مانويل ( 2) مررت في الحديقة قلت لنفسي : اشاهد الأزهار و اتمتع بمنظر الطيور ، رايت في طرف الحديقة ناسكا يهوي على جذع غصن اخضر بفاس حجري و تذكرت للحال صوتك : لقد ولى عهد الانبياء ، جف الخيال و مات الماء في مجرى النهر ، فهتفت صارخة : انقذني ففي دمي نبي مشرد لكن الفاس تحول في يد الناسك الى فحمة زرقاء ، فاقترب مني ثم و هو يبكي كالطفل الجائع ، ارتمى على الارض و عندما لاحظ عكوفي عنه قال : هذا زمن المطر الجديد يهطل و يهوي كالغريق لا يدري اين يستقر و لا يدري اين الطريق و لا يدري اية وجهة يريد و تابعت طريقي و تركته و تركت عينيه خلفي ، الان لم اعد اذكر شياء، اذكر اني احسست بالثقوب تغادر جسدي و تذكرت صوته يدوي خلفي : (رياض) مثلي مشعوذ ،؛ عند ذاك تراجعت ركضت باتجاه الصوت و كان الناسك قد اختفي و غدا لونين لون منه تحول الى نهر حفر طريقه بين الزهر و لون منه التهبت نيرانا و حرايءقا لها السنة و عيون و اذان ، تصرخ و تعوي و تئن، ناديت باعلى صوتي ...لكن النهر اختفى و تحول بخارا صعد الى مستوى الهواء و اختفت النيران بردت و سقطت على الارض قطع فحم ازرق ، مددت يدي اود الاحتفاظ بواحدة لكن الجمر وخز ضميري فتراجعت مذعورة و انا اصرخ الفحم و الانهار و السماء ليسوا الا خريفا قادما يتبعه خريف اخر ، لكن الدرب امتدت و عندما نظرت الى يدي تجاهلت نفسي ، قلت هو الاخر درب اخر و ملامحه امتداد لدرب اخر ، اصبحت وجعا يرفرف تحت بصر الاعمى و نزفت الامي و تكررت الاضاءة فوق جسدي المنحوت على ذراع الفضاء ، لم اعد اتساءل لماذا امتدت ذراعك الى شعري و لماذا دغدغت مسامات جلدك جلدي ، نفدت الحيرة و الماضي وثن صامت يلتقط غبار انبهاري و تواعدنا فيما بعد على ان نختلي فلا يوجد منطقة رحبة كالليل لكن السنونو قد عاد يغرد و يسوسق الالحان ، فصعدت الدرج ووقفت انتظر الشرفة ، قلت في نفسي سياتي او اتجمد لكن النجوم هبطت على شاطىء البحر و شاهدتك على الشاطىء معفر بالتراب كالقتيل الناءم و على اهدابك نجوم خمس تدل باصابعها الى السماء ، امسكت يدك فبقيت في يدي حتى اذا طال الليل سمعت صوت الاشرعة و هي تهدر مغادرة الخط الفاصل ما بين الافق و الخيال ، قلت و كنت بقربي تسمع عني : لا تسرق خيالي و اتركني كسيحة كماء السماء كالشتاء ، لا تسلبني الامي فانا بحاجة للافق و انهمر المطر على سطح البحر و غادرت ( فتح التاء) اصابعي كالبرق و صرخت و سمعني البحر و اصاخت النجوم الخمس السمع و اشار الخبال بيده : اتبعيني فانا وجه القمر الاخر الاضافي ، انا ارجوان هذا الزمان الساحر ، رسا شراعي فوق الغيم ، غادرت ظلي هاربة ، تبعتني الذكريات قلت : لن يدوم لك ظلك فحسرت عن قلبي موجة كربه و عاودت الكرة ، قلت ساقتل اثنين :ظلي و الخيال ، لن ادعوك فانا ماضية الى بلاد الثلج حيث تداعب جفني بسمة المرجان النائم في أحضان المغاور ، لن ادعوك لانني لا اجد نفسي بعد اليوم و ها انا اطرح مركبي جانبا و ها انا اتخلى عن نجومي الخمس و ها انا اجثو على ركبتي لاعلن لنفسي : ساشرد اشرعتي و لن ادعوه لانه سواء اتى ام لم يات ، فانا ذاهبة و لن تعود الي نفسي و هي لم تعد تعرفني .
رافائيل (الفونس لامرتين )(1869-1790). آلله قوي لأنه خفي ، لا نراه لانه يرانا ، هو الثواني و الدقائق و الساعات، هو حركة الليل و النهار ، هو هءا النبض الذي يشعره الحي في قلبه و هو اختلاج الوجدان هو لون الفرح، هو نبرة الغبطة ، هو صوت الضمير ، هو اسم الصدق و هو سعادة لا مرئية ، و امل لا يموت بعد الموت ، هو خلود الحقيقة و سر الوجود ... 19/07/22
فلسطين اسم فلسطين و الغرب لم يتامر فقط على العرب و المسلمين فاحتلوا بلادهم و اذلوا شعوبها و قسموها دويلات متناحرة و نصبوا عليها اتباع اغوتهم السلطة و شهوة الحكم بل كذلك تامروا على اليهود انفسهم فاستقدموهم من شتى الجهات و ارتكبوا حماقة بحق التاريخ و الانسانية عندما رموهم في قلب بلاد العرب و زرعوهم في فلسطين فهم استعملوهم و استخدموهم كاداة و قضوا عليهم ان يعيشوا في وسط ليس وسطهم و ان يستواوا على ارض ليست لهم و ان يشردوا شعبا عاش اجداده الاف السنين على هذه الارض و امتزج تاريخها بوجدانهم و علقت ذكرياتهم بذكريات امهاتهم و آباءهم ، هذه شجرة الزيتون تشهد و هذا الحجر تحت شمس النهار يشهد و هذه الطريق الى بيتنا تشهد و ملعب الصبى ابضا يشهد و هل هناك حماقة اكبر من هذه الحماقة فانشؤوا عداوة لم يكن لها اصل من تاريخ و تاريخ العرب و المسلمين و تاريخ الاندلس يشهدان على ذلك ، خلق الغرب عداوة بين الشعوب و الاديان و استهتر بمصاءر شعوب و بلدان و ما عسى ان تكون النتيجة غير حروب و صراعات و نعرات لا تنتهي كل ذلك بمباركة و تخطيط و دعم الغرب الموتور غير ابه بشيء غروره يملي عليه فلا يعتبر و يمضي في تنفيذ مخططاته الجنونية يغذيها حقد دفين و ارادة شر لا ترعوي و لا تجف فلا ترتوي ، فالارض المسلوبة قدرها ان تعود الى اهلها و الشعب المشرد حقه ان بعود الى دباره ، ديار اباءه و اجداده ، هذه المؤامرة خطط لها و نفذها و رعاها الغرب و نفذتها الصهيونية و قد ان لهذه المهزلة ان تنتهي و ليس امام العرب و المسلمين الا طريق واضح واحد : تحرير فلسطين من الماء الى الماء و تحرير شعبها الاسير في بلاده و على ارضه و لا مناص من اعادة الحق الى اصحابه و نزع الظلم و دحر المعتدي و رد سهم العدوان الى نحره و المهمة ليست مستحيلة اذا توافر لها التصميم و العزم و ااتدريب و طول صبر و اناة ، فهذا الجسم الغريب العدواني و ان تمتع بدعم العالم كله فلن يقوى على وعد الله للصابرين المظلومين بالنصر المبين شرط ان يصدقوا الله على ما تعاهدوا عليه و على الصهاينة و معهم اسيادهم في العالم ان يعلموا علم اليقين ان كلمة الله هي العليا و ان كلمة الطاغوت هي السفلى و مهما اتووا من قوة و مال و سلاح، فهم الى زوال و ستزول إسرائيل و سيندحر مشروع الغرب الجهنمي الشيطاني و هذا اليوم ات لا محال و على الصهاينة ان يتفكروا جيدا منذ اليوم و ان يجهدوا و يبحثوا لهم عن حل و ملجا فلا بقاء لمحتل في ديار العرب و المسلمين و ارض فلسطين ستعود الى شعبها كما عادت ارض الجزائر الى الجزائر و على الغرب العنصري المتغطرس ان بتعظ من فرعون و من نمرود و ان بعلم انه كما فوق كل عالم عليم كذلك فوق كل جبار جبار اقوى منه و الظالم يبلى باظلم منه و على الغرب ان لا يفرح و يتلهى بمظاهر الدنيا الفارغة وان يعرف ان خبرة الاجيال و تجارب و حكم التاربخ ستخبره الخبر اليقين و ليعلم هذا الغرب المتبجح انه سيينهار و تنهار معه اوهامه و يومها يفرح العرب و معهم اهل فلسطين و سيحزن اهل الغرب و معهم عبيدهم الصهاينة و لن يحصدوا من هذا الزرع الفاسد في فلسطين العربية المسلمة الا الخيبة و الخسران و ان غدا لناظره بقريب و ساء ما فعلوا و ما يفعلون . 07/07/22
مانويل (1) لم يكن صمتي خرافة و لا ازهاري اسئلة زرعها الريح على جسدي ، تمنيت ان ينته زمن القدر لكن وجهي خوف يفيب مع المطر ، ما اصدق النبؤة عندما تمتد دفاتري على السرير ، لقد اهترىء اللون الابيض و غيومي هادئة لانك العاصفة و عندما اقف وراء الزجاج اراقب الاضواء يسالني صوت هو صوتك : عن غد الضؤ تلك العاطفة الفافية في صمت المسافة ؛ عماذا احدث ؟ و انا احتمال قاصر ، صرخة مطفءة بتراب الشمس البعيدة ، تلك التي اغدقت على الحياة عطايا و غيابا صارخا ، وحيدان انا و السماء ، اراقب تسلل نجم عندما هوى على وجهي و احرق اصابعي ، انا شاهدة على الزوال و احتضار يفرح ، تركت اوطاني مشردة و جءت ابحث عن غرقي عن دموعي المتلاليءة تحت شلال مياه ناءي ( بعيد ) و عبثا امد يدي اتلمس مواضع جسدي لكن انا لست هنا ، انت تحاول النسيان و غضب العناصر يهتف بي يشرد خيالي ، كنت قد انتهيت من بحثي يوما عندما فاجات قلبي دمعة هتفت على طريق دمي : اين الماء؟ تذكرت الماء و تذكرت مع الماء بصمات الشهوة، تلك الشهوة التي تشتعل كقعر لا يخمد ، تسطع كشاهد على ما اورثني الحزن من اثقال و قلت للماضي : لما الخصام فها انا مسافرة لكن ظلي العائد صدمني ، فتصدعت جدران فؤادي و لمعت على ثغري اشجار الخريف ، و هل بعد هناك معنى لتساؤلي ؟ و هل انا عائدة ؟ اجل هل من معنى و انت تقراء الواني تنخفض كمجرى الهاوية على التراب الاحمر القاني ، هتفت ( فتحة على التاء ) ام لم تهتف ، فانا لم اعد انا ، انا اصبحت ما عليه انا ، و في مساء يوم احزنني صوت في الطريق تساءلت عن معنى الفرح ، ولدي ليس لي و في احشاءي جرعة من ظما خطيئتي ، لكن تمهل لم يعد من معنى للخطيئة ، هكذا سمعت يوما و اذكر انها ليست اكثر من لون خائف، اجل هذا ما اذكر اني يوما سمعته هو سؤال من تراب ، غبار يتفسخ ليلد حلمي المجهض و في كفك تتلمس أجنحتي براعما لكل ما هو اخرس ، انا اتلاشى ، حتى الان انتحر قلبي الغائب و حتى الان مات وجهي على باب الماضي ، بقي مني صوتي ذبذبات معلقة تحت سماء لا تخون ابعادها تتأهب كحصان اصيل و تعانق امتحان القدر تابع 1983-1986
مانويل فاصغت عميقا كانها تنظر الى مشهد بعيد و فكرت طويلا و لم تتفوه بكلمة و لا نطقت بحرف، كانت قريبة بعيدة و كنت بعيدا قريبا ، انبجس الصمت من المكان فجأة كحجر سقط سهوا من السماء، فخشعنا رهبة لجلال السكون المباغت ، يهبط في الفضاء كليل ضل طريق الظلام ، و تابعت سبر خواطري في ذهني بينما هي لا تغتا ترشق من عينيها اشعاعهما كانها تلاحق سير نجم هوى ارتطم فجأة بجدار خيالها، مزق الصمت و حرك السكون مرور طير شق السماء ، بينما الصمت و السكون يثابران على طرد كل صوت و حركة ، وقف الصمت طويلا بيننا ووقفنا ننتظر مرور الوقت و انقطاع الزمان ، حتى الهواء اختبأ و الهب انفاسنا ببننا و ثابر الخيال على سيره فبرز في عينبها ينظر بعيدا و انا اسمع في ذهني صوته و ارنو الى ظلال إشعاع عينيها ، اجتمع الصمت مع الخيال و فجاءة تحرك ووثب خيالها، فطردت السكون و قالت : انتظر على طريق الزمان عودة المستقبل ، لاستفيق من غفوتي و لاعانق الماضي الذي علق على شغاف فؤادي ، فنذهب معا في طريق واحد ، هل الله هو الجمال او الكمال ، سمعت صوت الخيال و صخب الثواني يقول " الحياة مفاجأة، أن لم يحصل فهو القاعدة و اذا حصل فهو استثناء " سمعتها تفف فجأة لتتابع و تقول : لا وقت للحياة. 17/07/22
مانويل ( ذكراها خيال الكلام و جمالها ذكرى الخبال ) هذه الذكرى تهتفو كالبرق ترى النور ، تظهر الى الوجود كموج البحر تتدفق على سطح البحر و تتماوج تحت إشعاع الشمس فى رائعة النهار ، تزحف كظلال ضؤ القمر على حافة الظلام ، تتمدد كاوراق شجر الخربف على الطرق كالكلام تتمايل كلماتها كالخيال امام جبل في ليل عاري ينام ، تبدا دائما و تعود ابدا ، ترى الشاطىء من بعيد قريب ، تتهادى امواجها و لا بد يوما ان يتنبه لموجها بحار فيرى وجهها او صياد قديم يتنبه لنداءها او يرى تماما كما يتنبه المسافر لصفير الريح قبل انطلاق شراعه من لسان البحر الى رئة السماء و لا بد ان يحدث هذ اما ا اليوم او عدا ، اذا غابت الذكرى او غاب صاحبها بقي الصدى يتلو على الماء كلماتها حتى تصل بر الامان و تعانق شعاع الغيب بعد طول انتظار ، فلا شيء يذهب سدى و لا شيء يذهب الا و يبقى و من مات بقيت ذكراه خالدة و اذا اختفى فذكراه تنقش على دفتر ا الصدى ، مكانها زمن بعيد ينظر بعيون لا ترى و ترى بعيون لا ترى ، الذكرى تبقى رحلة بلا قاع و نهاية تنتظر بلا انقطاع ، تقف كلون صامت كهمس سادر ، كغطاء من هواء ، ذكراها خيال الكلام و جمالها ذكرى الخيال .. 15/07/22
مانويل لا تجيد الكلام بقربها ، اللغة اله لا يتكلم و المطلق بين يديها يرتعش يتعذب ، ، تشعر فقط بجمالها عارم كالجبال ، شاسع كالسماء ، هائل كالفضاء ، يحيط الصمت المكان و يتوقف بجانبها الزمان ، حتى الاصوات تختفي ، تضيع حتى النظرات لا تهتدي ، تتهاوى كالهواء تتهادى و كماء السماء تهوي كمطر ابيض او غابة تطير كاوراق صفر ، يبقى الوجود وحده فقط وحيدا تماما كما يزول الثلج تحت الشمس كما ينحدر الماء تحت السفح ، شيء عارم كالجمال بلا حدود ، لا وطن يحميه ينتشل المستقبل من الماضي السحيق كقاضي يحاكم الها ، كسيف يحمي سيفا ، جمال عارم لا ينضب ، يجيد الصلاة كشفاه قديسة قبل الرحيل ، قبل السجود امام ماء جميل ، مانويل تقف او تجلس او تمشي ، هي لا تتكلم هي لا تحب ااكلام ، لا الفضاء في الخارج يرانا و لا نحن نعرف اين المكان و لا ندري انذهب ام استقرى الزمان ، لا نذهب و لا نعود لا نتحرك لا نشعر بالوجود نموت قبل ان نموت ، تهتف فينا الاشياء ، اشياء بلا وجود ، سحر غامض و الوان تتلاشى ، جنة تمشي بيننا لا نعرف اسمها و لا نعرف ارضها و لا هي في اي مكان ، ذكربات بلا حدود ، تاتي من غياهب المجهول ولادة دائمة، لم نتكلم و لم نزول و بقي الصمت يجلس بيننا لا صوت لا نسيم ، فقط شيء ايمه تارة اريج و تارة عبير تارة قريب و تارة بعيد ، حتى العتمة اختفت حتى الضؤ منها اختفى ، حتى االون اختفى ، لونها لم يعد هنا ، لا انا اراها و لا هي هنا و لا هي تراني و لا انا هنا ، اموات و بقينا واقفين او جالسين ، كنا كحجربن صامدين ، ذهب الوقت و ضاع كل شيء وقفنا نائمين وقفنا كالعراة في مهب السنين ، بقينا نتنفس الضياء سنة او اكثر من سنة ، مر الزمان و انقضت السنين انتهت لم ندر ما يجري ، لم نفكر لم نر حولنا ، نسينا عيوننا و حتى انفاسنا اختنقت لا الشجر عاد شجرا و لا الليل بقي ليلا و لا القمر مر بنا ، كنا لحظة بعمر السنين او قل اقل من لحظة خطفت فجاءة منا ملايين السنين ، غاب فينا عمر الكون و سارت الابدية فجأة اول خطواتنا و نطقت اول كلام ، و صارت اول من يجيد الكلام .. 13/07/22
رافائيل( الفونس لامرتين )(1790-1869). صدقه احيانا مصطنع ، و جمله جميلة مفتعلة ، عواطفه قوية متاججة ، عباراته خلابة ، الخيال يغزو كلماته لكن الاحداث تبدو جامدة تتحرك دائما في مكانها ، و هو لم يصف لنا جوليا كما يجب حتى نرى فيها ما راى و لا رسم قسماتها الواقعية فنقترب منها كما اقترب ، بخل علينا فلم يترك وحي جمالها الروحي يهبط على ارواحنا كما هبط على روحه ، نصدقه بدون ان نلمس ظلال الحقيقة و نعدوا وراء كلماته فنفهمها و لا نعيشها كما عاشها ، و لو اهملنا عباراته الرائعة و صوره الخلابة و تطرقنا إلى ما بث في هذه الرواية من افكار لوجدنا انه عالج مشكلة عصره ، مشكلة صدمت العصر و هي مشكلة الدين في مواجهة عصر الأنوار، الذي بشر بالعقل نور الله و صنعه و كأن جوليا هنا مناسبة لطرح هذه المشكلة و معالجتها بعمق و جوليا هنا حبيبة لامرتين تمثل فولتير و كلود برنار بنفس الوقت و هو يمثل المسبح او الدين المسيحي و الكنيسة و شاتوبريان بنفس الوقت ، و ابرع ما اتى به من افكار في هذه الرواية العاطفية هي فكرة : " ان الله فى سره و خفاءه و ان الانسان يناديه و ان لم يسمع لان عظمة الانسان فى ان يدعو آلله و عظمة آلله ان لا يجيب " و من اجمل ما اتى به سؤاله لجوليا : كيف لا تؤمنين بالله و انت تحبين ؟ فترد عليه بنبرة العلماء: انا اؤمن كالعلماء، بموجود هو الأصل و الغاية لكن الغاية لا تعبد الاصل و لا تصلي له !! و نحن نشعر هنا انه لا يخاطب حبيبته جوليا و انما يرد على انصار العقل و العلم ، فيقول سواء اكانت حكمة آلله في وضع هاتين الغربزتين : غريزة السر و الخفاء و غريزة الصلاة و الدعاء في قلب المرء ان يعلن اليه بذلك انه غير معلوم و لا مغهوم و ان الخفاء هو أصح أسمائه و ادل نعوته ام يريد ان جميع خلقه يسبحون بحمده و يلهجون بذكره و ان الصلاة هي ثناء الطبيعة العام و نشيدها الجامع ، فإن الإنسان اذا ما ذكر آلله دفعته غريزته الى دمائه و اعتقاد سره و خفاءه ، اما الخفاء فعمل العقل ان يبسطه و يجلوه دون أن يبدده و يمحوه و اما الدعاء فهو اريج القلب كما ان العطر اريج الزهر ، و هو هنا في هذه الرواية لا يكتفي بمناقشة قضايا العقل و العلم و الدين بل بتجاوزها الى مناقشة الاقتصاد السياسى فلا يغيره اهمية لانه علم ناشيء لم يبلغ بعد سن الرشد و كاننا نفهم انه يناقش كتاب ثروة الامم لادم سيميث و يقرر ان علم هذا الاقتصاد الناشئ كناية عن مبادىء اكثر من الحقائق و يضع مسائل اكثر من حلول ، و لامرتين على نباهته أخطأ عندما قارن نفسه مع روسو فكتب : انا ادنى من روسو بالذكاء و ان كنا نتساوى في الاحساس ، فانا لو كنت مكان جولبا لطلبت منه ان لا يقارن نفسه بروسو و ان يكتفي بمدحه كما مدح تاسيت و شيشرون او لو كنت ناشر كتابه لحذفت هذه الغقرة السطحية و السخيفة ، اخيرا يقترب لامرتين من الصوفية دون ان يدري الى اين يذهب، فهو بعد ان بعرض ثقافة عصره المادية و التى يلخصها بعبارات مقتضبة و بارعة : فالله عدد و الظواهر وحي و الطبيعة انجيل و الغريزة فضيلة ، ، يعترض على اللغة فيقرر ان لغة الناس علامات ناقصة و كلمات فارغة و جمل جوفاء و ألفاظ باردة و انه يجهل لغة السماء ، فالاحاطة باللانهاية و التعبير عنها محال و باطل و ببرر كتابته و يلخص لغته انه انما كتب ليظهر الخفي و يبرز العقلي و يصور المستحيل و هو يطلق فكرة عابرة و لكنها عميقة جدا لم يتنبه لها هو نفسه رماها من قلمه و تابع طربقه غير مكترث و هي تصلح ان تكون بابا من أبواب الصوفية، و هذه الفكرة هي: " كل ما يحبه الإنسان مرة واحدة يصبح ضرورة له " و هي جملة تلخص بنفس الوقت الدين المسيحي كله و تلخص كلام السيد المسبح كله في جملة واحدة و تشبه من بعيد جملة روسو الغنية جدا فى الاعترافات: انا احس كل شىء و لا ارى شياء... 19/07/22
رافائيل( الفونس لامرتين )(1869-1790). رافائيل ليست رواية و ليست قصة ، رافائيل حياة حب و جمال ، حياة ايمان و خيال، حياة سر و خفاء ، حياة صلاة و عبادة ، حياة وحي و الهام ، رافائيل حياة المسيح على الارض ، حياة ألم و دموع ، حياة ارتقاء المسيح الى السماء، رافائيل وجدان الحقيقة و الحقيقة في الوجدان ، حياة خلود وراء الزمان هذا من جهة و من جهة اخرى رواية رافائيل رائعة تتغذى و تعيش على الخيال، لكن أصابها عيبان ، عيبها الاول بدايتها فالكاتب حاصر جوليا و سجنها عدة مرات سجنها في بيت زوجها و والدها رئيس المجمع العلمى و حاصرها ايضا بالموت و سجنها في سجن المرض عدا حصارها الاول فقد حكم عليها باليتم و فقدان الاب و الام و فقدان الاهل و لا ننسى حصارها الباهر و الذي استهوى لامرتين حصار الجمال ، فسحرها بات سجنا لها ، بدل ان يكون شمسا تطل من خلاله على النهار او ان يكون جمالها قمرا تضيء به ليالي قدرها المظلم و هو اضافة الى هذا الحصار و هذه السجون وضع على طريقها كل العقبات و الصعوبات ، فكبلها بالاصفاد و الاغلال ، فهي لا تسطيع الزواج منه لانها متزوجة و هي لا تستطيع انجاب الاولاد لانها مريضة ، تقف على شرفة النهاية و تتاهب لملاقاة قدرها المحتوم اي الموت ، سجنها و اغلق عليها كل الابواب ، اما عيب الرواية الثاني فهي رواية مبتورة و ناقصة فلا يمكن لهكذا حب خالد خارق ان ينتهي برسالة يقراء فيها رافائيل موت جوليا على الورق و لو بخط يدها و اقل ما كان يستوجبه هذا الحدث المزلزل العظيم ان يقف على قبرها يذرف الدموع و يناجيها من فوق التراب و ان يخاطب ضريحها و ان يتمسح بحجارة رمسها ، فيحاورها و ترد عليه من وراء الارض و يتالم و يبكي و ينشج و يهتف باسمها حتى يغيب عنه الوجود و يفقد الوعي فلا يجد نفسه الا في غرفته و الناس حوله حملوه الى بيته ، نهاية الرواية قصيرة و فقيرة لا تتناسب طردا مع هذا الحب الخالد الذى صوره و عاناه و عاشه و هو الذى توحد فبها و توحدت فيه و عبر عنه فقال ( نظرانا شخصانا جسمانا لسانانا قلبانا ) فتوحدا معا في الله، يسالها لماذا تبكين فترد ابكي من الغبطة و الفرح و هو الذي قال لها (ارى الخلود في الحب لا في المجد ) و هي التي عادت أخيرا الى بيتها و قد عرفت ربها و هي التي نعاها له طببها الان و أوصاه في رسالته (احبها في ذات المسيح الذى احبنا حتى الموت ) و هو الذي قال له عنها رئيس المجمع العلمي زوجها ووالدها يصفها في رسالته الأخيرة الى رافائيل و هي ممددة على سرير الموت الأبيض انه لما نظر الى هيئتها البهية للمرة الاخيرة اوحت الى نفسه الشاكة عقيدة الخلود. 21/07/22
الشاعر الكبير (جوزيف حرب) هذا قامة عملاقة و شخصية رزينة يتكلم بأسترسال و صفاء ذهن وكل كلمة تخرج منه لها معناها الكامل الممتلئ .. تعلمت الكثير منه
خلق رفيع جداً، ومبادئ عظيمة، هذا الرجل الذي يحمل عبئ الكلمة، وثقل الحقيقة، محب لأصالته وعروبته، شاعر كبير ونبيل
الله يرحمه كان من الكبار❤
تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته
رحمات الله تترى عليك أيها العربي الحر
(جوزيف حرب)
الله يرحمك يا ملك الرومانسية
مانويل ( 2)
مررت في الحديقة قلت لنفسي : اشاهد الأزهار و اتمتع بمنظر الطيور ، رايت في طرف الحديقة ناسكا يهوي على جذع غصن اخضر بفاس حجري و تذكرت للحال صوتك : لقد ولى عهد الانبياء ، جف الخيال و مات الماء في مجرى النهر ، فهتفت صارخة : انقذني ففي دمي نبي مشرد لكن الفاس تحول في يد الناسك الى فحمة زرقاء ، فاقترب مني ثم و هو يبكي كالطفل الجائع ، ارتمى على الارض و عندما لاحظ عكوفي عنه قال : هذا زمن المطر الجديد يهطل و يهوي كالغريق لا يدري اين يستقر و لا يدري اين الطريق و لا يدري اية وجهة يريد و تابعت طريقي و تركته و تركت عينيه خلفي ، الان لم اعد اذكر شياء، اذكر اني احسست بالثقوب تغادر جسدي و تذكرت صوته يدوي خلفي : (رياض) مثلي مشعوذ ،؛ عند ذاك تراجعت ركضت باتجاه الصوت و كان الناسك قد اختفي و غدا لونين لون منه تحول الى نهر حفر طريقه بين الزهر و لون منه التهبت نيرانا و حرايءقا لها السنة و عيون و اذان ، تصرخ و تعوي و تئن، ناديت باعلى صوتي ...لكن النهر اختفى و تحول بخارا صعد الى مستوى الهواء و اختفت النيران بردت و سقطت على الارض قطع فحم ازرق ، مددت يدي اود الاحتفاظ بواحدة لكن الجمر وخز ضميري فتراجعت مذعورة و انا اصرخ الفحم و الانهار و السماء ليسوا الا خريفا قادما يتبعه خريف اخر ، لكن الدرب امتدت و عندما نظرت الى يدي تجاهلت نفسي ، قلت هو الاخر درب اخر و ملامحه امتداد لدرب اخر ، اصبحت وجعا يرفرف تحت بصر الاعمى و نزفت الامي و تكررت الاضاءة فوق جسدي المنحوت على ذراع الفضاء ، لم اعد اتساءل لماذا امتدت ذراعك الى شعري و لماذا دغدغت مسامات جلدك جلدي ، نفدت الحيرة و الماضي وثن صامت يلتقط غبار انبهاري و تواعدنا فيما بعد على ان نختلي فلا يوجد منطقة رحبة كالليل لكن السنونو قد عاد يغرد و يسوسق الالحان ، فصعدت الدرج ووقفت انتظر الشرفة ، قلت في نفسي سياتي او اتجمد لكن النجوم هبطت على شاطىء البحر و شاهدتك على الشاطىء معفر بالتراب كالقتيل الناءم و على اهدابك نجوم خمس تدل باصابعها الى السماء ، امسكت يدك فبقيت في يدي حتى اذا طال الليل سمعت صوت الاشرعة و هي تهدر مغادرة الخط الفاصل ما بين الافق و الخيال ، قلت و كنت بقربي تسمع عني : لا تسرق خيالي و اتركني كسيحة كماء السماء كالشتاء ، لا تسلبني الامي فانا بحاجة للافق و انهمر المطر على سطح البحر و غادرت ( فتح التاء) اصابعي كالبرق و صرخت و سمعني البحر و اصاخت النجوم الخمس السمع و اشار الخبال بيده : اتبعيني فانا وجه القمر الاخر الاضافي ، انا ارجوان هذا الزمان الساحر ، رسا شراعي فوق الغيم ، غادرت ظلي هاربة ، تبعتني الذكريات قلت : لن يدوم لك ظلك فحسرت عن قلبي موجة كربه و عاودت الكرة ، قلت ساقتل اثنين :ظلي و الخيال ، لن ادعوك فانا ماضية الى بلاد الثلج حيث تداعب جفني بسمة المرجان النائم في أحضان المغاور ، لن ادعوك لانني لا اجد نفسي بعد اليوم و ها انا اطرح مركبي جانبا و ها انا اتخلى عن نجومي الخمس و ها انا اجثو على ركبتي لاعلن لنفسي :
ساشرد اشرعتي و لن ادعوه لانه سواء اتى ام لم يات ، فانا ذاهبة و لن تعود الي نفسي و هي لم تعد تعرفني .
شاعر عظيييييم
جميل جداً
شاعر غير شاعر مختلف شاعر مشاعر
لو سمحت الجزء الاول كامل من حوار العمر مع زياد الرحباني اذا امكن
مع خالص الشكر
رائع
شااااعر
رافائيل (الفونس لامرتين )(1869-1790).
آلله قوي لأنه خفي ، لا نراه لانه يرانا ، هو الثواني و الدقائق و الساعات، هو حركة الليل و النهار ، هو هءا النبض الذي يشعره الحي في قلبه و هو اختلاج الوجدان هو لون الفرح، هو نبرة الغبطة ، هو صوت الضمير ، هو اسم الصدق و هو سعادة لا مرئية ، و امل لا يموت بعد الموت ، هو خلود الحقيقة و سر الوجود ...
19/07/22
can u upload الحلقة الثانية الكاملة من حوار العمر مع زياد الرحباني
فلسطين اسم فلسطين
و الغرب لم يتامر فقط على العرب و المسلمين فاحتلوا بلادهم و اذلوا شعوبها و قسموها دويلات متناحرة و نصبوا عليها اتباع اغوتهم السلطة و شهوة الحكم بل كذلك تامروا على اليهود انفسهم فاستقدموهم من شتى الجهات و ارتكبوا حماقة بحق التاريخ و الانسانية عندما رموهم في قلب بلاد العرب و زرعوهم في فلسطين فهم استعملوهم و استخدموهم كاداة و قضوا عليهم ان يعيشوا في وسط ليس وسطهم و ان يستواوا على ارض ليست لهم و ان يشردوا شعبا عاش اجداده الاف السنين على هذه الارض و امتزج تاريخها بوجدانهم و علقت ذكرياتهم بذكريات امهاتهم و آباءهم ، هذه شجرة الزيتون تشهد و هذا الحجر تحت شمس النهار يشهد و هذه الطريق الى بيتنا تشهد و ملعب الصبى ابضا يشهد و هل هناك حماقة اكبر من هذه الحماقة فانشؤوا عداوة لم يكن لها اصل من تاريخ و تاريخ العرب و المسلمين و تاريخ الاندلس يشهدان على ذلك ، خلق الغرب عداوة بين الشعوب و الاديان و استهتر بمصاءر شعوب و بلدان و ما عسى ان تكون النتيجة غير حروب و صراعات و نعرات لا تنتهي كل ذلك بمباركة و تخطيط و دعم الغرب الموتور غير ابه بشيء غروره يملي عليه فلا يعتبر و يمضي في تنفيذ مخططاته الجنونية يغذيها حقد دفين و ارادة شر لا ترعوي و لا تجف فلا ترتوي ، فالارض المسلوبة قدرها ان تعود الى اهلها و الشعب المشرد حقه ان بعود الى دباره ، ديار اباءه و اجداده ، هذه المؤامرة خطط لها و نفذها و رعاها الغرب و نفذتها الصهيونية و قد ان لهذه المهزلة ان تنتهي و ليس امام العرب و المسلمين الا طريق واضح واحد : تحرير فلسطين من الماء الى الماء و تحرير شعبها الاسير في بلاده و على ارضه و لا مناص من اعادة الحق الى اصحابه و نزع الظلم و دحر المعتدي و رد سهم العدوان الى نحره و المهمة ليست مستحيلة اذا توافر لها التصميم و العزم و ااتدريب و طول صبر و اناة ، فهذا الجسم الغريب العدواني و ان تمتع بدعم العالم كله فلن يقوى على وعد الله للصابرين المظلومين بالنصر المبين شرط ان يصدقوا الله على ما تعاهدوا عليه و على الصهاينة و معهم اسيادهم في العالم ان يعلموا علم اليقين ان كلمة الله هي العليا و ان كلمة الطاغوت هي السفلى و مهما اتووا من قوة و مال و سلاح، فهم الى زوال و ستزول إسرائيل و سيندحر مشروع الغرب الجهنمي الشيطاني و هذا اليوم ات لا محال و على الصهاينة ان يتفكروا جيدا منذ اليوم و ان يجهدوا و يبحثوا لهم عن حل و ملجا فلا بقاء لمحتل في ديار العرب و المسلمين و ارض فلسطين ستعود الى شعبها كما عادت ارض الجزائر الى الجزائر و على الغرب العنصري المتغطرس ان بتعظ من فرعون و من نمرود و ان بعلم انه كما فوق كل عالم عليم كذلك فوق كل جبار جبار اقوى منه و الظالم يبلى باظلم منه و على الغرب ان لا يفرح و يتلهى بمظاهر الدنيا الفارغة وان يعرف ان خبرة الاجيال و تجارب و حكم التاربخ ستخبره الخبر اليقين و ليعلم هذا الغرب المتبجح انه سيينهار و تنهار معه اوهامه و يومها يفرح العرب و معهم اهل فلسطين و سيحزن اهل الغرب و معهم عبيدهم الصهاينة و لن يحصدوا من هذا الزرع الفاسد في فلسطين العربية المسلمة الا الخيبة و الخسران و ان غدا لناظره بقريب و ساء ما فعلوا و ما يفعلون .
07/07/22
كرهانو لمارسيل عالأخير، وأخر شي قرأ القصيدة بأخر الحلقة حطولو عليا موسيقة جدل لمارسيل 😂
why this video are not available ?? thank you
Sorry for not answering earlier. It's fixed now.
المذيعة مزعجة
ياليت لو تقلل مقاطعات
مانويل (1)
لم يكن صمتي خرافة و لا ازهاري اسئلة زرعها الريح على جسدي ، تمنيت ان ينته زمن القدر لكن وجهي خوف يفيب مع المطر ، ما اصدق النبؤة عندما تمتد دفاتري على السرير ، لقد اهترىء اللون الابيض و غيومي هادئة لانك العاصفة و عندما اقف وراء الزجاج اراقب الاضواء يسالني صوت هو صوتك : عن غد الضؤ تلك العاطفة الفافية في صمت المسافة ؛ عماذا احدث ؟ و انا احتمال قاصر ، صرخة مطفءة بتراب الشمس البعيدة ، تلك التي اغدقت على الحياة عطايا و غيابا صارخا ، وحيدان انا و السماء ، اراقب تسلل نجم عندما هوى على وجهي و احرق اصابعي ، انا شاهدة على الزوال و احتضار يفرح ، تركت اوطاني مشردة و جءت ابحث عن غرقي عن دموعي المتلاليءة تحت شلال مياه ناءي ( بعيد ) و عبثا امد يدي اتلمس مواضع جسدي لكن انا لست هنا ، انت تحاول النسيان و غضب العناصر يهتف بي يشرد خيالي ، كنت قد انتهيت من بحثي يوما عندما فاجات قلبي دمعة هتفت على طريق دمي : اين الماء؟
تذكرت الماء و تذكرت مع الماء بصمات الشهوة، تلك الشهوة التي تشتعل كقعر لا يخمد ، تسطع كشاهد على ما اورثني الحزن من اثقال و قلت للماضي : لما الخصام فها انا مسافرة لكن ظلي العائد صدمني ، فتصدعت جدران فؤادي و لمعت على ثغري اشجار الخريف ، و هل بعد هناك معنى لتساؤلي ؟ و هل انا عائدة ؟ اجل هل من معنى و انت تقراء الواني تنخفض كمجرى الهاوية على التراب الاحمر القاني ، هتفت ( فتحة على التاء ) ام لم تهتف ، فانا لم اعد انا ، انا اصبحت ما عليه انا ، و في مساء يوم احزنني صوت في الطريق تساءلت عن معنى الفرح ، ولدي ليس لي و في احشاءي جرعة من ظما خطيئتي ، لكن تمهل لم يعد من معنى للخطيئة ، هكذا سمعت يوما و اذكر انها ليست اكثر من لون خائف، اجل هذا ما اذكر اني يوما سمعته هو سؤال من تراب ، غبار يتفسخ ليلد حلمي المجهض و في كفك تتلمس أجنحتي براعما لكل ما هو اخرس ، انا اتلاشى ، حتى الان انتحر قلبي الغائب و حتى الان مات وجهي على باب الماضي ، بقي مني صوتي ذبذبات معلقة تحت سماء لا تخون ابعادها تتأهب كحصان اصيل و تعانق امتحان القدر
تابع
1983-1986
Beauty.
مانويل
فاصغت عميقا كانها تنظر الى مشهد بعيد و فكرت طويلا و لم تتفوه بكلمة و لا نطقت بحرف، كانت قريبة بعيدة و كنت بعيدا قريبا ، انبجس الصمت من المكان فجأة كحجر سقط سهوا من السماء، فخشعنا رهبة لجلال السكون المباغت ، يهبط في الفضاء كليل ضل طريق الظلام ، و تابعت سبر خواطري في ذهني بينما هي لا تغتا ترشق من عينيها اشعاعهما كانها تلاحق سير نجم هوى ارتطم فجأة بجدار خيالها، مزق الصمت و حرك السكون مرور طير شق السماء ، بينما الصمت و السكون يثابران على طرد كل صوت و حركة ، وقف الصمت طويلا بيننا ووقفنا ننتظر مرور الوقت و انقطاع الزمان ، حتى الهواء اختبأ و الهب انفاسنا ببننا و ثابر الخيال على سيره فبرز في عينبها ينظر بعيدا و انا اسمع في ذهني صوته و ارنو الى ظلال إشعاع عينيها ، اجتمع الصمت مع الخيال و فجاءة تحرك ووثب خيالها، فطردت السكون و قالت :
انتظر على طريق الزمان عودة المستقبل ، لاستفيق من غفوتي و لاعانق الماضي الذي علق على شغاف فؤادي ، فنذهب معا في طريق واحد ، هل الله هو الجمال او الكمال ، سمعت صوت الخيال و صخب الثواني يقول " الحياة مفاجأة، أن لم يحصل فهو القاعدة و اذا حصل فهو استثناء "
سمعتها تفف فجأة لتتابع و تقول :
لا وقت للحياة.
17/07/22
مانويل ( ذكراها خيال الكلام و جمالها ذكرى الخبال )
هذه الذكرى تهتفو كالبرق ترى النور ، تظهر الى الوجود كموج البحر تتدفق على سطح البحر و تتماوج تحت إشعاع الشمس فى رائعة النهار ، تزحف كظلال ضؤ القمر على حافة الظلام ، تتمدد كاوراق شجر الخربف على الطرق كالكلام تتمايل كلماتها كالخيال امام جبل في ليل عاري ينام ، تبدا دائما و تعود ابدا ، ترى الشاطىء من بعيد قريب ، تتهادى امواجها و لا بد يوما ان يتنبه لموجها بحار فيرى وجهها او صياد قديم يتنبه لنداءها او يرى تماما كما يتنبه المسافر لصفير الريح قبل انطلاق شراعه من لسان البحر الى رئة السماء و لا بد ان يحدث هذ اما ا اليوم او عدا ، اذا غابت الذكرى او غاب صاحبها بقي الصدى يتلو على الماء كلماتها حتى تصل بر الامان و تعانق شعاع الغيب بعد طول انتظار ، فلا شيء يذهب سدى و لا شيء يذهب الا و يبقى و من مات بقيت ذكراه خالدة و اذا اختفى فذكراه تنقش على دفتر ا الصدى ، مكانها زمن بعيد ينظر بعيون لا ترى و ترى بعيون لا ترى ، الذكرى تبقى رحلة بلا قاع و نهاية تنتظر بلا انقطاع ، تقف كلون صامت كهمس سادر ، كغطاء من هواء ، ذكراها خيال الكلام و جمالها ذكرى الخيال ..
15/07/22
مانويل
لا تجيد الكلام بقربها ، اللغة اله لا يتكلم و المطلق بين يديها يرتعش يتعذب ، ، تشعر فقط بجمالها عارم كالجبال ، شاسع كالسماء ، هائل كالفضاء ، يحيط الصمت المكان و يتوقف بجانبها الزمان ، حتى الاصوات تختفي ، تضيع حتى النظرات لا تهتدي ، تتهاوى كالهواء تتهادى و كماء السماء تهوي كمطر ابيض او غابة تطير كاوراق صفر ، يبقى الوجود وحده فقط وحيدا تماما كما يزول الثلج تحت الشمس كما ينحدر الماء تحت السفح ، شيء عارم كالجمال بلا حدود ، لا وطن يحميه ينتشل المستقبل من الماضي السحيق كقاضي يحاكم الها ، كسيف يحمي سيفا ، جمال عارم لا ينضب ، يجيد الصلاة كشفاه قديسة قبل الرحيل ، قبل السجود امام ماء جميل ، مانويل تقف او تجلس او تمشي ، هي لا تتكلم هي لا تحب ااكلام ، لا الفضاء في الخارج يرانا و لا نحن نعرف اين المكان و لا ندري انذهب ام استقرى الزمان ، لا نذهب و لا نعود لا نتحرك لا نشعر بالوجود نموت قبل ان نموت ، تهتف فينا الاشياء ، اشياء بلا وجود ، سحر غامض و الوان تتلاشى ، جنة تمشي بيننا لا نعرف اسمها و لا نعرف ارضها و لا هي في اي مكان ، ذكربات بلا حدود ، تاتي من غياهب المجهول ولادة دائمة، لم نتكلم و لم نزول و بقي الصمت يجلس بيننا لا صوت لا نسيم ، فقط شيء ايمه تارة اريج و تارة عبير تارة قريب و تارة بعيد ، حتى العتمة اختفت حتى الضؤ منها اختفى ، حتى االون اختفى ، لونها لم يعد هنا ، لا انا اراها و لا هي هنا و لا هي تراني و لا انا هنا ، اموات و بقينا واقفين او جالسين ، كنا كحجربن صامدين ، ذهب الوقت و ضاع كل شيء وقفنا نائمين وقفنا كالعراة في مهب السنين ، بقينا نتنفس الضياء سنة او اكثر من سنة ، مر الزمان و انقضت السنين انتهت لم ندر ما يجري ، لم نفكر لم نر حولنا ، نسينا عيوننا و حتى انفاسنا اختنقت لا الشجر عاد شجرا و لا الليل بقي ليلا و لا القمر مر بنا ، كنا لحظة بعمر السنين او قل اقل من لحظة خطفت فجاءة منا ملايين السنين ، غاب فينا عمر الكون و سارت الابدية فجأة اول خطواتنا و نطقت اول كلام ، و صارت اول من يجيد الكلام ..
13/07/22
رافائيل( الفونس لامرتين )(1790-1869).
صدقه احيانا مصطنع ، و جمله جميلة مفتعلة ، عواطفه قوية متاججة ، عباراته خلابة ، الخيال يغزو كلماته لكن الاحداث تبدو جامدة تتحرك دائما في مكانها ، و هو لم يصف لنا جوليا كما يجب حتى نرى فيها ما راى و لا رسم قسماتها الواقعية فنقترب منها كما اقترب ، بخل علينا فلم يترك وحي جمالها الروحي يهبط على ارواحنا كما هبط على روحه ، نصدقه بدون ان نلمس ظلال الحقيقة و نعدوا وراء كلماته فنفهمها و لا نعيشها كما عاشها ، و لو اهملنا عباراته الرائعة و صوره الخلابة و تطرقنا إلى ما بث في هذه الرواية من افكار لوجدنا انه عالج مشكلة عصره ، مشكلة صدمت العصر و هي مشكلة الدين في مواجهة عصر الأنوار، الذي بشر بالعقل نور الله و صنعه و كأن جوليا هنا مناسبة لطرح هذه المشكلة و معالجتها بعمق و جوليا هنا حبيبة لامرتين تمثل فولتير و كلود برنار بنفس الوقت و هو يمثل المسبح او الدين المسيحي و الكنيسة و شاتوبريان بنفس الوقت ، و ابرع ما اتى به من افكار في هذه الرواية العاطفية هي فكرة : " ان الله فى سره و خفاءه و ان الانسان يناديه و ان لم يسمع لان عظمة الانسان فى ان يدعو آلله و عظمة آلله ان لا يجيب " و من اجمل ما اتى به سؤاله لجوليا : كيف لا تؤمنين بالله و انت تحبين ؟ فترد عليه بنبرة العلماء: انا اؤمن كالعلماء، بموجود هو الأصل و الغاية لكن الغاية لا تعبد الاصل و لا تصلي له !! و نحن نشعر هنا انه لا يخاطب حبيبته جوليا و انما يرد على انصار العقل و العلم ، فيقول سواء اكانت حكمة آلله في وضع هاتين الغربزتين : غريزة السر و الخفاء و غريزة الصلاة و الدعاء في قلب المرء ان يعلن اليه بذلك انه غير معلوم و لا مغهوم و ان الخفاء هو أصح أسمائه و ادل نعوته ام يريد ان جميع خلقه يسبحون بحمده و يلهجون بذكره و ان الصلاة هي ثناء الطبيعة العام و نشيدها الجامع ، فإن الإنسان اذا ما ذكر آلله دفعته غريزته الى دمائه و اعتقاد سره و خفاءه ، اما الخفاء فعمل العقل ان يبسطه و يجلوه دون أن يبدده و يمحوه و اما الدعاء فهو اريج القلب كما ان العطر اريج الزهر ، و هو هنا في هذه الرواية لا يكتفي بمناقشة قضايا العقل و العلم و الدين بل بتجاوزها الى مناقشة الاقتصاد السياسى فلا يغيره اهمية لانه علم ناشيء لم يبلغ بعد سن الرشد و كاننا نفهم انه يناقش كتاب ثروة الامم لادم سيميث و يقرر ان علم هذا الاقتصاد الناشئ كناية عن مبادىء اكثر من الحقائق و يضع مسائل اكثر من حلول ، و لامرتين على نباهته أخطأ عندما قارن نفسه مع روسو فكتب : انا ادنى من روسو بالذكاء و ان كنا نتساوى في الاحساس ، فانا لو كنت مكان جولبا لطلبت منه ان لا يقارن نفسه بروسو و ان يكتفي بمدحه كما مدح تاسيت و شيشرون او لو كنت ناشر كتابه لحذفت هذه الغقرة السطحية و السخيفة ، اخيرا يقترب لامرتين من الصوفية دون ان يدري الى اين يذهب، فهو بعد ان بعرض ثقافة عصره المادية و التى يلخصها بعبارات مقتضبة و بارعة : فالله عدد و الظواهر وحي و الطبيعة انجيل و الغريزة فضيلة ، ، يعترض على اللغة فيقرر ان لغة الناس علامات ناقصة و كلمات فارغة و جمل جوفاء و ألفاظ باردة و انه يجهل لغة السماء ، فالاحاطة باللانهاية و التعبير عنها محال و باطل و ببرر كتابته و يلخص لغته انه انما كتب ليظهر الخفي و يبرز العقلي و يصور المستحيل و هو يطلق فكرة عابرة و لكنها عميقة جدا لم يتنبه لها هو نفسه رماها من قلمه و تابع طربقه غير مكترث و هي تصلح ان تكون بابا من أبواب الصوفية، و هذه الفكرة هي: " كل ما يحبه الإنسان مرة واحدة يصبح ضرورة له " و هي جملة تلخص بنفس الوقت الدين المسيحي كله و تلخص كلام السيد المسبح كله في جملة واحدة و تشبه من بعيد جملة روسو الغنية جدا فى الاعترافات:
انا احس كل شىء و لا ارى شياء...
19/07/22
رافائيل( الفونس لامرتين )(1869-1790).
رافائيل ليست رواية و ليست قصة ، رافائيل حياة حب و جمال ، حياة ايمان و خيال، حياة سر و خفاء ، حياة صلاة و عبادة ، حياة وحي و الهام ، رافائيل حياة المسيح على الارض ، حياة ألم و دموع ، حياة ارتقاء المسيح الى السماء، رافائيل وجدان الحقيقة و الحقيقة في الوجدان ، حياة خلود وراء الزمان هذا من جهة و من جهة اخرى رواية رافائيل رائعة تتغذى و تعيش على الخيال، لكن أصابها عيبان ، عيبها الاول بدايتها فالكاتب حاصر جوليا و سجنها عدة مرات سجنها في بيت زوجها و والدها رئيس المجمع العلمى و حاصرها ايضا بالموت و سجنها في سجن المرض عدا حصارها الاول فقد حكم عليها باليتم و فقدان الاب و الام و فقدان الاهل و لا ننسى حصارها الباهر و الذي استهوى لامرتين حصار الجمال ، فسحرها بات سجنا لها ، بدل ان يكون شمسا تطل من خلاله على النهار او ان يكون جمالها قمرا تضيء به ليالي قدرها المظلم و هو اضافة الى هذا الحصار و هذه السجون وضع على طريقها كل العقبات و الصعوبات ، فكبلها بالاصفاد و الاغلال ، فهي لا تسطيع الزواج منه لانها متزوجة و هي لا تستطيع انجاب الاولاد لانها مريضة ، تقف على شرفة النهاية و تتاهب لملاقاة قدرها المحتوم اي الموت ، سجنها و اغلق عليها كل الابواب ، اما عيب الرواية الثاني فهي رواية مبتورة و ناقصة فلا يمكن لهكذا حب خالد خارق ان ينتهي برسالة يقراء فيها رافائيل موت جوليا على الورق و لو بخط يدها و اقل ما كان يستوجبه هذا الحدث المزلزل العظيم ان يقف على قبرها يذرف الدموع و يناجيها من فوق التراب و ان يخاطب ضريحها و ان يتمسح بحجارة رمسها ، فيحاورها و ترد عليه من وراء الارض و يتالم و يبكي و ينشج و يهتف باسمها حتى يغيب عنه الوجود و يفقد الوعي فلا يجد نفسه الا في غرفته و الناس حوله حملوه الى بيته ، نهاية الرواية قصيرة و فقيرة لا تتناسب طردا مع هذا الحب الخالد الذى صوره و عاناه و عاشه و هو الذى توحد فبها و توحدت فيه و عبر عنه فقال ( نظرانا شخصانا جسمانا لسانانا قلبانا ) فتوحدا معا في الله، يسالها لماذا تبكين فترد ابكي من الغبطة و الفرح و هو الذي قال لها (ارى الخلود في الحب لا في المجد ) و هي التي عادت أخيرا الى بيتها و قد عرفت ربها و هي التي نعاها له طببها الان و أوصاه في رسالته (احبها في ذات المسيح الذى احبنا حتى الموت ) و هو الذي قال له عنها رئيس المجمع العلمي زوجها ووالدها يصفها في رسالته الأخيرة الى رافائيل و هي ممددة على سرير الموت الأبيض انه لما نظر الى هيئتها البهية للمرة الاخيرة اوحت الى نفسه الشاكة عقيدة الخلود.
21/07/22
???
خزعبلات كلاميه مشوشه
يتكلم ببطئ واستفزاز
لأن كلامه من ذهب مو مثلك حكيك نحاس😅