5 لماذا كان قرآنا عربيا ؟

Поділитися
Вставка
  • Опубліковано 14 жов 2024
  • لِمَاذَا كَانَ قُرآنًا عَرَبِيَّا
    كتابة الأخت الفاضلة فاطمة آل السيد
    ( هذا مختصر ) للقراءة بشكل مفصل من خلال موقعنا : al-saif.net/?ac...
    قَالَ اللهُ العظيمُ في كتابِه الكريم: “وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ” صدق الله العلي العظيم.
    حديثُنا بإذن الله تعالى بعنوان لماذا كان قرآنا عربيًا؟
    من الواضح أن لغة القرآن هي اللغة العربية وأنهُ قد وصفَ نفسه بأنه عربي في مواضعَ متعددةٍ بلغت أحد عشر موضعا، منها “قُرْآنًا عَرَبِيًّا”، “بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ” وأمثال ذلك.
    اتجاهات نشأة اللغة:
    هناك نظريات متعددة في هذا الجانب، و حتى لا نَتَطَرَقَ إلى التفاصيل، أنا أُخبركَ بأن هذه النظريات تنتهي بالموجز إلى اتجاهين:
    الاتجاه الأول يقول أن نشوء اللغات عند البشر هو نشوءٌ ديني من الله عز وجل، أي أن الله سبحانه عندما خلق هذا الإنسان زودهُ بآلات ووسائل للتواصل اللغوي مع بني جنسه. فأعطاه السمع والبصر ولسانٌ وقدرةٌ على البيان، وأعطاهُ أيضًا العقل لِيَعقِل به الأشياء ويحفظ به الأمور ويستنتجها، هذه الأمور هي بمثابة أدوات وآلات للتواصل اللغوي، بعدها عندما أرسل الأنبياء فإنه كما أعطى الأنبياء برنامجًا للحياة السعيدة في هذا الدنيا والذي يُوصلهم إلى رضوان الله في الآخرة، فهو أيضًا أعطى للبشر طريقةً للتخاطب، وهي اللغة. فعَلمَ الأنبياء اللغة وهم بدورهم علموا أقوامهم.
    ويستفيدُون مثلًا في اليهوديةِ من بعض العبارات التي تقصُ قِصة آدم، وهي موجودة لدينا أيضًا في القرآن الكريم “وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ” موجودٌ في التوراة ما يُشبه هذه الآية تقول “المُعلم للأسماء هو الله سبحانه وتعالى”، وبداية معرفةِ الأسماء هي بداية اللغة. أنتَ الآن لو كان لكَ طفلٌ حديث الولادة، عند بداية نطقه تُعلمه الأسماء، فتقولُ لهُ مثلا “بابا” فيحفظها، “ماما”، “باب”، “كأس” فيحفظها وهكذا، فهو تدريجيا يلتَقِِط هذه الأسماء ويبدأ باستخدامها ويتعلمُ اللغة. نفس هذا الكلام ينطبق على ذلك الزمان، فالله سبحانه علّم آدم الأسماء، وآدم علّم البشر وانتشرت اللغة من خلال ذلك.
    الاتجاه الثاني هو الاتجاه الاجتماعي في تفسير نشأةِ اللغة. هذا الاتجاه يقول بأن القضيةَ لا ترتبطُ بالضرورة إلى أمر ديني ووحي إلهي، وإنما هو تعبير لحاجةٍ اجتماعية. الله سبحانه بعدما زوّد الإنسان بهذه الأدوات من سمعٍ وبصرٍ وعقلٍ ولسانٍ وقدرةٍ بيانية، البشر بدورهِ بدأَ يكتشفُ أنه بحاجةٍ إلى التواصل والتفاهم، فبدأ يبتكر اللغة. بدايةً بَدَأَ بالإشارة، الإشارة تحولت إلى عبارة، والعبارة تحولت إلى لغة. افترض الآن أنك التقيتَ مع شخصٍ لا تعرفُ لُغته، كيف تتواصل معه؟ بدايةً تبدأ بالإشارات، ثم ربما تُشيرُ إلى نفسِك وتُخبرهُ باسمك، وهو يقومُ بالفعلِ نفسه، بعدها تدريجيا هذه الإشارات تتحول إلى عبارات وألفاظ، وفي النهاية تبتكرون لغةً تتفاهمون بها، كذلك البشر في أول أمره كان بهذه الصورة.
    هناك أشخاص من المتقدمين والمبتكرين عُرِفوا بابتكار الألفاظ، في اللغة العربية مثلا يعرب ابن قحطان كان ممن لهُ قدرةٌ استثنائية، فبدأ يضعُ الألفاظ إلى المعاني، ومِثلُهُ تجد في اللغات الأخرى كالإنجليزية والعبرانية وهكذا.
    مميزات اللغة العربية:
    إضافةً إلى ذلك، الميزات الموجودة في اللغة العربية ليست موجودةً في سائِر اللغات، فهي لغةٌ أغنى، وأثرى، وأوسع. لنأخذ بعض الأمثلة من ميزات اللغة العربية:
    أولا اللغة العربية تعتمد على الاشتقاق من اللفظ الجذري، لو لاحظت قواميس اللغة العربية تجد أنها تذكرُ الكلمة الأولى التي تتكون من ثلاثة حروف، مثلا “ضَرَبَ” معناها أصلٌ يدل على احتكاك شيءٍ بشيء، ثم تبدأ بذكر كل اشتقاقاتها.
    الاعتماد على الجذر اللفظي ولا سيما إن كان صغيرا يُعطي للُغوي مساحة كبيرة للاشتقاق، ولذلك ذكروا أن اللغة العربية فيها ١٦ ألف جذر، وهذا عددٌ كبيرٌ جدا، لنفترض أن كل جذرٍ يُشتقُ منه ١٠٠٠ كلمة، وهذا ماهو موجودٌ بالفعل، فإن أعدادَ الكلمات ستكُون هائلة. لذلك العلامة الدكتور جواد علي، وهو أحد الباحثين العراقيين المهمين جدا وله كتبٌ متعددةٌ محققة، أشارَ إلى أن الألفاظ والكلمات الموجودة في اللغة العربية تصلُ إلى ١٢ مليون كلمة عربية.
    ثانيا اللغةُ العربية تستفيد من الهيئات. عندنا الكلمات مثل كلمة “ضَرَبَ” هذه كلمةٌ فيها مادة، مادتها “ض” و “ر” و “ب”، وفيها أيضًا هيئة والتي تعني الصيغة الخاصّة بها، مثل “ضرب” تختلف عن “ضارِب” وتختلف عن “يضرِب” في الصيغة. الحروف هي نفسُها ولكن الصِيغ متعددة.
    الهيئات في اللغة العربية لها معاني، وهذا أيضا يُعطي سعةً كبيرةً للغة، لو نظرنا مثلا لكلمة “كَتَبَ” فمرّةً تُصبح “كَاتِب” ومرّةً “كِتَاب” ومرة “كتًّاب” بمعنى كثيرة الكتابة، أيضًا تارةً تُبنى للمعلوم وتارةً تبنى للمجهول “كُتِبَ” وهكذا. وكُل واحدةٍ من هذهِ الهيئات تَفتحُ بابًا عظيمًا جدًّا بحيث لا يحتاج الكاتب إلى أشياء أخرى غير تغيير الهيئة.
    لنضرب مثالان يُذكران في بقية اللغات للتوضيح. مثلا كلمة “كَتَبَ” هي مبنيةٌ للمعلوم فتقول “كَتَبَ فلانٌ الكِتاب”. لو أردتَ بناءَها لللمجهول تقول “كُتِبَ الكتاب”. كُلُ ما تحتاج إلى فِعله هو ضَمُ الحرف الأول وكسرُ الحرف الثاني فتُصبح الكلمة مبنية للمجهول.

КОМЕНТАРІ • 8

  • @miskgreen203
    @miskgreen203 2 роки тому +1

    محاضره مهمه جدا أفاض الله عليكم وزادكم من علمه وجزاكم خير الجزاء
    ووفقنا لذلك

  • @shahadlool2124
    @shahadlool2124 2 роки тому +1

    الله يوفقك شيخنا واطال الله بعمرك ليليه لا انام اذا ما اسمع احدى مخاضراتك القيمه اختك ام زهراء من بغداد

  • @amanrh1620
    @amanrh1620 4 роки тому +4

    وفقكم الله نور على نور

  • @عبداللهوسامكاطعحبيب

    جزاك الله خير

  • @fatimaaarab3841
    @fatimaaarab3841 4 роки тому +3

    شكرا زادكم الله توفيقا

  • @mohhajnori8235
    @mohhajnori8235 5 років тому +4

    جزى الله سماحة الشيخ والعاملين ع هذا المجهود خيرا.

  • @المحبللخير-ظ4ل
    @المحبللخير-ظ4ل 3 роки тому

    جزاك الله خير شيخنا الجليل