الرسالة ليست من كتابة فان جوخ، كتبها الكاتب الرائع السوري نبيل صالح قبل اكثر من ١٥ عام ونشره في كتابه "شغب " المطبوع سنة ٢٠٠٦، فيرجى التحقق ونسب الحقوق لأصحابها وذكر اسمه على نصّه، ونشكركم على الجهود الجميلة
"عزيزي ثيو: إلى أين تمضي الحياة بي؟ ما الذي يصنعه العقل بنا؟ إنه يفقد الأشياء بهجتها ويقودنا نحو الكآبة... ... إنني أتعفن مللا لولا ريشتي وألواني هذه، أعيد بها خلق الأشياء من جديد.. كل الأشياء تغدو باردة وباهتة بعدما يطؤها الزمن.. ماذا أصنع؟ أريد أن أبتكر خطوطا وألوانا جديدة، غير تلك التي يتعثر بصرنا بها كل يوم. كل الألوان القديمة لها بريق حزين في قلبي. هل هي كذلك في الطبيعة أم أن عيني مريضتان؟ ها أنا أعيد رسمها كما أقدح النار الكامنة فيها. في قلب المأساة ثمة خطوط من البهجة أريد لألواني أن تظهرها، في حقول "الغربان" وسنابل القمح بأعناقها الملوية. وحتى "حذاء الفلاح" الذي يرشح بؤسا ثمة فرح ما أريد أن أقبض عليه بواسطة اللون والحركة... للأشياء القبيحة خصوصية فنية قد لا نجدها في الأشياء الجميلة وعين الفنان لا تخطئ ذلك. اليوم رسمت صورتي الشخصية ففي كل صباح، عندما أنظر إلى المرآة أقول لنفسي: أيها الوجه المكرر، يا وجه فانسان القبيح، لماذا لا تتجدد؟ أبصق في المرآة وأخرج ... واليوم قمت بتشكيل وجهي من جديد، لا كما أرادته الطبيعة، بل كما أريده أن يكون: عينان ذئبيتان بلا قرار. وجه أخضر ولحية كألسنة النار. كانت الأذن في اللوحة ناشزة لا حاجة بي إليها. أمسكت الريشة، أقصد موس الحلاقة وأزلتها.. يظهر أن الأمر اختلط علي، بين رأسي خارج اللوحة وداخلها... حسنا ماذا سأفعل بتلك الكتلة اللحمية؟ أرسلتها إلى المرأة التي لم تعرف قيمتي وظننت أني أحبها.. لا بأس فلتجتمع الزوائد مع بعضها.. إليك أذني أيتها المرأة الثرثارة، تحدثي إليها... الآن أستطيع أن أسمع وأرى بأصابعي. بل إن إصبعي السادس "الريشة" لتستطيع أكثر من ذلك: إنها ترقص وتب وتداعب بشرة اللوحة... أجلس متأملاً : لقد شاخ العالم وكثرت تجاعيده وبدأ وجه اللوحة يسترخي أكثر... آه يا إلهي ماذا باستطاعتي أن أفعل قبل أن يهبط الليل فوق برج الروح؟ الفرشاة. الألوان. و... بسرعة أتداركه: ضربات مستقيمة وقصيرة. حادة ورشيقة..ألواني واضحة وبدائية. أصفر أزرق أحمر.. أريد أن أعيد الأشياء إلى عفويتها كما لو أن العالم قد خرج تواً من بيضته الكونية الأولى. مازلت أذكر: كان الوقت غسقا أو ما بعد الغسق وقبل الفجر. اللون الليلكي يبلل خط الأفق... آه من رعشة الليلكي. عندما كنا نخرج إلى البستان لنسرق التوت البري. كنت مستقراً في جوف الشجرة أراقب دودة خضراء وصفراء بينما "أورسولا" الأكثر شقاوة تقفز بابتهاج بين الأغصان وفجأة اختل توازنها وهوت. ارتعش صدري قبل أن تتعلق بعنقي مستنجدة. ضممتها إلي وهي تتنفس مثل ظبي مذعور... ولما تناءت عني كانت حبة توت قد تركت رحيقها الليلكي على بياض قميصي.. منذ ذلك اليوم، عندما كنت في الثانية عشرة وأنا أحس رحيقها الليلكي على بياض قميصي.. منذ ذلك اليوم، عندما كنت في الثانية عشرة وأنا أحس بأن سعادة ستغمرني لو أن ثقباً ليلكياً انفتح في صدري ليتدفق البياض... يا لرعشة الليلكي ... الفكرة تلح علي كثيراً فهل أستطيع ألا أفعل؟ كامن في زهرة عباد الشمس، أيها اللون الأصفر يا أنا. أمتص من شعاع هذا الكوكب البهيج. أحدق وأحدق في عين الشمس حيث روح الكون حتى تحرقني عيناي. شيئان يحركان روحي: التحديق بالشمس، وفي الموت.. أريد أن أسافر في النجوم وهذا البائس جسدي يعيقني! متى سنمضي، نحن أبناء الأرض، حاملين مناديلنا المدماة .. - ولكن إلى أين؟ - إلى الحلم طبعاً. أمس رسمت زهوراً بلون الطين بعدما زرعت نفسي في التراب، وكانت السنابل خضراء وصفراء تنمو على مساحة رأسي وغربان الذاكرة تطير بلا هواء. سنابل قمح وغربان. غربان وقمح... الغربان تنقر في دماغي. غاق... غاق.. كل شيء حلم. هباء أحلام، وريشة التراب تخدعنا في كل حين.. قريباً سأعيد أمانة التراب، وأطلق العصفور من صدري نحو بلاد الشمس.. آه أيتها السنونو سأفتح لك القفص بهذا المسدس: القرمزي يسيل. دم أم النار؟ غليوني يشتعل: الأسود والأبيض يلونان الحياة بالرمادي. للرمادي احتمالات لا تنتهي: رمادي أحمر، رمادي أزرق، رمادي أخضر. التبغ يحترق والحياة تنسرب. للرماد طعم مر بالعادة نألفه، ثم ندمنه، كالحياة تماماً: كلما تقدم العمر بنا غدونا أكثر تعلقا بها... لأجل ذلك أغادرها في أوج اشتعالي.. ولكن لماذا؟! إنه الإخفاق مرة أخرى. لن ينتهي البؤس أبداً... وداعاً يا ثيو، "سأغادر نحو الربيع".
يا اخي .ارجوك نزل باقي كتاب هكذا تكلم زردشت .اتفقد قناتك كل يوم منذ سنة تقريبا أملا في ايجاد باقي الاجزاء بصوتك الرائع ..❤❤❤❤❤
أنضم إليك أخي ونرجو أن يتفضل علينا بتتمة كتاب هكذا تكلم زاراديشت. وشكرا لك أخي على قناتك الرائعة.،وتحية لصوتك الذي يقرأ ونحن نستمتع ونستفيد 🌹❤️
+1
أنا أيضا أتمنى ذلك
اعجبت بالقائك ... صوتك رخيم جميل. تخلو من الاخطاء القواعديه مما يزيد للاستماع متعه .
اتمنى ان تكثر من الكتب و الروايات
علي مصباح.. ضنين القراءة.. بامكانياته الكبيرة والعظيمة هذه نتمنى قراءات مئات الكتب.. سوداني مر من هنا
صوتك راحة نفسية/ اتمنى ان تستمر بتزيل الكتب والمقاطع
يال روعة القائك ياأخي استمر ارجوك
احسنت سيد دائما مبدع
ابداعك لا نظير له
القارئ الافضل على الاطلاق
هده القطعة الأفضل إلى قلبي.الكلمات تفيض حيوية وحياة
الله يسعدك صوتك جميل ما شاء الله.
أتمنى تكمل كتب نيتشه.
اعشق صوتك
اتمنى لو اسمع اجمل الشذرات بصوتك
❤❤❤
الرسالة ليست من كتابة فان جوخ، كتبها الكاتب الرائع السوري نبيل صالح قبل اكثر من ١٥ عام ونشره في كتابه "شغب " المطبوع سنة ٢٠٠٦، فيرجى التحقق ونسب الحقوق لأصحابها وذكر اسمه على نصّه، ونشكركم على الجهود الجميلة
لو حققتم النظر في العنوان و قرأتم ما كتب في صندوق الوصف لوجدتم أنا قد عزونا الفضل فعلا إلى أصحابه .. شكرا لمرورك و تعليقك أختنا / أخانا
فن الرساءل اجمل أدب و يجهله الكثير لكن شرط ان تكون صراع القلب مع نفسه لأنه الموضوع الوحيد الذي يستحق الانسان ان يخوض فيها
ماشاءالله مبدع، بالتوفيق دائما
ماشاء الله يا صوتك اتمنى انك تكمل نفس قصه ڤنسنت
صوتك دواء ❤
الف مبروك رجعوعك لقناه ونشر ارحو نشر كتب نيتشه كلها
يا استاذ اني استمتع بصوتك فأنت اللقائك يعجبني.
احب اسمع بعض الكتب بصوتك فما ذنبي اتركها لانها ليست بطريقتك
إستمر يا اخي
صوتك سبحان الله الواهب ...متعك الله بيه وزادك حسنا
اخي صوتك رائع نريد متابعتك المرجو المشر بكثافة
💔
مقطع رااااائع ..♥
اسلوبك في الالقاء وتقمص الشخصية يجعلني أشعر بشخصية المتكلم مباشر، لك كل الشكر، هل لديك قناة تنشر فيها او اي تطبيق تواصل ❤
جميل جدا جدا👌👍
ويلاه فعلا ان الحياة حلم
شكرا
ياريت لو تنزل في قناتك كتاب التأملات للفيلسوف كارلوس ماركوس راح يكون ممتاز جداً
🤍
لماذا توقفت ايها البخيل
أرجو تقرأ علينا ماكس فيبر و هيغل.. أعرف أنك تجيد الالمانية أريد اسمع الفلسفة معربة من مصدرها الاول
القناة تستحق أكثر متابعة صوتك جميل جميل جدا
❤️
أحبك و أحب كل شئ تقرأه حت لو كان شئ لا أحبه .
نريد كتاب زرادشت كاملا
لو تنزل كتاب فن العيش الحكيم لي شوبنهاور
القائك جميل جميل انت موهوب كل مااسمع شي منك اعجب بيك اكثر واكثر اتمنى ان نتعرف عليك اكثر وودي تكون صديقي ❤️
لماذا توقفت يا أخي نحن نريدك ان تستمر صوتك جميل وواضح جدآ
chokran
💙💙💙💙
جمييييل
ابداع 💐
هل لديك أنستغرام
عظيم
هكذا تكلم زارادشت 😢 تكملة الكتاب ارجوك
🙏🏻🙏🏻🙏🏻🙏🏻🙏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻😊😊😊
❤️
روعة
✌️👌🇲🇦🇲🇦🇲🇦🇲🇦
صوتك عميق رائع
"عزيزي ثيو:
إلى أين تمضي الحياة بي؟ ما الذي يصنعه العقل بنا؟ إنه يفقد الأشياء بهجتها ويقودنا نحو الكآبة...
... إنني أتعفن مللا لولا ريشتي وألواني هذه، أعيد بها خلق الأشياء من جديد.. كل الأشياء تغدو باردة وباهتة بعدما يطؤها الزمن.. ماذا أصنع؟ أريد أن أبتكر خطوطا وألوانا جديدة، غير تلك التي يتعثر بصرنا بها كل يوم.
كل الألوان القديمة لها بريق حزين في قلبي. هل هي كذلك في الطبيعة أم أن عيني مريضتان؟ ها أنا أعيد رسمها كما أقدح النار الكامنة فيها.
في قلب المأساة ثمة خطوط من البهجة أريد لألواني أن تظهرها، في حقول "الغربان" وسنابل القمح بأعناقها الملوية. وحتى "حذاء الفلاح" الذي يرشح بؤسا ثمة فرح ما أريد أن أقبض عليه بواسطة اللون والحركة... للأشياء القبيحة خصوصية فنية قد لا نجدها في الأشياء الجميلة وعين الفنان لا تخطئ ذلك.
اليوم رسمت صورتي الشخصية ففي كل صباح، عندما أنظر إلى المرآة أقول لنفسي:
أيها الوجه المكرر، يا وجه فانسان القبيح، لماذا لا تتجدد؟
أبصق في المرآة وأخرج ...
واليوم قمت بتشكيل وجهي من جديد، لا كما أرادته الطبيعة، بل كما أريده أن يكون:
عينان ذئبيتان بلا قرار. وجه أخضر ولحية كألسنة النار. كانت الأذن في اللوحة ناشزة لا حاجة بي إليها. أمسكت الريشة، أقصد موس الحلاقة وأزلتها.. يظهر أن الأمر اختلط علي، بين رأسي خارج اللوحة وداخلها... حسنا ماذا سأفعل بتلك الكتلة اللحمية؟
أرسلتها إلى المرأة التي لم تعرف قيمتي وظننت أني أحبها.. لا بأس فلتجتمع الزوائد مع بعضها.. إليك أذني أيتها المرأة الثرثارة، تحدثي إليها... الآن أستطيع أن أسمع وأرى بأصابعي. بل إن إصبعي السادس "الريشة" لتستطيع أكثر من ذلك: إنها ترقص وتب وتداعب بشرة اللوحة...
أجلس متأملاً :
لقد شاخ العالم وكثرت تجاعيده وبدأ وجه اللوحة يسترخي أكثر... آه يا إلهي ماذا باستطاعتي أن أفعل قبل أن يهبط الليل فوق برج الروح؟ الفرشاة. الألوان. و... بسرعة أتداركه: ضربات مستقيمة وقصيرة. حادة ورشيقة..ألواني واضحة وبدائية. أصفر أزرق أحمر.. أريد أن أعيد الأشياء إلى عفويتها كما لو أن العالم قد خرج تواً من بيضته الكونية الأولى.
مازلت أذكر:
كان الوقت غسقا أو ما بعد الغسق وقبل الفجر. اللون الليلكي يبلل خط الأفق... آه من رعشة الليلكي. عندما كنا نخرج إلى البستان لنسرق التوت البري. كنت مستقراً في جوف الشجرة أراقب دودة خضراء وصفراء بينما "أورسولا" الأكثر شقاوة تقفز بابتهاج بين الأغصان وفجأة اختل توازنها وهوت. ارتعش صدري قبل أن تتعلق بعنقي مستنجدة. ضممتها إلي وهي تتنفس مثل ظبي مذعور... ولما تناءت عني كانت حبة توت قد تركت رحيقها الليلكي على بياض قميصي.. منذ ذلك اليوم، عندما كنت في الثانية عشرة وأنا أحس رحيقها الليلكي على بياض قميصي.. منذ ذلك اليوم، عندما كنت في الثانية عشرة وأنا أحس بأن سعادة ستغمرني لو أن ثقباً ليلكياً انفتح في صدري ليتدفق البياض... يا لرعشة الليلكي ...
الفكرة تلح علي كثيراً فهل أستطيع ألا أفعل؟ كامن في زهرة عباد الشمس، أيها اللون الأصفر يا أنا. أمتص من شعاع هذا الكوكب البهيج. أحدق وأحدق في عين الشمس حيث روح الكون حتى تحرقني عيناي.
شيئان يحركان روحي: التحديق بالشمس، وفي الموت.. أريد أن أسافر في النجوم وهذا البائس جسدي يعيقني! متى سنمضي، نحن أبناء الأرض، حاملين مناديلنا المدماة ..
- ولكن إلى أين؟
- إلى الحلم طبعاً.
أمس رسمت زهوراً بلون الطين بعدما زرعت نفسي في التراب، وكانت السنابل خضراء وصفراء تنمو على مساحة رأسي وغربان الذاكرة تطير بلا هواء. سنابل قمح وغربان. غربان وقمح... الغربان تنقر في دماغي. غاق... غاق.. كل شيء حلم. هباء أحلام، وريشة التراب تخدعنا في كل حين.. قريباً سأعيد أمانة التراب، وأطلق العصفور من صدري نحو بلاد الشمس.. آه أيتها السنونو سأفتح لك القفص بهذا المسدس:
القرمزي يسيل. دم أم النار؟
غليوني يشتعل:
الأسود والأبيض يلونان الحياة بالرمادي. للرمادي احتمالات لا تنتهي: رمادي أحمر، رمادي أزرق، رمادي أخضر. التبغ يحترق والحياة تنسرب. للرماد طعم مر بالعادة نألفه، ثم ندمنه، كالحياة تماماً: كلما تقدم العمر بنا غدونا أكثر تعلقا بها... لأجل ذلك أغادرها في أوج اشتعالي.. ولكن لماذا؟! إنه الإخفاق مرة أخرى. لن ينتهي البؤس أبداً...
وداعاً يا ثيو، "سأغادر نحو الربيع".
أرجوا نشر المزيد في قناتك
اتمنى تسجل بصوتك كتب في kitabsawti.com و storytelarabia.com حتى الكل يستفيد وانت تستفيد ماديا
Move on
Please can you add some music
هذه هي الرساله الحقيقيه ، ام انها تأليف لنبيل صالح ؟ ؟
نعم انها لنبيل صالح .. نُشرت في إحدى الصحف السورية قديماً ..
ممكن اسم التطبيق الذي تسجل به الصوت
ارجو مشاهدة اخر فيديو على قناتي فهو يحمل نفس العنوان