنين ع المدائن ، فنزل بإيوان كسرى ، وكان معه دلف بن مُنَجّم كسرى (!) ، فلما صلى الزوال (الظهر) قال لدلف : قم معي .. و كان معه جماعة من أهل الساباط ، فما زال يطوف في مساكن كسرى ... ثم نظر إلى جمجمة نخرة ... قال ع : أقسمتُ عليك يا جمجمة أخبريني من أنا ، ومن أنت ؟ فنطقت الجمجمة بلسان فصيح ، وقالت : أما أنت ، فأمير المؤمنين ، وسيد الوصيين ، وإمام المتقين في الظاهر والباطن ، وأعظم من أن توصف .. وأما أنا ، فعبد الله ، وابن أمة الله ، كسرى أنو شيروان ( مدينة المعاجز للبحراني 1/ 224 ) ..
الشيعي لا تمسّه النار ، ولو كان لوطياً !! :- جاء رجل إلى أمير المؤمنين علي وقال له :- أنا ألوط الصبيان . فقال ع : أيما أحب إليك ضربة بذي الفقار ، أو أقلب عليك جدارا ، أو أضرم لك نارا ؟ فإن ذلك جزاء من ارتكب ما ارتكبته . فقال : يا مولاي ، احرقني بالنار ... فقال أهل الكوفة : أليس قالوا : إن شيعة علي ومحبيه لا تأكلهم النار ؟ ! وهذا رجل من شيعته يحرقه بالنار ، بطلتْ إمامته ، فسمع ذلك أمير المؤمنين . فأخرج الإمام الرجل ، وبنى عليه ألف حزمة من القصب ، وأعطاه مقدحة من الكبريت . وقال له : اقدحْ واحرقْ نفسك ، فإن كنتَ من شيعة علي وعارفيه ما تمسُّك النار ، وإن كنتَ من المخالفين المكذبين فالنار تأكل لحمك ، وتكسر عظمك . قال : فقدح النار واحترق القصب . وكان على الرجل ثياب كتان أبيض لم تعلقها النار ولم يقربها الدخان . فاستفتح الإمام ، وقال : كذب العادلون بالله وضلوا ضلالاً بعيداً ، وخسروا خسراناً مبيناً . ثم قال : أنا قسيم الجنة والنار ، شهد لي بذلك رسول الله - صلى الله عليه وآله - في مواطن كثيرة ( مدينة المعاجز للبحراني 1/ 258 ) .
الحية المخيفة :- نام رسول الله - صلى الله عليه وآله - فجاءت حية ووقفت على بطنه .. ولم يستطع أبو بكر ، ولا عمر أن يزيحها . ثم جاء علي ، فلما دخل علي قامت الحية في وجهه تدور حول علي وتلوذ به ، ثم صارتْ في زاوية البيت ، فانتبه النبي - صلى الله عليه وآله . فتكلمت الحية ، وقالت : يا رسول الله ، إني مَلَك غضب علي رب العالمين ، جئت إلى هذا الوصي أطلبُ إليه أن يشفع لي إلى الله تعالى . فقال رسول الله : ادعُ له حتى أؤمّن على دعائك . فدعا علي ، وأمن النبي . فقالت الحية : يا رسول الله ، قد غفر لي ورد علي جناحي ( مدينة المعاجز للبحراني 1/ 299
ما المشكله ايضا ان الشيعه وخصوصا الطائفه الاثناعشريه احبارهم وعلمائهم يلبسون على عوامهم ويلوون اعناق النصوص ويكذبون مثلما اننا نحن اهل السنه لدينا احبار وعلماء سوء يلبسون على الناس دينهم ويلوون اعناق النصوص ويصححون ويضعفون في الاحاديث بما يخدم مصالحهم ومصالح طواغيتهم .. قد قرأت في كتب الشيعه هل تعلم ان اكثر النصوص فيها يوافق نصوص اهل السنه على سبيل المثال هناك نصوص لعلمائهم يكفرون فيها من يتهم رسول الله عائشه رضي الله عنها .وغير ذلك كثير وحتى لا اطيل عليك الخلاصه اكثر الناس اليوم ليسوا على مناهجهم وعقائدهم وان ادعو انتسابهم لها على سبيل المثال الاباضيه الخوارج كتبهم تطفح بتكفير علي رضي الله عنه والبراءه منه وتمجيد اهل النهروان بينما في الواقع كثير من عوام هؤلاء الاباضيه لايكفرون علي ولايتبرئون منه بل بعضهم يترضى عليه ! وهذا العجب العجاب وتجدهم حلفاء مع من يقدس ويعظم علي رضي الله عنه الى درجة الغلو فيه واشراكه مع الله تعالى . فاكثر الناس اليوم تائهين وليس لهم مذهب ولا عقيده بل قد تجد في بعض الاشخاص انه خليط من عدة مذاهب فمثلا شخص ينتسب للاباضيه وفي التعامل مع الصحابه سني وفي باب التكفير والاسماء والصفات جهمي مع ان مذهب الاباضيه التكفيربالكبائر فضلا عن التكفير بالامور المجمع عليها عند كل الطوائف المنتسبه للاسلام انها كفر اكبر ! فتصور كيف هذا الاباضي لايكفر لا بكبيره ولا حتى بالمجمع عليه عند الامه . وهذا من اعجب العجائب وكما قال رسول الله كلها في النار الا واحده
سأل الرشيد مالكا في رجل شتم النبي ﷺ وذكر له أن فقهاء العراق افتوه بجلده فغضب مالك وقال: يا أمير المؤمنين ما بقاء الأمة بعد شتم نبيها؟ من شتم الأنبياء قتل ومن شتم أصحاب النبيﷺ جلد.»
وقال:«الذي يشتم أصحاب النبي ﷺ ليس لهم سهم أو قال نصيب في الإسلام»
وسئل عن الرافضة فقال:«لا تكلمهم ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون»
السنة للخلال_
مسند الموطأ
بسم الله الرحمن الرحيم
(فصل في تشدد أحمد بن حنبل)
أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ،
وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ،
ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي .
وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 .
وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه :
قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! .
وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140
وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر .
وفي ص 436 ما نصه :
قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى
وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة .
قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي .
وابن معين وغيره يوثقه .
وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق .
قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي .
وقال ابن معين : ثقة .
وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى .
وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه .
وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى
وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه .
ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري
وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي .
والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا .
ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه .
ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45
وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم .
بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي
وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} .
ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
اخواني في الله ليس وقتا للخلاف فليعذر بعضنا بعضا فيما اختلافنا فيه ولنجتمع فيما اتفقنا عليه كفى بنا فرقه أعداء الإسلام يتربصون بنا الصحابة اختلفوا ولكن لم يفترقوا
هذا أولا
ثانياً ايها المتحدث من انت وماهي مؤهلاتك في العلم الشرعي نرجوا الافاده
🛑⬅️ماتنشره من التوحيد والفوائد(( كتابيا ونصيا)) إذا أردت مزيدا من الأجر فعليك نشرها في تويتر وتلغرام والفيس ليمكن نسخها ونقلها وطباعتها لمن أراد
افعل بإذن
ونفعنا الله بك
بسم الله الرحمن الرحيم
(فصل في تشدد أحمد بن حنبل)
أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ،
وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ،
ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي .
وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 .
وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه :
قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! .
وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140
وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر .
وفي ص 436 ما نصه :
قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى
وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة .
قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي .
وابن معين وغيره يوثقه .
وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق .
قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي .
وقال ابن معين : ثقة .
وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى .
وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه .
وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى
وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه .
ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري
وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي .
والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا .
ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه .
ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45
وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم .
بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي
وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} .
ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
انت مين يا حاج.إنت شاغلك التكفير وبس...انت شكلك قريبا ستبوء بالكفر
لا تسلسل في التكفير لأنه يقرر بمناط الثبوت ولا يمكن التكفير من غير ثبوت التهمة
ولا يذكر كفر العاذر الا في حالة الثبوت العام.
^^ هذا اصل ضابط للمسألة فتمسك به ينجيك الله من الغلو و الإرجاء.
ثم اعلم أن مسألة كفر العاذر ليست من أصول الإيمان الستة ولا أركان الإسلام الخمسة التي رتب الله عليها دخول الجنة و النجاة من الخلود في النار وإنما هي من الكفر باللازم و المآل
يا اخي لا يلزم تكفير العاذر في الشرك الأكبر و التوحيد في الثبوت العام الذي يحكم بإسلام المشركين يكفر وان لم يثبت الثبوت العام
@@عليأبومحمدقتادةالحلبي
الكفار من حيث الجملة على قسمين :
الأول : الكافر الأصلي ، وهم كل من لم ينتسب إلى ملة الإسلام ولم ينطق بالشهادتين ، كاليهود والنصارى والمجوس والهندوس ونحوهم .
فهؤلاء من لم يكفرهم أو شك في كفرهم ، كفر ، لأن كفرهم منصوص عليه في الكتاب والسنة ومعلوم من دين الإسلام بالضرورة ، فالذي لا يكفرهم إما أن يكون مكذباً للكتاب والسنة ، وإما أن يكون غير عارف بأصل الإسلام وحقيقته ، وهذا لا يصح إسلامه لأنه ترك ركناً من أركان لا إله إلا الله وهو الكفر بالطاغوت .
الثاني : الكافر المنتسب إلى الإسلام ، وهو من نطق بالشهادتين ، ولكنه ارتكب مكفراً يخرجه من دائرة الإسلام .
وهؤلاء يتفاوت كفرهم من حيث الوضوح والخفاء إلى أقسام :
1. من كفره واضح صريح يدل عليه صريح الكتاب والسنة ، كالمشركين . الذين يدعون ويعبدون غير الله ، فهؤلاء عملهم مناقض لأصل كلمة التوحيد ومضاد لها من كل وجه ، ومن لا يكفرهم لا يخلو من حالتين : - إما أن يرى فعلهم صحيحاً ويقرهم عليه فهذا كافر مثلهم ولو لم يرتكب الشرك بنفسه ، لأنه صحح وأقر فعل الشرك ، وهذا كفر ، والعياذ بالله . وإما أن يقول إن فعلهم كفر وشرك ، ولكن لا يكفرهم متأولاً عذرهم بالجهل ، فهذا لا يكفر لأنه لم يصحح أو يقر فعلهم ولكن عرضت له شبهة عذرهم بالجهل ، فلا يكفر للشبهة التي عرضت له ، وإذا كانت الحدود تدرأ بالشبهات فمن باب أولى التكفير ، ومن ثبت إسلامه بيقين لا يخرج منه إلا بيقين ، والتأويل في إعذارهم بالجهل يمنع تكفيره ابتداء حتى تبين له النصوص ، وترفع عنه الشبهة فإن لم يكفرهم بعد ذلك ، كفر .
بسم الله الرحمن الرحيم
(فصل في تشدد أحمد بن حنبل)
أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ،
وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ،
ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي .
وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 .
وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه :
قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! .
وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140
وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر .
وفي ص 436 ما نصه :
قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى
وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة .
قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي .
وابن معين وغيره يوثقه .
وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق .
قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي .
وقال ابن معين : ثقة .
وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى .
وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه .
وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى
وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه .
ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري
وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي .
والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا .
ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه .
ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45
وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم .
بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي
وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} .
ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
@@sultans1377
أوافقك بجميع ما نقلت لكن اخالفك في تكفير العاذر في الشرك يا اخي الذي يسمي المشركين مسلمين وان لم يقر فعلهم وعذرهم بالجهل ولم يقر فعلهم لكن سماهم مسلمين فهذا يكفر اولا لم يحقق الكفر بالطاغوت ثانيا لم يفهم التوحيد إذ لو انه فهم التوحيد لا يتردد فيمن عبد غير الله ولعلم ان من عبد غير الله ليس بمسلم، ثالثا تكذيب لصوص صريحة في القرآن الكريم وخاصة ان كان من طلاب العلم او العلماء فهذا اسوء و أقبح
@@صفوان-و3ض من اين جئت بهذا الكلام الامام أحمد كان ينهى عن الكتابة عن الذين اجابوا في الفتنة لشدت خطورة الأمر وتعظيم للقرآن حتى لا يفتن الناس وليس كما زعمت انه لا يعذر بالإكراه
الجهمي ابن حزم الزنديق لا يُكفر إلا بعد إقامة الحجة ثم يفهم الحُجة ثم يُعاند بعد ذلك يكفر عنده ...
بسم الله الرحمن الرحيم
(فصل في تشدد أحمد بن حنبل)
أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ،
وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ،
ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي .
وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 .
وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه :
قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! .
وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140
وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر .
وفي ص 436 ما نصه :
قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى
وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة .
قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي .
وابن معين وغيره يوثقه .
وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق .
قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي .
وقال ابن معين : ثقة .
وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى .
وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه .
وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى
وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه .
ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري
وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي .
والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا .
ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه .
ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45
وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم .
بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي
وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} .
ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
@@صفوان-و3ض ابن حزم ليس جهمي انت مفتري
@@محمودعطار-ز9ع بسم الله الرحمن الرحيم
(نماذج من تشدد يحيى بن معين عفا الله عنا وعنه)
النموذج الأول
نقل الذهبي في ترجمة وكيع بن الجراح ، ما نصه :
عباس وابن أبي خيثمة ، سمعا يحيى يقول : مَن فَضَّلَ عبد الرحمن بن مهدي على وكيع ، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين .
قلت : هذا كلام رديء ، فغفر الله ليحيى ، فالذي أعتقده أنا أن عبد الرحمن أعلم الرجلين وأفضل وأتقن ، وبكل حال هما إمامان نظيران .
قال يعقوب الفسوي - وبلغه قول يحيى (مَن فَضَّلَ عبد الرحمن على وكيع فعليه اللعنة) - : كان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم ، ومن حاسب نفسه ، لم يقل مثل هذا ، وكيع خير فاضل حافظ .انتهى ، سير أعلام النبلاء .
التعليق : الله أكبر ، أخشى أن تعود اللعنة على القائل (إن صحت الرواية عنه) ، وهذا دليل على غلو أهل الجرح والتعديل السابقين واللاحقين ، وأنهم يضخمون أخطاء العلماء ، ويضخمون أخطاء المخالف لهم .
............................
النموذج الثاني : طعن ابن معين في الإمام الشافعي :
ذكر الذهبي في كتابه معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد / 49.
نقلا عن ابن عبد البر حيث قال.. (قَالَ ابو عمر ابْن عبد الْبر روينَاهُ عَن مُحَمَّد بن وضاح قَالَ سَأَلت يحيى بن معِين عَن الشَّافِعِي فَقَالَ( لَيْسَ ثِقَة). ثمَّ قَالَ (يَعْنِي ابْن عبد الْبر) : ابْن وضاح لَيْسَ بِثِقَة .
قَالَ ابْن عبد الْبر أَيْضا قد صَحَّ من طرق عَن ابْن معِين انه يتَكَلَّم فِي الشَّافِعِي .
قلت : قد آذَى ابْن معِين نَفسه بذلك وَلم يلْتَفت النَّاس الى كَلَامه فِي الشَّافِعِي . انتهى
ثم قال الذهبي : وَكَلَامه يَعْنِي ابْن معِين فِي الشَّافِعِي لَيْسَ من هَذَا اللَّفْظ الَّذِي كَانَ عَن اجْتِهَاد وَإِنَّمَا هَذَا من فلتات اللِّسَان بالهوى والعصبية فَإِن ابْن معِين كَانَ من الْحَنَفِيَّة الغلاة فِي مذْهبه وَإِن كَانَ مُحدثا وَكَذَا قَول الْحَافِظ أبي حَامِد ابْن الشَّرْقِي كَانَ يحيى ابْن معِين وأبو عبيد سَيِّئًا الرَّأْي فِي الشَّافِعِي فَصدق وَالله ابْن الشَّرْقِي أساءا فِي ذاتهما فِي عَالم زَمَانه) . انتهى
.........................
النموذج الثالث :
قول ابن معين في ترجمة عكرمة مولى ابن عباس ، الذي نقله الذهبي في السير :
روى جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، عن يحيى بن معين قال:إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وفي حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام(1) .
قلت [القائل الذهبي] : هذا محمول(2) على الوقوع فيهما بهوى وحيف في وزنهما ، أما مَن نقل ما قيل في جرحهما وتعديلهما على الإنصاف ، فقد أصاب ، نعم إنما قال يحيى هذا في معرض رواية حديث خاص في رؤية الله -تعالى- في المنام ، وهو حديث يستنكر . وقد جمع ابن منده فيه جزءا سماه : " صحة حديث عكرمة " . .
(1) فاتهمه على الإسلام ، الله أكبر ، كبرت كلمةً تخرج من فيك يا ابن معين (إن صحت هذه الرواية عنك) ، أتخرج الناس من دينهم لمجرد كلامهم في حماد أو عكرمة؟!!!
وقد تكلم بعض أهل الجرح والتعديل في عكرمة ، ووصفوه بأنه كان يرى رأي الإباضية ، فقد ذكر الذهبي في ترجمته ما نصه :
سعيد بن أبي مريم ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود قال:كنت أول من سبب لعكرمة الخروج إلى المغرب ، وذلك أني قدمت من مصر إلى المدينة ،فلقيني عكرمة ، وسألني عن أهل المغرب ، فأخبرته بغفلتهم ، قال فخرج إليهم ، وكان أول ما أحدث فيهم رأي الصفرية .[ ص: 21 ]
قال يحيى بن بكير قدم عكرمة مصر ونزل هذه الدار ، وخرج إلى المغرب ، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا .
قال علي ابن المديني : كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري .
وروى عمر بن قيس المكي ، عن عطاء قال : كان عكرمة إباضيا . وعن أبي مريم قال : كان عكرمة بيهسيا .
وقال إبراهيم الجوزجاني : سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة ، أكان يرى رأي الإباضية ؟ فقال : يقال : إنه كان صفريا ، قلت : أتى البربر ؟ قال : نعم ، وأتى خراسان يطوف على الأمراء يأخذ منهم .
وقال علي ابن المديني : حكي عن يعقوب الحضرمي ، عن جده قال : وقف عكرمة على باب المسجد فقال : ما فيه إلا كافر . قال : وكان يرى رأي الإباضية . انتهى
الفضل بن موسى عن رشدين بن كريب قال : رأيت عكرمة قد أقيم قائما في لعب النرد .انتهى ، سير أعلام النبلاء
(2): لا محمول ولا منقول يا ذهبي ، ودع عنك الترقيع في غير محله حتى لا تصبح فضيا ، بعد أن كنتَ ذهبيا . ومثل هذا الكلام الخطير لا يصلح ترقيعه . هذا كلام الغلاة وكلام أفراخ الخوارج ، وأتمنى ألا يثبت عن ابن معين .
الخاتمة : المقصود أيها الإخوة من بيان هذه الأمور ، هو تحذير صغار طلبة العلم من غلاة أهل الحديث ، ولكي نوضح لهم أن أهل الحديث يُستفاد منهم في تخصصهم في قط ، وهو الرواية ، وأما الرأي ، ومنهجهم في التعامل مع المخالف ، فلا يصلح أن يُقتدى بهم ، لأن عندهم تشدد وخروج عن الوسطية والاعتدال . والله المستعان .
@@محمودعطار-ز9ع
ابن حزم جهمي قح كافر بالله
اترك عنك شيخ الاسلام وانظر في حالك وحال من حولك الان ومن يحكمك كما فعل ابن تيمية او اسكت خالص فلست مكافئا له ...
وقولك عن لازم المذهب ليس بدقيق لان لازم القول لابد ان يلتزمه صاحبه وهذا امر محوري لبناء الحكم على قول الغير والله أعلم ...
لزم تكفير ابن تيمية لم يكفر الكافر
اي كافر لم يكفره ابن تيمية
سؤال هل هذا الرجل حدادي العقيدة
@@عليأبومحمدقتادةالحلبي لعدم تكفيره بالوازم
@@andamAlheusiyn بل فاق الحدادية بالتكفير فايصح القول انه من غلاة الحدادية
@@vgeee1 يسير على مبدأ خالف تعرف وتشتهر
هل تستطيع أن تطلعني على مؤهلانك العلمية ومن هم مشايخك الذين أخذت العلم عنهم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
(فصل في تشدد أحمد بن حنبل)
أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ،
وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ،
ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي .
وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 .
وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه :
قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! .
وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140
وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر .
وفي ص 436 ما نصه :
قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى
وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة .
قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي .
وابن معين وغيره يوثقه .
وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق .
قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي .
وقال ابن معين : ثقة .
وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى .
وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه .
وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى
وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه .
ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري
وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي .
والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا .
ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه .
ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45
وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم .
بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي
وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} .
ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
تاليف فين انت وابن تيمية كله كذب
سؤال هل لازم القول لازم
بسم الله الرحمن الرحيم
(فصل في تشدد أحمد بن حنبل)
أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ،
وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ،
ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي .
وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 .
وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه :
قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! .
وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140
وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر .
وفي ص 436 ما نصه :
قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى
وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة .
قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي .
وابن معين وغيره يوثقه .
وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق .
قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي .
وقال ابن معين : ثقة .
وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى .
وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه .
وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى
وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه .
ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري
وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي .
والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا .
ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه .
ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45
وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم .
بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي
وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} .
ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
يعني لازم نفهم ابن تيمية اهو قران كريم واحد غلبان جاي مسوي فاهم وضاع مثل غيره ضال .
بسم الله الرحمن الرحيم
(فصل في تشدد أحمد بن حنبل)
أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ،
وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ،
ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي .
وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 .
وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه :
قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! .
وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140
وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر .
وفي ص 436 ما نصه :
قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى
وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة .
قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي .
وابن معين وغيره يوثقه .
وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق .
قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي .
وقال ابن معين : ثقة .
وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى .
وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه .
وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى
وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه .
ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري
وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي .
والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا .
ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه .
ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45
وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم .
بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي
وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} .
ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
@صفوان-و3ض والإمام أحمد لو أجاب كان معه عذر ام لا هذا مربط الفرس .
@@محمودعطار-ز9ع ولا شك أن القول بخلق القرآن قولٌ باطل ، لأنه قد يُفضي إلى إنكار صفة من صفات الله ثابتة في كتابه ، وهي صفة الكلام ، كما دل على ذلك القرآن الكريم ، قال تعالى {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي} . الأعراف 143 ، وقال سبحانه {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ} التوبة : آية 6
فالقرآن كلام الله المنزل ، وقد تكلم به سبحانه ، ولكن أحمد بن حنبل غلا وتخبط في مسائل تتعلق بهذه المسألة ، مثل مسألة اللفظ وغيرها وكفّر القائلين باللفظ وأفتى بالتفريق بينهم وبين أزواجهم . وقد قال باللفظ علماء كبار ، وعلى رأسهم الإمام الكبير محمد بن نصر المروزي :
قال الحافظ ابن عبد البر في كتابه "الانتقاء" ص (106) عن الحافظ الكَرَابيسي ما نصه بعدما أثنى عليه: (وكان الكرابيسي، وعبدالله بن كُلاَّب، وأبو ثور، وداود بن علي، والبخاري، والحارث بن أسد المحاسبي، ومحمد بن نصر المروزي، وطبقاتهم يقولون: إن القرآن الذي تكلّم الله به صفة من صفاته، لا يجوز عليه الخلق، وإن تلاوة التالي وكلامه بالقرآن كسبٌ له وفعلٌ له وذلك مخلوق..). انتهى كلام ابن عبد البر.
وقال الذهبي في ترجمة محمد بن نصر المروزي : (لاَ يَجُوْزُ أَنْ يُقَالُ: الإِيْمَانُ، وَالإِقْرَارُ، وَالقِرَاءةُ، وَالتَّلَفُّظُ بِالقُرْآنِ غَيْرَ مَخْلُوْقٍ، فَإِنَّ اللهَ خَلَقَ العبَادَ وَأَعمَالَهُمُ، وَالإِيْمَانُ: فَقَوْلٌ وَعمَلٌ، وَالقِرَاءةُ وَالتَّلَفُّظُ: مِنْ كَسْبِ القَارِئِ، وَالمَقْرُوءُ المَلْفُوظُ: هُوَ كَلاَمُ اللهِ وَوَحْيُهُ وَتَنْزِيلُهُ، وَهُوَ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وَكَذَلِكَ كَلِمَةُ الإِيْمَانِ، وَهِيَ قَوْلُ (لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ اللهِ) دَاخلَةٌ فِي القُرْآنِ، وَمَا كَانَ مِنَ القُرْآنِ فلَيْسَ بِمَخْلُوْقٍ، وَالتَّكَلُّمُ بِهَا مِنْ فِعْلنَا، وَأَفعَالُنَا مَخْلُوْقَةٌ) . انتهى سير أعلام النبلاء
وهذا كله يبطل كلام ابن حنبل في مسألة اللفظ ، وأنه شذّ فيها وغلا وتنطع .
وقد اكتسب ابن حنبل شهرة عند العامة بسبب مسألة خلق القرآن ، مع أن هناك مِن أهل العلم من ثبت في هذه المسألة وتحمل أعظم مما تحمله ابن حنبل ، وصبر حتى الموت ، فقد ذكر الذهبي في ترجمة (نعيم بن حماد) رحمه الله في سير أعلام النبلاء ما نصه :
قال محمد بن سعد : طلب نعيم الحديث كثيرا بالعراق والحجاز ، ثم نزل مصر ، فلم يزل بها حتى أشخص منها في خلافة أبي إسحاق - يعني المعتصم - فسئل عن القرآن ، فأبى أن يجيب فيه بشيء مما أرادوه عليه ، فحُبس بسامراء ، فلم يزل محبوسا بها حتى مات في السجن سنة ثمان وعشرين ومائتين .
فهذا صبر وتحمل أعظم من أحمد بن حنبل . ولكن ابن حنبل اكتسب شهرة أكثر منه ، واكتسب هيبةً لأنه كان يُرعب خصومه بتبديعهم والدعوة إلى هجرهم وعدم السلام عليهم وعدم الصلاة خلفهم وعدم الرواية عنهم وعدم مناكحتهم والتفريق بينهم وبين أزواجهم . كما فعل في مسألة اللفظ وغيرها ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي (اللفظ للقاري والمتلو للباري) .
وصار هذا طبعاً عند أتباع ابن حنبل وهو أنهم يتحزبون ضد من يخالفهم ويهجرونه ويؤلبون العامة عليه وينهون عن الصلاة خلفه وعن مجالسته وعن أخذ العلم منه ، كما فعلوا مع الإمام البخاري ومع الإمام ابن جرير الطبري .
[فقد كان بين ابن جرير رحمه الله وبين أبي بكر بن أبي داود اختلاف، فمال بعض الحنابلة إلى ابن أبي داود على ابن جرير فأكثروا عليه، فناله بذلك أذًى لزم بسببه بيتَه، ومُنع من الدخول عليه؛ حيث ذكر ياقوت: أنهم حالوا بين الناس وبين السماع منه، فكان لا يخرج ولا يدخل إليه].
ثم صار هذا طبعا عند غلاة أهل الحديث ،ويستعملون هذا المنهج مع مَن يخالفهم ، فهذا يرمونه بالرفض ، وهذا يرمونه بالتجهم ، حتى صار كثير من الفقهاء يداريهم ويحذرهم ولا يصادمهم ، وقد يُظهر موافقتهم في بعض الأقوال درءاً لشرهم .
وهذا المنهج الحنبلي في إقصاء المخالف : استعمله أهل الحديث عبر الأزمان ، وخاصة إذا قويت شوكتهم ، وقلّ الفقهاء بينهم .
الرد على ممن يدعون التوحيد على شبهة أن قدامة ومن معه استحلوا الخمر وسيدنا عمر لم يكفرهم
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فهذا رد موجز على زعم من زعم أن قدامة بن مظعون وأصحابه قد استحلوا الخمر وسيدنتا عمر لم يكفرهم وهذا من المسائل الظاهرة لكنهم مع ذلك قد عذروا بالتأويل
فيقال لمن يستدل بهذا: أثبت العرش ثم انقش!
هت لنا نصا يكون صريح الدلالة صحيح الإسناد على أن قدامة بن مظعون قد استحل الخمر أولا ثم نناقشك في ذلك
وما وقفت عليه من الروايات الصحيحة ليس فيها شيء من ذلك!
قال عبد الرزاق: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَكَانَ أَبُوهُ شَهِدَ بَدْرًا إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، اسْتَعْمَلَ قُدَامَةَ بْنَ مَظْعُونٍ عَلَى الْبَحْرَيْنِ وَهُوَ خَالُ حَفْصَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَقَدِمَ الْجَارُودُ سَيِّدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى عُمَرَ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ قُدَامَةَ شَرِبَ فَسَكِرَ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ حَدًّا مِنْ حِدُودِ اللَّهِ حَقًّا عَلَيَّ أَنْ أَرْفَعَهُ إِلَيْكَ فَقَالَ عُمَرُ: «مَنْ يَشْهَدُ مَعَكَ» قَالَ: أَبُو هُرَيْرَةَ: فَدَعَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَ: بِمَ أَشْهَدُ؟ قَالَ: لَمْ أَرَهُ يَشْرَبُ وَلَكِنِّي رَأَيْتُهُ سَكْرَانَ فَقَالَ عُمَرُ: " لَقَدْ تَنَطَّعْتَ فِي الشَّهَادَةِ قَالَ: ثُمَّ كَتَبَ إِلَى قُدَامَةَ أَنْ يَقْدِمَ إِلَيْهِ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَقَالَ الْجَارُودُ لِعُمَرَ: أَقِمْ عَلَى هَذَا كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ عُمَرُ: «أَخَصْمٌ أَنْتَ أَمْ شَهِيدٌ» قَالَ: بَلْ شَهِيدٌ قَالَ: «فَقَدْ أَدَّيْتَ شَهَادَتَكَ» قَالَ: فَقَدْ صَمَتَ الْجَارُودُ حَتَّى غَدَا عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: أَقِمْ عَلَى هَذَا حَدَّ اللَّهِ فَقَالَ عُمَرُ: «مَا أَرَاكَ إِلَّا خَصْمًا، وَمَا شَهِدَ مَعَكَ إِلَّا رَجُلٌ» فَقَالَ الْجَارُودُ: إِنِّي أُنْشِدُكَ اللَّهَ، فَقَالَ عُمَرُ: «لَتُمْسِكَنَّ لِسَانَكَ أَوْ لَأسُوءَنَّكَ» فَقَالَ الْجَارُودُ: أَمَّا وَاللَّهِ مَا ذَاكَ بِالْحَقِّ أَنْ شَرِبَ ابْنُ عَمِّكَ وَتَسُوءُنِي، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنْ كُنْتَ تَشُكَّ فِي شَهَادَتِنَا فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنَةِ الْوَلِيدِ فَسَلْهَا، وَهِيَ امْرَأَةُ قُدَامَةَ فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى هِنْدَ ابْنَةِ الْوَلِيدِ يَنْشُدُهَا فَأَقَامَتِ الشَّهَادَةَ عَلَى زَوْجِهَا فَقَالَ عُمَرُ لِقُدَامَةَ: «إِنِّي حَادُّكَ» فَقَالَ: لَوْ شَرِبْتَ كَمَا يَقُولُونَ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تَجْلُدُونِي، فَقَالَ عُمَرُ: «لِمَ؟» قَالَ قُدَامَةُ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا} [المائدة: 93] الْآيَةُ فَقَالَ عُمَرُ: «أَخْطَأْتَ التَّأْوِيلَ إِنَّكَ إِذَا اتَّقَيْتَ اجْتَنَبْتَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ» قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: «مَاذَا تَرَوْنَ فِي جَلْدِ قُدَامَةَ» قَالُوا: لَا نَرَى أَنْ تَجْلِدَهُ مَا كَانَ مَرِيضًا، فَسَكَتَ عَنْ ذَلِكَ أَيَّامًا وَأَصْبَحَ يَوْمًا وَقَدْ عَزَمَ عَلَى جَلْدِهِ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: «مَاذَا تَرَوْنَ فِي جَلْدِ قُدَامَةَ» قَالُوا: لَا نَرَى أَنْ تَجْلِدَهُ مَا كَانَ ضَعِيفًا فَقَالَ عُمَرُ: «لَأَنْ يَلْقَى اللَّهَ تَحْتَ السِّيَاطِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَلْقَاهُ، وَهُوَ فِي عُنُقِي ائْتُونِي بِسَوْطٍ تَامٍّ» فَأَمَرَ بِقُدَامَةَ فَجُلِدَ فَغَاضَبَ عُمَرُ قُدَامَةَ وَهَجَرَهُ فَحَجَّ وَقُدَامَةُ مَعَهُ مُغَاضِبًا لَهُ، فَلَمَّا قَفَلَا مِنْ حَجِّهِمَا، وَنَزَلَ عُمَرُ بِالسُّقْيَا نَامَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ قَالَ: «عَجِّلُوا عَلَيَّ بِقُدَامَةَ فَائْتُونِي بِهِ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَى آتٍ أَتَانِي» فَقَالَ: سَالِمْ قُدَامَةَ فَإِنَّهُ أَخُوكَ فَعَجِّلُوا إِلَيَّ بِهِ فَلَمَّا أَتَوْهُ أَبَى أَنْ يَأْتِيَ، فَأَمَرَ بِهِ عُمَرُ إِنْ أَبَى إِنْ يَجُرُّوهُ إِلَيْهِ فَكَلَّمَهُ عُمَرُ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ صُلْحِهِمَا"
والسند صحيح
فهذه الرواية الصحيحة للقصة وليس فيها شيء مما يقال إنه كان يستحل الخمر ولا تدل على أنه كان يستحل الخمر لا نصا ولا ظاهرا!
لكن شبهة قدامة رضي الله عنه أن الجلد يسقط عمن له سوابق حسنة في الإسلام فلذلك قال: " لَوْ شَرِبْتَ كَمَا يَقُولُونَ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تَجْلُدُونِي، فَقَالَ عُمَرُ: «لِمَ؟» قَالَ قُدَامَةُ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا}"
ليس المعنى كما فهمه الكثير منن ادعى التوحيد أنه ما كان لكم أن تجلدوني لأنني مستحل بالتأويل فيما هو معلوم بالضرورة، إنما المعنى أعلم أنها حرام لكن ليس فيها جلد تأولا مني لقول الله تعالى (ليس عليكم…) وأن ما لدي من سوابق صالحة تهدم هذه المعصية.
وما كان يستدل على حل الخمر وما كان عمر يستدل له على تحريمه إنما كان النزاع في جواز إقامة الحد على من له سوابق وعمل صالح في الإسلام وهذه المسألة ليست من المسائل المعلومة من الدين بالضرورة حتى لا يعذر فيها المخطئ
وقد فهم تلك القصة كذلك جملة من العلماء والشراح
قال الإمام القاضي إسماعيل بن إسحاق (ت282هـ.): " وَكَأَنَّهُ أَرَادَ أَنَّ هَذِهِ الْحَالَةَ تُكَفِّرُ مَا كَانَ مِنْ شُرْبِهِ لِأَنَّهُ كَانَ مِمَّنْ اتَّقَى وَآمَنَ وَعَمِلَ الصَّالِحَاتِ وَأَخْطَأَ فِي التَّأْوِيلِ بِخِلَافِ مَنْ اسْتَحَلَّهَا" الفروق 1/303
قال ابن العربي الأشعري: " وَبَسْطُهُ أَنَّهُ لَوْ كَانَ مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ وَاتَّقَى اللَّهَ فِي غَيْرِهِ لَا يُحَدُّ عَلَى الْخَمْرِ مَا حُدَّ أَحَدٌ، فَكَانَ هَذَا مِنْ أَفْسَدِ تَأْوِيلٍ، وَقَدْ خَفِيَ عَلَى قُدَامَةَ، وَعَرَفَهُ مَنْ وَفَّقَهُ اللَّهُ لَهُ كَعُمَرَ وَابْنِ عَبَّاس" أحكام القرآن 2/169
قال الجصاص الحنفي: " وَرُوِيَ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ قَوْمًا شَرِبُوا بِالشَّامِّ وَقَالُوا هِيَ لَنَا حَلَالٌ وَتَأَوَّلُوا هَذِهِ الْآيَةَ فَأَجْمَعْ عُمَرُ وَعَلِيٌّ عَلَى أَنْ يُسْتَتَابُوا فَإِنْ تَابُوا وَإِلَّا قُتِلُوا
وَرَوَى الزُّهْرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ بْنُ رَبِيعَةَ أَنَّ الْجَارُودَ سَيِّدَ بَنِي عَبْدِ الْقِيسِ وَأَبَا هُرَيْرَةَ شَهِدَا عَلَى قَدَّامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ أَنَّهُ شَرِبَ الْخَمْرَ وَأَرَادَ عُمَرُ أَنْ يَجْلِدَهُ فَقَالَ قَدَّامَةُ لَيْسَ لَك ذَلِكَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ الْآيَةُ فَقَالَ عُمَرُ إنَّك قَدْ أَخْطَأْت التَّأْوِيلَ يَا قَدَّامَةُ إذَا اتَّقَيْت اجْتَنَبْت مَا حَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْك فَلَمْ يَحْكُمُوا عَلَى قَدَّامَةَ بحكمهم عَلَى الَّذِينَ شَرِبُوهَا بِالشَّامِّ وَلَمْ يَكُنْ حُكْمُهُ حُكْمَهُمْ لِأَنَّ أُولَئِكَ شَرِبُوهَا مُسْتَحِلِّينَ لَهَا وَمُسْتَحِلُّ مَا حَرَّمَ اللَّهُ كَافِرٌ فَلِذَلِكَ اسْتَتَابُوهُمْ
وَأَمَّا قَدَّامَةُ بْنُ مَظْعُونٍ فَلَمْ يَشْرَبْهَا مُسْتَحِلًّا لِشُرْبِهَا وَإِنَّمَا تَأَوَّلَ الْآيَةَ عَلَى أَنَّ الْحَالَ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا وَوُجُودُ الصِّفَةِ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْآيَةِ فِيهِ مُكَفِّرَةٌ لِذُنُوبِهِ وَهُوَ قَوْله تَعَالَى لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ فَكَانَ عِنْدَهُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْآيَةِ وَأَنَّهُ لَا يَسْتَحِقُّ الْعُقُوبَةَ عَلَى شُرْبِهَا مَعَ اعْتِقَادِهِ لِتَحْرِيمِهَا وَلِتَكْفِيرِ إحْسَانِهِ إسَاءَتَهُ" أحكام القرآن 4/128-129
بسم الله الرحمن الرحيم
(فصل في تشدد أحمد بن حنبل)
أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ،
وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ،
ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي .
وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 .
وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه :
قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! .
وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140
وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر .
وفي ص 436 ما نصه :
قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى
وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة .
قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي .
وابن معين وغيره يوثقه .
وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق .
قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي .
وقال ابن معين : ثقة .
وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى .
وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه .
وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى
وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه .
ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري
وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي .
والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا .
ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه .
ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45
وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم .
بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي
وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} .
ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
@@MuhammadAltabari بسم الله الرحمن الرحيم
(فصل في تشدد أحمد بن حنبل)
أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ،
وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ،
ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي .
وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 .
وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه :
قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! .
وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140
وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر .
وفي ص 436 ما نصه :
قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى
وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة .
قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي .
وابن معين وغيره يوثقه .
وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق .
قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي .
وقال ابن معين : ثقة .
وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى .
وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه .
وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى
وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه .
ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري
وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي .
والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا .
ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه .
ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45
وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم .
بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي
وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} .
ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
طيب سؤال واريد كل من يتهم بأنه خارجي الجواب عليهما بشكل مباشر:
من سب الله تعالى هل يقتل بعد تكفيره أو يستتاب بعد تكفيره ؟! ومن سب رسول الله صلى الله عليه وسلم هل يقتل بعد تكفيره أو يستتاب بعد تكفيره ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
(فصل في تشدد أحمد بن حنبل)
أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ،
وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ،
ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي .
وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 .
وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه :
قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! .
وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140
وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر .
وفي ص 436 ما نصه :
قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى
وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة .
قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي .
وابن معين وغيره يوثقه .
وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق .
قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي .
وقال ابن معين : ثقة .
وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى .
وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه .
وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى
وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه .
ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري
وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي .
والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا .
ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه .
ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45
وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم .
بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي
وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} .
ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
بارك الله فيك
بسم الله الرحمن الرحيم
(فصل في تشدد أحمد بن حنبل)
أحمد بن حنبل كان متشددا ، وجرح يحيى بن معين ،ولم يرد عليه السلام لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها ،
وجرح إمام العلل / علي بن المديني ، لأنه أجاب في المحنة مكرها ،
ولم يصل على أخيه المسلم صلاة الميت الذي توفي / عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه. وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة. انتهى قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ، ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي .
وكان ابن حنبل يفتي بترك الصلاة خلف مَن يختلف معه في بعض المسائل ، وهذا من الغلو ، وابن حنبل هو أولى بأن يُبدَّع وأن تُترك الصلاة خلفه ، لأنه ورد عنه أنه دعا غير الله في إحدى المرات ، فقد روى عنه ابنه عبد الله، قال: سمعت أبي يقول: “حججتُ خمس حجج، منها ثنتين راكبًا، وثلاثة ماشيًا -أو: ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا-، فضللت الطريق في حجّة، وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله، دلونا على الطريق، فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق”، أو كما قال أبي. وهذه الحكاية صحيحة ثابتة عن ابن حنبل في “مسائل ابنه عبد الله”، كما رواها البيهقي في “شعب الإيمان” بسنده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، وكذا الحافظ ابن عساكر في “تاريخ دمشق وأما المفتون بابن حنبل فإنه سيتعسف في تحريف هذه الرواية ، وسيقوم بالتبرير له ، ولكننا نقول له : هذا شأنك ، فأما المحايد والمعتدل فلن يقبل من ابن حنبل دعاء غير الله (كالملائكة) وغيرهم ، لورود النصوص القرآنية القطعية والكثيرة في تحريم دعاء غير الله ، والنصوص التي فيها الحث على اللجوء إلى الله سبحانه عند الشدائد مثل قوله تعالى في سور النمل {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} : 26 .
وكان ابن حنبل متشددا ويحرم النظر في كتب الفقه ، جاء في طبقات الحنابلة (ج1 ، ص 139) ما نصه :
قلتُ لأبي عبدالله : أترى يكتب الرجل كتب الشافعي ؟ قال : لا . قلت : أترى أن يكتب (الرسالة) ؟ قال : لا تسألني عن شيءٍ مُحدث . قلتُ : كتبتَها ؟ قال : معاذ الله ! .
وقال أيضا : قال أحمد : لا تكتب كلام مالك ولا سفيان ولا الشافعي ولا إسحاق بن راهوية ،ولا أبي عبيد . اهـ ص 140
وفي طبقات الحنابلة (ج2/ ص 79) وقال أبومزاحم الخاقاني : سمعت عمي عبدالرحمن بن يحيى ابن خاقان يقول : سألتُ أحمدَ بن حنبل أيُّما أحب إليك : جامع سفيان أو موطأ مالك ؟ قال : لا ذا ولا ذا ، عليك بالأثر .
وفي ص 436 ما نصه :
قال مُهنَّى : سألتُ أحمد عن رجل مات وترك كتباً كثيرة من كتب الرأي ، وترك عليها دين . ترى أن تُباع الكتب ؟ قال : لا ، قلتُ إن عليه ديناً ، قال : وإن كان عليه ديْن . فقلت له : فأيُّ شيء يصنع بالكتب ؟ قال :تُدفن . انتهى
وفي ميزان الاعتدال : في ترجمة معلى بن منصور الرازي الفقيه أبويعلى ، روى له أصحاب الكتب الستة .
قال أبوداود في سننه : كان أحمد لا يروي عن معلّى لأنه كان ينظر في الرأي .
وابن معين وغيره يوثقه .
وكان المعلى طَلّابة للعلم ، رحل وعنى وهو صدوق .
قلت [القائل هو الذهبي] : وتفقه على القاضي أبي يوسف ، وبرع فأتقن الحديث والرأي .
وقال ابن معين : ثقة .
وقال أحمد العجلي : ثقة صاحب سنة ، نبيل ، طلبوه للقضاء غير مرة فأبى .
وقال يعقوب بن شيبة : ثقة متقن فقيه .
وقد لحق البخاري معلّى ، وسمع منه القليل ، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين . انتهى (ج 5 / ص 355) انتهى
وبعد هذه النقولات من طبقات الحنابلة ، يتبين أن ابن حنبل كان يحرم النظر في كتب الفقه ويحرّم بيعها ، لأنه قال (تُدفن ولا تُباع)، ويرى أنها مُحدثة . وكان يترك الرواية عمن يطالع في كتب الفقه .
ولا شك أن هذا قول باطل ، والتفقه في الدين أمرٌ حسن ، ومندوبٌ إليه شرعا ، لحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري
وعلى هذا جرى عمل المسلمين ، وظهرت مدارس فقهية كبيرة ، كمدرسة الأحناف ومدرسة المالكية ومدرسة الشافعية ، ولهم مصنفات كبيرة وصغيرة ، يتدرج فيها الطالب في دراسة الفقه ، فيبدأ بدارسة المختصرات ، ثم يتوسع بعد ذلك ، مع دراسة كتب التفسير والحديث النبوي .
والعجيب أن الذي جاؤوا بعد ابن حنبل وانتسبوا إليه خالفوه ، وعملوا له مذهبا فقهيا ، ووضعوا كتبا في الرأي والفقه ، حتى صار مذهبا فقهيا مستقلا مثل المذاهب الثلاثة المذكورة آنفا ، وهذا من عجائب الدنيا .
ولذا فإن المذهب الفقهي الحنبلي ملفق على ابن حنبل ، لأنه يحرِّمُ هذا الأمر ولا يرتضيه .
ومما يؤيد ذلك قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : وأكثر الإقناع، والمنتهى، مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك مَن عرفه. انتهى ، الدرر السنية 1/ 45
وكان ابن حنبل يهجر المخالف له في مسائل اجتهادية علمية ويُحرِّم تزويجه ويؤيد التفريق بينه وبين زوجته ، مثل مسألة اللفظ فقد ذهب البخاري إلى أن فعل العبد مخلوق ، فصوتُ العبد مخلوق ، وأما القرآن فهو كلام الله المنزل وليس مخلوقا ، وقول البخاري هو الصحيح ، فإن صوت العبد مخلوق ، لكن القرآن كلام الله المنزل ، ومع ذلك كان ابن حنبل يهجر مَن يقول بذلك ،وهجر الفقيه الكرابيسي لأجل هذه المسألة ، مع أن الصواب هو قول الكرابيسي وأخذ به الإمام البخاري والإمام مسلم ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم .
بل وكره ابن حنبل الكتابة عن يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن الرجل معذور ومُكره . وقد ردّ الذهبي على ابن حنبل فقال : هذا أمر ضيق ولا حرج على من أجاب في المحنة ، بل ولا على من أُكره على صريح الكفر عملا بالآية . وهذا هو الحق . وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة ، فخاف مِن سطوة الدولة ، وأجاب تقية . انتهى كلام الذهبي
وأحمد بن حنبل نفسه لو أجابهم إلى القول بخلق القرآن لكان معذورا ، قال تعالى {إلا مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} .
ولأنها أيضاً مسألة حادثة ، ولم يتكلم فيها الصحابة رضي الله عنهم ، ولم تظهر في زمنهم ، ولأنها مسألة تنظيرية لا يحتاجها المسلم في عباداته اليومية .
@@صفوان-و3ض والمطلوب ؟
هل اختلاف الفقهاء المتكلمين مع السلف اختلاف معتبر؟؟
@@ابونبيل-ن6غ المطلوب تعرف التشدد عند بعض السلف ، وتمر على فلتر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
بسم الله الرحمن الرحيم
(فلتر الإمام ابن تيمية رحمه الله)
والفلتر هو الشيء الذي يًصفّى فيه الزيت والسوائل من الشوائب .
البداية :
من وقع في كتب السلف المتقدمين ، ولم يمر بفلتر ابن تيمية رحمه الله ،
فربما وقع في الشدة ، ووقع في هجْر المخالف في المسائل الاجتهادية ، والقطيعة والنزاعات ، وهذا هو حال كثير من السلفيين.
لأن أقوال السلف المتقدمين فيها شدة مع المخالف ، فهذا ابن أبي ذئب الذي أثنى عليه ابن حنبل ، قال (يُستتاب مالك وإلا ضُربت عنقه) .
وهذا يحيى بن معين قال عن الإمام الشافعي إنه ليس بثقة . انتهى ، ذكره الذهبي في كتابه معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد
وقال ابن معين (مَن فَضَّلَ عبد الرحمن بن مهدي على وكيع ، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين) . سير أعلام النبلاء ، ترجمة وكيع بن الجراح
وقال ابن معين (:إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وفي حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام) . سير أعلام النبلاء ، ترجمة عكرمة .
وفي كتاب السنة لعبدالله بن أحمد : أن سفيان الثَّوْرِيِّ، ذُكِرَ عِنْدَهُ أَبُو حَنِيفَةَ وَهُوَ فِي الْحِجْرِ فَقَالَ: «غَيْرُ ثِقَةٍ وَلَا مَأْمُونٌ حَتَّى جَاوَزَ الطَّوَافَ . انتهى
وقد هجر أحمد بن حنبل يحيى بن معين ، لأنه أجاب في المحنة ، مع أن ابن معين كان معذور لأنه مُكره
وجرح أحمد بن حنبل إمام العلل / علي بن المديني ، وأسقطه و أمر ابنه عبدالله أن يضرب على كل أحاديث ابن المديني ، لأنه أجاب في المحنة .
ولم يصل صلاة الميت على أبي نصر ، عبدالملك التمار لأنه أجاب في المحنة .
وهو عبد الملك بن عبد العزيز القشيري أبو نصر التمار القشيري مولاهم، النسوي الدقيقي، نزيل بغداد، ولد سنة سبع وثلاثين ومائة، وتوفي سنة ثمان وعشرين ومائتين.
قال ابن الجوزي: كان عالمًا، ثقة، زاهدًا، يُعَدُّ في الأبدال، وكان مِمّن أجاب في المحنة، وكان أحمد ينهى عن الكتابة عنه، ولم يخرج للصلاة عليه.
وقال الذهبي : وكان مِمّن امتُحن في خلق القرآن، فأجاب وخاف.
موقف ابن حنبل من أبي نصر التمار :
قال أبو زرعة الرازي: كان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا ابن معين، ولا ممن امتحن فأجاب .
وقال أبو الحسن الميموني: صح عندي أنه - يعني: أحمد - لم يحضر أبا نصر التمار حين مات، فحسبت أن ذلك لما كان أجاب في المحنة . انتهى
قلت سبحانك هذا غلوٌ شديد
أيترك الصلاة على أخيه المسلم لأجل أنه أجاب في المحنة مُكرها!!! ،
ومع ذلك لم يأخذ العلماء بكلام ابن حنبل وروى له: مسلم ، والنسائي .
وفي كتاب السنة لعبدالله بن أحمد بن حنبل:
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ يُؤْجَرُ الرَّجُلُ عَلَى بُغْضِ أَبِي حَنِيفَةَ وَأَصْحَابِهِ؟ قَالَ: إِي وَاللَّهِ . انتهى
فطالب العلم المبتدئ إذا سمع هذه الروايات وقرأها ، فإنه حتما سيتأثر بها ، وسيرث الشدة على المخالف ،
ولذا فإنه فمن الضروري أن يمر طالب العلم بفلتر ابن تيمية ، الذي جاء بعد القوم بنحو خمسمائة سنة
ولعل هذه الشدة من القوم المتقدمين ، كانت بسبب بداية ظهور المذاهب والآراء والاختلافات ، في زمنهم .
وفلتر ابن تيمية رحمه الله موجود في كتابه رفع الملام عن الأئمة الأعلام ، وفي غيره من مؤلفاته .
أمثلة على فلتر ابن تيمية :
قال ابن تيمية رحمه الله في رفع الملام :
(وَلِيُعْلَمَ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ -الْمَقْبُولِينَ عِنْدَ الْأُمَّةِ قَبُولًا عَامًّا- يَتَعَمَّدُ مُخَالَفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَيْءٍ مِنْ سُنَّتِهِ؛ دَقِيقٍ وَلَا جَلِيلٍ .
فَإِنَّهُمْ مُتَّفِقُونَ اتِّفَاقًا يَقِينِيًّا عَلَى وُجُوبِ اتِّبَاعِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلَكِنْ إذَا وُجِدَ لِوَاحِدِ مِنْهُمْ قَوْلٌ قَدْ جَاءَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ بِخِلَافِهِ, فَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ عُذْرٍ فِي تَرْكِهِ. وَجَمِيعُ الْأَعْذَارِ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ:
أَحَدُهَا: عَدَمُ اعْتِقَادِهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ.
وَالثَّانِي: عَدَمُ اعْتِقَادِهِ إرَادَةَ تِلْكَ الْمَسْأَلَةِ بِذَلِكَ الْقَوْلِ.
وَالثَّالِثُ: اعْتِقَادُهُ أَنَّ ذَلِكَ الْحُكْمَ مَنْسُوخٌ.
وَهَذِهِ الْأَصْنَافُ الثَّلَاثَةُ تَتَفَرَّعُ إلَى أَسْبَابٍ مُتَعَدِّدَةٍ:
السَّبَبُ الْأَوَّلُ:
أَن لا يَكُونَ الْحَدِيثُ قَدْ بَلَغَهُ, وَمَنْ لَمْ يَبْلُغْهُ الْحَدِيثُ لَمْ يُكَلَّفْ أَنْ يَكُونَ عَالِمًا بِمُوجَبِهِ, وَإِذَا لَمْ يَكُنْ قَدْ بَلَغَهُ -وَقَدْ قَالَ فِي تِلْكَ الْقَضِيَّةِ بِمُوجَبِ ظَاهِرِ آيَةٍ أَوْ حَدِيثٍ آخَرَ؛ أَوْ بِمُوجَبِ قِيَاسٍ؛ أَوْ مُوجَبِ اسْتِصْحَابٍ- فَقَدْ يُوَافِقُ ذَلِكَ الْحَدِيثَ تَارَةً, وَيُخَالِفُهُ أُخْرَى.
السَّبَبُ الثَّالِثُ: اعْتِقَادُ ضَعْفِ الْحَدِيثِ بِاجْتِهَادِ قَدْ خَالَفَهُ فِيهِ غَيْرُه.
السَّبَبُ الْخَامِسُ: أَنْ يَكُونَ الْحَدِيثُ قَدْ بَلَغَهُ وَثَبَتَ عِنْدَهُ لَكِنْ نَسِيَهُ.
السَّبَبُ السَّادِسُ: عَدَمُ مَعْرِفَتِهِ بِدَلَالَةِ الْحَدِيثِ.
تَارَةً لِكَوْنِ اللَّفْظِ الَّذِي فِي الْحَدِيثِ غَرِيبًا عِنْدَهُ, مِثْلَ لفظ "الْمُزَابَنَةِ" و "الْمُخَابَرَةِ" و "المحاقلة" .
وَتَارَةً لِكَوْنِ مَعْنَاهُ فِي لُغَتِهِ وَعُرْفِهِ, غَيْرَ مَعْنَاهُ فِي لُغَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَهُوَ يَحْمِلُهُ عَلَى مَا يَفْهَمُهُ فِي لُغَتِهِ, بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْأَصْلَ بَقَاءُ اللُّغَةِ.
السَّبَبُ السَّابِعُ: اعْتِقَادُهُ أَنْ لَا دَلَالَةَ فِي الْحَدِيثِ.
السَّبَبُ الثَّامِنُ: اعْتِقَادُهُ أَنَّ تِلْكَ الدَّلَالَةَ قَدْ عَارَضَهَا مَا دَلَّ عَلَى أَنَّهَا لَيْسَتْ مُرَادَةً. مِثْلَ مُعَارَضَةِ الْعَامِّ بِخَاصِّ, أَوْ الْمُطْلَقِ بِمُقَيَّدِ .
السَّبَبُ التَّاسِعُ: اعْتِقَادُهُ أَنَّ الْحَدِيثَ مُعَارَضٌ بِمَا يَدُلُّ عَلَى ضَعْفِهِ؛ أَوْ نَسْخِهِ؛ أَوْ تَأْوِيلِهِ إنْ كَانَ قَابِلًا لِلتَّأْوِيلِ .
السَّبَبُ الْعَاشِرُ:مُعَارَضَتُهُ بِمَا يَدُلُّ عَلَى ضَعْفِهِ أَوْ نَسْخِهِ أَوْ تَأْوِيلِهِ, مِمَّا لَا يَعْتَقِدُهُ غَيْرُهُ أَوْ جِنْسُهُ مُعَارِضاً؛ أَوْ لَا يَكُونُ فِي الْحَقِيقَةِ مُعَارِضًا رَاجِحًا . انتهى كلام ابن تيمية رحمه الله ، وقد اختصرناه ، وهو كلام عميق ، يحتاجه كل طالب علم .
@@ابونبيل-ن6غ بسم الله الرحمن الرحيم
(نماذج من تشدد يحيى بن معين عفا الله عنا وعنه)
النموذج الأول
نقل الذهبي في ترجمة وكيع بن الجراح ، ما نصه :
عباس وابن أبي خيثمة ، سمعا يحيى يقول : مَن فَضَّلَ عبد الرحمن بن مهدي على وكيع ، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين .
قلت : هذا كلام رديء ، فغفر الله ليحيى ، فالذي أعتقده أنا أن عبد الرحمن أعلم الرجلين وأفضل وأتقن ، وبكل حال هما إمامان نظيران .
قال يعقوب الفسوي - وبلغه قول يحيى (مَن فَضَّلَ عبد الرحمن على وكيع فعليه اللعنة) - : كان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم ، ومن حاسب نفسه ، لم يقل مثل هذا ، وكيع خير فاضل حافظ .انتهى ، سير أعلام النبلاء .
التعليق : الله أكبر ، أخشى أن تعود اللعنة على القائل (إن صحت الرواية عنه) ، وهذا دليل على غلو أهل الجرح والتعديل السابقين واللاحقين ، وأنهم يضخمون أخطاء العلماء ، ويضخمون أخطاء المخالف لهم .
............................
النموذج الثاني : طعن ابن معين في الإمام الشافعي :
ذكر الذهبي في كتابه معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد / 49.
نقلا عن ابن عبد البر حيث قال.. (قَالَ ابو عمر ابْن عبد الْبر روينَاهُ عَن مُحَمَّد بن وضاح قَالَ سَأَلت يحيى بن معِين عَن الشَّافِعِي فَقَالَ( لَيْسَ ثِقَة). ثمَّ قَالَ (يَعْنِي ابْن عبد الْبر) : ابْن وضاح لَيْسَ بِثِقَة .
قَالَ ابْن عبد الْبر أَيْضا قد صَحَّ من طرق عَن ابْن معِين انه يتَكَلَّم فِي الشَّافِعِي .
قلت : قد آذَى ابْن معِين نَفسه بذلك وَلم يلْتَفت النَّاس الى كَلَامه فِي الشَّافِعِي . انتهى
ثم قال الذهبي : وَكَلَامه يَعْنِي ابْن معِين فِي الشَّافِعِي لَيْسَ من هَذَا اللَّفْظ الَّذِي كَانَ عَن اجْتِهَاد وَإِنَّمَا هَذَا من فلتات اللِّسَان بالهوى والعصبية فَإِن ابْن معِين كَانَ من الْحَنَفِيَّة الغلاة فِي مذْهبه وَإِن كَانَ مُحدثا وَكَذَا قَول الْحَافِظ أبي حَامِد ابْن الشَّرْقِي كَانَ يحيى ابْن معِين وأبو عبيد سَيِّئًا الرَّأْي فِي الشَّافِعِي فَصدق وَالله ابْن الشَّرْقِي أساءا فِي ذاتهما فِي عَالم زَمَانه) . انتهى
.........................
النموذج الثالث :
قول ابن معين في ترجمة عكرمة مولى ابن عباس ، الذي نقله الذهبي في السير :
روى جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، عن يحيى بن معين قال:إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وفي حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام(1) .
قلت [القائل الذهبي] : هذا محمول(2) على الوقوع فيهما بهوى وحيف في وزنهما ، أما مَن نقل ما قيل في جرحهما وتعديلهما على الإنصاف ، فقد أصاب ، نعم إنما قال يحيى هذا في معرض رواية حديث خاص في رؤية الله -تعالى- في المنام ، وهو حديث يستنكر . وقد جمع ابن منده فيه جزءا سماه : " صحة حديث عكرمة " . .
(1) فاتهمه على الإسلام ، الله أكبر ، كبرت كلمةً تخرج من فيك يا ابن معين (إن صحت هذه الرواية عنك) ، أتخرج الناس من دينهم لمجرد كلامهم في حماد أو عكرمة؟!!!
وقد تكلم بعض أهل الجرح والتعديل في عكرمة ، ووصفوه بأنه كان يرى رأي الإباضية ، فقد ذكر الذهبي في ترجمته ما نصه :
سعيد بن أبي مريم ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود قال:كنت أول من سبب لعكرمة الخروج إلى المغرب ، وذلك أني قدمت من مصر إلى المدينة ،فلقيني عكرمة ، وسألني عن أهل المغرب ، فأخبرته بغفلتهم ، قال فخرج إليهم ، وكان أول ما أحدث فيهم رأي الصفرية .[ ص: 21 ]
قال يحيى بن بكير قدم عكرمة مصر ونزل هذه الدار ، وخرج إلى المغرب ، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا .
قال علي ابن المديني : كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري .
وروى عمر بن قيس المكي ، عن عطاء قال : كان عكرمة إباضيا . وعن أبي مريم قال : كان عكرمة بيهسيا .
وقال إبراهيم الجوزجاني : سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة ، أكان يرى رأي الإباضية ؟ فقال : يقال : إنه كان صفريا ، قلت : أتى البربر ؟ قال : نعم ، وأتى خراسان يطوف على الأمراء يأخذ منهم .
وقال علي ابن المديني : حكي عن يعقوب الحضرمي ، عن جده قال : وقف عكرمة على باب المسجد فقال : ما فيه إلا كافر . قال : وكان يرى رأي الإباضية . انتهى
الفضل بن موسى عن رشدين بن كريب قال : رأيت عكرمة قد أقيم قائما في لعب النرد .انتهى ، سير أعلام النبلاء
(2): لا محمول ولا منقول يا ذهبي ، ودع عنك الترقيع في غير محله حتى لا تصبح فضيا ، بعد أن كنتَ ذهبيا . ومثل هذا الكلام الخطير لا يصلح ترقيعه . هذا كلام الغلاة وكلام أفراخ الخوارج ، وأتمنى ألا يثبت عن ابن معين .
الخاتمة : المقصود أيها الإخوة من بيان هذه الأمور ، هو تحذير صغار طلبة العلم من غلاة أهل الحديث ، ولكي نوضح لهم أن أهل الحديث يُستفاد منهم في تخصصهم في قط ، وهو الرواية ، وأما الرأي ، ومنهجهم في التعامل مع المخالف ، فلا يصلح أن يُقتدى بهم ، لأن عندهم تشدد وخروج عن الوسطية والاعتدال . والله المستعان .