عمال البناء الصينيون والجزائريون يعملون معا للتغلب على الصعوبات (الحلقة الكاملة)

مع حلول يونيو، تزداد اعداد القادمين الى شارع تشيان من على المحور المركزي لمدينة بكين.
جاء يو دين جيان المدير العام لفرع شمال افريقيا بشركة الصين لبناء السكك الحديدية الى شارع تشيان من لشراء هدايا لاصدقائه في الجزائر.
يعمل يو دين جيان في الجزائر ولا يعود الى العائلة الا مرة واحدة كل سنتين او ثلاث سنوات. لذلك يولي وعائلته اهتماما كبيرا لهذه الفرصة النادرة للم الشمل.
اما في ولاية بجاية التي تبعد عن بكين اكثر من تسعة الاف كيلومتر تشير عقارب الساعة الى العاشرة ليلا الان. لكن هلال وعمال البناء لا يزالون يعملون.
تبدو السماء مظلمة تماما مثل مزاج هلال في هذه اللحظة.
بصفته نائب مدير مشروع الطريق الرابط بين بجاية والطريق السيار شرق غرب يشعر هلال بضغوط كبيرة بسبب التأخير الشديد في البناء والعواقب التي قد تنجم عن ذلك.
بالنسبة لم يتبقى سوى نصف شهر قبل موعد تشغيل الطريق. لكنه طول الامطار تسبب في تأخير البناء مدة شهر تقريبا. لم يستطع يودين جيان ان يستمتع باجازته في اطمئنان.
فعاد الى الجزائر على الفور وذهب الى موقع البناء لحل المشكلة مع هلال.
يبدأ مشروع الطريق الرابط من ميناء بجاية شمالا ويتصل بجنوب الطريق السيار شرق غرب ويمر عبر خمس مدن ويبلغ طوله نحو مئة كيلومتر ويعد ثاني اكبر مشروع للطرق السريعة تشيده الصين في الجزائر بعد الطريق السيار شرق غرب كما انه اول طريق سريع في بجاية.
بصفته مواطنا من بجاية يعرف هلال جيدا مغزى هذا الطريق السريع.
لذا على الرغم من قلقه لا يزال يتخذ تدابير مختلفة للتعامل مع المشاكل.
سارع يو دين جيان الذي وصل للتو الى الجزائر الى موقع البناء دون اخذ قسط من الراحة.
بعد بعض المناقشات مع هلال جمع الموظفين المسؤولين المعنيين وبدأ في تعديل الخطة.
من السهل الحديث عن تعويض الوقت لكن تنفيذ الامر يواجه مشاكل جمة مثل تعديل وقت العمال وجدولة
المعدات وعوامل الطقس وما الى ذلك. انه سباق مع الزمن. هل يمكنهم ان ينجحوا في النهاية لا احد يستطيع ان يتنبأ بذلك الان.
يو دين جيان الذي يعمل بالجزائر منذ اكثر من عقد لديه خبرات وافرة لحل المشاكل بفضل مشاركته في العديد من المشاريع. لذا يتعامل مع هذه الازمة برصانة.
بالنسبة لهلال ليس فقط زميله في العمل بل هو مثل اخيه وخلال السنوات الست التي قضياها معا
تعاونا دائما لتقديم افضل الحلول للمشاكل التي واجهت المشروع.
اخيرا بعد تناوب الجميع على العمل على مدار اليوم لاكثر من نصف شهر تم تشغيل الطريق بنجاح
قبل الخامس من يوليو.
مرة اخرى خلق يودين جيان وهلال معجزة بناء بتضافر الجهود معه. سيوفر الطريق السريع في بجاية وسيلة نقل مريحة لنحو تسعمائة الف من السكان المحليين. وسيلعب دورا مهما في تطوير الاقتصاد على طول الطريق والسياحة المحلية.
بعد قضايا اكثر من عشر سنوات في الجزائر. تقدم يودين جيان من مهندس قاعدي الى مدير عام. اما
هلال فقد تطور في الحياة المهنية من خريج حديث الى مدير مشروع متميز. من خلال العمل يدا بيد مرة تلو الاخرى. اكمل كلاهما التحول في حياته. ما يعكس اواصر الصداقة الجميلة بين البلدين.
من مشروع الطريق السريع في بجاية الى الطريق السيار الشرق الغرب الذي يعرف باسم الشريان الرئيسي للجزائر.
تعد هذه المباني الضخمة اقوى شهادة على صداقة الصين والجزائر الراسخة على مر عقود من الزمن.