د. عمرو شريف شخصية علمية كبيرة وهذا الحوار مفيد جدا من ناحية ربط العلم بالدين وتفسير الآيات التي تذكر الأدلة العلمية التي تثبت وجود الله وقدرته.. جهود مباركة إن شاء الله 🍀
الشخص الذي يستحق الشكر بعد الله سبحانه وتعالى هو انت استاذ هادي ، بوقتها أنا طلبت أن يتم اللقاء مع الدكتور عمرو شريف لأهميته الفكرية ، وانت قلت بإذن الله ، واليوم صدمت بإني أرى هذا اللقاء تحقق ، جزاكم الله خير الجزاء في الفردوس الأعلى ، وحفظ الله الدكتور الاستاذ عمرو شريف ورعاه
الدكتور الفاضل عمرو شريف من القامات العلمية والفكرية الكبيرة في الساحة الإسلامية و رفد المكتبة الإسلامية بالكثير من الكتب القيمة ،، نشكر الدكتور و الشكر أيضاً لكم أستاذنا العزيز هادي على هذا الجهد
محاور رهيب ماشاء الله ، وعرف من يختار ، حقيقة هذا العالم لا يعرفه الكثير ولم يأخذ حقه ، آمل كذلك أن تحاوروا الدكتور عدنان إبراهيم ، في هذه الأوقات لديه الكثير مما يقوله ولعله يظهر للناس من جديد على يديكم.
انا فخور فيك جدا استاذ هادي لمجهودك واهتمامك بقناتك القيمة فعلاً اقولها وبدون مجاملة ان البرنامج الذي تقدمة هو من اجمل الاشياء التي اكتشفتها هذه السنة تحياتي لك وللاستاذ الكبير والمفكر الخطير الدكتور عمرو شريف
حوار ممتع وثري للغاية مع أستاذنا الدكتور عمرو شريف. رحلة في عالم الفلسفة والدين والعلم، والصوفية والفن. د. عمرو سيعبر بك الجسر بين عالم الطبيعة وعالم ما وراء الطبيعة، لتكتشف أنه لا وجود لهذا الجسر! فالتداخل بين العالمين أعقد مما تتصور!
سلسلة العلم و الدين العلم يفتش عن المعرفة و لا يبحث عن حل ، و لو اقتربنا مما اطلقنا عليه اسم الواقع اكثر مما يجب لتحولنا إلى آلهة و نحن نبحث عن حل و لا نريد أن نصبح آلهة ، اقص الطموح هو الوصول إلى الباب و الولوج إلى الجنة ، فالله فوق المعرفة و نحن نبحث عن حل ، اذا كان الله هو الذي خلقنا فنحن نريد النجاة و النجاة غير الواقع و الا لصرنا شيئا مثل القمر الذي يدور حول الأرض و مثل الأرض التي تدور حول الشمس ، هنا المعرفة حركة لا تتوقف الا عندما تسمح لها الحركة بالتوقف ، نحن نقف باستمرار بين الله و العالم حتى نستطيع عبور الجسر الخفي،و نقفز من هنا الى هناك و لا نجاة دون قفزة ، العلم لا يقول شيئا لانه هو هو و هو و الوقع أشقاء و الواقع يتحرك و يدور تارة كالسلسلة و تارة كالواكب و النجوم ، يخبرنا العلم من أين يصدر الضؤ و كيف يسير لكننا نبقى ننتظر على حافة العتمة نتارجح بين اله من نور و عالم يضيء الطريق لنا و الطريق تسير و نحن نقف تارة هنا و تارة هناك تارة في وسطها و تارة على أنامل أطرافها، من هو هذا الذي اكثر غزارة من الزمان حتى يستقيم الضؤ الطويل في دروبه الملتوية ، غدا قد لا يأتي و اليوم يرحل باستمرار ، و النقطة لا تعرف متى تنطفىء،، و نحن لن نصير آلهة لأن العلم لا يعرف الالهة ، العلم يعرف فقط نفسه و الإنسان لا يعرف نفسه هو يبحث فقط عن شيء، اخر يشبه الخلاص و هذا الآخر اسمه مجهول ، لانه كنز مسحور خباه الله او القدر في حفرة عميقة داخل روح تتضرع كطير فوق شجرة على الغصن يصرخ و ينادي باسم السماء. 25/09/23
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف ، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، سبحان الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته وعدد ما أحاط به علمه وأحصاه كتابه ، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، أستغفر الله الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه ، نسأل الله سبحانه وتعالى التوبة والهداية ، اللهم صل على محمد وال محمد ،
شكرا على الاقتراح.. بالفعل طويلة.. وانا انشرها كفيديو مستقل ايضا. لكن مجموعة من المتابعين، يشاهدون المقتطفات فقط.. لذلك اسعى ان تكون مطولة حتى تفيدهم نوعا ما. والا يمكنني ان اجعلها دقيقتان ومختصرة وهذا اسهل لي واقل تعبا.
أضعف ما قاله الدكتور عمرو في الحلقة هو تفسيره لآيات آدم بالتفريق بين عالمي الغيب والشهادة، تفسيره القديم أكثر تماسكا واتساقا مع مشروعه، أما هذا التفسير فينقض مشروعه كاملا في التطور، كيف نظر للآيات أنها غيب فتوقف عن تأويلها ثم بعد قليل تحدث عن الملائكة وتعليم آدم وحوارهم مع الله وفسرها دون أن يتوقف كما توقف في الأولى، ولم يقل أنها غيب كما الأولى، لو أن الدكتور طبق مفهومه هذا على آيات الغيب في القرآن كله لانتقض مشروعه كاملا ولتعطلت دلالات الآيات، هذه الفكرة لن يستمر عليها الدكتور عمرو وسيغير وجهة نظره فيها، بعد أن يجد تناقضاتها الكثيرة، وبعد أن يأخذها إلى آخر مداها..
أحسنت ويبدو لي أن الدكتور لا يعرف المراد بكلمة الغيب في القرآن وإلا لما قال أن من حكمة قصة آدم أن "الشيطان عدو لي" مع أن الشيطان نفسه فرد من عالم الغيب.
واضح كلام الدكتور ، يقول الأمور الغيبية يقصد الأمور الغيبية التي لا يسأل عنها العبد كحقائق الجن والملائكة و إبليس وهل آدم قبله بشر أم لا ؟ لذلك تسمعه يقول موسى والخضر هو يؤمن بموسى والخضر لكن الخوض في حقائق القصص في الأمور الغيبية مالفائدة منه إذا هو ليس من أساس العقيدة ولن يسأل عنه الإنسان؟ يعني انت تتخيل ان هناك مولفات بل مجلدات عن موسى وعن الخضر وعن الجن وعن أمور غيبية لن يسأل عنها الإنسان هذا قصد الدكتور وهو رأي مسبوق ليس من أختراعه بلا أدنى شك
العالم و الدين عمر الإنسان العاقل حسب الدراسات يترواح تقريبا بين 70 الف عام إلى 300 الف عام و عمر الحضارة حوالي 12 الف سنة حسب الدراسات العلمية المتداولة ، و رغم هذه الفترة من تاريخ البشرية لم تخلو فترة من شيء اسمه الدين و اوغست كونت قسم تاريخ البشرية إلى ثلاث مراحل مرحلة الاسطورة و الخلرافة و مرحلة الميتافيزيقيا و الدين و المرحلة الأخيرة العلمية الحالية و خطأ كونت مزدوج عندما وسم و وصم التاريخ القديم بالبداءية و بالخرافة انه انطلق من منهجه العلمي و من زاوية واحدة و هذا المنهج و هذه الزواية جواب على سؤال و هذا السؤال : هو كيف فسرت الشعوب القديمة العالم ؟ و لم يتطرق إلى المسألة الأساسية في الدين او إلى جوهر الموضوع و هو حقيقة الإيمان و بنية الإيمان ذاته و الذي يتضمن مفهوم الغيب و لا ينفصل عنه و كونت أخطأ مرة أخرى فهو هكذا يكون وقع في خطاين او خطا مزدوج ، عندما أسس دينا جديدا سماه دين الإنسانية و مبدا هذا الدين عنده الحب او المحبة و غاب عنه ان الحب ليس مبدأ بل عاطفة و شعور و وجدان ، ظاهرة الإلحاد حديثة عمرها تقريبا 200 او 300 عام ليس اكثر و هي مرتبطة نسبيا بما راج في أوربا من مناهج تقول عن نفسها علمية تقوم على الملاحظة و التجربة و على الفرضيات و بالإضافة إلى كوبرنيك فقد كان فرنسيس بيكون هو الأول في الغرب الذي شهر شعار العلم قوة و تخلى عن منطق ارسطو و دعا إلى التجربة و نادى بالاستقراء بدل القياس الارسطي و تواصلت الاكتشافات العلمية التي زعزعت الإيمان فتداعى بنيان الدين فالطبيعة تتكلم لغة الرياضيات كما قال غاليليو مؤسس منهج العلم الحديث و الذي قال :( العلم يريد أن يعرف كيف تتحرك السماء و الدين او الكتاب المقدس،يريد أن يذهب إلى السماء و طبعا ازدحم بعد غاليليو فضاء أوربا بالاكتشافات الطبيعية ( نيوتن ، داروين ، لافوازية ، ماكسويل ، ردزفورد ، اينشتاين ، ماكس بلانك ، نيلز بور ، ديراك ، شرودنجر ، هايزنبرغ ، فايمان ، كوخ ، باستور، الخ ) ، ازدهرت الاكتشافات العلمية و غطت مساحة كبيرة من مساحات فضاء المعرفة العلمية و ظهر مع هذه الاكتشافات فلاسفة ايدوا المناهج العلمية مثل : كانط ، هيغل ، فيورباخ ( الإنسان خلق الله و ليس العكس ) سبنسر و راسل و هوايتهد و بيرس و جايمس و برغسون و ألكسندر و تيارات فكرية تدعي الأخوة و القرابة مع المناهج العلمية فتجنشتين ، بوبر ، باشلار ، حتى ماركس نفسه ادعى القرابة من منهج العلم ( الديالكتيك المادي بدل المثالي الهيغلي، ) و مثله فرويد ( اللاوعي و التحليل النفسي) ، و لفرويد كلام متسرع يقول فيه اصيب الإنسان في نرجسيته ثلاث مرات ، مرة مع كوبرنيك عندما اثبت ان الأرض تدور حول الشمس و ليس العكس و مرة عندما قال داروين ان للانسان و القرد اصل مشترك و ابتكر ما اسماه الانتخاب الطبيعي و هو آلية التطور و هذا الانتخاب بلا غاية و لا هدف ، و المرة الثالثة التي أصيبت به نرجسيه الإنسان بنكسة هو اكتشاف فرويد نفسه لما سماه اللاوعي الذي يشكل جوهر الإنسان بدل العقل الذي هو قشرة رقيقة يتحكم فيه اللاوعي و طبعا مفهومه عن الغريزة الجنسية او الليدو او الطاقة الجنسية او الحيوية المسيرة للانسان. ، راجت في أوربا موجة العلم التي طغى عليها تيار الإلحاد و طبعا لم يحصل شيء من هذا في الشرق لا في الشرق الادنى و لا في، المنطقة العربية و معها الإسلامية ... تابع 05/05/23
العالم و الدين (5) ما هو الدين ؟ قلنا ان العقل شعور و الشعور عقل ، فالعقل يفرح و يحزن و يحب و يكره و الشعور يحسب و يقيس و يحسب و يقارن و يفاضل و يفصل و كذلك الشعور يضع الفرضيات تماما كما يفعل العقل و لكنه يختلف في اليته و في طريقته و له منهجه تماما كما للمنطق منهجه و العقل كما الشعور يامل و ييأس و العقل يغامر و يجازف احيانا و احيانا يختزل شانه شان الشعور و الشعور يقطع المسافات و يتخلى عن أشياء دون اسباب يعللها و يقبل اشياء لبرهة دون تعليل كما يفعل الدين احيانا ، يعيش العقل في كنف الشعور و كذلك الشعور يعيش في كنف العقل و نظرية العوالم المتعددة في الفيزياء صورة مجازية لما نقول فكل آلية من آليات العقل سواء كانت المنطق او الشعور او الحدس ، تعمل في عالم يختلف عن العالم الآخر و نظرية العوالم المتعددة تحاول شرح وجود الثوابت الكونية و ظهور الحياة و الإنسان على الأرض او في مجرتنا و بصرف النظر عن مدى صحة هذه النظرية العلمية كذلك كون العقل عوالم و اكوان متعددة متنوعة فالعقل هو عالم المنطق و هو عالم الشعور و هو عالم العاطفة و هو عالم الحدس و الوجدان ، كلها عوالم و اكوان يعمل في فضاء ها العقل و فضاء الإيمان و الغيب إحدى فضاءات العقل المتعددة و المتنوعة لذلك يقال الدين حاجة و ضرورة و هذه الحاجة و الضرورة تجد تفسيرها في آليات خاصة و طرق في التفكير و ان اختلفت عن عالم العقل الكلاسيكي المنطقي الذي يقوم على مبدأ السببية سواء السببية الصلدة و الصلبة او السببية الرخوة و الدينامية او السببية الخفية التي تنشأ تلقائيا فكذلك الإيمان و الغيب نموذج عقلي يفكر و يفسر باليات أخرى غير معتمدة دايما،فالاسطورة تفكير منطقي لأن لها آليات و أسباب مختلفة عن آليات و اسباب منطق العقل الكلاسيكي ، فالاسطورة تشرح و تفسر و تروي قصة متكاملة مفهومة لو اعتمدنا منطقها التي تقوم عليه و فكرة العوالم المتعددة تسمح بهكذا اسطورة ، فقوانين الاسطورة غير قوانين العقل الكلاسيكي و احيانا ارفع من قوانين العقل المعتادة و المعترف بها علميا لانها تصل الى حل لا تصل اليه الية المنطق العقلية و منهجيا و لوكانت مغايرة و لكنها تفسر و تجد الحلول على أن الدين يختلف عن الاسطورة تماما كما يختلف العلم الطبيعي عن الدين ، فكرة كفكرة الحياة بعد الموت فكرة دينية و تعبر عن آلية من آليات العقل الذي هو منطق و شعور. و وجدان و حدس ، و مشاعر مثل الفرح و الأمل و البهجة و السرور تقع في صلب بنية العقل و الا لم يكتشف عالم شيءا في الوجود و الأمر ذاته فالايمان و الغيب يعملان بطريقة مغايرة و لكنها نفس الطريقة التي يتنفس فيها العقل الكلاسيكي ، و ان اختلف العالم الذي تنشده، فالموت بعد الحياة عالم ينتمي إلى آلية تفكير مختلفة عن آلية التفكير المنطقي التي تقول كل إنسان فإن و سقراط إنسان فسقراط فإن و لكنها هي هي نفس الطريقة المنطقية التي تعمل في العالم الذي يعمل فيه الإيمان و الغيب ، و الموت بعد الحياة لا يتطلب برهانا لان برهان القياس الارسطي أنف الذكر لا يزيد على الموضوع شيءا النتيجة في المقدمة تماما كما الاستقراء المقدمة في النتيجة ، هناك عالم طرق التفكير فيه تختلف باختلاف الالية و باختلاف المنهج و باختلاف الطريقة و لكن هذا الاختلاف متضمن في بنية العقل نفسه فالذي ينفي هو ذاته الذي يثبت و العاطفة هنا عقل هناك ، و العقل هناك عاطفة هنا و من هنا نفهم لماذا هناك كثيرون يؤمنون بالحياة بعد الموت دون برهان العقل المنطقي القياسي الارسطي لان هذا المطنق ذاته له وجه اخر او عالم اخر ، النتيجة فيه مقدمة و المقدمة فيه نتيجة ، الآليات تختلف و لكن البنية واحدة ، فالعقل لا يفكر على نهج واحد فهو هنا يخلع ثيابه و هو هناك يرتدي ثيابا أخرى و هكذا دواليك و هكذا هي حركته باستمرار 05/05/23
العالم و الدين (2) بشر الأنبياء بالاديان و تكلم الفلاسفة ( و العلماء ) عن الدين ، فمثلا قال أفلاطون ان الله هو الخير الأسمى و قال ارسطو ان الله هو المحرك الأول و قال سبينوزا ان الله علة ذاته و قبله قال ديكارت عن الله انه الكمال الأسمى و هيغل قال انه الفكرة المطلقة او الروح المطلق او ما يشبه ذلك و هوايتهد تكلم عن الله فعرفه تعريفا غامضا غير كلاسيكي فقال ان الله يولد من الصيرورة او انه إطار منطقي او مبدأ الحد ، تعددت تعريفات المفكرين و الله واحد و شذ نيتشة فقال عن الله ( مات الله ) لكن يبقى السؤال دون جواب و السؤال ذاته يتكرر مع الدين و السؤال هو : ما هو الدين ؟ و هذا السؤال و جوابه يبقى دون أهمية حقيقية ، فالذين يؤمنون لا يهمهم الجواب عن هذا السؤال ، فهم يتابعون مسيرة الدين مهما كان الجواب على هذا السؤال، لأنه و الحقيقة تقال ان الدين صمد أمام كل الاجوبة و أمام كل التعريفات و الشروحات و التفسيرات ، فالدين يشبه بطريقة ما ما قاله بودلير عن الله من انه الوحيد الذي يسود دون أن يوجد و بصرف النظر عن رأي بودلير الشاعري فالمقصود ان الدين ليس بحاجة لتبرير و لا لتفسير لكي يسود في العالم و ينتشر بين الناس و نعود إلى السؤال : ما هو الدين ؟ الذين تكلموا عن الدين وصفوه و درسوا خصائصه و لاحظوا تنوعه و مظاهره و لكنهم لم يلجوا إلى جوهره او إلى لبه ، لقد استعصى الدين على التعريف و ظل يسود سواء وجد الجواب الذي يسأل ما هو الدين ؟ او لم يسأل احد ما هو الدين ، الدين ظاهرة جلية واضحة الوجود منتشرة كانتشار الهواء و الماء في الطبيعة و لم يستطع احد حتى الان ان يجيب إجابة شافية كافية عن سؤال : ما هو الدين ؟ فإما ان العقل بمكوناته و طريقة عمله و استدلاله و كذلك المنطق الذي يملكه و بحوزته عاجز عن الجواب و اما ان السؤال بحاجة للصياغة من جديد حتى يتمكن الإنسان من ان يجيب عن هذا السؤال الذي احتار الجميع فيه : ما هو الدين ؟ هل هو سؤال بلا جواب ؟ هل هو سؤال بلا معنى ؟ و الا ما تفسير هذا العجز الذي رافق كل التعريفات و الشروحات و التفاسير ؟ و بقي السؤال دون إيضاح او اقناع او بتعبير ادق لما لم يتوصل حتى الان احد إلى إعطاء جواب شاف كاف كامل عن سؤال : ما هو الدين ؟ 05/05/23
العالم و الدين (3) ما هو الدين ؟ لو سألنا مثلا ما هي الذرة التي تتكون منها المادة لحصلنا على جواب بحدود المعارف العلمية الحالية و الجواب ان الذره تتكون من نواة مؤلفة من بروتين بشحنة موجبة و نيوترون بشحنة محايدة و من الكترون بشحنة سالبة يدور حول النواة و هناك معادلات رياضية كمومية تحدد حركة الذرة بحدود ما و تجارب تتكرر تبعا لمنهج علمي متفق عليه تفسر كل هذا و لها اثار مثل الهواتف الخلوية او المحمولة و غيرها من اثار الاختراعات إلالكترونية، لكن سؤال ما هو الدين ؟ يبقى دون جواب يشفي غليل الساءل و يتفق عليه جمهرة المفكرين و علماء الاجتماع و النفس و حتى علماء التاريخ و هذا لا ينطبق على سؤال مثل سؤال ما هو الماء ؟ فهناك اتفاق بين العلماء و إجماع ان جزيء الماء مكون من ذرة اوكسجين و من ذرتين من هيدروجين ( H2O) و انه ساءل لا لون له و لا طعم و لا راءحة و يتحول من ساءل إلى جامد و من جامد إلى بخار تحت تأثير الحرارة مثلا و العلم يجيب عن سؤال آخر: ما هو الدم و يقول هو ساءل لزج يسري في شرايين و اوردة جسم الإنسان و قسم منه الذي ينتقل بواسطة الشريين يغذي الجسم( الأعضاء و الأنسجة) و قسم منه يجري في الاوردة يذهب إلى الرءة ليحمل الأوكسجين من الشهيق عن طريق التنفس، ليعود بعدها و ينتقل إلى الدورة الدموية. و الدم مكون من ساءل بلازما يحتوي على مكونات اساسية كريات حمر و كريات بيض و صفاءح و غير ذلك و لكن لماذا و رغم مرور الاف السنين على سؤال ما هو الدين ؟ لم يتفق لا المفكرون و لا العلماء و لا الناس على جواب واحد عن سؤال ما هو الدين ؟ تابع 05/05/23
العالم و الدين (6) هناك تقصير هائل و مخيف من قبل العرب و المسلمين في تناول المواضيع الفكرية و الدينية و الثقافية المعاصرة ، فقر فكري مدقع و هشاشة ثقافية مخزية ، و الإنتاج الفكري و الثقافي يكاد يكون معدوما مقارنة بما لدى العرب و المسلمين من تراث غني شاسع عظيم ، إضافة إلى إهمال صارخ بما يصدر في العالم كله من نشرات و نشاطات فكرية ثقافية فنية و كذلك عدم اطلاع غير مبرر و غير مفهوم و اذا صدر نتاج فكري عربي أو إسلامي فهو ركيك هزيل مهلهل ، فلا موهبة بارزة و لا بحث عميق و لا فهم للإنتاج الفكري الثقافي الفني للعصر الحديث و هناك عدم جدية و عدم اكتراث و بلبلة و ضياع و تخبط من قبل من تصدوا للشان الفكري الثقافي و الفني الحديث و هناك أيضا عدم جدية و انعدام جهود حقيقية لسبر غور التراث العربي الإسلامي العظيم و الذين تناولوا هذه المواضيع برهنوا عن عدم أهلية و عدم جهوزية و عدم تبحر و عدم اطلاع على تراث العرب الإسلامي القديم او على ما صدر في العالم من نتاج حديث في كل العالم في أمريكا في أوربا و في بقية العالم في اسيا و العالم و الإنتاج العربي و الإسلامي الذي صدر حتى اليوم سطحي لا يتناسب مع معارف العالم الحديثة و لا مع تراث العرب القديم فلم يترجم مثلا العرب الإنتاج العلمي و الفكري و الفلسفي و الأدبي و الفني من اللغات الاخرى العالمية و لا مؤسسات ضخمة مجهزة اضطلعت بهذه المهمة على أهميتها المطلقة و الدراسات العربية الإسلامية خجولة جدا و متواضعة جدا تنقصها الموهبة و ينقصها الالق و الحيوية ، كل ذلك يجري بكسل و تلكا و فتور و جبن غير مقبول و غير مبرر و مرفوض و هذه مهمة الجامعات التي لم تتجهز بما فيه الكفاية من البرامج المتطورة التي تغطي كل الثقافات العالمية و تغطي اكثر اللغات العالمية تداولا في المجال العلمي و الأدبي و الفكري و الفني و هذا يتطلب لجانا متعددة و متنوعة نخبة متخصصة جدا و على مستوى عالي جدا في المعرفة في جميع الفروع و الميادين و هذه الجامعات لم تقم بتهياة كوادر مبهرة لان المهمة المطلوبة صعبة جدا و متخصصة جدا و بنفس الوقت جليلة جدا و الدراسات التي ظهرت حتى اليوم دفاعية و بنفس الوقت تطاطا الراس أمام إنتاج الاخريين فلا يوجد إبداع و لا جديد يتخطى ما هو موجود على الساحة الفكرية العالمية و لا ينقص العرب المال و أنشأ كوادر ذات كفاءة عالية جدا ليس بالأمر الصعب يتطلب الصبر و المثابرة و الجدية فمثلا لا يوجد نشرات يشترك فيها مجموعة من المواهب الفذة و الكفاءات العالية جدا و هذه مهمة الجامعات و المدارس و هي استرتيجية يجب اعتمادها و التركيز عليها و متابعتها بالسهر و المواظبة فهذه النشرات التي يشترك فيها مجموعات مدربة تدريبا عالي الكفاءة و موهوبه بمواهب فذة و مشجعة بالدعم الجاد و الحوافز الحقيقية ، هناك بعض الأسماء التي ظهرت و لكنها محاولات فردية سطحية لا تتمتع بالعمق و الاطلاع الكافي الوافي او حتى الاستيعاب التام لما تم انتجه على ساحة العالم فكرا و ادبا و فنا و معظم الدراسات العربية الحديثة منذ بداية القرن العشرين انتهجت نهج الدفاع عن النفس دون مقدرة على تجاوز ما هو موجود او تقديم طروحات جديدة مهمة تستطيع أن تنافس على الساحة العالمية تتخطى ما هو حاصل و تتميز بالاندفاع و الابتكار و الإبداع و الشجاعة و حب المواجهة على أسس علمية صلبة حقيقية و على أسس فكرية ثقافية عميقة لم تهضم تراث العرب تماما كما ما هضمت تراث الغرب و تراث العالم كله الحديث منه خاصة هضما تاما فتكون هذه النشرات متحركة حيوية تأبى الخضوع و تنفذ عن حق و جدارة إلى لب المواضيع دون تردد او وجل او تقاعس و تعطى لهذه الدراسات كل الجهد و الاهتمام و المراجعة و الجدية لان المرحلة صعبة و العجز واضح و النقص هائل و التحدي اكبر بكثير مما صدر و يصدر منذ بداية القرن العشرين حتى اليوم الامر ذاته و الاستراتيجية ذاتها يجب ان تتبع مع شؤون العلم في كل فروعه ، كل البرامج و كل المعلومات حاضرة و لا يعوز الذي يريد ان يعمل عملا خارقا فعالا مجديا سوى الارادة و العزم و التصميم و المثابرة و الجدية ... 05/05/23 05/05/23
د. عمرو شريف شخصية علمية كبيرة وهذا الحوار مفيد جدا من ناحية ربط العلم بالدين وتفسير الآيات التي تذكر الأدلة العلمية التي تثبت وجود الله وقدرته..
جهود مباركة إن شاء الله 🍀
الشخص الذي يستحق الشكر بعد الله سبحانه وتعالى هو انت استاذ هادي ، بوقتها أنا طلبت أن يتم اللقاء مع الدكتور عمرو شريف لأهميته الفكرية ، وانت قلت بإذن الله ، واليوم صدمت بإني أرى هذا اللقاء تحقق ، جزاكم الله خير الجزاء في الفردوس الأعلى ، وحفظ الله الدكتور الاستاذ عمرو شريف ورعاه
بوركتم .. وأتشرف باهتمامكم ومتابعتكم
بارك الله فيكم، كتب الأستاذ عمرو شريف مهمة حول مسألة الإيمان و الإلحاد و الدكتور متمكن جدا من الرد و التمحيص. 💛
الدكتور الفاضل عمرو شريف من القامات العلمية والفكرية الكبيرة في الساحة الإسلامية و رفد المكتبة الإسلامية بالكثير من الكتب القيمة ،، نشكر الدكتور و الشكر أيضاً لكم أستاذنا العزيز هادي على هذا الجهد
انا من اشد معجبين ب دكتور عمرو شريف
انا متأكد لو إن الدكتور المصري مصطفى محمود رحمه الله كان حياً لأجريت معه لقاء
محاور رهيب ماشاء الله ، وعرف من يختار ، حقيقة هذا العالم لا يعرفه الكثير ولم يأخذ حقه ، آمل كذلك أن تحاوروا الدكتور عدنان إبراهيم ، في هذه الأوقات لديه الكثير مما يقوله ولعله يظهر للناس من جديد على يديكم.
لقاء جميل من شخص جميل مع شخص جميل
شكراً لك استاذ هادي على زيارة هذه القامة المهمة والرائعة
متميزون كالعادة
بارك الله في الدكتور هو جميل وقلبه جميل ما شاء الله🤍
لا يفوتني الإشادة ببراعة المحاور وتمكنه من أدواته، مستوى احترافي في إدارة الحوار، يليق بفضائيات عالمية.
انا فخور فيك جدا استاذ هادي
لمجهودك واهتمامك بقناتك القيمة
فعلاً اقولها وبدون مجاملة
ان البرنامج الذي تقدمة هو من اجمل الاشياء التي اكتشفتها هذه السنة
تحياتي لك
وللاستاذ الكبير والمفكر الخطير
الدكتور عمرو شريف
أجمل قناه وارقى باحث
لا أستحق هذا الإطراء..
من حسن ظنكم
بل تستحق @@Hira-Hadi
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً وجعله في ميزان حسناتكم شكراً جزيلاً
حوار ممتع وثري للغاية مع أستاذنا الدكتور عمرو شريف.
رحلة في عالم الفلسفة والدين والعلم، والصوفية والفن.
د. عمرو سيعبر بك الجسر بين عالم الطبيعة وعالم ما وراء الطبيعة، لتكتشف أنه لا وجود لهذا الجسر! فالتداخل بين العالمين أعقد مما تتصور!
بوركتم
دامت توفيقاتكم
بارك الله فيكما و اقترح مقابلة حول علم الكلام الجديد مع الدكتور العلامة عبدالجبار الرفاعي
باذن الله تعالى
انسان مفكر وكتبه مفيدة جدا حفظه الله
حوار شيق وممتع مع الدكتور عمرو شريف.
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهربن
أحسنت الأختيار . من أهم الشخصيات العلمية عمرو شريف
قناتك اكثر من رائعه شكرا لمجهودك رائع
شكرا جزيلا على حسن الاختيار..
فعلا احسنت الأختيار❤
نرغب باستضافة الدكتور نايف نهار
نريد مقابلة مع الشيخ حسين زين الدين من لبنان لو سمحتم
جميل جدا
سلسلة العلم و الدين
العلم يفتش عن المعرفة و لا يبحث عن حل ، و لو اقتربنا مما اطلقنا عليه اسم الواقع اكثر مما يجب لتحولنا إلى آلهة و نحن نبحث عن حل و لا نريد أن نصبح آلهة ، اقص الطموح هو الوصول إلى الباب و الولوج إلى الجنة ، فالله فوق المعرفة و نحن نبحث عن حل ، اذا كان الله هو الذي خلقنا فنحن نريد النجاة و النجاة غير الواقع و الا لصرنا شيئا مثل القمر الذي يدور حول الأرض و مثل الأرض التي تدور حول الشمس ، هنا المعرفة حركة لا تتوقف الا عندما تسمح لها الحركة بالتوقف ، نحن نقف باستمرار بين الله و العالم حتى نستطيع عبور الجسر الخفي،و نقفز من هنا الى هناك و لا نجاة دون قفزة ، العلم لا يقول شيئا لانه هو هو و هو و الوقع أشقاء و الواقع يتحرك و يدور تارة كالسلسلة و تارة كالواكب و النجوم ، يخبرنا العلم من أين يصدر الضؤ و كيف يسير لكننا نبقى ننتظر على حافة العتمة نتارجح بين اله من نور و عالم يضيء الطريق لنا و الطريق تسير و نحن نقف تارة هنا و تارة هناك تارة في وسطها و تارة على أنامل أطرافها، من هو هذا الذي اكثر غزارة من الزمان حتى يستقيم الضؤ الطويل في دروبه الملتوية ، غدا قد لا يأتي و اليوم يرحل باستمرار ، و النقطة لا تعرف متى تنطفىء،، و نحن لن نصير آلهة لأن العلم لا يعرف الالهة ، العلم يعرف فقط نفسه و الإنسان لا يعرف نفسه هو يبحث فقط عن شيء، اخر يشبه الخلاص و هذا الآخر اسمه مجهول ، لانه كنز مسحور خباه الله او القدر في حفرة عميقة داخل روح تتضرع كطير فوق شجرة على الغصن يصرخ و ينادي باسم السماء.
25/09/23
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف ، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، سبحان الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته وعدد ما أحاط به علمه وأحصاه كتابه ، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، أستغفر الله الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه ، نسأل الله سبحانه وتعالى التوبة والهداية ، اللهم صل على محمد وال محمد ،
لقاء ممتاز جدا
لكن هناك ملاحظة صغيرة استاذ هادي وهي بداية الفيديو المقتطفات يا ريت تصبح دقيقتين بدل ٦ دقائق أشعر إنها طويلة
شكرا على الاقتراح.. بالفعل طويلة.. وانا انشرها كفيديو مستقل ايضا.
لكن مجموعة من المتابعين، يشاهدون المقتطفات فقط.. لذلك اسعى ان تكون مطولة حتى تفيدهم نوعا ما.
والا يمكنني ان اجعلها دقيقتان ومختصرة وهذا اسهل لي واقل تعبا.
@@Hira-Hadi
جزاك الله خيرا يا أستاذ
أضعف ما قاله الدكتور عمرو في الحلقة هو تفسيره لآيات آدم بالتفريق بين عالمي الغيب والشهادة، تفسيره القديم أكثر تماسكا واتساقا مع مشروعه، أما هذا التفسير فينقض مشروعه كاملا في التطور، كيف نظر للآيات أنها غيب فتوقف عن تأويلها ثم بعد قليل تحدث عن الملائكة وتعليم آدم وحوارهم مع الله وفسرها دون أن يتوقف كما توقف في الأولى، ولم يقل أنها غيب كما الأولى، لو أن الدكتور طبق مفهومه هذا على آيات الغيب في القرآن كله لانتقض مشروعه كاملا ولتعطلت دلالات الآيات، هذه الفكرة لن يستمر عليها الدكتور عمرو وسيغير وجهة نظره فيها، بعد أن يجد تناقضاتها الكثيرة، وبعد أن يأخذها إلى آخر مداها..
أحسنت ويبدو لي أن الدكتور لا يعرف المراد بكلمة الغيب في القرآن وإلا لما قال أن من حكمة قصة آدم أن "الشيطان عدو لي" مع أن الشيطان نفسه فرد من عالم الغيب.
واضح كلام الدكتور ، يقول الأمور الغيبية يقصد الأمور الغيبية التي لا يسأل عنها العبد كحقائق الجن والملائكة و إبليس وهل آدم قبله بشر أم لا ؟ لذلك تسمعه يقول موسى والخضر هو يؤمن بموسى والخضر لكن الخوض في حقائق القصص في الأمور الغيبية مالفائدة منه إذا هو ليس من أساس العقيدة ولن يسأل عنه الإنسان؟ يعني انت تتخيل ان هناك مولفات بل مجلدات عن موسى وعن الخضر وعن الجن وعن أمور غيبية لن يسأل عنها الإنسان هذا قصد الدكتور وهو رأي مسبوق ليس من أختراعه بلا أدنى شك
العالم و الدين
عمر الإنسان العاقل حسب الدراسات يترواح تقريبا بين 70 الف عام إلى 300 الف عام و عمر الحضارة حوالي 12 الف سنة حسب الدراسات العلمية المتداولة ، و رغم هذه الفترة من تاريخ البشرية لم تخلو فترة من شيء اسمه الدين و اوغست كونت قسم تاريخ البشرية إلى ثلاث مراحل مرحلة الاسطورة و الخلرافة و مرحلة الميتافيزيقيا و الدين و المرحلة الأخيرة العلمية الحالية و خطأ كونت مزدوج عندما وسم و وصم التاريخ القديم بالبداءية و بالخرافة انه انطلق من منهجه العلمي و من زاوية واحدة و هذا المنهج و هذه الزواية جواب على سؤال و هذا السؤال : هو كيف فسرت الشعوب القديمة العالم ؟ و لم يتطرق إلى المسألة الأساسية في الدين او إلى جوهر الموضوع و هو حقيقة الإيمان و بنية الإيمان ذاته و الذي يتضمن مفهوم الغيب و لا ينفصل عنه و كونت أخطأ مرة أخرى فهو هكذا يكون وقع في خطاين او خطا مزدوج ، عندما أسس دينا جديدا سماه دين الإنسانية و مبدا هذا الدين عنده الحب او المحبة و غاب عنه ان الحب ليس مبدأ بل عاطفة و شعور و وجدان ، ظاهرة الإلحاد حديثة عمرها تقريبا 200 او 300 عام ليس اكثر و هي مرتبطة نسبيا بما راج في أوربا من مناهج تقول عن نفسها علمية تقوم على الملاحظة و التجربة و على الفرضيات و بالإضافة إلى كوبرنيك فقد كان فرنسيس بيكون هو الأول في الغرب الذي شهر شعار العلم قوة و تخلى عن منطق ارسطو و دعا إلى التجربة و نادى بالاستقراء بدل القياس الارسطي و تواصلت الاكتشافات العلمية التي زعزعت الإيمان فتداعى بنيان الدين فالطبيعة تتكلم لغة الرياضيات كما قال غاليليو مؤسس منهج العلم الحديث و الذي قال :( العلم يريد أن يعرف كيف تتحرك السماء و الدين او الكتاب المقدس،يريد أن يذهب إلى السماء و طبعا ازدحم بعد غاليليو فضاء أوربا بالاكتشافات الطبيعية ( نيوتن ، داروين ، لافوازية ، ماكسويل ، ردزفورد ، اينشتاين ، ماكس بلانك ، نيلز بور ، ديراك ، شرودنجر ، هايزنبرغ ، فايمان ، كوخ ، باستور، الخ ) ، ازدهرت الاكتشافات العلمية و غطت مساحة كبيرة من مساحات فضاء المعرفة العلمية و ظهر مع هذه الاكتشافات فلاسفة ايدوا المناهج العلمية مثل : كانط ، هيغل ، فيورباخ ( الإنسان خلق الله و ليس العكس ) سبنسر و راسل و هوايتهد و بيرس و جايمس و برغسون و ألكسندر و تيارات فكرية تدعي الأخوة و القرابة مع المناهج العلمية فتجنشتين ، بوبر ، باشلار ، حتى ماركس نفسه ادعى القرابة من منهج العلم ( الديالكتيك المادي بدل المثالي الهيغلي، ) و مثله فرويد ( اللاوعي و التحليل النفسي) ، و لفرويد كلام متسرع يقول فيه اصيب الإنسان في نرجسيته ثلاث مرات ، مرة مع كوبرنيك عندما اثبت ان الأرض تدور حول الشمس و ليس العكس و مرة عندما قال داروين ان للانسان و القرد اصل مشترك و ابتكر ما اسماه الانتخاب الطبيعي و هو آلية التطور و هذا الانتخاب بلا غاية و لا هدف ، و المرة الثالثة التي أصيبت به نرجسيه الإنسان بنكسة هو اكتشاف فرويد نفسه لما سماه اللاوعي الذي يشكل جوهر الإنسان بدل العقل الذي هو قشرة رقيقة يتحكم فيه اللاوعي و طبعا مفهومه عن الغريزة الجنسية او الليدو او الطاقة الجنسية او الحيوية المسيرة للانسان. ، راجت في أوربا موجة العلم التي طغى عليها تيار الإلحاد و طبعا لم يحصل شيء من هذا في الشرق لا في الشرق الادنى و لا في، المنطقة العربية و معها الإسلامية ...
تابع
05/05/23
العالم و الدين (5)
ما هو الدين ؟
قلنا ان العقل شعور و الشعور عقل ، فالعقل يفرح و يحزن و يحب و يكره و الشعور يحسب و يقيس و يحسب و يقارن و يفاضل و يفصل و كذلك الشعور يضع الفرضيات تماما كما يفعل العقل و لكنه يختلف في اليته و في طريقته و له منهجه تماما كما للمنطق منهجه و العقل كما الشعور يامل و ييأس و العقل يغامر و يجازف احيانا و احيانا يختزل شانه شان الشعور و الشعور يقطع المسافات و يتخلى عن أشياء دون اسباب يعللها و يقبل اشياء لبرهة دون تعليل كما يفعل الدين احيانا ، يعيش العقل في كنف الشعور و كذلك الشعور يعيش في كنف العقل و نظرية العوالم المتعددة في الفيزياء صورة مجازية لما نقول فكل آلية من آليات العقل سواء كانت المنطق او الشعور او الحدس ، تعمل في عالم يختلف عن العالم الآخر و نظرية العوالم المتعددة تحاول شرح وجود الثوابت الكونية و ظهور الحياة و الإنسان على الأرض او في مجرتنا و بصرف النظر عن مدى صحة هذه النظرية العلمية كذلك كون العقل عوالم و اكوان متعددة متنوعة فالعقل هو عالم المنطق و هو عالم الشعور و هو عالم العاطفة و هو عالم الحدس و الوجدان ، كلها عوالم و اكوان يعمل في فضاء ها العقل و فضاء الإيمان و الغيب إحدى فضاءات العقل المتعددة و المتنوعة لذلك يقال الدين حاجة و ضرورة و هذه الحاجة و الضرورة تجد تفسيرها في آليات خاصة و طرق في التفكير و ان اختلفت عن عالم العقل الكلاسيكي المنطقي الذي يقوم على مبدأ السببية سواء السببية الصلدة و الصلبة او السببية الرخوة و الدينامية او السببية الخفية التي تنشأ تلقائيا فكذلك الإيمان و الغيب نموذج عقلي يفكر و يفسر باليات أخرى غير معتمدة دايما،فالاسطورة تفكير منطقي لأن لها آليات و أسباب مختلفة عن آليات و اسباب منطق العقل الكلاسيكي ، فالاسطورة تشرح و تفسر و تروي قصة متكاملة مفهومة لو اعتمدنا منطقها التي تقوم عليه و فكرة العوالم المتعددة تسمح بهكذا اسطورة ، فقوانين الاسطورة غير قوانين العقل الكلاسيكي و احيانا ارفع من قوانين العقل المعتادة و المعترف بها علميا لانها تصل الى حل لا تصل اليه الية المنطق العقلية و منهجيا و لوكانت مغايرة و لكنها تفسر و تجد الحلول على أن الدين يختلف عن الاسطورة تماما كما يختلف العلم الطبيعي عن الدين ، فكرة كفكرة الحياة بعد الموت فكرة دينية و تعبر عن آلية من آليات العقل الذي هو منطق و شعور. و وجدان و حدس ، و مشاعر مثل الفرح و الأمل و البهجة و السرور تقع في صلب بنية العقل و الا لم يكتشف عالم شيءا في الوجود و الأمر ذاته فالايمان و الغيب يعملان بطريقة مغايرة و لكنها نفس الطريقة التي يتنفس فيها العقل الكلاسيكي ، و ان اختلف العالم الذي تنشده، فالموت بعد الحياة عالم ينتمي إلى آلية تفكير مختلفة عن آلية التفكير المنطقي التي تقول كل إنسان فإن و سقراط إنسان فسقراط فإن و لكنها هي هي نفس الطريقة المنطقية التي تعمل في العالم الذي يعمل فيه الإيمان و الغيب ، و الموت بعد الحياة لا يتطلب برهانا لان برهان القياس الارسطي أنف الذكر لا يزيد على الموضوع شيءا النتيجة في المقدمة تماما كما الاستقراء المقدمة في النتيجة ، هناك عالم طرق التفكير فيه تختلف باختلاف الالية و باختلاف المنهج و باختلاف الطريقة و لكن هذا الاختلاف متضمن في بنية العقل نفسه فالذي ينفي هو ذاته الذي يثبت و العاطفة هنا عقل هناك ، و العقل هناك عاطفة هنا و من هنا نفهم لماذا هناك كثيرون يؤمنون بالحياة بعد الموت دون برهان العقل المنطقي القياسي الارسطي لان هذا المطنق ذاته له وجه اخر او عالم اخر ، النتيجة فيه مقدمة و المقدمة فيه نتيجة ، الآليات تختلف و لكن البنية واحدة ، فالعقل لا يفكر على نهج واحد فهو هنا يخلع ثيابه و هو هناك يرتدي ثيابا أخرى و هكذا دواليك و هكذا هي حركته باستمرار
05/05/23
العالم و الدين (2)
بشر الأنبياء بالاديان و تكلم الفلاسفة ( و العلماء ) عن الدين ، فمثلا قال أفلاطون ان الله هو الخير الأسمى و قال ارسطو ان الله هو المحرك الأول و قال سبينوزا ان الله علة ذاته و قبله قال ديكارت عن الله انه الكمال الأسمى و هيغل قال انه الفكرة المطلقة او الروح المطلق او ما يشبه ذلك و هوايتهد تكلم عن الله فعرفه تعريفا غامضا غير كلاسيكي فقال ان الله يولد من الصيرورة او انه إطار منطقي او مبدأ الحد ، تعددت تعريفات المفكرين و الله واحد و شذ نيتشة فقال عن الله ( مات الله ) لكن يبقى السؤال دون جواب و السؤال ذاته يتكرر مع الدين و السؤال هو : ما هو الدين ؟ و هذا السؤال و جوابه يبقى دون أهمية حقيقية ، فالذين يؤمنون لا يهمهم الجواب عن هذا السؤال ، فهم يتابعون مسيرة الدين مهما كان الجواب على هذا السؤال، لأنه و الحقيقة تقال ان الدين صمد أمام كل الاجوبة و أمام كل التعريفات و الشروحات و التفسيرات ، فالدين يشبه بطريقة ما ما قاله بودلير عن الله من انه الوحيد الذي يسود دون أن يوجد و بصرف النظر عن رأي بودلير الشاعري فالمقصود ان الدين ليس بحاجة لتبرير و لا لتفسير لكي يسود في العالم و ينتشر بين الناس و نعود إلى السؤال : ما هو الدين ؟
الذين تكلموا عن الدين وصفوه و درسوا خصائصه و لاحظوا تنوعه و مظاهره و لكنهم لم يلجوا إلى جوهره او إلى لبه ، لقد استعصى الدين على التعريف و ظل يسود سواء وجد الجواب الذي يسأل ما هو الدين ؟ او لم يسأل احد ما هو الدين ، الدين ظاهرة جلية واضحة الوجود منتشرة كانتشار الهواء و الماء في الطبيعة و لم يستطع احد حتى الان ان يجيب إجابة شافية كافية عن سؤال : ما هو الدين ؟
فإما ان العقل بمكوناته و طريقة عمله و استدلاله و كذلك المنطق الذي يملكه و بحوزته عاجز عن الجواب و اما ان السؤال بحاجة للصياغة من جديد حتى يتمكن الإنسان من ان يجيب عن هذا السؤال الذي احتار الجميع فيه :
ما هو الدين ؟
هل هو سؤال بلا جواب ؟
هل هو سؤال بلا معنى ؟
و الا ما تفسير هذا العجز الذي رافق كل التعريفات و الشروحات و التفاسير ؟ و بقي السؤال دون إيضاح او اقناع او بتعبير ادق لما لم يتوصل حتى الان احد إلى إعطاء جواب شاف كاف كامل عن سؤال :
ما هو الدين ؟
05/05/23
العالم و الدين (3)
ما هو الدين ؟
لو سألنا مثلا ما هي الذرة التي تتكون منها المادة لحصلنا على جواب بحدود المعارف العلمية الحالية و الجواب ان الذره تتكون من نواة مؤلفة من بروتين بشحنة موجبة و نيوترون بشحنة محايدة و من الكترون بشحنة سالبة يدور حول النواة و هناك معادلات رياضية كمومية تحدد حركة الذرة بحدود ما و تجارب تتكرر تبعا لمنهج علمي متفق عليه تفسر كل هذا و لها اثار مثل الهواتف الخلوية او المحمولة و غيرها من اثار الاختراعات إلالكترونية،
لكن سؤال ما هو الدين ؟
يبقى دون جواب يشفي غليل الساءل و يتفق عليه جمهرة المفكرين و علماء الاجتماع و النفس و حتى علماء التاريخ و هذا لا ينطبق على سؤال مثل سؤال ما هو الماء ؟ فهناك اتفاق بين العلماء و إجماع ان جزيء الماء مكون من ذرة اوكسجين و من ذرتين من هيدروجين ( H2O) و انه ساءل لا لون له و لا طعم و لا راءحة و يتحول من ساءل إلى جامد و من جامد إلى بخار تحت تأثير الحرارة مثلا و العلم يجيب عن سؤال آخر: ما هو الدم و يقول هو ساءل لزج يسري في شرايين و اوردة جسم الإنسان و قسم منه الذي ينتقل بواسطة الشريين يغذي الجسم( الأعضاء و الأنسجة) و قسم منه يجري في الاوردة يذهب إلى الرءة ليحمل الأوكسجين من الشهيق عن طريق التنفس، ليعود بعدها و ينتقل إلى الدورة الدموية. و الدم مكون من ساءل بلازما يحتوي على مكونات اساسية كريات حمر و كريات بيض و صفاءح و غير ذلك و لكن لماذا و رغم مرور الاف السنين على سؤال ما هو الدين ؟ لم يتفق لا المفكرون و لا العلماء و لا الناس على جواب واحد عن سؤال ما هو الدين ؟
تابع
05/05/23
العالم و الدين (6)
هناك تقصير هائل و مخيف من قبل العرب و المسلمين في تناول المواضيع الفكرية و الدينية و الثقافية المعاصرة ، فقر فكري مدقع و هشاشة ثقافية مخزية ، و الإنتاج الفكري و الثقافي يكاد يكون معدوما مقارنة بما لدى العرب و المسلمين من تراث غني شاسع عظيم ، إضافة إلى إهمال صارخ بما يصدر في العالم كله من نشرات و نشاطات فكرية ثقافية فنية و كذلك عدم اطلاع غير مبرر و غير مفهوم و اذا صدر نتاج فكري عربي أو إسلامي فهو ركيك هزيل مهلهل ، فلا موهبة بارزة و لا بحث عميق و لا فهم للإنتاج الفكري الثقافي الفني للعصر الحديث و هناك عدم جدية و عدم اكتراث و بلبلة و ضياع و تخبط من قبل من تصدوا للشان الفكري الثقافي و الفني الحديث و هناك أيضا عدم جدية و انعدام جهود حقيقية لسبر غور التراث العربي الإسلامي العظيم و الذين تناولوا هذه المواضيع برهنوا عن عدم أهلية و عدم جهوزية و عدم تبحر و عدم اطلاع على تراث العرب الإسلامي القديم او على ما صدر في العالم من نتاج حديث في كل العالم في أمريكا في أوربا و في بقية العالم في اسيا و العالم و الإنتاج العربي و الإسلامي الذي صدر حتى اليوم سطحي لا يتناسب مع معارف العالم الحديثة و لا مع تراث العرب القديم فلم يترجم مثلا العرب الإنتاج العلمي و الفكري و الفلسفي و الأدبي و الفني من اللغات الاخرى العالمية و لا مؤسسات ضخمة مجهزة اضطلعت بهذه المهمة على أهميتها المطلقة و الدراسات العربية الإسلامية خجولة جدا و متواضعة جدا تنقصها الموهبة و ينقصها الالق و الحيوية ، كل ذلك يجري بكسل و تلكا و فتور و جبن غير مقبول و غير مبرر و مرفوض و هذه مهمة الجامعات التي لم تتجهز بما فيه الكفاية من البرامج المتطورة التي تغطي كل الثقافات العالمية و تغطي اكثر اللغات العالمية تداولا في المجال العلمي و الأدبي و الفكري و الفني و هذا يتطلب لجانا متعددة و متنوعة نخبة متخصصة جدا و على مستوى عالي جدا في المعرفة في جميع الفروع و الميادين و هذه الجامعات لم تقم بتهياة كوادر مبهرة لان المهمة المطلوبة صعبة جدا و متخصصة جدا و بنفس الوقت جليلة جدا و الدراسات التي ظهرت حتى اليوم دفاعية و بنفس الوقت تطاطا الراس أمام إنتاج الاخريين فلا يوجد إبداع و لا جديد يتخطى ما هو موجود على الساحة الفكرية العالمية و لا ينقص العرب المال و أنشأ كوادر ذات كفاءة عالية جدا ليس بالأمر الصعب يتطلب الصبر و المثابرة و الجدية فمثلا لا يوجد نشرات يشترك فيها مجموعة من المواهب الفذة و الكفاءات العالية جدا و هذه مهمة الجامعات و المدارس و هي استرتيجية يجب اعتمادها و التركيز عليها و متابعتها بالسهر و المواظبة فهذه النشرات التي يشترك فيها مجموعات مدربة تدريبا عالي الكفاءة و موهوبه بمواهب فذة و مشجعة بالدعم الجاد و الحوافز الحقيقية ، هناك بعض الأسماء التي ظهرت و لكنها محاولات فردية سطحية لا تتمتع بالعمق و الاطلاع الكافي الوافي او حتى الاستيعاب التام لما تم انتجه على ساحة العالم فكرا و ادبا و فنا و معظم الدراسات العربية الحديثة منذ بداية القرن العشرين انتهجت نهج الدفاع عن النفس دون مقدرة على تجاوز ما هو موجود او تقديم طروحات جديدة مهمة تستطيع أن تنافس على الساحة العالمية تتخطى ما هو حاصل و تتميز بالاندفاع و الابتكار و الإبداع و الشجاعة و حب المواجهة على أسس علمية صلبة حقيقية و على أسس فكرية ثقافية عميقة لم تهضم تراث العرب تماما كما ما هضمت تراث الغرب و تراث العالم كله الحديث منه خاصة هضما تاما فتكون هذه النشرات متحركة حيوية تأبى الخضوع و تنفذ عن حق و جدارة إلى لب المواضيع دون تردد او وجل او تقاعس و تعطى لهذه الدراسات كل الجهد و الاهتمام و المراجعة و الجدية لان المرحلة صعبة و العجز واضح و النقص هائل و التحدي اكبر بكثير مما صدر و يصدر منذ بداية القرن العشرين حتى اليوم الامر ذاته و الاستراتيجية ذاتها يجب ان تتبع مع شؤون العلم في كل فروعه ، كل البرامج و كل المعلومات حاضرة و لا يعوز الذي يريد ان يعمل عملا خارقا فعالا مجديا سوى الارادة و العزم و التصميم و المثابرة و الجدية ...
05/05/23
05/05/23
٤٦