الشيخ سعيد الكملي_دعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد

Поділитися
Вставка
  • Опубліковано 8 лют 2025
  • للَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ، وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمَاً لاَ يَنْفَدُ، وأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لاَ تَنْقَطِعْ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعَدَ الْقَضَاءِ، وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَأَسْأْلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ
    هذا الدعاء كبير النفع، عظيم الشأن، وغزير الفوائد؛ لما فيه من معانٍ ومقاصد جليلة, ومطالب عالية في العقيدة والأخلاق والعبادات الظاهرة والباطنة، ففيه:
    1- توسل إلى اللَّه تعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العُلا.
    2- وتفويض الأمور إلى اللَّه تعالى.
    3- والتوكل عليه جل وعلا.
    4- وسؤاله التوفيق إلى كمال العبودية من العبادات.
    5 - وفيه سؤال أعلى نعيم الآخرة, وأعلى نعيم الدنيا, وغير ذلك من المطالب المهمة.
    وإنما تعظم فائدة هذا الدعاء، وغيره من الأدعية، في فهم معانيها، والتدبر في دلالاتها, ومقاصدها النفيسة، والمجاهدة في تحصيل تحقيقها: قولاً، وفعلاً، والإكثار منها في السؤال والطلب.
    المفردات:
    قوله: ((القصد)): التوسط والاعتدال .
    قوله: ((نعيماً لا ينفد)): أي لا ينقطع ولا ينتهي.
    قوله: ((قرة عين لا تنقطع)): ما تقرّ به العين من لذة وسرور.
    قوله: ((برد العيش)): أصل البرد في الكلام: السهولة.
    قوله: ((خشيتك)): خوف مقترن مع تعظيم.
    قوله: ((ضراء)): عكس السراء, وهي الحال المضرة.
    قوله: ((فتنة)): الاختبار والامتحان.
    الشرح:
    قوله: ((اللَّهم بعلمك الغيب)): الباء للاستعطاف والتذلّل, أي أنشدك بحق علمك ما خفي على خلقك([2])، ولم يخف عليك مما استأثرت به, فيه تفويض العبد أموره إلى اللَّه جل شأنه, وطلب الخيرة في أحواله، وشأنه منه جل وعلا, وتوسلاً إليه سبحانه وتعالى بعلمه الذي وسع كل شيء, وأحاط بكل شيء.
    قوله: ((وبقدرتك على الخلق)): توسل لكمال قدرته النافذة على جميع المخلوقات: إنسها، وجنّها، وملائكتها، وهذا توسل بصفة القدرة بعد صفة العلم، أرجَى في قبول الدعاء واستجابته؛ لأن التوسل بأسماء اللَّه وصفاته كما سبق مراراً هو أكبر الوسائل التي يرجى معها استجابة الدعاء.
    ((وينبغي أن يعلم أن الحاجات التي يطلبها العبد من اللَّه تعالى نوعان:
    النوع الأول: ما عُلِم أنه خير محضٍ، كسؤال خشيته من اللَّه تعالى, وطاعته وتقواه، وسؤال الجنة، والاستعاذة من النار, فهذا يطلب من اللَّه تعالى بغير تردد، ولا تعليم بالعلم بالمصلحة؛ لأنه خير محض.
    النوع الثاني: ما لا يعلم هل هو خير للعبد أم لا، كالموت والحياة، والغنى والفقر، والولد والأهل، وكسائر حوائج الدنيا التي يجهل عواقبها، فهذه لا ينبغي أن يُسأل اللَّه منها إلا ما يعلم فيه الخيرة للعبد؛ لأن العبد جاهل بعواقب الأمور، وقد تضمّن الدعاء في هذا الحديث النوعين معاً؛ فإنه لما سأل الموت والحياة قيّد ذلك بما يعلم اللَّه تعالى أن فيه الخيرة لعبده, ولما سأل الخشية وما بعدها مما هو خير صرف جزم به، ولم يقيّده بشيء))([3]).
    ولهذا ينبغي للعبد أن يفقه في باب الدعاء، ما يدعو به؛ لأنه يدعو رب الأرض والسموات، فينبغي أن يتخيَّر لمولاه أجمل الألفاظ، وأحسن المعاني، وأنبل الأماني.
    قوله: ((أحيني ما علمت الحياة خيراً لي)): أسألك بأن تحيني حياة طيبة، بأن يغلب خيري على شرّي, بأن أتمسك بشريعتك، متبعاً لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم إذا كانت الحياة خيراً لي, وفي هذا تفويض كامل للَّه تعالى, وتقديم اختياره تعالى على اختيار نفسه, لعجزه، وضعف اختيار العبد لنفسه، فهو عاجز عن تحصيل مصالحه، ودفع مضارّه إلا بما أعانه اللَّه عليه، ويَسَّره له, وفيه كذلك حسن الظن باللَّه جل وعلا بكمال أفعاله، وصفاته المقترنة بكمال الحكمة والعلم والعدل.
    قوله: ((وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي)): بأن تغلب سيئاتي على حسناتي, بأن تقع الفتن والفساد والشر في الدين، ففي هذه الحال يكون الموت خيراً لما فيه من الراحة للمؤمن، والسلامة من البلايا؛ ولهذا جاء النهي في السنة عن تمني الموت لضُر نزل بالعبد لجهله بالعواقب، ففي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ))([4]). أي علّة النهي عن تمني الموت بأن العبد إن كان محسناً فحياته يرجى أن يزداد بها إحساناً، وإن كان مسيئاً فإنه يسترضي اللَّه بالإقلاع عن الذنوب، وطلب المغفرة.
    ثم شرع في سؤال المنجيات الثلاث كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ((ثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ: شُحٌّ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ، وَثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ: خَشْيَةُ اللَّهِ فِي السِّرِّ، وَالْعَلَانِيَةِ، وَالْقَصْدَ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَكَلِمَةُ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ)) ([5]) .
    قوله: ((وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة)): أي أسألك يا إلهي دوام الخشية مع الخوف في السر والعلن، والظاهر والباطن في حال كوني مع الناس، أو غائباً عنهم، فإن خشيتك رأس كُل خير، فقد مدح اللَّه جل وعلا في عدة آيات من يخشاه بالغيب، قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ"([6]) ، وقال: "مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ"([7]).

КОМЕНТАРІ • 12

  • @nourssalam1848
    @nourssalam1848 7 місяців тому

    جزاكم الله خيرا على اجتهادكم في مساعدتنا على حفظ الدعاء 🤲 👍 مكتوب ومٰشَكَّلٔ

  • @alfallahabderrahim2173
    @alfallahabderrahim2173 11 місяців тому

    تحية تقدير واحترام لشيخنا الجليل

  • @Ramidaba1956
    @Ramidaba1956 11 місяців тому

    بارك الله فيك وزاد في علمك ونفعك ونفعنا به

  • @tatifatola6474
    @tatifatola6474 8 місяців тому

    انا مغربية وافتخر بهد الشيخ

  • @lhabiblhabib4865
    @lhabiblhabib4865 11 місяців тому

    اللهم آمين يارب العالمين .

  • @mahmoudomt3695
    @mahmoudomt3695 2 місяці тому

    اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ
    وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ
    أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي
    وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي
    اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
    وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ
    وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ
    وَأَسْأَلُكَ نَعِيمَاً لاَ يَنْفَدُ
    وأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لاَ تَنْقَطِعْ
    وَأَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعَدَ الْقَضَاءِ
    وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ
    وَأَسْأْلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلَى وَجْهِكَ
    وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ
    فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ
    وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ
    اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الإِيمَانِ
    وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ

  • @هويرنيات
    @هويرنيات 11 місяців тому +1

    صاماتشي😂

  • @MohamedElallaoui-c1m
    @MohamedElallaoui-c1m 11 місяців тому +1

    السلام الدعاء راه في واحد الغلط كبير جدا ليس وقذرتك لكن و قدرتك لان القذاره هي الشيء الوسخ والنتن و بارك الله فيك

    • @mohamedmohammed70
      @mohamedmohammed70  11 місяців тому

      هي ليست نقطة بل السكون.يعني قدرتك بسكون الدال.

    • @mohamedmohammed70
      @mohamedmohammed70  11 місяців тому

      ملاحظة اخرى كلمة قذارة تكتب بالألف ولاتشبه كلمة قدرة.

    • @MohamedElallaoui-c1m
      @MohamedElallaoui-c1m 11 місяців тому

      @@mohamedmohammed70 و هل هذا السكون يفمه الناس سكونا