Opera 40 ( Endless love ) Promotional video

Поділитися
Вставка
  • Опубліковано 1 лис 2024
  • مزيج متفاعل من السرد والموسيقى والرومانسية والتاريخ
    "أوبرا 40" لأحمد الصانع... والتجديد في مفهوم الرواية التاريخية
    | مدحت علام* |
    من البدهي النظر إلى رواية "أوبرا 40" للكاتب السعودي الدكتور أحمد الصانع، ليس فقط كونها عملاً ادبياً، نبحث له عن مدخل لتصنيفه (رواية أم غير ذلك)، بل يجب أن نتلمس ما تحققه من متعة ذهنية وحسية، ونحن نقرأ سرداً ونستمع إلى موسيقى في آن واحد.
    فالعمل رغم ميله إلى الولوج في (تفاصيل التفاصيل)، والوصف الزماني والمكاني، الذي لم يفوّت فرصة، إلا وأبرزها، ورغم اتساع أفقه، وتعريته الواقع، وعزفه بشدة على الأوتار العارية، إلا أن ثمة ابتهالات، أو فلنقل استشرافات رمزية، وضعها المؤلف لتكون دليلاً، أو منهجاً، لولادة عمل روائي جديد لم يكن مطروقاً، حيث إن المؤلف لدية طاقة سردية متميزة، وفي الوقت نفسه لديه موهبة موسيقية، إلى جانب شغفه بالتاريخ، وكل هذه المقومات أسهمت في وضعه لرواية تحمل في متنها الموسيقى المحسوسة والملوسة أيضاً، إضافة إلى السرد والرومانسية.
    فكتابة التاريخ في رواية، من أكثر الأعمال الأدبية مشقّة، بسبب ما تتضمنه من بحث مضن يقوم به المؤلف من أجل توثيق عمله، من حيث الزمان والمكان، وقد يتعرّض هذا السرد التاريخي ، إلى آراء نقدية رافضة لإدراجه ضمن مفهوم الرواية، والاكتفاء بأنه عمل تاريخي، وهناك من النقاد من يراه عملاً ملهماً، بفضل ما يتضمنه من أحداث متواترة، وخيالات، ورصد لحقبة زمنية محددة، ومن ثم إسقاطها على الواقع الراهن.
    وهذا ما تعرضت له مختلف الروايات التاريخية، فالكاتب جورجي زيدان - مثلاً - حتى هذه اللحظة لا تزال هناك رؤى نقدية، تسحب من أعماله صفة الرواية، وتجعل ما كتبه تاريخاً، بل إن البعض جعله تاريخاً مشوهاً، لم يلتزم فيه زيدان بالنقل الموضوعي، وعرج إلى إدخال الخيال فيه.
    وبين هذا وذاك... فإن قراءة (أوبرا 40)، من جميع اتجاهاتها، سواء المطبوعة في كتاب، أو تلك الألحان التي استخلص إيقاعاتها المؤلف من تواتر الأحداث، وحتى الأعمال التشكيلية المستوحاة من الرواية، أو السرد الدقيق، لمفاهيم تتعلق بالتراث والتاريخ، والأحداث السياسية، وصولاً إلى الشغف بوصف حالات طبّية، ثم الأجواء الرومانسية، التي جاءت في سياقات رمزية، وبإسقاطات إنسانية عدة... كل تلك الاستلهامات، ستجعلنا أكثر حيرة، في تصنيف العمل، لأنه مزيج متفاعل من السرد والموسيقى والرومانسية والتاريخ، والخيال والواقع.
    هذا المزيج - في حقيقة الأمر - جعلنا أمام عمل إبداعي متفرد في صفاته متجدد في مفهومه الروائي، فالسرد، ربما يتحول إلى عمل درامي أو سينمائي، أو حتى موسيقي، خلال آخرين (إخراج، سيناريو، تمثيل...)، ولكن أن يكون السارد هو الملحن الذي يضع موسيقى متخيلة للأحداث، هذه رؤى جديدة، أرى أنها تستحق الدراسة، والاطلاع على محتواها.
    إننا أمام رواية تتجول بأريحية بين أزمنة موغلة في القدم، لتنقلنا بشكل خاطف وسريع إلى الزمن الذي نحن بصدده، كذلك الانتقال بنا عبر السرد الوصفي إلى أماكن متغيّرة، لا تشابه فيها، ثم يعرّفنا على شخصيات بعضها صادم في تواتر أحداثها، والبعض الآخر، موتور بفعل ما يتعرض له من آلام وأفراح.
    فتبدأ الرواية بالعصر الملكي في العراق، لتلتقي عالية الحجازية مع عبدالله بأصوله النجدية، وتنتهي الأحداث في العصر الحديث بشخصية الدكتورة الفاتنة ياسمين، في تركيا، التي تكتشف من خلال الراوي، أن عالية هي أخت جدتها.
    هذا التكنيك، استحدث فيه الصانع الموسيقى، التي لازمت العمل من بدايته إلى نهايته، مما أضفى عليه صفة التجديد، والإتيان بروح مختلفة، عما هو سائد.

КОМЕНТАРІ •