اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد
قال أحد النصارى المتحولين للإسلام فيما معناه : حين قرأت أن النبي محمدا عاد إلى بيته مرتعدا خائفا فزعا بعد بدء الوحي و لقائه بجبريل عليه السلام، و بحثه عن الأمان و السند عند زوجه خديجة و ابن عمها ورقة و إخباره بالمشقة التي تنتظره، و لم يأت من أول يوم راكضا إلى قريش فرحا فخورا بهذه النبوة و هذه الآيات القرآنية التي أُنزِلت عليه و التي سترفع شأنه و ذكره بينهم...أدركت أنه نبي حقا و ليس كاذبا. كلام يحتاج الوقوف عنده، فجمال نبوة محمد صلى الله عليه وسلم في بشريته، بكل ما تعني الكلمة من معنى، فله نفس حاجات البشر من طعام و شراب و نوم و زواج، و يعتريه ما يعتري البشر من قلق و خوف و ضعف و شك و حزن و فرح و مرض، لكن ذلك لم يمنعه من أن يكون خير خلق الله في أخلاقه و أقواله و أفعاله و ايمانه و عبادته ، لذلك هو مؤهل لأن يكون قدوة لنا، و لذلك لم يبعث الله ملكا من الملائكة ليكون رسولا، لأن الناس سيقولون حينئذ : من أين لنا بطاقة الملائكة في العبادة و هم لا يأكلون و لا يشربون و لا ينامون و لا يتعبون من العبادة؟ بينما رؤيتهم لإنسان مثلهم بلغ هذه الدرجة من الكمال البشري و الإيماني رغم كل المعوقات و الموانع الجسدية و النفسية و الفطرية لهو دليل على أننا نستطيع أن نقتدي به، و نجعله مثالا نتبعه في كل أحوالنا. و بشريته عليه الصلاة والسلام جعلته إنسانا طبيعيا قبل البعثة، رغم بوادر نبوغه الأخلاقي و اختلافه عن أهل زمانه، لذلك إذا تأملنا هذه الآيات : {ألم يجدك ضالا فهدى}. {مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا}. {وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تركن إليهم شيئا قليلا}. {و لا تحزن عليهم و لا تكن في ضيق مما يمكرون}. {وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ}. حين نتأمل هذه الآيات ندرك أنه قبل الوحي لم يكن الرسول "مؤمنا" بالمعنى الشرعي، بل بالمعنى الفطري فقط (حنيفية)، لذلك فالله يمتن على نبيه أن هداه بعد أن كان ضالا لا يعبد ربه على بينة و بما شرعه الله في دينه من صلاة و صيام و أذكار شرعية، و لم يكن يعلم ماهو القرآن و لا ماهو الإيمان حقيقة، لذلك قد تقع منه مخالفات للشريعة الإسلامية لكنها ليست ذنوبا مادام تشريعها لم ينزل بعد، مثل تبني النبي لزيد بن حارثة، قبل أن تنزل آية تحريم التبني، لذلك فتحديث النبي نفسه بالإنتحار بسبب الخوف و الشدة التي شعر بها لهو أمر طبيعي في البشر، و آية تحريم الإنتحار {و لا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} جاءت في سورة النساء، فهي آية مدنية، حدد بعض العلماء بدء نزولها بالسنة السابعة من الهجرة، يعني أن الناس و المسلمين لم يعلموا حرمة الإنتحار حتى بعد نحو عشرين سنة من الرسالة، فحتى إذا اعتبرنا صحة الرواية سندا و رواية، كيف نؤاخذ النبي على ضعف نفسي اعتراه في بداية الوحي، و هو لا يدري ما الايمان و لا القرآن و لا اليقين في الله، بدل و لا يعلم حرمة الإنتحار بعد؟ و هذه الأخطاء و مواطن الضعف وقعت من كل الأنبياء، ماعدا من كان آباءهم مؤمنين و علموهم الدين من قبل بعثتهم، كإسماعيل و إسحاق و يعقوب و يوسف عليهم السلام، ألم يخرج يونس عليه السلام من قومه مغاضبا و هو يظن أن الله لن يعاقبه؟ ألم يقتل موسى عليه السلام نفسا قبل بعثته؟ لذلك خوف محمد صلى الله عليه وسلم من الوحي و هو لا يدرك بعد معنى الإيمان و حقيقة الإيمان و وقوف الله و ملائكته إلى صفه لهو دليل على بشريته و صدقه، و لأنه بشر فهو يحتاج إلى تذكير و تثبيت من الله بين الفينة و الأخرى، برواية قصص الأنبياء السابقين له و إنزال الآيات حسبما تقتضيه الظروف لتزيده يقينا و ثباتا. و أخيرا قال صلى الله عليه وسلم : "إنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لي عن أُمَّتي ما وسْوَسَتْ به صُدُورُهَا، ما لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَكَلَّمْ". (رواه البخاري و مسلم)، فمادام الفعل لم يقع، و بقي مجرد وساوس و هواجس تعتري النفس فهي ليست ذنوبا يؤاخذك الله عليها.
لدعم القناة على البيبال
paypal.me/alihassan382?countr...
2- لدعم القناة
من مصر وتركيا على فودافون كاش: 00201068482623
جزاك الله خيرا فضيلة الدكتور أبوالحسن
اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد
ماشاء الله تبارك الله اللهم بارك جزاك الله خيرا
حلقة موفقة شكراً
قواك الله وبارك الله فيك شيخنا
جزاكم الله خيرا
قبل أن أشاهد الفيديو أقول هذا متصل السند إلى الزهري فقط وما بعد الزهري غير متصل ومراسيل الزهري كالريح
قال أحد النصارى المتحولين للإسلام فيما معناه : حين قرأت أن النبي محمدا عاد إلى بيته مرتعدا خائفا فزعا بعد بدء الوحي و لقائه بجبريل عليه السلام، و بحثه عن الأمان و السند عند زوجه خديجة و ابن عمها ورقة و إخباره بالمشقة التي تنتظره، و لم يأت من أول يوم راكضا إلى قريش فرحا فخورا بهذه النبوة و هذه الآيات القرآنية التي أُنزِلت عليه و التي سترفع شأنه و ذكره بينهم...أدركت أنه نبي حقا و ليس كاذبا.
كلام يحتاج الوقوف عنده، فجمال نبوة محمد صلى الله عليه وسلم في بشريته، بكل ما تعني الكلمة من معنى، فله نفس حاجات البشر من طعام و شراب و نوم و زواج، و يعتريه ما يعتري البشر من قلق و خوف و ضعف و شك و حزن و فرح و مرض، لكن ذلك لم يمنعه من أن يكون خير خلق الله في أخلاقه و أقواله و أفعاله و ايمانه و عبادته ، لذلك هو مؤهل لأن يكون قدوة لنا، و لذلك لم يبعث الله ملكا من الملائكة ليكون رسولا، لأن الناس سيقولون حينئذ : من أين لنا بطاقة الملائكة في العبادة و هم لا يأكلون و لا يشربون و لا ينامون و لا يتعبون من العبادة؟ بينما رؤيتهم لإنسان مثلهم بلغ هذه الدرجة من الكمال البشري و الإيماني رغم كل المعوقات و الموانع الجسدية و النفسية و الفطرية لهو دليل على أننا نستطيع أن نقتدي به، و نجعله مثالا نتبعه في كل أحوالنا.
و بشريته عليه الصلاة والسلام جعلته إنسانا طبيعيا قبل البعثة، رغم بوادر نبوغه الأخلاقي و اختلافه عن أهل زمانه، لذلك إذا تأملنا هذه الآيات :
{ألم يجدك ضالا فهدى}.
{مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا}.
{وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تركن إليهم شيئا قليلا}.
{و لا تحزن عليهم و لا تكن في ضيق مما يمكرون}.
{وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ}.
حين نتأمل هذه الآيات ندرك أنه قبل الوحي لم يكن الرسول "مؤمنا" بالمعنى الشرعي، بل بالمعنى الفطري فقط (حنيفية)، لذلك فالله يمتن على نبيه أن هداه بعد أن كان ضالا لا يعبد ربه على بينة و بما شرعه الله في دينه من صلاة و صيام و أذكار شرعية، و لم يكن يعلم ماهو القرآن و لا ماهو الإيمان حقيقة، لذلك قد تقع منه مخالفات للشريعة الإسلامية لكنها ليست ذنوبا مادام تشريعها لم ينزل بعد، مثل تبني النبي لزيد بن حارثة، قبل أن تنزل آية تحريم التبني، لذلك فتحديث النبي نفسه بالإنتحار بسبب الخوف و الشدة التي شعر بها لهو أمر طبيعي في البشر، و آية تحريم الإنتحار {و لا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} جاءت في سورة النساء، فهي آية مدنية، حدد بعض العلماء بدء نزولها بالسنة السابعة من الهجرة، يعني أن الناس و المسلمين لم يعلموا حرمة الإنتحار حتى بعد نحو عشرين سنة من الرسالة، فحتى إذا اعتبرنا صحة الرواية سندا و رواية، كيف نؤاخذ النبي على ضعف نفسي اعتراه في بداية الوحي، و هو لا يدري ما الايمان و لا القرآن و لا اليقين في الله، بدل و لا يعلم حرمة الإنتحار بعد؟
و هذه الأخطاء و مواطن الضعف وقعت من كل الأنبياء، ماعدا من كان آباءهم مؤمنين و علموهم الدين من قبل بعثتهم، كإسماعيل و إسحاق و يعقوب و يوسف عليهم السلام، ألم يخرج يونس عليه السلام من قومه مغاضبا و هو يظن أن الله لن يعاقبه؟ ألم يقتل موسى عليه السلام نفسا قبل بعثته؟ لذلك خوف محمد صلى الله عليه وسلم من الوحي و هو لا يدرك بعد معنى الإيمان و حقيقة الإيمان و وقوف الله و ملائكته إلى صفه لهو دليل على بشريته و صدقه، و لأنه بشر فهو يحتاج إلى تذكير و تثبيت من الله بين الفينة و الأخرى، برواية قصص الأنبياء السابقين له و إنزال الآيات حسبما تقتضيه الظروف لتزيده يقينا و ثباتا. و أخيرا قال صلى الله عليه وسلم : "إنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لي عن أُمَّتي ما وسْوَسَتْ به صُدُورُهَا، ما لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَكَلَّمْ". (رواه البخاري و مسلم)، فمادام الفعل لم يقع، و بقي مجرد وساوس و هواجس تعتري النفس فهي ليست ذنوبا يؤاخذك الله عليها.
بلاغات الزهري