لا تصالح (رائعة أمل دنقل فى تسجيل تلفزيونى)
Вставка
- Опубліковано 6 лют 2025
- لا تصالح
أمل دنقل
(1)
لا تصالحْ
ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما
هل ترى؟
هي أشياء لا تشترى:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ
هذا الحياء الذى يكبت الشوق حين تعانقُهُ
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما
وكأنكما
ما تزالان طفلين
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمى - بين عينيك - ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ
تلبس - فوق دمائى - ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ
قد تثقل القلبَ
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ
ولا تتوخَّ الهرب
(2)
لا تصالح على الدم حتى بدم
لا تصالح ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟
أعيناه عينا أخيك؟
وهل تتساوى يدٌ سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كى تحقن الدم
جئناك. كن يا أمير الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ فى جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إننى كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!
(3)
لا تصالح
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل - فى سنوات الصبا -
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي
فأرفعها - وهى ضاحكة ٌ-
فوق ظهر الجواد
ها هى الآن صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها - ذات يوم - أخٌ
من أبٍ يتبسَّم فى عرسها
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها
وإذا زارها يتسابق أحفادُه نحو أحضانه
لينالوا الهدايا
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة
لا تصالح
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا فجأةً
وهي تجلس فوق الرماد؟
(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ؟
وكيف تصير المليكَ
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك
فلا تبصر الدم
في كل كف؟
إن سهمًا أتانى من الخلف
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم الآن صار وسامًا وشارة
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ - بذؤابته - لحظاتِ الشرف
واستطبت- الترف
(5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
"ما بنا طاقة لامتشاق الحسام"
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر فى عينى امرأة
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها فى الغرام؟
كيف ترجو غدًا لوليد ينام
كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر بين يديك بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم
واروِ التراب المقدَّس
واروِ أسلافَكَ الراقدين
إلى أن تردَّ عليك العظام
(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي لمن قصدوك القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ - الآن - ما تستطيع:
قليلاً من الحق
فى هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً
يوقد النار شاملةً
يطلب الثأرَ
يستولد الحقَّ
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع
إذا ما توالت عليها الفصول
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة
(7)
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ
كنت أغفر لو أننى متُّ
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
أو أحوم وراء التخوم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بى: "انتبه"!
كان يمشى معى
ثم صافحنى
ثم سار قليلاً
ولكنه فى الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتنى قشعريرة بين ضلعين
واهتزَّ قلبى - كفقاعة - وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعدىَّ
فرأيتُ: ابن عمى الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدى حربةٌ
أو سلاح قديم
لم يكن غير غيظى الذى يتشكَّى الظمأ
(8)
لا تصالحُ
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم لميقاتها
والطيور لأصواتها
والرمال لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شىء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً فى الحديقة يذوى - الصلاةُ لكى ينزل المطر الموسمىُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شىءٍ تحطَّم فى نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالنى: ليس ربًا
ليقتلنى بمشيئته
ليس أنبل منى ليقتلنى بسكينته
ليس أمهر مني ليقتلنى باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ
(فى شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذى اغتالنى مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينىَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة
(9)
لا تصالح
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ
والرجال التى ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريد وامتطاء العبيد
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك المسوخ
(10)
لا تصالحْ
لا تصالحْ
حينما يتكلمون الاحرار لا يساومون ولا ينزلون علي رأي الفسده ولو علقت رقابهم علي أعواد المشانق إنها مباديء سيدي
القصيدة هذه لا تشبه الشعر الجاهلي و من الواضح أنها كتبت من شاعر معاصر، و في الحقيقة لا أعرف قصة الزير سالم مع كليب، ولكن القصيدة تمثل القضية الفلسطينية بشكل كبير حتى ظننت أنها كتبت لأجلها
@@emyy1963 نعم أعلم أن قائلها الشاعر أمل دنقل لكني قصدت أنه قالها على لسان شاعر جاهلي وهي لا تشبه شعرهم في تلك الفترة. بخصوص أنها كُتبت بشكل مقصود للقضية الفلسطينية لهو أمر رائع لم أكن أعلم
ممنون لك و أشكرك الشكر الجزيل يا أستاذ محمد، و الله لا أكاد أصدق أذني هل كان عندنا في مصر شاهر فصيح كهذا لا أكاد أصدق
ما أكثر ما أنجبت مصر شعراء فصيحين كيف لا تصدق !!
As he was telling our story today
تحفة ... 👌🏻
صوته يشبه صوت الممثل السوري غسان حتى يشبهه
الله
رااااااائعة
رائع.
رائع 👌👌👌
صدقت