السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اخي في الله المهندس فاضل سليمان. اولا جزاك الله خيرا واحبك في الله. تانيا الله يبارك في عمرك و عائلتك الطيبة. انا اخي اتابع كل محاضرتك. لزلت اعود دايما إلى دروسك المتعلقة بالتربية الروحية والايمانية، والله انها مهمة جدا بشكل فظيع. حفظك الله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال شيخ الإسلام "يقال قسقش فلان" ا، ذا برئ من مرضه، فهي تبرئ صاحبها من الشرك فإن الشرك والكفر أعظم أمراض القلوب٠٠٠ وكلما قاله ازداد براءة من الشرك، وقلبه شفاء من المرض (من كتاب دليل الوصايا العملية د/شريف طه يونس) جزاكم الله خيرا عالمنا الفاضل
ماشاء الله تبارك الله جزاكم الله تعالى وأهل بيتكم وجميع متابعيكم خيري الدنيا والآخرة .. آمين # *** إصبر *** كرم الله لايتأخر ، وإنما يأتي في الوقت المناسب .. " وما كان ربك نسيا "
اللهم أمين أمين آمين آمين آمين آمين آمين آمين آمين آمين آمين آمين آمين آمين آمين آمين يااارب العالمين والصلاه والسلام على رسول الله صل الله عليه وسلم محمد ابن عبد الله 👏👏👏💐💐🌺🌹
24:55 ﴿ النبي ﷺ هو اللي يمثلنا هنا ﴾ فكروا بيها وتأملوها .. النبي ﷺ هو اللي انغث وهو اللي ضاج وهو اللي سمع كل ما هو سيء من كفـ ـار قريش واحنا مو دارين ولا حاسين بيه .. شي يقهر كلش والله 😥
ربنا يبارك في علمك وحقيقي حزينه على صفحه الفيس وياريت بعد ما بإذن الله ننتهي من التدبر الفيديوهات دي تنزل في ابليكشن ويشتغل بدون نت ضمانا لعدم فقدانا وتكون موجوده في كل وقت ومكان بدون قيد
وقال الله لسيدنا موسى وهارون (ٱذۡهَبَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ (٤٣) فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ (طه ٤٤) إذن لا بد من القول اللّين، لا بد من بناء الجسور، فعندما تقول لأحدهم أنت كافر، فأنت تعامله بفضاضة، ولكن في القرآن الكريم، لم ينادَ الكفار بهذه الصفة إلا مرتين: في سورة التحريم عندما يُناديهم الملائكة يوم القيامة (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَا تَعۡتَذِرُوا۟ ٱلۡیَوۡمَۖ (٧) هذا في الآخرة، وفي سورة الكافرون بأمر الله لماذا!؟ لأنه في هذا الموضع نحن لا ندعوهم، بل هم يحاولون تغيير ديننا وعقيدتنا، وحاولوا أن ندخل في دينهم! لو قال أحدهم: ولكنهم هم سيغيرون دينهم كذلك؛ وسيعبدون إلهنا سنة بدون شرك! والحوار: أصحاب الأديان المزيفة التي صنعوها لأنفسهم، يهون عليهم دينهم، ولا يجدون مشكلة في تحديث كل شيء، لكن نحن المسلمون ليس وارداً أبداً أن نغير في العقيدة أي شيء. صحيح أن الفقه في ديننا يتغير من مكان إلى مكان، ومن زمان إلى زمان، فالإمام الشافعي كان عنده المذهب القديم عندما كان في العراق، مجرد أن انتقل إلى مصر، غير أشياء كثيرة في مذهبه، وأصبح عنده المذهب الحديث؛ لأنه غيّر المكان! الفقه ممكن أن يتغير، لكن العقيدة لا يمكن أن يتغير فيها أي شيء، من زمن آدم عليه السلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، عقيدة الإسلام لا تتغير لا يوجد ما يسمى توحيد أديان، أو "ديانة إبراهيمية" من ينادي بالديانة الإبراهيمية أيّاً كان هو -وهذا سيحصل قريباً- فاقرأ في وجهه هذه السورة (قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ (١) لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ (٢) وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ (٣) وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا عَبَدتُّمۡ (٤) وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ (٥) لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ (٦) لماذا يخاطبهم النبي بهذا الوصف الشديد!؟ لأننا لسنا في موقف دعوة، بل نحن في موقف مفاصلة يحاولون معنا ليغيروا ديننا. الملاحظة الثانية: ما علاقة هذه السورة بما قبلها وهي سورة الكوثر؟! (إِنَّاۤ أَعۡطَیۡنَـٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ (٢) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ) الله يدافع عن النبي في هذه السورة، ويقول له (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ) فليدافع النبي ﷺ عن الله أيضاً، ويُدافع عن التوحيد، كما دافع الله عنه، بالتأكيد أن الله ليس بحاجة إلى الدفاع عنه، لكن من الواجب عليك عندما تسمع أحدهم يسيء إلى الله، لا بد أن تُدافع عنه أيضاً (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ) أي كن مخلصاً لله، لا تصلِ إلا لله، لا تقبل العروض التي تدعوك إلى التنازل، لذلك سماها بعضهم بسورة الإخلاص، وذلك لأن فيها إخلاص العبودية لله. والتدبر هنا يوضح لنا؛ أن الدفاع عن الله عند التجرأ والإساءة على الله، واجبة على كل مسلم، لأن الله هو الذي يعطينا وهو الذي يرزقنا، وهو الذي يحفظنا، فكيف يُسب، أو يُنسب إليه ما يُسيء إليه ونسكت؟! بل سنرد بقوة (قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ) الملاحظة الثالثة: استخدام لفظ "العبادة" حصل في هذه السورة بشكل دقيق جداً يحتاج تركيزاً، اقرأ من الآية ٢ إلى الآية ٤ (لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ (٢) وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ (٣) وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا عَبَدتُّمۡ (٤) وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ) يوجد هنا: (أَعۡبُدُ) فعل (تَعۡبُدُونَ) فعل (عَٰبِدُونَ) اسم الفاعل (عَابِدٞ) اسم فاعل، ما الفرق بين الفعل واسم الفعل؟! مثلاً: أنا ألعب الكرة، المرة الوحيدة التي لعبت فيها، من الممكن أن أقولها عندما ألعب الكرة. هل أستطيع أن أقول أنا لاعب كرة؟! كلا. لماذا؟! متى أستطيع أن أقول أنا لاعب كرة؟! إذا تكرر مني الفعل وعُرفتُ به، فصار صفة لي، أصبحت أّوصف بلاعب الكرة. محمد صلاح مثلاً لاعب كرة لماذا!؟ لأنها صفة ملتصقة به، لعب في الماضي، ويلعب في الحاضر، وسيلعب في المستقبل إن شاء الله. أبو تريكة توقف عن اللعب، اسمه لاعب سابق، لكن ما زالت الصفة ملتصقة به، وعُرف بها واشتُهر، ومن الصعب نزعها منه. إذن اسم الفاعل يدل على المداومة. نطبق هذا المثل على هذه الآيات (عَٰبِدُونَ) تدل على المداومة (عَابِدٞ) تدل على المداومة (لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ) لَآ: حرف نفي (أَعۡبُدُ) فعل مضارع، نفي الفعل المضارع لن أعبد: يُفيد الاستقبال، ونفي الفعل المضارع لا أعبد: يُفيد المضارع والاستقبال أيضاً (لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ) أي زمن الاستقبال، أي أنا لن أعبد، لا أعبد، لأنهم قد عرضوا على النبي ﷺ أن يعبد الأصنام سنة، وهم يتوقفون عن عبادة الأصنام سنة، وفي جميع الأحوال الله سبحانه وتعالى معبود، لكن العرض يخص الأصنام، يا محمد تعبد الأصنام معنا سنة، ونحن نتوقف عن عبادتها سنة معك (لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ) هذا لن يحدث!
الله الرحمن: واسع الرحمة وكثير الحنان، والذي شملت رحمته العظيمة جميع خلقه بالإنعام والإحسان، وهو أرحم بالعباد من أمهاتهم، واسم الرحمن أبلغ من الرحيم، وهو خاص بالله عز وجل. الرحيم: خير الراحمين وأرحمهم، والذي وهب للمؤمنين المسلمين رحمات خاصة كالجنة، والرحيم في أحكامه وأفعاله، وقد سبقت وغلبت رحمته الكبيرة غضبه. الرءوف: الذي يرأف ويرحم، والرأفة أرق وأخص من الرحمة؛ فهي خير دائمًا بلا شر كالعافية، بينما الرحمة أعم وأشمل، وقد يكون ظاهرها شر وباطنها خير كالبلاء. الحليم: الصفوح القادر الذي لا يعاجل العصاة بالعقوبة، بل يتأنى ويُمهل ولا يُهمل، والذي يصبر على جحود وعصيان الناس له ولا يقطع نِعمه الكثيرة عنهم؛ لعلهم يتوبون. الغفور والغَفَّار والستِّير: الذي يغفر الذنوب الكبيرة والكثيرة فلا يؤاخذ عليها، وهو يحب الستر فيستر عباده ولا يفضحهم، فتبارك ربنا خير الغافرين. العَفُوُّ: الذي يعفو عن التائبين ويزيل خطاياهم فيترك عقابهم ويتجاوز عنهم، وهو يحب العفو. التوَّاب: الذي يقبل التوبة والرجوع إليه مهما عظمت الذنوب وتكررت، وهو يعين عباده عليها فيمحو السيئات ويبدلها حسنات. الودود: الذي يَوَدُّ الصالحين ويحبهم ويحبونه. الشاكر والشكور: الذي يشكر عباده على طاعتهم القليلة فيضاعف لهم ويدخلهم الجنة برحمته. الله العالم والعليم: الذي يعلم كل شيء، ولا علم لنا إلا ما علمنا، وهو عالم الغيب والشهادة فيعلم كل ما غاب وخَفِيَ عنا، ويعلم ما نشهده ونحضره. الحكيم: الذي يحكم بالعدل ولا راد لحكمه النافذ، وهو شديد الإحكام والإتقان لخلقه وتدبيره ودينه، وهو عظيم الحكمة والرشد فيضع الأشياء مواضعها الصحيحة ولا يخطئ ولا يعبث أبدًا بل لا يفعل إلا الصواب السديد. السميع والبصير: الذي يسمع ويرى كل شيء بمنتهى الوضوح، وهو سميع الدعاء ومجيبه، وله بصيرة وعلم كبير بالأمور. اللطيف والخبير: العالم ببواطن الأمور ودقائقها، ويعلم كل الأسرار وما تكنه الصدور وما يخفَى، وهو يلطف بعباده ويُحسن إليهم من حيث لا يحتسبون. الشهيد والرقيب: الشاهد على كل شيء والحاضر معنا بعلمه فلا يغيب عنه شيء ولا يخفى، وهو المراقب لخلقه وخواطرهم فلا يغفل عنهم أبدًا. الله القادر والقدير والمُقتدِر: عظيم القدرة الذي لا يُعجزه شيء؛ فإنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون، والقدير صيغة مبالغة تقوي المعنى، والمقتدر زيادة في المبنى تزيد في المعنى وتؤكده. القوي: ذو القوة العظيمة فلا يَضْعُفُ أبدًا، ولا حول ولا قوة إلا به. المتين: شديد القوة والقدرة فلا تنقطعان، وهو لا يتعب ولا يفتر. العزيز: الذي له العزة جميعًا؛ فهو القوي القدير شديد العقاب والانتقام، وهو القاهر الغالب فوق عباده، وهو مَنيعٌ لا يضره ولا يغلبه شيء، فسبحان رب العزة. الجبَّار: الذي يَجْبُرُ الضعفاء والمنكسرين فيصلح حالهم برأفته، والذي أجبر وقهر خلقه على إرادته الكونية؛ فهو فعَّالٌ لما يريد، وهو يهلك الظلمة المجرمين ويعذبهم، وله العلو والجبروت. القاهر والقهَّار: الذي قهر وغلب كل شيء فأخضعه له وأذله، والجميع عبيد له لا يخرجون عن إرادته وسيطرته طرفة عين، والقهَّار صيغة مبالغة تقوي المعنى، ولا يكون القهار إلا واحدًا؛ فلو كان معه شريك فإن لم يقهره كان عاجزًا، وإن قهره فلن يكون المقهور إلهًا، فتعالى الله الواحد القهار. الله المقدم: الذي قدّم المتقين على غيرهم وشرفهم، والذي يقدم حدوث بعض الأمور بقدرته، الله المؤخر: الذي أخّر العصاة وحقرهم، والذي يؤخر حدوث بعض الأمور بحكمته. الله العَلِيُّ: الذي له العلو الكبير من كافة الوجوه؛ فهو فوق العرش العظيم بذاته، وكل صفاته وأفعاله عالية لا مثيل لها، وله علو القهر والغلبة على خلقه. المُتَعَالِ: المستعلي على كل شيء بقدرته وجبروته، والذي تَعَالَى وتنزه عن الشريك والشبيه والنقائص، وتعالى زيادة في المبنى تزيد المعنى. الأعلى: الذي لا شيء أعلى منه. الله الكبير والعظيم: كبير القدر وعظيم الشأن، وهو أكبر وأعظم من كل شيء في ذاته وكمال صفاته، ولا يحيط الخلق به علمًا؛ فهو أعلى من ظنوننا. المتكبر: ذو الكبرياء العظيم، والذي تكبر عن كل نقص وشر وظلم، وهو لا يخضع لأحد. الله الوَلِيُّ والمَوْلَى: السيد القريب الذي يتولى أمور خلقه ويرعاهم؛ فيجلب لهم المنافع ويدفع عنهم المضار، وهو حليف المؤمنين ومُعينهم الذي يواليهم ويحبهم ويوفقهم وينصرهم بتأييده لهم. النصير: الناصر الذي بيده النصر، وهو ينصر من يشاء بعزته وحكمته. الوكيل: الكفيل الذي عليه نعتمد وإليه نفوض أمورنا؛ ليديرها ويتصرف فيها بعزته وحكمته فيكفينا ويرضينا. الله الحق: وجوده حق ثابت ودائم بلا زوال، وكماله ووحدانيته ودينه حق، وأقواله وأحكامه وأفعاله حق وعدل وصدق. المُبِينُ: الواضح والظاهر وجوده وكماله بالبراهين، والذي بيّن الحق للناس. الوارث: الباقي الذي يرث السماوات والأرض وما فيهما بعد فناء الخلق وهلاكه. الحسيب: الذي يحفظ أعمال العباد ويحصيها ثم يحاسبهم عليها صغيرها وكبيرها، وقد أحصى كل شيء في اللوح المحفوظ، وهو حَسْبُنَا: أي: الذي يكفينا أمورنا، فحسبنا الله ونعم الوكيل. الديَّان: الحاكم القاهر الذي يجازي ويحاسب العباد على أعمالهم بالعدل والقسط. الله ذو الجلال والإكرام: الذي له كمال العظمة والكبرياء والرفعة، وله الإحسان والإنعام على خلقه، وهو مستحق أن يُجَلَّ وأن يُكْرَمَ بحسن العبادة. هذا والله أعلى وأعلم، ما أصبت فيه فمن الله وحده، وما أخطأت فيه فمن نفسي ومن الشيطان، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
(مَا) تُستخدم للإشارة إلى غير العاقل، فهم يعبدون الأصنام، أمّا (من) تُستخدم للعاقل (وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ (٣) هم في كل الأحوال يعبدون الله، ويعبدون الأصنام كذلك، كيف عرفنا هذا؟! من سورة الزمر (مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِیُقَرِّبُونَاۤ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰۤ) هم لن يعبدوا عبادة النبي ﷺ كما هي! عرضهم لا يعني أنهم سيدخلون دين النبي ﷺ ويتخلصون من الشرك، ويوحدون الله بشكل مؤقت: سنة بسنة، لذلك استخدم (ما) أي: أنها تُشير إلى العبادة (وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ) من عبادة خالية من الشرك، أي عبادتكم هذه التي تعرضونها، ليست هي عبادتي. أو (ما) تشير إلى معبودي ولا أنتم عابدون معبودي، ومعبودي يُستخدم معها (ما) لأن (ما) هنا لا تُشير إلى ذات الله، ولا تُشير لله، لكنها تشير إلى المعبودات، والمعبودات كثيرة جداً، كلها زائفة ما عدا الله، فكلمة معبود ممكن أن يُشار إليها (بما) طالما أنها لا تشير إلى ذات الله، هذه السورة تحتاج تركيزاً جداً (عَٰبِدُونَ) في هذه الآية اسم وليس فعلاً، اسم يدل على الدوام والمداومة، أي أنتم لن تعبدوا الله أبداً بالتوحيد، هم يعبدون الله، ولكن بشركهم هذا؛ تعتبر عبادة أخرى، إذا أصررتم على هذا الاتفاق من عبادة الله سنة، والأصنام سنة، فهذه ليست عبادة، هذا شرك! ولا يعتبر على الدين الصحيح (وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا عَبَدتُّمۡ (٤) استخدم النبي ﷺ لنفسه هذه المرة اسم الفعل، لماذا؟! ليدل بشكل دائم أي أنه لم يعبد الأصنام أبداً من قبل، ولن يعبدها بعد ذلك أبداً (وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ (٥) هي مثل الآية رقم ٣ تماماً بالحرف، قال بعضهم أن تكرار هذه الآية مرتين للتوكيد. لكن بعضهم قال ليس تكراراً للمعنى، لأنه لو اعتبرنا السياق، سنجد أنه لا يوجد تكرار. لماذا؟! لأن الآية ٣ كانت رداً على عرضهم: نعبد معك إلهك سنة بدون شرك، وأنت تعبد معنا أصنامنا سنة، وهذا ما يسمى بتوحيد الأديان! فكان الرد (لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ (٢) في المستقبل، فلن أعبد أبداً هذه العبادة (وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ (٣) ولا في المستقبل، هذا ليس مقبولاً أبداً. أمّا الآية ٥ (وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا عَبَدتُّمۡ (٤) وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ (٥) أنا لم أعبد آلهتكم في الماضي، ولن أعبدها في المستقبل، ولا أنتم تعبدون الله أصلاً، لو كنتم تظنون أن هذه عبادة صحيحة فأنتم حالمون، فأنتم لم تكونوا تعبدوا الله بإخلاص أبداً. وبعد هذه المفاصلة الشديدة، لا توجد فائدة، لأننا ليس عندنا مرونة في العقيدة أبداً (لَكُمۡ دِینُكُمۡ وَلِیَ دِینِ (٦) لكم طريقتكم وأسلوبكم في العبادة التي لا تناسبنا (لَكُمۡ دِینُكُمۡ وَلِیَ دِینِ) الحديث هنا للنبي ﷺ بمفرده، وهذه من النقاط التي توقف عندها المفسرون كثيراً، لماذا لم يقلها بالجمع (لَكُمۡ دِینُكُمۡ) ولنا ديننا!؟ لأن هذا الكلام كان في الفترة الأولى من الدعوة، قبل الجهر بها، فلو كان الكلام بصيغة الجميع، فكأن المسلمين كثير، وموجودون في كل بيت، وهذا سيعمل نوعاً من التسخين أو الاستفزاز لهم، على المسلمين الذين أغلبهم مازالوا يخفون إسلامهم؛ فالكلام كله كان عن النبي ﷺ الذي جاؤوا ليفاوضوه، فالنبي ﷺ رد عليهم لأنه يُمثلنا أصلاً، وكلمة دين تعني طريقة (لَكُمۡ دِینُكُمۡ) طريقتكم وأسلوبكم في العبادة (وَلِیَ دِینِ (٦) وأنا لي ديني، لي الدين الذي اختاره الله، الذي لا يتغير عبر الزمان (وَلِیَ دِینِ) أصلها: ولي ديني، حُذفت الياء للتخفيف، الإمام يعقوب فقط يقرأها ولي ديني بالياء، يمدها حركتين في الوصل والوقف. ولماذا لم يقل النبي ﷺ "لي دينِ ولكم دينكم" لماذا بدأ بهم!؟ فكيف كانت بداية السورة!؟ (قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ (١) لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ (٢) في بداية السورة بدأ بالكلام عن دينه (وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ (٣) ثم تكلم عن دينهم، وعندما سمع عرضهم ومساومتهم، بدأ بالكلام عن دينه، وفي آخر السورة قال لهم (لَكُمۡ دِینُكُمۡ وَلِیَ دِینِ (٦) لكم الحرية في دينكم، تغيرونه كيفما أردتم، لكن ديني هو الباقي لن يتغير، فيختم بقوله (وَلِیَ دِینِ) أي الباب مفتوح أمامكم، وكذلك لمن فكر أن يترك دينه، ويدخل ديني كما هو دون مساومة؛ فأهلاً به. وإن لم يكن فلا مشكلة. السورة صغيرة جداً، لكن فيها معاني كثيرة، وإصرار على عدم قبول المساومات في عقيدة الإسلام.
#سورة_المقشقشة لأنها تنظف الإنسان من الشرك
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)
جزاكي الله خيراً حبيبتي سلوى 💞💕💕💞💞💕💞💕💞💕💞💕💞💕💞💕💞💕💞
جزاكِ الله خيراً
@@ranyaranya1534 جزانا واياكي حبيبتي رانيا ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
@@ahlamalbargthi7784 جزانا واياكي احلام ❤️❤️❤️
@@ahlamalbargthi7784 جزانا واياكي احلام ❤️❤️❤️
فعلا هذه السورة مش سهلة ابدا من اصعب السور محتاجه تركيز و اعادة تدبر عدة مرات رغم صغرها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اخي في الله المهندس فاضل سليمان. اولا جزاك الله خيرا واحبك في الله. تانيا الله يبارك في عمرك و عائلتك الطيبة. انا اخي اتابع كل محاضرتك. لزلت اعود دايما إلى دروسك المتعلقة بالتربية الروحية والايمانية، والله انها مهمة جدا بشكل فظيع. حفظك الله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
امين يارب العالمين
عليه افضل الصلاة والسلام
جزاك الله جنات النعيم ، الحمد لله على نعمة القرآن وعلى نعمة تدبر القرآن ،ما أعظمها من نعمة ، اللهم ادمها علينا و اجعلنا من الشاكرين الذاكرين آمين.
فعلا سورة الكافرون محتاجة تركيز جدا لفهمها وحفظها .. جزاك الله خيرا على التدبر الرائع
لا تنازل و لا مساومة على دين الاسلام،جزاءك الله استاذنا جنات الخلد دون حساب او سابق عذاب 💮🌷
الاسلام دين حرية حفظ للنفس كرامتها واختيارها. ﴿ لكم دينكم ولي دين ﴾ ﴿ فمن شاء فليوُمن ومن شاء فليكفر ﴾ ﴿ لنا اعمالنا ولكم اعمالكم ﴾/تأملات قرآنية
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله قدر مقامه ومقدار قدرة وقدر لا اله الا الله محمد رسول الله
الحمد لله علي نعمة الاسلام ونعمة التوحيد
الحمد لله علي تواجدي في هذا الجمع وفي هذة الجلسة التي تحفها الملائكة بأذن الله
يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ #كَفَرُواْ لَا تَعْتَذِرُواْ ٱلْيَوْمَ ۖ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (٧) #التحريم
ابداع في التدبر وجمال في ربط الآيات
اللهم اجعل هذه النعمة نعمة التدبر ملازمة لنافي كل اوقاتنا يارب
#سورة_الإخلاص لأن فيها مفاصلة بين الإيمان و الكفر.
جزاك الله خيرا أختي الحبيبة 🌷💕
بارك الله في عمرك ووقتك وعلمك وجهدك أستاذنا الفاضل 💐🌼💐 وجزاكم الله خيرا أستاذنا الفاضل 💐🌼💐
اللهم امين🌹🌸🌹🌸
جزاك الله خيرا دكتور فاضل علي مجهودك
اللهم تقبل منا ومنك ومن كل اهل التدبر اللهم ءامييييييييييييين يارب العالمين
آمين يارب العالمين 🌺💕
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد
آمين آمين آمين آمين آمين آمين آمين آمين آمين آمين آمين آمين يارب العالمين
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
جزاكم الله خيرا أستاذنا الفاضل فاضل سليمان
اللهم أغفر للمؤمنين والمؤمنات
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق واخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي الي صراطك المستقيم وعلي اله حق قدرة ومقدار ه العظيم
نسأل الله التوفيق والاخلاص لانهاء هذه السلسله ❤
الهدف من القرآن هو تدبره اهم من حفظه
١٦/١٠/٢٠٢٤
قال شيخ الإسلام "يقال قسقش فلان" ا، ذا برئ من مرضه، فهي تبرئ صاحبها من الشرك فإن الشرك والكفر أعظم أمراض القلوب٠٠٠ وكلما قاله ازداد براءة من الشرك، وقلبه شفاء من المرض (من كتاب دليل الوصايا العملية د/شريف طه يونس)
جزاكم الله خيرا عالمنا الفاضل
لا إله إلا الله محمد رسول الله
بارك الله فيكم وزادكم من علمه❤❤❤
بارك الله فيك
اول مرة افهم مايسمى (بالتكرار) في هذه السورة
اللهم ثبتنا بالقول الثابت ف الحياه الدنيا والاخره
جازاكَ اللّه خيراً
الحمد لله
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ماشاء الله تبارك الله
جزاكم الله تعالى وأهل بيتكم وجميع متابعيكم خيري الدنيا والآخرة .. آمين
# *** إصبر ***
كرم الله لايتأخر ، وإنما يأتي في الوقت المناسب ..
" وما كان ربك نسيا "
اللهم امين ام منار وحشتينى اليوم كان عندى مناسبه خطبه بنت اختى حبيبتى ايمان سالت عليا متحرمش منكم ابدا بحبكم جميعا🌹🌸🌹🌸
@@sanakobisy9873 بارك الله فيك وفي ام منار
@@Yaman14183 حبيبتى ايمان وام منار احبكم فى الله🌹💐🌹💐
جازاكَ الله خيراً
اللهم أمين أمين آمين آمين آمين آمين آمين آمين آمين آمين آمين آمين آمين آمين آمين آمين يااارب العالمين والصلاه والسلام على رسول الله صل الله عليه وسلم محمد ابن عبد الله 👏👏👏💐💐🌺🌹
رااائع بارك الله في علمك ونفعك به
الحمد لله رب العالمين
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم ونفعنا بكم دوما
جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل.
عليه افضل الصلاة والسلام
الحمد لله حتي ترضي والحمد لله اذا رضيت والحمد لله بعد الرضا والحمد لله على كل حال
24:55
﴿ النبي ﷺ هو اللي يمثلنا هنا ﴾ فكروا بيها وتأملوها .. النبي ﷺ هو اللي انغث وهو اللي ضاج وهو اللي سمع كل ما هو سيء من كفـ ـار قريش واحنا مو دارين ولا حاسين بيه .. شي يقهر كلش والله 😥
جزاك الله خيرا يا استاذي الفاضل
جزاك الله كل الخير ونفع بك الامة
بارك الله فيك ويحفظك ربي لخدمة دينه
اللهم زدك علما وافتح له القلوب وتقبل منكم صالح الأعمال.
ماشاء الله تبارك الله وفقك الله لما يحبه ويرضاه ويتقبل دعاؤك ويجعل عملك فى ميزان حسناتك💐🌻💐🌻🌷🌱🌷🌱
آمين يارب العالمين 🌺💕
@@ashgano 🌹💐🌹💐🌹💐
بارك الله في عمرك جزاك الله خيرا
بارك الله بك يا استاذنا شكرا لله على وجودك
ربنا يبارك في علمك وحقيقي حزينه على صفحه الفيس وياريت بعد ما بإذن الله ننتهي من التدبر الفيديوهات دي تنزل في ابليكشن ويشتغل بدون نت ضمانا لعدم فقدانا وتكون موجوده في كل وقت ومكان بدون قيد
بارك الله فيك يا أستاذ فاضل وازادك علما وجعله في ميزان حسناتك ان شاء الله تعالى أشكرك على كل ما تقدم ازادكم الله تعالى بفيض من كل خير ان شاء الله
جزاكم الله خيرا 🌼🌺
اللهم آمين آمين آمين يآرب العالمين وجازاك الله ألف خير استاذنا الفاضل اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك الحق يارب العالمين آمين
جزاكم الله خيرا ورزقنا وإياكم الإخلاص والقبول في القول والعمل🤲
اللهم بارك فى شيخن،،،،ا،،اللهم أمين يارب العالمين 🤲
جزاكم الله خيرا كثيرا
بارك الله فيك و نفع بك
جزاك الله كل خير يارب
بارك الله فيكم وجزاكم الله عننا كل خير اللهم آمين
اللهم ارزق عبدك فاضل الفردوس الاعلى
جزاك الله عنا خيرا وربنا يباركلنا فى وقتك وعلمك وصحتك ياشيخنا الجليل مهندس فاضل سليمان حفظك الله لنا 🤲🤲🤲👏💐👏💐👏💐
ربنا يزيدك علما
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
جزاكم الله خيرا
آللهم آمين يارب العالمين وجزاك الله استاذ فاضل كل خير وبارك الله فيك
جزاك الله عنا كل خير
وجزاك عنا خير الجزاء
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته مهندس فاضل سليمان حفظك الله لنا شيخنا الجليل 💐👏
جزاك الله خير الجزاء
ماشاءالله جزاك الله خير الجزاء
اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد
تدبر رائع …بارك الله فيك
بارك الله فيك
و اللهم تقبل الدعاء
جزاكم الله خيرا باشمهندس فاضل وزادك علما ونورا وبارك فى عمرك ونفع بك الامه وجعله فى ميزان حسناتك آآآمين
جزاكم الله ووالديكم وأهليكم جنات الفردوس الأعلى
شكراا لجهودك بشمهندس
رينا يمتعك بالصحة ودوام العافية...يااارب
بارك الله فيكم وفى والدتك وأسرتك ورحم وغفر الله لوالدك
الله يفتح عليك و يحفظك 🌾
حفظك الله أستاذنا الفاضل وكثّر من أمثالك ونفع بك.
آمين يارب العالمين 🤲🤲🤲
جزاكم الله خيرا ونفع بكم و بارك فيكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله في عملك م. فاضل وتقبل منك.
بارك الله فيك وجزاك الله الله خير جزاء
جزاك الله خيرا ونفع بك الناس وثبتك على طاعته ورضاه
جزاكم الله خيرا.
آمييين يااااارب العالمين جزاك الله خيرا يارب
جزاك الله كل خير وزادك علما
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك استاذنا
الحمد لله
الله يثبتنا بقوله الثابت ويتقبل منا
اللهم امين
بسم الله
اللهم آمين يارب العالمين.
بارك الله فيك ياشيخنا وجعل الله ماتفعله في ميزان حسناتك يارب العالمين
11:22
عقيدة الإسلام ثابتة من زمن سيدنا آدم عليه الصلاة السلام :
جزاك الله خيرا وبارك الله فى عمرك وصحتك وعلمك
جزاك الله خيرا
لكم دينكم ولي دين
بارك الله فيك نراك غدا باذن الله ان كنا من اهل الدنيا
وقال الله لسيدنا موسى وهارون (ٱذۡهَبَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ (٤٣) فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ (طه ٤٤) إذن لا بد من القول اللّين، لا بد من بناء الجسور، فعندما تقول لأحدهم أنت كافر، فأنت تعامله بفضاضة، ولكن في القرآن الكريم، لم ينادَ الكفار بهذه الصفة إلا مرتين: في سورة التحريم عندما يُناديهم الملائكة يوم القيامة (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَا تَعۡتَذِرُوا۟ ٱلۡیَوۡمَۖ (٧) هذا في الآخرة، وفي سورة الكافرون بأمر الله لماذا!؟ لأنه في هذا الموضع نحن لا ندعوهم، بل هم يحاولون تغيير ديننا وعقيدتنا، وحاولوا أن ندخل في دينهم!
لو قال أحدهم: ولكنهم هم سيغيرون دينهم كذلك؛ وسيعبدون إلهنا سنة بدون شرك! والحوار: أصحاب الأديان المزيفة التي صنعوها لأنفسهم، يهون عليهم دينهم، ولا يجدون مشكلة في تحديث كل شيء، لكن نحن المسلمون ليس وارداً أبداً أن نغير في العقيدة أي شيء. صحيح أن الفقه في ديننا يتغير من مكان إلى مكان، ومن زمان إلى زمان، فالإمام الشافعي كان عنده المذهب القديم عندما كان في العراق، مجرد أن انتقل إلى مصر، غير أشياء كثيرة في مذهبه، وأصبح عنده المذهب الحديث؛ لأنه غيّر المكان! الفقه ممكن أن يتغير، لكن العقيدة لا يمكن أن يتغير فيها أي شيء، من زمن آدم عليه السلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، عقيدة الإسلام لا تتغير لا يوجد ما يسمى توحيد أديان، أو "ديانة إبراهيمية" من ينادي بالديانة الإبراهيمية أيّاً كان هو -وهذا سيحصل قريباً- فاقرأ في وجهه هذه السورة (قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ (١) لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ (٢) وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ (٣) وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا عَبَدتُّمۡ (٤) وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ (٥) لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ (٦) لماذا يخاطبهم النبي بهذا الوصف الشديد!؟ لأننا لسنا في موقف دعوة، بل نحن في موقف مفاصلة يحاولون معنا ليغيروا ديننا.
الملاحظة الثانية: ما علاقة هذه السورة بما قبلها وهي سورة الكوثر؟! (إِنَّاۤ أَعۡطَیۡنَـٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ (٢) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ) الله يدافع عن النبي في هذه السورة، ويقول له (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ) فليدافع النبي ﷺ عن الله أيضاً، ويُدافع عن التوحيد، كما دافع الله عنه، بالتأكيد أن الله ليس بحاجة إلى الدفاع عنه، لكن من الواجب عليك عندما تسمع أحدهم يسيء إلى الله، لا بد أن تُدافع عنه أيضاً (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ) أي كن مخلصاً لله، لا تصلِ إلا لله، لا تقبل العروض التي تدعوك إلى التنازل، لذلك سماها بعضهم بسورة الإخلاص، وذلك لأن فيها إخلاص العبودية لله. والتدبر هنا يوضح لنا؛ أن الدفاع عن الله عند التجرأ والإساءة على الله، واجبة على كل مسلم، لأن الله هو الذي يعطينا وهو الذي يرزقنا، وهو الذي يحفظنا، فكيف يُسب، أو يُنسب إليه ما يُسيء إليه ونسكت؟! بل سنرد بقوة (قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ)
الملاحظة الثالثة: استخدام لفظ "العبادة" حصل في هذه السورة بشكل دقيق جداً يحتاج تركيزاً، اقرأ من الآية ٢ إلى الآية ٤ (لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ (٢) وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ (٣) وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا عَبَدتُّمۡ (٤) وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ) يوجد هنا: (أَعۡبُدُ) فعل (تَعۡبُدُونَ) فعل (عَٰبِدُونَ) اسم الفاعل
(عَابِدٞ) اسم فاعل، ما الفرق بين الفعل واسم الفعل؟!
مثلاً: أنا ألعب الكرة، المرة الوحيدة التي لعبت فيها، من الممكن أن أقولها عندما ألعب الكرة. هل أستطيع أن أقول أنا لاعب كرة؟! كلا. لماذا؟! متى أستطيع أن أقول أنا لاعب كرة؟! إذا تكرر مني الفعل وعُرفتُ به، فصار صفة لي، أصبحت أّوصف بلاعب الكرة. محمد صلاح مثلاً لاعب كرة لماذا!؟ لأنها صفة ملتصقة به، لعب في الماضي، ويلعب في الحاضر، وسيلعب في المستقبل إن شاء الله. أبو تريكة توقف عن اللعب، اسمه لاعب سابق، لكن ما زالت الصفة ملتصقة به، وعُرف بها واشتُهر، ومن الصعب نزعها منه. إذن اسم الفاعل يدل على المداومة. نطبق هذا المثل على هذه الآيات (عَٰبِدُونَ) تدل على المداومة (عَابِدٞ) تدل على المداومة (لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ) لَآ: حرف نفي (أَعۡبُدُ) فعل مضارع، نفي الفعل المضارع لن أعبد: يُفيد الاستقبال، ونفي الفعل المضارع لا أعبد: يُفيد المضارع والاستقبال أيضاً (لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ) أي زمن الاستقبال، أي أنا لن أعبد، لا أعبد، لأنهم قد عرضوا على النبي ﷺ أن يعبد الأصنام سنة، وهم يتوقفون عن عبادة الأصنام سنة، وفي جميع الأحوال الله سبحانه وتعالى معبود، لكن العرض يخص الأصنام، يا محمد تعبد الأصنام معنا سنة، ونحن نتوقف عن عبادتها سنة معك (لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ) هذا لن يحدث!
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
لا يجب السكوت عندما يتجرأ الكفار على الله بكلام سيئ فعلينا الرد لإيقافهم.
الله الرحمن: واسع الرحمة وكثير الحنان، والذي شملت رحمته العظيمة جميع خلقه بالإنعام والإحسان، وهو أرحم بالعباد من أمهاتهم، واسم الرحمن أبلغ من الرحيم، وهو خاص بالله عز وجل.
الرحيم: خير الراحمين وأرحمهم، والذي وهب للمؤمنين المسلمين رحمات خاصة كالجنة، والرحيم في أحكامه وأفعاله، وقد سبقت وغلبت رحمته الكبيرة غضبه.
الرءوف: الذي يرأف ويرحم، والرأفة أرق وأخص من الرحمة؛ فهي خير دائمًا بلا شر كالعافية، بينما الرحمة أعم وأشمل، وقد يكون ظاهرها شر وباطنها خير كالبلاء.
الحليم: الصفوح القادر الذي لا يعاجل العصاة بالعقوبة، بل يتأنى ويُمهل ولا يُهمل، والذي يصبر على جحود وعصيان الناس له ولا يقطع نِعمه الكثيرة عنهم؛ لعلهم يتوبون.
الغفور والغَفَّار والستِّير: الذي يغفر الذنوب الكبيرة والكثيرة فلا يؤاخذ عليها، وهو يحب الستر فيستر عباده ولا يفضحهم، فتبارك ربنا خير الغافرين.
العَفُوُّ: الذي يعفو عن التائبين ويزيل خطاياهم فيترك عقابهم ويتجاوز عنهم، وهو يحب العفو.
التوَّاب: الذي يقبل التوبة والرجوع إليه مهما عظمت الذنوب وتكررت، وهو يعين عباده عليها فيمحو السيئات ويبدلها حسنات.
الودود: الذي يَوَدُّ الصالحين ويحبهم ويحبونه.
الشاكر والشكور: الذي يشكر عباده على طاعتهم القليلة فيضاعف لهم ويدخلهم الجنة برحمته.
الله العالم والعليم: الذي يعلم كل شيء، ولا علم لنا إلا ما علمنا، وهو عالم الغيب والشهادة فيعلم كل ما غاب وخَفِيَ عنا، ويعلم ما نشهده ونحضره.
الحكيم: الذي يحكم بالعدل ولا راد لحكمه النافذ، وهو شديد الإحكام والإتقان لخلقه وتدبيره ودينه، وهو عظيم الحكمة والرشد فيضع الأشياء مواضعها الصحيحة ولا يخطئ ولا يعبث أبدًا بل لا يفعل إلا الصواب السديد.
السميع والبصير: الذي يسمع ويرى كل شيء بمنتهى الوضوح، وهو سميع الدعاء ومجيبه، وله بصيرة وعلم كبير بالأمور.
اللطيف والخبير: العالم ببواطن الأمور ودقائقها، ويعلم كل الأسرار وما تكنه الصدور وما يخفَى، وهو يلطف بعباده ويُحسن إليهم من حيث لا يحتسبون.
الشهيد والرقيب: الشاهد على كل شيء والحاضر معنا بعلمه فلا يغيب عنه شيء ولا يخفى، وهو المراقب لخلقه وخواطرهم فلا يغفل عنهم أبدًا.
الله القادر والقدير والمُقتدِر: عظيم القدرة الذي لا يُعجزه شيء؛ فإنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون، والقدير صيغة مبالغة تقوي المعنى، والمقتدر زيادة في المبنى تزيد في المعنى وتؤكده.
القوي: ذو القوة العظيمة فلا يَضْعُفُ أبدًا، ولا حول ولا قوة إلا به.
المتين: شديد القوة والقدرة فلا تنقطعان، وهو لا يتعب ولا يفتر.
العزيز: الذي له العزة جميعًا؛ فهو القوي القدير شديد العقاب والانتقام، وهو القاهر الغالب فوق عباده، وهو مَنيعٌ لا يضره ولا يغلبه شيء، فسبحان رب العزة.
الجبَّار: الذي يَجْبُرُ الضعفاء والمنكسرين فيصلح حالهم برأفته، والذي أجبر وقهر خلقه على إرادته الكونية؛ فهو فعَّالٌ لما يريد، وهو يهلك الظلمة المجرمين ويعذبهم، وله العلو والجبروت.
القاهر والقهَّار: الذي قهر وغلب كل شيء فأخضعه له وأذله، والجميع عبيد له لا يخرجون عن إرادته وسيطرته طرفة عين، والقهَّار صيغة مبالغة تقوي المعنى، ولا يكون القهار إلا واحدًا؛ فلو كان معه شريك فإن لم يقهره كان عاجزًا، وإن قهره فلن يكون المقهور إلهًا، فتعالى الله الواحد القهار.
الله المقدم: الذي قدّم المتقين على غيرهم وشرفهم، والذي يقدم حدوث بعض الأمور بقدرته، الله المؤخر: الذي أخّر العصاة وحقرهم، والذي يؤخر حدوث بعض الأمور بحكمته.
الله العَلِيُّ: الذي له العلو الكبير من كافة الوجوه؛ فهو فوق العرش العظيم بذاته، وكل صفاته وأفعاله عالية لا مثيل لها، وله علو القهر والغلبة على خلقه.
المُتَعَالِ: المستعلي على كل شيء بقدرته وجبروته، والذي تَعَالَى وتنزه عن الشريك والشبيه والنقائص، وتعالى زيادة في المبنى تزيد المعنى.
الأعلى: الذي لا شيء أعلى منه.
الله الكبير والعظيم: كبير القدر وعظيم الشأن، وهو أكبر وأعظم من كل شيء في ذاته وكمال صفاته، ولا يحيط الخلق به علمًا؛ فهو أعلى من ظنوننا.
المتكبر: ذو الكبرياء العظيم، والذي تكبر عن كل نقص وشر وظلم، وهو لا يخضع لأحد.
الله الوَلِيُّ والمَوْلَى: السيد القريب الذي يتولى أمور خلقه ويرعاهم؛ فيجلب لهم المنافع ويدفع عنهم المضار، وهو حليف المؤمنين ومُعينهم الذي يواليهم ويحبهم ويوفقهم وينصرهم بتأييده لهم.
النصير: الناصر الذي بيده النصر، وهو ينصر من يشاء بعزته وحكمته.
الوكيل: الكفيل الذي عليه نعتمد وإليه نفوض أمورنا؛ ليديرها ويتصرف فيها بعزته وحكمته فيكفينا ويرضينا.
الله الحق: وجوده حق ثابت ودائم بلا زوال، وكماله ووحدانيته ودينه حق، وأقواله وأحكامه وأفعاله حق وعدل وصدق.
المُبِينُ: الواضح والظاهر وجوده وكماله بالبراهين، والذي بيّن الحق للناس.
الوارث: الباقي الذي يرث السماوات والأرض وما فيهما بعد فناء الخلق وهلاكه.
الحسيب: الذي يحفظ أعمال العباد ويحصيها ثم يحاسبهم عليها صغيرها وكبيرها، وقد أحصى كل شيء في اللوح المحفوظ، وهو حَسْبُنَا: أي: الذي يكفينا أمورنا، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
الديَّان: الحاكم القاهر الذي يجازي ويحاسب العباد على أعمالهم بالعدل والقسط.
الله ذو الجلال والإكرام: الذي له كمال العظمة والكبرياء والرفعة، وله الإحسان والإنعام على خلقه، وهو مستحق أن يُجَلَّ وأن يُكْرَمَ بحسن العبادة.
هذا والله أعلى وأعلم، ما أصبت فيه فمن الله وحده، وما أخطأت فيه فمن نفسي ومن الشيطان، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
الدين واحد
(مَا) تُستخدم للإشارة إلى غير العاقل، فهم يعبدون الأصنام، أمّا (من) تُستخدم للعاقل (وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ (٣) هم في كل الأحوال يعبدون الله، ويعبدون الأصنام كذلك، كيف عرفنا هذا؟! من سورة الزمر (مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِیُقَرِّبُونَاۤ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰۤ) هم لن يعبدوا عبادة النبي ﷺ كما هي! عرضهم لا يعني أنهم سيدخلون دين النبي ﷺ ويتخلصون من الشرك، ويوحدون الله بشكل مؤقت: سنة بسنة، لذلك استخدم (ما) أي: أنها تُشير إلى العبادة (وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ) من عبادة خالية من الشرك، أي عبادتكم هذه التي تعرضونها، ليست هي عبادتي. أو (ما) تشير إلى معبودي ولا أنتم عابدون معبودي، ومعبودي يُستخدم معها (ما) لأن (ما) هنا لا تُشير إلى ذات الله، ولا تُشير لله، لكنها تشير إلى المعبودات، والمعبودات كثيرة جداً، كلها زائفة ما عدا الله، فكلمة معبود ممكن أن يُشار إليها (بما) طالما أنها لا تشير إلى ذات الله، هذه السورة تحتاج تركيزاً جداً (عَٰبِدُونَ) في هذه الآية اسم وليس فعلاً، اسم يدل على الدوام والمداومة، أي أنتم لن تعبدوا الله أبداً بالتوحيد، هم يعبدون الله، ولكن بشركهم هذا؛ تعتبر عبادة أخرى، إذا أصررتم على هذا الاتفاق من عبادة الله سنة، والأصنام سنة، فهذه ليست عبادة، هذا شرك! ولا يعتبر على الدين الصحيح (وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا عَبَدتُّمۡ (٤) استخدم النبي ﷺ لنفسه هذه المرة اسم الفعل، لماذا؟! ليدل بشكل دائم أي أنه لم يعبد الأصنام أبداً من قبل، ولن يعبدها بعد ذلك أبداً (وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ (٥) هي مثل الآية رقم ٣ تماماً بالحرف، قال بعضهم أن تكرار هذه الآية مرتين للتوكيد. لكن بعضهم قال ليس تكراراً للمعنى، لأنه لو اعتبرنا السياق، سنجد أنه لا يوجد تكرار. لماذا؟! لأن الآية ٣ كانت رداً على عرضهم: نعبد معك إلهك سنة بدون شرك، وأنت تعبد معنا أصنامنا سنة، وهذا ما يسمى بتوحيد الأديان! فكان الرد (لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ (٢) في المستقبل، فلن أعبد أبداً هذه العبادة (وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ (٣) ولا في المستقبل، هذا ليس مقبولاً أبداً.
أمّا الآية ٥ (وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا عَبَدتُّمۡ (٤) وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ (٥) أنا لم أعبد آلهتكم في الماضي، ولن أعبدها في المستقبل، ولا أنتم تعبدون الله أصلاً، لو كنتم تظنون أن هذه عبادة صحيحة فأنتم حالمون، فأنتم لم تكونوا تعبدوا الله بإخلاص أبداً.
وبعد هذه المفاصلة الشديدة، لا توجد فائدة، لأننا ليس عندنا مرونة في العقيدة أبداً (لَكُمۡ دِینُكُمۡ وَلِیَ دِینِ (٦) لكم طريقتكم وأسلوبكم في العبادة التي لا تناسبنا (لَكُمۡ دِینُكُمۡ وَلِیَ دِینِ) الحديث هنا للنبي ﷺ بمفرده، وهذه من النقاط التي توقف عندها المفسرون كثيراً، لماذا لم يقلها بالجمع (لَكُمۡ دِینُكُمۡ) ولنا ديننا!؟ لأن هذا الكلام كان في الفترة الأولى من الدعوة، قبل الجهر بها، فلو كان الكلام بصيغة الجميع، فكأن المسلمين كثير، وموجودون في كل بيت، وهذا سيعمل نوعاً من التسخين أو الاستفزاز لهم، على المسلمين الذين أغلبهم مازالوا يخفون إسلامهم؛ فالكلام كله كان عن النبي ﷺ الذي جاؤوا ليفاوضوه، فالنبي ﷺ رد عليهم لأنه يُمثلنا أصلاً، وكلمة دين تعني طريقة (لَكُمۡ دِینُكُمۡ) طريقتكم وأسلوبكم في العبادة (وَلِیَ دِینِ (٦) وأنا لي ديني، لي الدين الذي اختاره الله، الذي لا يتغير عبر الزمان (وَلِیَ دِینِ) أصلها: ولي ديني، حُذفت الياء للتخفيف، الإمام يعقوب فقط يقرأها ولي ديني بالياء، يمدها حركتين في الوصل والوقف.
ولماذا لم يقل النبي ﷺ "لي دينِ ولكم دينكم" لماذا بدأ بهم!؟ فكيف كانت بداية السورة!؟ (قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ (١) لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ (٢) في بداية السورة بدأ بالكلام عن دينه (وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ (٣) ثم تكلم عن دينهم، وعندما سمع عرضهم ومساومتهم، بدأ بالكلام عن دينه، وفي آخر السورة قال لهم (لَكُمۡ دِینُكُمۡ وَلِیَ دِینِ (٦) لكم الحرية في دينكم، تغيرونه كيفما أردتم، لكن ديني هو الباقي لن يتغير، فيختم بقوله (وَلِیَ دِینِ) أي الباب مفتوح أمامكم، وكذلك لمن فكر أن يترك دينه، ويدخل ديني كما هو دون مساومة؛ فأهلاً به. وإن لم يكن فلا مشكلة.
السورة صغيرة جداً، لكن فيها معاني كثيرة، وإصرار على عدم قبول المساومات في عقيدة الإسلام.