كارل ماركس والمسألة اليهودية

Поділитися
Вставка
  • Опубліковано 10 лют 2024
  • كارل ماركس والمسألة اليهودية
    "إن القومية الخرافية لليهودي هي قومية التاجر، إنسان المال بشكل عام"
    كارل ماركس
    كانت البوصلة الفكرية للتيار الإشتراكي اليساري حول المسألة اليهودية نصا عميقا للفيلسوف الألماني كارل ماركس، حمل عنوان "حول المسألة اليهودية" وصدر هذا النص في الحولية الألمانية الفرنسية في باريس سنة 1844، وكان ردا على نص للفيلسوف الهيجلي اليساري "برينو باور" Bruno Bauer حمل عنوان "المسألة اليهودية": يستهل باور نصّه بأسئلة نقدية لاذعة ليهود ألمانيا فيقول: يطالب اليهود الألمان بالتحرر، فبأي تحرر يطالبون؟! التحرر كمواطنين (أي) التحرر السياسي... ثم يجيبهم: ليس ثمة من هو متحرر سياسيا في ألمانيا. نحن أنفسنا لسنا أحرارا، فكيف نستطيع تحريركم؟ انتم اليهود أنانيون، حين تطالبون لأنفسكم بإنعتاق خاص، عليكم أن تعملوا من أجل إنعتاق ألمانيا السياسي، وكبشر من أجل الانعتاق البشري. وذهب باور في أطروحته إلى القول بأن الإنسان كي يتحرر عليه أن يضحّي بامتياز العقيدة وأن تحرر اليهود يمر حتما عبر تحررهم من الديانة اليهودية. يقول باور: "ستُحل المسألة اليهودية عندما يكف اليهودي عن أن يكون يهوديًا، حين لا يدع شعائره تعيقه عن أداء واجباته إزاء الدولة وشركائه في المواطنة، أي يذهب مثلا يوم السبت إلى مجلس نواب الشعب ويشارك في المداولات العامة، يجب إلغاء كل الإمتيازات الدينية بشكل عام بما في ذلك أيضا إحتكار الكنيسة لإمتيازات خاصة، وإذا كان البعض أو العديدون أو الغالبية العظمى لا تزال تعتقد ان عليها أن تؤدي واجبات دينية، فينبغي ان يترك ذلك لهم كمسألة شخصية بحتة."
    رفض كارل ماركس موقف باور الإقصائي للدين كعقيدة فردية وبلور موقفا علمانيا من الدين أكثر إعتدالا. اعتبر عكس باور ان التحرر السياسي هو تحرر الدولة من الدين وليس تحرر الفرد من الدين، وأعطي كارل ماركس الأنظمة في أمريكا الشمالية كمثال على حيادية الدولة إزاء العقائد الدينية، رغم أن الممارسة الدينية متجذّرة بشكل كبير في المجتمع الأمريكي، الفرد متدين والدولة تقع على نفس المسافة من كل الديانات. فشرط التحرر السياسي هو تحرر الدولة من الدين وليس تحرر الفرد من الدين. كارل ماركس سيتجاوز باور ويعتبر ان التحرر السياسي لليهود لا يكفي لحل المسألة اليهودية بل يجب أن يتبعه التحرر الإنساني لليهود. ماركس سيدعونا إلى ان لا نبحث عن اليهودي في دينه بل عن سر الدين في اليهودي الواقعي. و اليهودي الواقعي عند كارل ماركس ليس يهودي يوم السبت بل يهودي بقية أيام الأسبوع الذي حدد له المجتمع البرجوازي مهاما وظيفية بعينها، وهي وظيفة التاجر، و إنسان المال بشكل عام. حسب ماركس اليهودية الوظيفية في المجتمع الرأسمالي ليست اليهودية الدينية، بل هي وظيفة اجتماعية فرضتها البورجوازية على الفرد اليهودي. ولذلك فان التحرر من اليهودية الوظيفية يعني التحرر من رأسمالية المال كمقياس لإنسانية الإنسان، والتي ينتج عنها اغتراب اليهودي عن ذاته كإنسان، ولن يتم ذلك إلا بالقضاء على رأس المال المالي. وهذا ما قصده كارل ماركس بقوله :إن التحرر الإجتماعي لليهودي هو تحرر المجتمع من اليهودية. أي التحرر من اليهودية كمهام وظيفية وليس من اليهودية كدين. يقول ماركس أن المسيحية كانت الفكرة النبيلة لليهودية، وكأنه يستحضر صورة المسيح عندما قام بطرد التجار الذين حوّلوا المعبد إلى سوق وقوله: "لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ معا "، لكن في المجتمع البرجوازي حسب كارل ماركس ستذوب هذه الروح المسيحية في اليهودية الماركنتلية وستفقد سموّها. ينتهي كارل ماركس إلى القول ان إله إسرائيل، أي إله اليهودية الماركنتلية، هو المال وهذا الإله الغيور جدا لا يقبل أن يُشرَك به، وأن القومية الخرافية لليهودي هي قومية التاجر. سيُتهم ماركس بعد نصه هذا بمعاداة السامية رغم أصوله اليهودية.
    الأستاذ نجيب البكوشي

КОМЕНТАРІ • 3

  • @medelhaddaoui3685
    @medelhaddaoui3685 3 місяці тому +1

    شكرا على على هذا الإيجاز.

  • @drissdriss8242
    @drissdriss8242 Місяць тому

    تحياتي استاذنا الفاضل مع الشكر الجزيل على مجهوداتكم القيمة.

  • @tvNejib
    @tvNejib  4 місяці тому +2

    ua-cam.com/video/eIHVNaSSN6E/v-deo.html
    رابط الحلقة كاملة حول المسألة اليهودية