(2351) خطبة الجمعة 41 حول التصميم الذكي ونظرية التطور والخلق الإلهي

Поділитися
Вставка
  • Опубліковано 20 чер 2024
  • نظرية التطور والخلق الإلهي ونظرية التصميم الذكي
    بقلم خالص جلبي
    ثمة تظاهرة عالمية مضادة لنظرية التطور تحت اسم علمي جذاب هو "التصميم الذكي"، ولكن العلم سيكون هو الحكم الذي يقول صدقاً وعدلاً في النهاية، وحتى نتمكن من الإحاطة بموضوع التطور فلابد من السير باتجاه معاكس لمعرفة بدء خلق الأشياء على طريقة القرآن : "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة«، وهي حسب الفلسفة (الجينيالوجيا) أي تتبع جذور حدوث وولادة الأشياء إلى العالم، فحين نعرف المبتدأ نعرف المنتهى، وبين وقتنا هذا ونظرية دارون حوالي قرن ونصف (بالضبط 165 عاما) ، ولكن البدايات هي أبكر من ذلك؛ ففي عام 1794 تقدم »إيراسموس داروين« وهو جد دارون فكتب في عالم النبات (Zoonomi) حول احتمالية وجود شجرة مشتركة لكل الخلائق. وفي عام 1809، كتب (جان بابتيست لا مارك) حول فلسفة مملكة الحيوان وأن القانون الذي يحكم كلاً من مملكة النبات والحيوان واحد هو التغير والصيرورة واستخدام العضو نمواً من ضموره، وأن هذا التبدل ينتقل بدوره مورثاً عبر السلالات، مثل مط الزرافة للعنق، فحيث اعتمدت الأكل من الأعالي امتد عنقها. أما الصدمة الفعلية لثبات الطبيعة، فجاءت بعد رحلة "البيجل" التي قام بها داروين عام 1831 لمدة خمس سنوات (بدأت الرحلة في 27 ديسمبر 1831) وجاءه وحي النظرية في أرخبيل"غالاباجوس"، وجمع فيها أدلته على اشتقاق الخلائق من بعض، وأن البقاء للأفضل، فهذا هو قانون الانتخاب الطبيعي، ظهر هذا في كتابه "أصل الأنواع" عام 1859م وكان الزلزال فقام المتكلم من الكنيسة الأنجليكانية "صامويل ويل بيفورس" عام 1860 يناهض النظرية من خـلال نصوص العهد القديم، وتصدى له بحدة (توماس هكسلي) في مناقشة علنية. وكان من أشد أنصار داروين المتحمسين له، وهو يذكر بما حدث لاحقاً؛ ففي عام 1925 م قامت القيامة على"جون سكوبس" أستاذ البيولوجيا من مدينة (دايتون) في مقاطعـــة (تينيسي) فيما عرف بـ"قضية القـرود" حيث نقلت محاكمته على الهواء مباشرة، وتابعهـا الجمهور بشغف، وانتهت إلى تغريمه بـ 100 دولار بسبب نشره نظرية التطـــور بين الطلبة. وفي الواقع لقد تعرض (نديم الجسر) في كتابه "قصة الإيمان"لهذه المسألة، ونقل عن (عبد الحميد الجسر) وكذلك عن ابن خلدون، وأنا اطلعت على نفس الرأي عند "ابن مسكويه" في كتابه "تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق". من خلق الكائنات أطواراً واشتقاقها من بعضها بعضاً، بحيث يلحق كل أفق بالعتبة التي بعده، على حد تعبير ابن خلدون. جاء في المقدمة صفحة (96): ثم انظر الى عالم التكوين كيف ابتدأ من المعادن ثم النبات ثم الحيوان على هيئة بديعة من التدرج. آخر أفق المعادن متصل بأول أفق النبات مثل الحشائش وما لابذر له، وآخر أفق النبات مثل النخل والكرم متصل بأول أفق الحيوان مثل الحلزون والصدف، ولم يوجد لهما إلا قوة اللمس فقط. ومعنى الاتصال في هذه المكونات أن آخر أفق منها مستعد بالاستعداد الغريب لأن يصير أول أفق الذي بعده واتسع عالم الحيوان وتعددت أنواعه وانتهى إلى في تدريج التكوين إلى الإنسان صاحب الفكر والروية ترتفع إليه من عالم القردة (في النص المزوّر القدرة) الذي اجتمع فيه الحس والإدراك ولم ينته إلى الروية والفكر بالفعل وكان ذلك أول أفق من الإنسان بعده وهذه غاية شهودنا.
    والتفريق مهم بين الكتب المنزلة التي جاءت هداية للعالمين، وبين البحث الأنثروبولوجي الذي يجب ألا تحصر فيه المفاهيم الدينية، فيقود إلى تشدد من طرف وإنكار من طرف آخر .والدين يقين، والعلم بحث، والفلسفة شكوك لا تنتهي؛ فكلها جغرافيات مختلفة، وقضية الخلق قال عنها القرآن : (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق)، وهو ما فعله داروين في سفينة (البيجل) التي بقي على ظهرها نصف عقد من الزمان، ووضع كتاباً في 700 صفحة، وسجل ملاحظاته في 2000 صفحة، وجمع 1529 كائناً من الكائنات الغريبة من رحلته، ووضع مجموعة مكونة من 3907 بين جلد وعظمة، وبلغت مراسلاته 15000 رسالة أودع فيها شكوكه وتساؤلاته ومخاوفه وآماله ولمعاته العقلية، وحبس لسانه عن الانطلاق، فسكت بعد أن اختمرت الفكرة لأكثر من 17 سنة فأنضجها، ودعمها بالأدلة، حتى إذا استوت على سوقها قدمها للعالمين، فكان لها انفجار ودوي عبر العصور.
    وقصة النزاع حول نظرية دالارون بدأت من عام 1864 وصل الأمر إلى تدخل رئيس الوزراء البريطاني"بنجامين دزرائيلي" Benjamin Disraeli ليوضح أن النزاع حول نظرية أصل الأنواع يدور في الواقع حول سؤال : هل الإنسان قرد أم ملاك؟ وهذا من وجهة نظر علم الأنثروبولوجيا خطأ منهجي فالإنسان ليس قردا ولا شيطانا ولا ملكا، بل هو بشر ممن خلق.
    وفي عام 1865 بدأ العلم يدلي بدلوه فتقدم الراهب "جريجوري مندل" في أطروحة له لم تلفت النظر عن نتائج عمله على البازلاء، في تجارب التصالب والتهجين، أن الصفات الوراثية تنتقل عبر الأجيال في ثلاثة قوانين، ولم يكن أحد يعرف شيئا عن مكونات الخلية والكود الوراثي، وفـي عام 1890 شن فريق من الكونجرس الأميركي حملة على باحث التطور الأميركـي"أوثنيل مارش" Othniel Marsh أجبرته على الاستقالة من كل مناصبه. وفــي عام 1901 م جاء الجواب في التطور العلمي هذه المرة من هولندا حيث اكتشف"هوجو دي فريس" قوانين مندل مجددا، وأومأ إلى قانون الطفرة الوراثية المسؤولة عن التغيرات العفوية في المادة الوراثية، وأنها المحرك الرئيسي في التطور، وهو يذكر بالعمل الجبار الذي قامت به "باربارا مك كلينتوك" في كشفها عن تبدل الجينات، وأنها ليست ثابتة مثل حبات اللؤلؤ في جيد حسناء، الذي نالت عليه جائزة نوبل لاحقا.
    وفي عام 1987 م أصدرت المحكمة العليا في أميركا قرارها بتدريس نظرية دارون في المدارس،
    والخلاصة التي ننتهي بها وهي أكثر من هامة أن هذه النظرية لاعلاقة لها بكفر وإيمان وإنما هي تصور لكيفية الخلق الألهي إما دفعة واحدة أو بالتدرج، ومن تاريخنا وصل إلى حقيقة التدرج في الخلق صاحب المقدمة المشهورة ابن خلدون.

КОМЕНТАРІ • 5

  • @HaniBairam-gp6hh
    @HaniBairam-gp6hh 12 днів тому

    جزيل الشكر لك يا دكتور على ذكر الكتب و المراجع. الآن انا اقرأ "موجز تاريخ العالم" لجورج هربرت ويلز باللغتين الانكليزية و العربية، و الذي تعرفت عليه من خلال قناتكم.
    اتابعكم من القفقاس، مدينة مايكوب.

  • @oumnoor
    @oumnoor День тому

    اي مسجد في موتريال؟

  • @ahmedadrady4153
    @ahmedadrady4153 13 днів тому

    خطبة جيده جزاك الله خير اعتقد في يوم من الايام سوف تكشف كذبة نظرية التطور وخدعة اشباه البشر لكن بعد ان تسببت في كفر ملايين من البشر

  • @khaled.fahed1983
    @khaled.fahed1983 10 днів тому

    تحياتي ، دكتور على هذه الجواهر العلمية . وأرجو أن يتسع صبرك لسخافات بعض المعلقين وأحقادهم . كل الشكر

    • @channelkhalessjalabi1
      @channelkhalessjalabi1  День тому

      @@khaled.fahed1983 متوقع. هناك من يستفيد ومن ينكر بعضه او يقول أساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا.