رَوَىٰ التِّرْمِذِيُّ فِي سُنَنِهِ (٢٤٥٧) عَنْ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ : يَا أيُّهَا النَّاسُ ؛ اذْكُروا اللهَ ، اذْكُروا اللهَ ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ، جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ ، جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ . قَالَ أُبَيٌّ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ ؛ إِنَّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي ؟ فَقَالَ : مَا شِئْتَ . قَالَ قُلْتُ : الرُّبُعَ . قَالَ مَا شِئْتَ ؛ فَإِنْ زِدَتَّ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قُلْتُ : النِّصْفَ . قَالَ مَا شِئْتَ ؛ فَإِنْ زِدَتَّ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قَالَ قُلْتُ : فَالثُّلُثَيْنِ . قَالَ مَا شِئْتَ ؛ فَإِنْ زِدَتَّ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قُلْتُ : أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا . قَالَ : إذًا تُكْفَىٰ هَمَّكَ ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ في سُنَنِهِ (2457) ، وأحمدُ في مُسْنَدِهِ (20736) ، وابنُ أبي شيبةَ في (المُصَنَّفِ) (8706) ، وعبدُ بن حميد في (المُسْنَدِ) (170) ، والبيهقيُّ في (الشُّعَبِ) (1579) قَالَ التِّرْمِذِيُّ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وَحَسَّنَهُ المُنْذِرِيُّ في (التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ) ، وَكَذا حَسَّنَهُ الحَافِظُ في (الفَتْحِ) (11/168) . قَالَ المُلَّا عَلِي القَارِي : "فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي ؟ " أي أَصْرِف بصلاتي عليك جميع الزمن الذي كنت أدعو فيه لنفسي . قال الأبهريُّ : أي إذا صرفت جميع زمان دعائك في الصلاة عليّ كفيت ما يهمك . وقال التوربشتيُّ : معنى الحديث ؛ كم أجعل لك من دعائي الذي أدعو به لنفسي ؟ فقال : "إذًا تُكْفَىٰ هَمَّكَ" . أي ما أهمك من أمر دينك ودنياك ؛ وذلك لأن الصلاة عليه مشتملة على ذكر الله وتعظيم الرسول ، والاشتغال بأداء حقه عن أداء مقاصد نفسه) (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح) (4 / 16- 17) انتهى باختصار . وقال ابنُ علان البكريُّ رحمه الله : (ووجه كفاية المهمات بصرف ذلك الزمن إلى الصلاة عليه ، أنها مشتملة على : امتثال أمر اللّه تعالى ، وعلى ذكره وتعظيمه ، وتعظيم رسوله ، ففي الحقيقة لم يفت بذلك الصرف شيء على المصلي ، بل حصل له بتعرضه بذلك الثناء الأعظم أفضل مما كان يدعو به لنفسه ، وحصل له مع ذلك صلاة اللّه وملائكته عليه عشراً ، مع ما انضم لذلك من الثواب الذي لا يوازيه ثواب ، فأيّ فوائد أعظم من هذه الفوائد ؟ ومتى يظفر المتعبد بمثلها ، فضلا عن أنفَسَ منها ؟ وأنى يوازي دعاؤه لنفسه واحدة من تلك الفضائل التي ليس لها مماثل) انتهى بتصرف . (دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين)(5/ 6 -7 ) وقال الشوكانِيُّ رحمه الله : (قوله : (إذًا تُكْفَىٰ هَمَّكَ ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ) في هاتين الخصلتين جماع خير الدنيا والآخرة ؛ فإن من كفاه الله همه سلم من محن الدنيا وعوارضها ؛ لأن كل محنة لا بد لها من تأثير الهم وإن كانت يسيرة . ومن غفر الله ذنبه سلم من محن الآخرة ؛ لأنه لا يوبق العبد فيها إلا ذنوبه ) انتهى . (تحفة الذاكرين) (ص 45)
صلى الله عليه وسلم
❤❤
عليه افضل الصلاة والتسليم
لا فض فوك
رَوَىٰ التِّرْمِذِيُّ فِي سُنَنِهِ (٢٤٥٧) عَنْ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ : يَا أيُّهَا النَّاسُ ؛ اذْكُروا اللهَ ، اذْكُروا اللهَ ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ، جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ ، جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ .
قَالَ أُبَيٌّ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ ؛ إِنَّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي ؟
فَقَالَ : مَا شِئْتَ .
قَالَ قُلْتُ : الرُّبُعَ .
قَالَ مَا شِئْتَ ؛ فَإِنْ زِدَتَّ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ .
قُلْتُ : النِّصْفَ .
قَالَ مَا شِئْتَ ؛ فَإِنْ زِدَتَّ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ .
قَالَ قُلْتُ : فَالثُّلُثَيْنِ .
قَالَ مَا شِئْتَ ؛ فَإِنْ زِدَتَّ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ .
قُلْتُ : أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا .
قَالَ : إذًا تُكْفَىٰ هَمَّكَ ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ .
رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ في سُنَنِهِ (2457) ،
وأحمدُ في مُسْنَدِهِ (20736) ،
وابنُ أبي شيبةَ في (المُصَنَّفِ) (8706) ،
وعبدُ بن حميد في (المُسْنَدِ) (170) ،
والبيهقيُّ في (الشُّعَبِ) (1579)
قَالَ التِّرْمِذِيُّ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
وَحَسَّنَهُ المُنْذِرِيُّ في (التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ) ، وَكَذا حَسَّنَهُ الحَافِظُ في (الفَتْحِ) (11/168) .
قَالَ المُلَّا عَلِي القَارِي :
"فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي ؟ " أي أَصْرِف بصلاتي عليك جميع الزمن الذي كنت أدعو فيه لنفسي .
قال الأبهريُّ : أي إذا صرفت جميع زمان دعائك في الصلاة عليّ كفيت ما يهمك .
وقال التوربشتيُّ : معنى الحديث ؛ كم أجعل لك من دعائي الذي أدعو به لنفسي ؟ فقال : "إذًا تُكْفَىٰ هَمَّكَ" . أي ما أهمك من أمر دينك ودنياك ؛ وذلك لأن الصلاة عليه مشتملة على ذكر الله وتعظيم الرسول ، والاشتغال بأداء حقه عن أداء مقاصد نفسه) (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح) (4 / 16- 17) انتهى باختصار .
وقال ابنُ علان البكريُّ رحمه الله : (ووجه كفاية المهمات بصرف ذلك الزمن إلى الصلاة عليه ، أنها مشتملة على :
امتثال أمر اللّه تعالى ،
وعلى ذكره وتعظيمه ،
وتعظيم رسوله ، ففي الحقيقة لم يفت بذلك الصرف شيء على المصلي ، بل حصل له بتعرضه بذلك الثناء الأعظم أفضل مما كان يدعو به لنفسه ، وحصل له مع ذلك صلاة اللّه وملائكته عليه عشراً ، مع ما انضم لذلك من الثواب الذي لا يوازيه ثواب ، فأيّ فوائد أعظم من هذه الفوائد ؟ ومتى يظفر المتعبد بمثلها ، فضلا عن أنفَسَ منها ؟ وأنى يوازي دعاؤه لنفسه واحدة من تلك الفضائل التي ليس لها مماثل) انتهى بتصرف .
(دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين)(5/ 6 -7 )
وقال الشوكانِيُّ رحمه الله :
(قوله : (إذًا تُكْفَىٰ هَمَّكَ ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ) في هاتين الخصلتين جماع خير الدنيا والآخرة ؛ فإن من كفاه الله همه سلم من محن الدنيا وعوارضها ؛ لأن كل محنة لا بد لها من تأثير الهم وإن كانت يسيرة . ومن غفر الله ذنبه سلم من محن الآخرة ؛ لأنه لا يوبق العبد فيها إلا ذنوبه ) انتهى .
(تحفة الذاكرين) (ص 45)
قال ابن الجوزي رحمه الله:
وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللّه أنّ في الصَّلاةِ علَى سَيّدِنَا مُحمّد ﷺ عَشْرَ كَرَامَاتٍ:
إِحدَاهُنّ : صَلاَةُ المَلِكِ الجَـبّار .
والثَانِيةُ : شَفَاعِةِ النّـبِيّ المُخْتَار ﷺ .
والثَالِثَة : الاِقْتِدَاء بالمَلاَئِكةِ الأَبْرَار .
والرَابِعَة : مُخَالَفةُ المُنَافِقينِ والكُفّار .
والخَامِسَة : مَحْوُ الخَطَايَا والأَوْزَار .
والسَادِسَة : قَضَاءُ الحَوَائِجِ والأَوْطَار .
والسَابِعَة : تَنْوِيرُ الظَوَاهِر والأَسْرَار .
والثَامِنة : النَّجَاةُ من عَذابِ دَارِ البَوَارِ .
والتَاسِعَة : دُخُولِ دَارِ الرَّاحَةِ والقَرَار .
والعَاشِرةُ : سَلاَمُ المَلِكِ الغفّار.