بحر النجف .. اصله وتسميته // قصص عراقية // محمد خليل كيطان

Поділитися
Вставка
  • Опубліковано 7 вер 2024
  • دائما نسمع قصص واساطير عن بحر جف بفعل عوامل خفية في منطقة الفرات الاوسط العراقية .
    وكنت احلم بدافع الفضول والحماسة الصحفية الذهاب الى صحراء النجف الاشرف مدينة امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) للاطلاع واستكشاف اثار وبقايا بحر النجف.
    بعد الوصول كان لابد لنا من اداء مراسم الزيارة والتبرك بالضريح الشريف ثم التجول في شوارع المدينة وعبور مقبرة وادي السلام لنتوجه صوب موقع البحر هناك .
    لكن يبدو ان اختيار يوم الرحلة لم يكن موفقاً ابداً ، فقد اخذت الغيوم بالتجمع والرياح تحمل نذير مطر شديد ، غير ان حب الاستطلاع كان يدفعنا للاستمرار برغم زحمة المرور وبدء زخات مطر خفيفة .
    حالما وصلنا الى الهدف كان المطر قد اشد اكثر ومنعنا عدة مرات من مواصلة التصوير .
    اخيرا قررنا التوقف أملا بالعودة في وقت لاحق عسى ان يكون الطقس قد تحسن .
    والحقيقة ان بحر النجف من اكثر المواقع الغامضة والمثيرة للاهتمام في العراق ، حيكت حوله الكثير من الحكايات والاساطير والقصص .
    يقال انه كان بحراً تأريخياً متلاطم الامواج يبتلع معظم الصحراء الغربية ويتصل بالخليج والبحر العربي جنوبا بينما يصل الى مشارف مدينة بغداد القديمة .
    ويقال ان بحر النجف هو ذاته ذلك البحر الذي ذكر في حكايات السندباد البحري والف ليلة وليلة اذا كانت السفن تنطلق من بغداد لتمخر عباب البحار والمحيطات .
    أطلقت على بحر النجف تسميات كثيرة .. فقد عرف عند الآراميين باسم (فَرْشا) وتعني بلغتهم موضع انبثاق الماء ، بينما ذُكر في التوراة باسم بحر (حاشير) اي المياه المجتمعة من اصل واحد .اما في عهد الساسانيين فقد اطلق على بحر النجف اسم الجوف .
    وكان يعرف في عهد الاسكندر المقدوني ببحيرة واهوار رومية .
    ويقال ان سكان الجزيرة العربية في عصر ما قبل الإسلام عرفوه ببحر بانقيا كما ورد ذلك على لسان الشاعر العربي (ميمون بن قيس) إذ قال:فما نيلُ مصر إذا تسامى عبابه ولا بحر بانقيا إذا راح مفعما
    وجاء ذكر بحر النجف في مؤلفات المؤرخين العرب القدامى ومن ذلك ما ذكره المؤرخ اليعقوبي في تاريخ البلدان إذ قال: ان النجف كانت على ساحل بحر الملح ، اما الطبري فقد اورد في كتابه (تاريخ الرسل والملوك) ما نصه : (واقبل المختار حتى انتهى الى بحر البحيرة يوم الجمعة فاغتسل فيه) .
    وبقي بحر النجف سنوات طوال يمثل طريقا لوصول سفن الزائرين من انحاء وبلدان متفرقة سعياً لزيارة مرقد الامام علي عليه السلام.
    وبدا ان مياه البحر لم تكن من مصدر واحد فبعضهم قال ان هذا البحر كان يغذيه نهر الفرات السريع الجريان لا سيما مواسم الامطار والفيضانات ، وقيل ان هناك الكثير من العيون والينابيع والواحات كانت تمد البحر بالمياه ايضا ناهيك عن امتدادات الاهوار الجنوبية والغربية المعروفة تاريخيا والتي ما تزال اثارها منقوشة حتى اليوم على الصخور في عمق الصحراء الغربية العراقية.
    وهذا ما اكده المؤرخ المسعودي في كتابه (مروج الذهب) وذكر ان سفن الصين والهند كانت تنقل البضائع التي ترد الى ملوك الحيرة القريبة من النجف .
    وهناك اقوال شائعة تؤكد أن بحراً قديماً كان يعرف باسم بحر ( الني) فلما جف قيل وتردد عند العوام ان (الني جف) ومع مرور الزمن سقطت الياء تخفيفاً فصارت (النجف) ولو ان هناك من يؤكد ان هذا القول يفتقر الى الادلة العلمية والمنطقية.
    وقيل ان اصل هذا المنخفض انما نشأ بفعل عوامل التعرية الباطنية التي تؤثر تأثيراً فاعلاً في بعض انواع التكوينات الصخرية.
    غير ان انحسار المياه كشف عن وجود مغارات كثيرة سميت بالطارات وهي تحمل اسراراً تنتظر من يكشف النقاب عنها.وقد جاء وصف النجف وبحرها عند الشعراء العرب كثيراً من ذلك ما قاله احدهم:
    يا راكب العيس لا تعجل بنا وقف نحيي داراً لسعدى ثم ننصرفلم ينزل الناس من سهل ولا جبلأصْفى هواء ولا أعذب من النجفِخفت ببرّ وبحر من جوانبها فالبرُّ في طرفٍ والبحر في طرفِ
    وقيل ايضا ان محاولات تجفيف بحر النجف موغلة في القدم وكانت وراءه عوامل بشرية منها ما قام به الاسكندر الاكبر اذ عمد الى قطع امدادات المياه عن بحر النجف للحصول على ارض زراعية .. بينما قام احد الولاة العثمانيين عام 1887 بسد مجاري الانهار المغذية الى بحر النجف بالصخور الكبيرة حتى سميت منطقة القطع باسم ابو صخير .
    ووصف الرحالة الأجانب وعلماء الآثار الذين زاروا العراق بحر النجف بشكل مسهب ومنهم مستر بارلو الذي زار المنطقة عام 1889م ثم الرحالة البرتغالي كاسير الذي زارها عام 1902 ووصف الاثنان بحر النجف واكدا ان النهر المسمى نهر الهندية يجري في الجهة اليمنى من الفرات وهو يحمل نصف مياه الفرات.. ثم يصل الى مدينة النجف فيصب هناك في بحيرة تسمى (بحر النجف) تبلغ مساحتها عدة اميال تتجمع فيها المياه التي تأخذ ملوحتها من المعادن الارضية ما يجعل طعم المياه قريبا من مياه البحار وهو اليوم يزخر بالعديد من انواع الاسماك والطيور والكائنات الحية الاخرى.
    اخيرا لا بد من القول ان بحر النجف يمثل مشروعاً سياحياً واعداً اذا ما وجد الأهتمام والرعاية لا سيما وان النجف تعد مقصداً للسياحة الدينية على مدار السنة ولا ضير ان يجد الزائر وابن النجف على حد سواء متنفساً ومعلماً جميلاً يشيع البهجة ويُسر الناظرين.

КОМЕНТАРІ • 12

  • @user-my2kl7wl3d
    @user-my2kl7wl3d 5 місяців тому +2

    عمل جيد ان نلفت انتباه الناس لشيء جبار ومهم

  • @tarekaljomain5308
    @tarekaljomain5308 3 місяці тому +1

    فعلا معلومة جيده

  • @Laith593
    @Laith593 5 місяців тому +2

    ماشاء الله
    دائمآ محتواك هادف و مليء بالمعلومات القيمه .
    أحسنت النشر ربي يوفقك ❤

    • @user-mohammed10-m3r
      @user-mohammed10-m3r  5 місяців тому

      ممنون منك يا ربي يكتب لك التوفيق دوماً

  • @user-bs1hd8wg2g
    @user-bs1hd8wg2g 5 місяців тому +1

    بوركت جهودكم أستاذ في جلاء الصورة عن موضوع مجهول لكثير من المتابعين .
    أعدت لي الشوق القديم و لم أكن
    سلوت ، و لكن زدت جمرا على جمر
    فذكريات الطفولة أثيرة في هذا الموقع الذي لم يكن يبعد كثيرا عن بيتنا و مدرستي الأبتدائية . لقد كان ملاذنا و موئل بهجتنا في النزهات و العودة إلى الطبيعة البكر .
    تحياتي و إعجابي من بغداد / العراق
    .

  • @R__7o
    @R__7o 2 місяці тому +1

    جان بودي اعرف معلومات عن بحر النجف
    شكرا

  • @user-bs1hd8wg2g
    @user-bs1hd8wg2g 5 місяців тому +1

    أكيد تقصد بحر النجف و ليس بحر النجر أستاذ .

    • @user-mohammed10-m3r
      @user-mohammed10-m3r  5 місяців тому

      صححتها ممنون منك

    • @user-bs1hd8wg2g
      @user-bs1hd8wg2g 5 місяців тому +1

      @@user-mohammed10-m3r و انا ممنون منك أيضآ .. أحبك يا جاهز .

  • @salaamalneema733
    @salaamalneema733 5 місяців тому

    تقرير فقير من اي معلومة...حتى ما عرفنا إذا المياه لبحر النجف حلوة ام مالحة.

    • @user-mohammed10-m3r
      @user-mohammed10-m3r  5 місяців тому

      متابعتك فقيرة اخي الكريم .. لو متابع كل كلمة بالتقرير كان سمعت انا قلت المياه اكتسبت الملوحة من الارض والصخور ..