الروائي جمال الغيطاني والكاتب صلاح فضل مع الصحفي محمد بركات - مواجهات

Поділитися
Вставка
  • Опубліковано 18 жов 2024

КОМЕНТАРІ • 1

  • @HhGg-hb4zr
    @HhGg-hb4zr 2 роки тому

    تجليات للأديب الكبير جمال الغبطاني.
    تجليات الغيطاني ليست فقط أسلوبه و لغته ، تجليات الغيطاني هي حياته ، جوهر وجوده هو إيمانه و معتقده ، هو الخشبة الطافية على وجه الماء و التي انقذته من الفرق في النسيان ، جمال الغيطاني هو عدو النكران ، هو ضميره ، هو لا وعيه الذي طغى هو ندمه، الغبطاني قريب جدا من الفيلسوف العظيم سوريين كيركيرجارد الذي انشغل بنفسه عن الاخريين و عن العالم فنسي خطيبته اولسن، الغيطاني هو ثمرة الخطيئة الفاجعة "النسيان " الذي حذف منه ضميره العميق من قلب الوجود ، نسي العالم فانساه العالم نفسه ، الغيطاني يقراء الآية القرآنية ( نسوا الله فانساهم أنفسهم ) ، الاب هنا صرخة حادة مزقت حجب الضمير الغافي ، استفاق فجأة في لجة بحر هائج و هو الغريق ، استنجد بوالده و كان والده ضميره الحي و ضمير العالم ، صوفية الغيطاني مدنية عميقة مشعة تجري في الشوارع ، تعيش في الحقل، تزرع و تحصد ، تهاجر تتزوج تنجب الأطفال و تعيش في الهواء و تتنفس كما الأحلام تتنفس في ظلام الليل ، خدعه وعيه الزائف فانفجر في وجه أعماقه و عاد من الماضي فانتشل نفسه و أنقذ والده من النسيان ، ليس هو ندما عابرا ، ليس هو بشرود عابر ، ليس انغماسا في رياح الزمن الغابر ، هو ثورة روحية هو ثورة وجودية ، ثورة انبثقت من صميم صميمه، فراح ينتشل نفسه و مع نفسه انتشل والده من الإهمال هو ليس بالإهمال العابر هو اهمال لوجوده و لجوهر كيانه ، هو إهدار لحياته هو حياته عندما ابتعد عن شواطئ بحره الجميل ، رؤيته الصوفية واقعية حميمية قريبة من شغاف روحه ، فامه تعرف بحاله دونما حاجة لتسأله عن حاله و أما أمه البديلة فهي تساله عن حاله و أمر والده ليس فقط موضوع نسبه فعنده كل شيء في فراق دائم و فراق الوالد يشعره بالظلم ، الظلم الذي عاناه والده من عمه و الظلم الذي عاناه الإمام الحسين حين منع عن الماء و حورب على ضفاف العطش ، عودته إلى إحياء ذكرى والده ليست عادية ، ليست ذكرى كباقي الذكريات ، انه شعور عارم بمعنى " الخيانة و التخلي " كالذي حصل للأمام الحسين و كالذي حصل لجمال عبد الناصر ، يحشر والده مع الأولياء و القادة العظام و عندما يتعرف على والده يتعرف عليه من خلال تجليات ابن عربي و من خلال النفري ، صوفية الغيطاني غنى في الروح و النفس ، بناء لذاته ، فإن غفى و أهدر قيم والده فإنما يدرك بذلك انه قد أضاع وجوده و أن ضميره الذي نام قد ان له ان يستيقظ ، لا ليعطي والده أهميته لا بل ليعود هو نفسه للحياة و ليحياها، فوالده يقف في معسكر الإمام الحسين و في معسكر عبد الناصر و الآخرون في معسكر الأعداء ، عدم ذهاب والده للحج نغص عليه حياته هو ليس بالأمر العابر بالنسبة للغيطاني بل جريمة ارتكبها بحق والده و ما هو بالإهمال بل هو موت قبل الموت وحياة ضاعت من طريقه ، تنكره لوالده كتبته لغة جمال الغيطاني بلغة الضمير الذي استفاق من ليل حسبه نهارا ،استفاق من واقع متخيل او وهمي ، على حقيقة ، حقيقته هي عودته عودة كاملة تامة هو بحضرة الزمان كله يحاضر الزمان أمامه و يتلقف عنه الوجود تعابيره ، رعاية الوالد بعد غيابه ليس اهتماما ، انه الهوية و التاريخ و المصير و المعتقد ، رعاية الوالد معركة أما ان تنتصر فيها روحه او هو يخسر نفسه إلى الأبد ، انه أسلوب اللغة كما هو أسلوب الحياة ، كما هو أسلوب الوجود ، اللغة ضميره الناطق ، ضميره الحي ، فتحول الأب إلى لغة و تحولت اللغة إلى بطل من أبطال رواياته
    27/11/2019