Це відео не доступне.
Перепрошуємо.

رجعت الشتوية للكاتبة اسماء البسطامي وبصوت سامر الخزاعلة

Поділитися
Вставка
  • Опубліковано 6 лис 2022
  • رجعت الشتوية
    منقول عن صفحة الكاتبة/ اسماء البسطامي
    (أمانة عمان جاهزة لفصل الشتاء)
    جملة نسمعها كل سنة ،، من السنوات القريبة ، أما سنواتنا البعيدة الجميلة ، التي تطل على نهر الذكريات كلما داعبت أسماعنا قطرات 💦 المطر ،، بل تعود كسيل منهمر حين تتسلل الينا رائحة التراب يعانق الماء الطاهر ،،، وقتها لم تكن أمانة عمان تستعد ،،،، !
    كانت بيوت عمان القديمة تتحضر بسعادة لاستقبال موسم الخير والبركة ،، فيتم تنظيف الصوبات وتجهيز - البواري - واضافة ( كوع جديد). كما تضاف فتيلة جديدة لصوبة علاء الدين القابعة في زاوية المطبخ ،، والتي يستعان بها لإكمال الطبخ وتسويته على مهل ،،،
    يتفقد صاحب البيت الأسطح والمزاريب ،، ويتم ازالة اوراق الخريف حتى لا تسد مجاري المياه المحولة الى البئر او خزان كبير ؛ ،،
    وتستعين سيدة البيت بأولادها الصبيان لفرد السجاد الملفوف والمحفوظ خلف الخزائن وتحت الأسرة ،، يتم تهويته كي تخرج منه رائحة ( النفتالين) ثم يوزع على البيت كله الجديدة الحمراء الصوفية لغرفة الضيوف ،، والباقي يفرد بمعرفتها. (( وغالبًا ما تُسد الزوايا ب ( ب جواعد الخرفان المحفوظة بعد كل عيد )).
    ترى البيت بعدها قطعة دافئة من معنى السكن ،، وحين تشتعل -الصوبه -الكبيرة تتحرك ظلال الدفء في كل البيت ،،،، وهي صورة سكنت خيال كل من سكن عمان وحضر الشتاء فيها )) ،،، !
    صورة لا تغيب عن البال ،، تستحضر فيها نفسك وإخوتك ،، وبركة أبيك وأمك ،،. حتى لكأنك تشم رائحة بيت أهلك ،،، وطعم فطورك ،،، وقطعة خبز بزيت وزعتر احترقت اطرافها على الصوبة ،، بجانب ابريق الشاي والذي تسللت منه بعض اوراقه في كاسة مضلعة بلا ( مسكة) ،،،
    ليست فقط اوراق الشاي المزعجة ،، بل صحن الزيت الذي غرقت فيه أصابعنا ، ولسعة طرف اصبعك وانت تقّلب قطعة الجبنة النابلسية ،، واحتراق لسانك بأول شربة شاي ،،، ثم عذاب التوقف عن الغوص في صحن الدبس والطحينة ،. الذي لا نهاية بعد البدء فيه ،. ترى ،،، اليس هذا إزعاجًا تشتاق له ،،،، !!!
    كانت بيوتنا بسيطة تشبه أحلامنا. ، ولكن لها أساس مسلح بالحب والاحترام والتقدير ،، تقدير كل شيء فكل شيء له قيمة ،، مثل النعمة والمونة والبواري المستعملة ،،. حتى الفتيلة الذائبة !! وكنا نعيش فيها بسلام وأمان ودفء ،، دفء بيوتنا الحجرية القديمة ذات الأسطح ( المزفتة) لا زالت رائحتها تعبق بالخيال ،، وموسيقى المزراب من أوله من تجمع الماء في انحدار الزاوية لآخر سقوط القطرات وكأنها معزوفة شتوية لم يطرقها عازف بيانو ،،، رغم تمام سُلمها ،،، وضباب يغشى النوافذ ويحيل أغصان الشجر المتمايلة الى افلام رعب كانت تمنعنا من التجول والذهاب بعيدًا عن حلقة العائلة ،، !
    وفي لحظات العصر الغارقة في بداية العتمة ،، تتسلل الى أنوفنا رائحة الكيك المتهادي على صوبة علاء الدين ،، وبخار الماء يتصاعد من الابريق فوق الصوبه الكبيرة يعدنا بكاسة شاي ( بلا مصفاة ) وقطعة كيك لذيذة - ببرش الليمون - ساخنة وهشه ، من ذلك القالب الألمنيوم الذي يضر بالصحة ،،. !!!
    كبرنا عليه بلا سموم ولا ضرر ، عشنا شتاء عمان دون غرق ،. تتابعت على اجسادنا ( جرازي الصوف باسياخ أمي وبقايا الصوف كنا نلعب به ،،، ليالي الشتاء الطويلة والحكايات الجميلة ،، وعزف منفرد مع الطبيعة ،،. كان يمر ويترك فينا أروع الذكريات التي بقيت تتردد فينا كما الأنفاس
    شتاء عمان زمان كان أمان ، وبلا أمانة تستعد وتجهز وتُعد له ما استطاعت … كنا دومًا نجهز قبلها ونخرج منه سالمين ،،، ولم يخرج منا يومًا .
    #اسماء _البسطامي
    بصوت #سامر_الخزاعلة

КОМЕНТАРІ • 2