تأمل اليوم - ( الحياة.. الكلام .. التعليم) يقول القديس يعقوب "لاَ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ كَثِيرِينَ يَا إِخْوَتِي، عَالِمِينَ أَنَّنَا نَأْخُذُ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ "( يع ٣: ١) يعقوب كان مشغول في رسالته بالروح القدس ان يتكلم عن الكلام واللسان فيقول "ليكن كل إنسان مُسرعاً في الاستماع مُبطئاً في التكلم". ثم يقول "إن كان أحد فيكم يظن أنه ديّن (أي متدين) وهو ليس يلجم لسانه ... فديانة هذا باطلة"( يع ١). ثم نقرأ "إن دخل إلى مجمعكم رجل بخواتم ذهب ... ودخل أيضاً فقير ... وقلتم للغني اجلس أنت هنا حسناً وقلتم للفقير قف أنت هناك .. " أي يقولون كلمات تجرح مشاعر الأخ الفقير. وبعد ذلك يقول :"إن كان أخ وأخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي فقال لهما أحدكم امضيا بسلام استدفئا واشبعا .." كلام فقط بدون فائدة (يع ٢). هذا هو الجو الذي كان يعيش فيه يعقوب - جو اليهود الذين حتى بعد أن قبلوا المسيح لم يظهر تأثير المسيحية في حياتهم .. فيقول "ما المنفعة إن قال أحد إن له إيماناً، هل كلامه وادعاؤه يخلصه؟ كلا"(يع ٢). وهنا يتحدث عن الذين يتكلمون كثيراً ويحبون أن يأخذوا مركز معلمين، وقد كثروا جداً هذه الأيام و هذا أمر خطير! ...لكن "وللشرير قال الله. مالك تحدّث بفرائضي وتحمل عهدي على فمك. أنت قد أبغضت التأديب وألقيت كلامي خلفك" (مز ٥: ١٦-١٧). "عالمين أننا نأخذ دينونة أعظم" - هل كل من يعلِّم يأخذ دينونة أعظم؟ كلا. لكن عندما نعلِّم ولا نعمل بما نعلِّم به فلا تكون حياتنا صورة عملية مجسمة للكلام الذي نعلّم به فهذا استخفاف يستحق الدينونة. "لا تكونوا معلمين كثيرين" - كان يوجد تسابق في أخذ مركز معلمين بين اليهود. لماذا؟ لأنهم كانوا يأخذون المجالس الأولى في المجامع والتحيات في الأسواق ويدعوهم الناس سيدي سيدي. يقول الرب يسوع "وأما أنتم فلا تدعوا سيدي لأن معلمكم واحد المسيح وأنتم جميعاً إخوة ... ولا تدعوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح" (مت ٢٣: ٦-١٠). المعلم بين اليهود كان يجلس في مكان عال على منصة والتلاميذ يجلسون عند رجليه كما يقول الرسول بولس: "أنا تعلمت عند رجلي غمالائيل". فالمعلمون كان لهم مركز ممتاز ، لذلك كانت هناك رغبة جامحة في أخذ مركز معلم بينما هذا المركز إذا أخذه المؤمن من الله بموجب هبة يمارسها بكل هيبة وتواضع وبكل خوف الله، وبكل تحفظ وتقدير للمسئولية فهذا يكون حسناً. يقول القديس بولس لابنه تيموثاوس "لاحظ نفسك والتعليم" أي قبل أن تنطق بكلمة تعليم لازم تلاحظ نفسك؛ هل هي مطبقة في حياتك أم لا؟ إن لم تكن مطبقة فتجلب إهانة على التعليم. الناس الذين يسمعون، ليس لهم آذان فقط، لكن لهم عيون أيضاً، فعندما يسمعون شخصاً يعظ قائلاً "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم" إن لم يكن هذا واضحاً في حياته فإنهم يتعثرون قائلين نحن نعرفه ونعرف حياته ومحبته للعالم! وبذلك يجلب إهانة للتعليم ولا يكون لكلامه تأثير في السامعين. لابد من أن أطبِّق الكلمة على حياتي أولاً قبل أن أُعلم ملاحظاً قول الرسول "مقدماً نفسك في كل شيء قدوة للأعمال الحسنة. مقدماً في التعليم نقاوة ووقاراً وإخلاصاً" (تيطس ٢: ٧) وبعد ذلك نتكلم بالكلمة ويكون هدفنا الوحيد تمجيد الله كما يقول القديس بطرس: "إن كان يتكلم أحد فكأقوال الله وإن كان يخدم أحد فكأنه من قوة يمنحها الله لكي يتمجد الله في كل شيء بيسوع المسيح الذي له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين" (١ بط ٤: ١١). والمقصود بعبارة "فكأقوال الله" - تعني الأقوال التي يريد الله أن يقولها لنا . كأن الله هو المتكلم، والمتكلم ليس إلا أداة يوصل صوت الله للسامعين. قال يوحنا المعمدان "أنا صوت صارخ في البرية" أي صوت لشخص صارخ. أنا الصوت، لكن المتكلم شخص آخر هو الله. كأن الله يتكلم فينا كما كان النبي في العهد القديم يقول "هكذا قال الرب".
ترنيمة جميلة❤️❤️
جميلة جدا
😍
تأمل اليوم - ( الحياة.. الكلام .. التعليم)
يقول القديس يعقوب "لاَ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ كَثِيرِينَ يَا إِخْوَتِي، عَالِمِينَ أَنَّنَا نَأْخُذُ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ "( يع ٣: ١)
يعقوب كان مشغول في رسالته بالروح القدس ان يتكلم عن الكلام واللسان فيقول "ليكن كل إنسان مُسرعاً في الاستماع مُبطئاً في التكلم". ثم يقول "إن كان أحد فيكم يظن أنه ديّن (أي متدين) وهو ليس يلجم لسانه ... فديانة هذا باطلة"( يع ١).
ثم نقرأ "إن دخل إلى مجمعكم رجل بخواتم ذهب ... ودخل أيضاً فقير ... وقلتم للغني اجلس أنت هنا حسناً وقلتم للفقير قف أنت هناك .. " أي يقولون كلمات تجرح مشاعر الأخ الفقير. وبعد ذلك يقول :"إن كان أخ وأخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي فقال لهما أحدكم امضيا بسلام استدفئا واشبعا .." كلام فقط بدون فائدة (يع ٢).
هذا هو الجو الذي كان يعيش فيه يعقوب - جو اليهود الذين حتى بعد أن قبلوا المسيح لم يظهر تأثير المسيحية في حياتهم .. فيقول "ما المنفعة إن قال أحد إن له إيماناً، هل كلامه وادعاؤه يخلصه؟ كلا"(يع ٢).
وهنا يتحدث عن الذين يتكلمون كثيراً ويحبون أن يأخذوا مركز معلمين، وقد كثروا جداً هذه الأيام و هذا أمر خطير! ...لكن "وللشرير قال الله. مالك تحدّث بفرائضي وتحمل عهدي على فمك. أنت قد أبغضت التأديب وألقيت كلامي خلفك" (مز ٥: ١٦-١٧).
"عالمين أننا نأخذ دينونة أعظم" - هل كل من يعلِّم يأخذ دينونة أعظم؟ كلا. لكن عندما نعلِّم ولا نعمل بما نعلِّم به فلا تكون حياتنا صورة عملية مجسمة للكلام الذي نعلّم به فهذا استخفاف يستحق الدينونة.
"لا تكونوا معلمين كثيرين" - كان يوجد تسابق في أخذ مركز معلمين بين اليهود. لماذا؟ لأنهم كانوا يأخذون المجالس الأولى في المجامع والتحيات في الأسواق ويدعوهم الناس سيدي سيدي. يقول الرب يسوع "وأما أنتم فلا تدعوا سيدي لأن معلمكم واحد المسيح وأنتم جميعاً إخوة ... ولا تدعوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح" (مت ٢٣: ٦-١٠). المعلم بين اليهود كان يجلس في مكان عال على منصة والتلاميذ يجلسون عند رجليه كما يقول الرسول بولس: "أنا تعلمت عند رجلي غمالائيل".
فالمعلمون كان لهم مركز ممتاز ، لذلك كانت هناك رغبة جامحة في أخذ مركز معلم بينما هذا المركز إذا أخذه المؤمن من الله بموجب هبة يمارسها بكل هيبة وتواضع وبكل خوف الله، وبكل تحفظ وتقدير للمسئولية فهذا يكون حسناً. يقول القديس بولس لابنه تيموثاوس "لاحظ نفسك والتعليم" أي قبل أن تنطق بكلمة تعليم لازم تلاحظ نفسك؛ هل هي مطبقة في حياتك أم لا؟ إن لم تكن مطبقة فتجلب إهانة على التعليم.
الناس الذين يسمعون، ليس لهم آذان فقط، لكن لهم عيون أيضاً، فعندما يسمعون شخصاً يعظ قائلاً "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم" إن لم يكن هذا واضحاً في حياته فإنهم يتعثرون قائلين نحن نعرفه ونعرف حياته ومحبته للعالم! وبذلك يجلب إهانة للتعليم ولا يكون لكلامه تأثير في السامعين.
لابد من أن أطبِّق الكلمة على حياتي أولاً قبل أن أُعلم ملاحظاً قول الرسول "مقدماً نفسك في كل شيء قدوة للأعمال الحسنة. مقدماً في التعليم نقاوة ووقاراً وإخلاصاً" (تيطس ٢: ٧) وبعد ذلك نتكلم بالكلمة ويكون هدفنا الوحيد تمجيد الله كما يقول القديس بطرس: "إن كان يتكلم أحد فكأقوال الله وإن كان يخدم أحد فكأنه من قوة يمنحها الله لكي يتمجد الله في كل شيء بيسوع المسيح الذي له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين" (١ بط ٤: ١١).
والمقصود بعبارة "فكأقوال الله" - تعني الأقوال التي يريد الله أن يقولها لنا . كأن الله هو المتكلم، والمتكلم ليس إلا أداة يوصل صوت الله للسامعين. قال يوحنا المعمدان "أنا صوت صارخ في البرية" أي صوت لشخص صارخ. أنا الصوت، لكن المتكلم شخص آخر هو الله. كأن الله يتكلم فينا كما كان النبي في العهد القديم يقول "هكذا قال الرب".