مذاكرة حول معاني أبيات الإمام الجنيد " توضّأ بماء الغيب " | الحبيب علي الجفري

Поділитися
Вставка
  • Опубліковано 21 жов 2024

КОМЕНТАРІ • 3

  • @ali.faris.
    @ali.faris. Рік тому +1

    قبلتُ الإجازة وجزاك الله خيرا

  • @ali.faris.
    @ali.faris. Рік тому +1

    وهناك شرح سيدي محمد بن الحبيب الأمغاري للأبيات في كتابه: 《بغية المريدين السائرين وتحفة السالكين العارفين》

  • @ali.faris.
    @ali.faris. Рік тому +1

    وقال الجنيد رضي الله عنه:
    تطهر بماء الغيب إن كنت ذا سر
    وإلا تيمم بالصعيد أو الصخر
    وقدم إمام كنت أنت أمامه
    وصل صلاة الظهر في أول العصر
    فتلك صلاة العارفين بربهم
    فإن كنت منهم فانضح البرد بالبحر
    أمر رضي الله عنه المريد بالتطهير بماء الغيب ويؤخذ منه أن الطهارة على قسمين : طهارة حسية وتكون بالماء الحسي، ومتعلقها البدن كله إن كان الحدث أكبر أو الأعضاء المخصوصة أن كان الحدث أصغر وليست هذه مرادة للناظم، رضي الله عنه، والقسم الثاني الطهارة المعنوية، وهي طهارة القلوب من الأمراض الحاجبة لها عن حضرة علام الغيوب، وهذه الطهارة لا تكون إلا بالماء المعنوي وهو ماء العلوم والمعارف والأسرار الجاري من حضرة الغيب إلى قلب الشيخ العارف بالله المطهر من العيب الذي يفضيه الشيخ على المريد، فيتطهر قلبه من الأغيار ويملأ بالمعارف والأسرار، وهذا إن كان المريد صاحب سر أي بصيرة، يتوصل بها إلى من يأخذ بيده وهو الشيخ الذي يستمد من حضرة الغيب كما قدمنا، وإن لم يكن المريد صاحب سر وبصيره فليتيمم بصعيد الأعمال الظاهرة والعلوم الرسمية حتى يفتح الله عليه بالسر والبصيرة. وأشار رضي الله عنه بقوله : (( وقدم إماما كنت أنت أمامه)) إلى أن المريد يجب عليه أن يقدم إماما شيخا عارفا بالله يقتدي به في الصلاة المعنوية التي هي الشهود بحضرة الملك المعبود كما أن المأموم يجب عليه أن يقتدي بإمامه في الصلاة ذات الركوع والسجود. وقوله : كنت أنت أمامه، أشار به رضي الله عنه إلى أن المريد لا يقتدي بشيخ من الشيوخ إلا إذا حصل التعارف بينهما في عالم الأرواح، قال عليه السلام : ((الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف))، فيكون المعنى على هذا وقدم إماما في عالم الأشباح كنت أمامه في عالم الأرواح، ولأجل المقابلة والتعارف الذي حصل في عالم الأرواح حصل الائتلاف في عالم الأشباح، وقوله رضي الله عنه : وصل صلاة الظهر في أول العصر أي صل الظهر، أي ظهور ما في إرادتك لربك وهي دوام الشهود لحضرة الملك المعبود، كما تقدم في أول العصر أي معاصرتك لشيخك وسلبك الإرادة له، وليس مراده رضي الله عنه، صلاة الظهر والعصر المشتملة على الركوع والسجود، لأن الظهر المعلوم يطلب فيها أن تصلي في أول وقتها لا في أول العصر، فمن ثم حملناها على ما ذكرنا فافهم ترشد والله يتولى هدانا وهدى العالمين، آمين. وقوله “فتلك صلاة العارفين بربهم“ وهي دوام الشهود لحضرة الملك المعبود فلا تنقطع صلاتهم لكونهم من الذين هم على صلاتهم دائمون، أي على شهودهم لربهم مواظبون، وقوله: فإن كنت منهم فانضح البر بالبحر، فإن كنت من العارفين وهم الذين لا يحجبون بالخلق عن الحق ولا بالحق عن الخلق، فانضح أي رش بر شريعتك ببحر حقيقتك وكن من الجامعين بينهما، كما قال إمامنا مالك، رضي الله عنه: “من تشرع ولم يتحقق فقد تفسق ومن تحقق ولم يتشرع فقد تزندق، ومن جمع بينهما فقد تحقق” أي تحقق بالعبوديتين: عبودية التكليف وعبودية التعريف.