صلى الظهر ثلاث ركعات ثم تذكر بعد الفراغ من الصلاة فماذا يلزمه ؟ | الشيخ العلامه ابن عثيمين

Поділитися
Вставка
  • Опубліковано 6 жов 2024
  • السؤال:
    أحسن الله إليكم. هذا سؤال من المستمع .أ.ع. من الرياض يقول: رجل صلى صلاة الظهر ثم سلم من ثلاث ركعات، ثم ذكر بعد سلامه أنه صلى ثلاث ركعات فقط، فماذا يصنع في هذه الحالة؟
    الجواب:
    الشيخ: هذا السؤال مهم جداً؛ لأنه يكثر وقوعه ويخفى على كثير من الناس حكمه، وبهذه المناسبة أود أن أحث إخواني الأئمة بالذات للمساجد أن يتفقهوا في أحكام سجود السهو؛ لأنها كثيرة الوقوع، بل لأنه أي: السهو كثير الوقوع ويشكل على كثير من الناس، فإذا كان الإمام فقيهاً في أحكام سجود السهو انتفع هو بنفسه ونفع غيره من الناس بفعله وبقوله حتى تنتشر أحكام الله عز وجل في الأمة، ويعبدوا الله تعالى على بصيرة. ثم الجواب على هذا السؤال أن نقول: إذا كنت ذكرت بعد السلام مباشرة أو في وقت قصير لا تنقطع به الصلاة بعضها عن بعض فإنك تأتي بالركعة التي تركت ثم تسلم منها ثم تسجد للسهو بعد السلام سجدتين وتسلم؛ وذلك لأنه ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم سلم في صلاة الظهر من ركعتين ثم ذكروه فتقدم وصلى ما ترك ثم سلم ثم سجد سجدتين بعدما سلم، وهذا الرجل هنا زاد في صلاته تشهداً في غير محله وتسليماً في غير محله، ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن مسعود الذي ذكر «أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى خمس ركعات فذكروه بعدما سلم فسجد سجدتين ثم سلم». أقول: من حديث أبي هريرة وحديث ابن مسعود يتبين لنا أنه إذا كان سبب سجود السهو زيادة فإن السجود يكون بعد السلام هذه هي السنة، بل قد ذهب بعض أهل العلم إلى أن سجود السهو إذا كان محله بعد السلام فإنه يجب أن يكون بعد السلام، وأنه إذا كان محله قبل السلام فإنه يجب أن يكون قبل السلام، ولم ير هذا البعض أن كون السجود بعد السلام أو قبله سنة بل يراه واجباً. وعلى كل حال فإذا كان السهو زيادة فإن السجود له يكون بعد السلام لحديث أبي هريرة و ابن مسعود رضي الله عنهما. يقول بعض الناس: إننا إذا سجدنا بعد السلام أوجبنا الإشكال على الناس فنقول: إن هذا صحيح إذا لم يخبروا بالسنة ولم تطبق السنة تطبيقاً عملياً لكن إذا أخبروا بالسنة وطبقت السنة تطبيقاً عملياً زال هذا الإشكال عندهم وصار الأمر معلوماً لديهم، وقد جربنا ذلك في صلاتنا فرأينا أن الناس أول ما فعلنا هذا الأمر أشكل عليه حتى إن بعضهم إذا سلم الإمام سبح يظن أن الإمام أخطأ، ويريده يسجد للسهو بعد أن علموا وفهموا صاروا لا يستغربون هذا وألفوا هذا، وأقول: إنه يجب على أهل العلم إذا خفيت السنن بين العامة أن يبينوها بالقول وبالفعل حتى لا تموت السنن.
    قد يقول قائل: أن كون السجود بعد السلام أو قبله على سبيل الندب فلا يهم، نقول: لو سلمنا ذلك أنه على سبيل الندب فإنه لا ينبغي أن تترك السنن حتى تموت وحتى تنكر لو فعلت فإن معنى ذلك أن المعروف صار منكراً بين العامة حيث لم يخبروا به ولم يطبق تطبيقاً عملياً بينهم. إذا عرفنا الآن أن سجود السهو بعد السلام فيما إذا كان عن زيادة فنقول: ويكون بعد السلام أيضاً فيما إذا كان عن شك ترجح فيه أحد الطرفين، مثل: لو شككت هل صليت ثلاثاً أم أربعاً وغلب على ظنك أنها ثلاث فأنت تأتي بالرابعة وتسلم وتسجد للسهو بعد السلام ولو شككت هل صليت اثنتين أم ثلاثاً وترجح عندك أنها ثلاث فأت بالرابعة فقط وسلم واسجد للسهو بعد السلام، فالشك إذا ترجح فيه أحد الطرفين يكون سجود السهو فيه بعد السلام ويبنى فيه على ما ترجح، أما إذا كان الشك لم يترجح فيه أحد الطرفين فإنك تبنى على الأقل وتسجد للسهو قبل السلام، مثل: إذا شككت هل صليت ثلاث ركعات أم ركعتين ولم يترجح عندك شيء فاجعل ذلك ركعتين وأتِ بركعتين تتميماً للصلاة الرباعية ثم اسجد للسهو قبل أن تسلم، هكذا جاءت السنة في الفرق بين الأمرين أي: بين الشك الذي ترجح فيه أحد الطرفين والشك الذي لم يترجح فيه أحد الطرفين، والذي أحب أن يكون من إخواني المسلمين أن يتنبهوا لأحكام سجود السهو، وأن يفهموها ويدرسوها؛ لأنها تتعلق بالصلاة التي هي أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين، والله الموفق.
    السؤال:
    جزاكم الله خيراً. سؤال: في مثل هذه الحالة إذا ما سلم الإمام بعد ثلاث ركعات في الصلاة الرباعية؛ المأموم الذي قد دخل في أول الصلاة ولكنه بعد أن سلم الإمام ظن أنه قد فاتته ركعة فقام ليكمل ما فاته، ماذا يعمل في مثل هذه الحالة؟
    الجواب:
    الشيخ: في مثل هذه الحال يكون هذا المأموم قد انفرد عن إمامه بعذر شرعي؛ لأنه ظن أن الإمام قد أتم صلاته فإذا نبه الإمام وقام ليتم صلاته فإن هذا المأموم يخير بين أن يرجع مع إمامه وبين أن يكمل صلاته وحده، والرجوع مع الإمام أولى وأحسن؛ لأن الإمام حين سلم سلم قبل تمام صلاته فرجوعه معه أحسن.
    السؤال: لو أتم وحده منفرداً هل يسجد للسهو؟
    الشيخ: نعم يسجد للسهو؛ لأن هذا السهو حصل لإمامه وهو معه، فإذا كان حصل لمن هو معه فإنه يسجد له والإمام لم يسجد بعد، وإلا لو حصل للإمام سهو وسجد الإمام له والإمام لم يسهُ ولم يوافقه في مكان السهو فإنه لا يعيد السجود مرة ثانية. نعم.

КОМЕНТАРІ •