#نفحات_برهانية
النفحة ( ٢٧ )
س/ سيدي علي قال "وتحسب أنك جرم صغير وفيك إنطوى العالم الأكبر دوائك منك وما تبصر دوائك فيك وما تشعر" السؤال أين نجد هذا العالم فينا حتى نستطيع أن نتعلم ونستشفي منه منا فينا؟
ج/ (الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا)[الفرقان:59] (فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا)[الكهف:17] نصّت الأولى على أنّ هنالك خبراء بالرحمن، ولا يكون خبيراً بالرحمن إلا من أذن له الرحمن فعرّفه وعرف وقرّبه فإقترب وعلّمه فتعلّم، لأن الرحمن سلطان عظيم جليل لا يؤتى إليه إلا بإذنه ولا يُبلغ العلمُ به إلا بأمره. ودلّت الثانية على وجود وليٍّ مرشدٍ فمن لم يجد ولياً مرشداً فلن يصل إلى رشادٍ أبداً، (مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا)أي أنّ الله يهدي بذلك الولي المرشد، إذا غاب النبي حلّ الولي، وإذا غاب النبي قام الوصي. فالأولياء والأوصياء والأنبياء أدلّاء على الله سبحانه وتعالى وهؤلاء يقومون بالهداية، النبي ولي مرشد على معنى ولايته فوق الأولياء بإتصالها بالنبوة، والوصي ولي مرشدٌ على معنى الوصاية التي أعلى من الولاية، والولي ولي مرشد على حدود ولايته كان قطباً أو غوثاً أو بدلاً أو كان نقيباً أو كان من الصالحين. ولذلك كيف نعرف وكيف نصل؟ عندما تعرف عارفاً فقد عرفت، بسر:
* الموصول بالموصول موصول، والداخل بالمقبول مقبول، ويحتاج السر سراً لفهمه، ومعرفة المفتوح عليه فتح
فإذا أوصلك الله إلى من وصل الله قلبه به وأوصله إليه ودلّه به عليه فقد أوصلك إليه. وله بابان: إما أن يدلّك الله على حيّ منهم أخفاه وأظهره فكان خفياً في ظهوره جلياً في خفائه، فحجب الله عنه قلوب المستكبرين وأرسل إليه قلوب المخبِتين المحبين، هذا شيء من الله. أما الثاني فأن تتصل بولي من أولياء الله بسيّد من أسياد مملكة الله أن تزوره. والأكمل أن يكون الأمر على الوجهين، بابه بإستغفار الله وحمده، وبابه بالصلاة على النبي وآل بيته وبتوقير الأنبياء والسلام على الملائكة وعلى الصالحين وزيارتهم بالقلب أو بالحال أو بالمقال. وهذا كله ممزوج بعضه في بعضه موصولٌ بعضه ببعضه، من أمر الله ونفعه وسره وجوده وكرمه. فمن دلّه الله على هذا فقد دله على كنز عظيم.
فيك إنطوى العالم الأكبر: إنطوت الأرواح وإنطوت الأسرار وإنطوت البذور الأولى للأولين وما تركت أرواحهم فيك، وإنطوت فيك عوالم وعوالم وغوامض وغوامض، أنت مفرد جمع، أنت فيك ما فيك من بحار الله من بحار الجلال والكمال، وأنت كوكب درّيّ من كواكب الله وكون من أكوان الله، عقلك نسيجه كالمجرّة وعدد خلاياه بأعداد نجوم المجرّات، وخلاياك عجيبة ونفسك غريبة، وفيك ما فيك من عظيم خلق ربك. لذلك من أدعيتي مع ربي أنا أتوسّل إلى الله وعُلِّمتُ ذلك: "اللهم إني أسألك بعظيم ما إستودعتَ فيَّ" لمعرفتي بشيء من ذلك لأني لا أعرفه كله وربما لن أعرفه كله (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) ولكن والله إنّ الله أودع فينا عظيماً. "اللهم إني أسألك بعظيم ما إستودعت فييَّ" ثم تسأل حاجتك.
🔗 رابط المصدر كاملا 👇🏻[علم الطب الأخلاقي]
ua-cam.com/video/X_X53TEeEmI/v-deo.htmlsi=f9EqBZv_TAA75Yg2
#حضرةالشيخ_الدكتور_مازن_الشريف_الحسني_الحسيني
#المنارة_المحمدية
#على_المحمدية_البيضاء
#الطريقة_الخضرية
#المدرسة_المازنية_المهدوية_الخضرية
#قم_زين_الدنيا_بنور_محمد
#نحن_الذين_بايعوا_محمدا
#موسوعة_البرهان
#نفحات_برهانية
#علم_الطب_الأخلاقي