استراتيجية الأملِ الهيستيري || حسن حنفي

Поділитися
Вставка
  • Опубліковано 19 жов 2024
  • حسن حنفي بما هو صاحب إنجاز نوعي في تاريخ إعادة البناء كله، والممتد منذ الشافعي في القرن الثالث حتى حسن حنفي في القرن الحادي والعشرين. والانتقال من الهجري إلى الميلادي مقصود، وهو يوسع المنظور لتشمل المقارَنةُ مشروعاتِ، إعادة بناء اللاهوت المسيحي عند ألبرت الأكبر، وتوما الأكويني. وديكارت، واسبينوزا، وكانط، وهيجل، وهيدجر، وبول ريكور. ولذلك ليس من قبيل المصادفة أنْ يكون الأخير مناقشًا لرسالة حسن حنفي في السوربون، وأنْ يكتب حسن حنفي بعمق وتمَهُّل عن كل هؤلاء، وأن يترجم نصوصًا في أهم مراحل تكوين اللاهوت الكاثوليكي إلى العربية. حسن حنفي عقلٌ خطيرٌ، لا أعتقد أنها ستكون مَهمة سهلةً أبدًا أن نجد له نظيرًا فعلاً في تاريخ الفلسفة، والإبداع الإنساني عمومًا، سوي في الطبقة الأولى من العقول في كل مجال. حتى هيجل، أهم اسم في تلك القائمة القصيرة السابقة من الفلاسفة والقديسين، لم يقدم لنا تشريحًا دقيقًا إلى هذا المستوَى الرهيف، الذي وصل إليه هذا المفكر الناصري، الماركسي، الإسلامي، القومي، الذي لم يضحِّ مع ذلك بالصورة العامة التناظرية البديعة، غلى مستوى التعقيد الوظيفي في البنية، التي صاغها هذا الخيال المتناقِض في كل اتجاه، وبصورة معلَنَةٍ، باستراتيجية مكشوفة منذ أوائل 1980 حتى وفاته في 2021، ولم يستطع أحدٌ إيقافه بالفصل، والطرد من بلاد بأكملها، وحظر دخوله، والتهديد بالقتل، حين استطاع أعداؤه رؤية أنه عميل، وجاسوس في آنٍ، برغم كل ذلك. ولم نعرف عن فيلسوف أنتج هذا الكم من الإبداع الهندسي، الذي تسري فيه عاطفة ٌحقيقيةٌ، وأملٌ هيستيري.

КОМЕНТАРІ •