شهر رمضان و الصوم

Поділитися
Вставка
  • Опубліковано 19 бер 2024
  • يقول ربنا سبحانه وتعالى في سورة البقرة:
    شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ .
    ثم أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ إذا دخلَ رجبٌ قالَ اللَّهمَّ بارك لنا في رجبٍ وشعبانَ وبلِّغنا رمضان. ها نحن قد وصلنا بفضل الله تعالى شهر رمضان المبارك.
    إن صيام رمضان الشريف من أركان الإسلام الخمسة، وهو من أعظم الشعائر الإسلامية.
    ولصيام رمضانَ الشريف حكمٌ تتعلق بربوبية الحق تعالى، وبحياة الإنسان الاجتماعية والشخصية، وبتربية النفس، وبالشكر على النعم الإلهية.
    ومن المعلوم أنّ في رمضان الشريف فيصير أهل الإيمان مرة واحدة كجيش منظم. ويظهرون وهم في وضع عبودية كاملة حالة انتظار لأمر؛ "تفضلوا" قبيل المغرب. وكأنه قُدِّم لهم دعوةٌ إلى مأدبة السلطان الأزلي، ويقابلون الرحمانية الشفوق العظيمة الكلية بعبودية واسعة عظيمة كاملة منتظمة في هذا الشهر العظيم.
    ثم إن الإنسان مع الصوم، يُمْنَعُ عن الأكلِ نهارًا فإنه سيقول: "إن هذه النعم ليستْ مِلكًا لي، وأنا لست حرًّا في تناولها، إذن هي مِلكٌ لآخر، وإنعام منه، فأنا أنتظر أمرَه". فبذلك يشعر ويدرك قيمة النعمة، ويقدرها، ويشكر شكرًا معنويًّا، فيصبح الصيام بهذا مفتاحًا للشكر الذي هو وظيفة حقيقية للإنسان من أوجه كثيرة.
    وأما أفضل الصوم وأكمله فهو أن يصوِّم المرأ جميعَ حواسه وأجهزته الإنسانية أيضًا كالعين والأذن والقلب والخيال والفكر كما يُصَوِّمُ معدته، أي أن يجنبها الإنسان المحرماتِ والأمورَ التافهةَ التي لا تعنيه، ويسوق كل واحدة منها إلى العبودية الخاصة بها.
    فمثلا: يصوِّم الإنسان لسانه بإمساكه عن الكذب والغِيبة والألفاظ الغليظة، ويَشْغَله بأمور كتلاوة القرآن والذكر والتسبيح والصلاة على النبيr والاستغفار، وأن يسوق أجهزته وحواسه الأخرى إلى الصوم، كأن يغض بصره عن المحرمات مثلا، ويمنع أذنه من الاستماع إلى الكلام البذيء، ويصرف بصره إلى النظر بالعبرة، وأذنَه إلى الاستماع إلى الكلام الحقِّ وإلى القرآن الكريم، وحيث إن المعدة أكبر مصنع فإن عُطِّلت الأعمال فيه بالصوم فسيكون من السهل أن تتبعه المعامل والأجهزة الصغيرة الأخرى.
    ثم إن الصيام في رمضان الشريف يُشعِر أشدَّ الناس غفلة وتَمَرُّدًا بِضَعْفِهم وعجزهم وفقرهم، فيُفَكِّر كل واحد منهم في معدته بواسطة الجوع، ويحس ويدرك الاحتياج الكامن فيها، ويتذكر مدى رخاوة ووهن جسمه الضعيف، ويدرك مدى حاجته إلى الرحمة والشفقة، ويتخلى عن فرعونية النفس، فيَشعر بالرغبة في الالتجاء إلى الديوان الإلهي بكمال العجز والفقر، ويستعد لأن يطرق باب الرحمة بيد الشكر المعنوي إن لم تُفْسِد الغفلة قلبه.
    ثم إن في رمضانَ الشريف تدرك نفس كل واحد بدءًا من أغنى الأغنياء إلى أفقر الفقراء أنها ليست مالكة بل مملوكة، وليست حُرَّةً بل أمَة. ولا تستطيع القيام بأدنى وأسهل شيء إذا لم تؤمر بذلك، ولا تستطيع أنْ تَمُدَّ يدها إلى الماء. فتنكسر ربوبيتها الموهومة، وتتقلد العبودية، وتؤدي الشكر الذي هو وظيفتها الحقيقية.
    نعم أيها المشاهدون! بما أن القرآن الحكيم قد نزل في شهر رمضان؛ فينبغي من أجل استقبال ذلك الخطاب السماوي استقبالا حسنًا باستحضار زمن نزوله؛ التَّجَرُّدُ من الحاجات الدنيئة للنفس وعَمَّا لا يعني الإنسان في رمضان الشريف. والتشبه بحالة ملائكية بترك الأكل والشرب. وتلاوة ذلكم القرآن والاستماع إليه كأنه ينزل جديداً. والاستماع إلى ما فيه من الخطابات الإلهية. وكأن الإنسان يستمع إليها في لحظة نزولها، والإصغاء إلى ذلك الخطاب وكأنه يسمعه من الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، بل من جبريل عليه السلام، بل كأنه يسمعه من المتكلم الأزلي، وبهذا ينال الإنسان حالة قدسية.
    وبهذه المناسبة نهنئكم بقدوم رمضان المبارك وندعو ونتمنى أن يجلب هذا الشهر المبارك النصر والسلام لنا وللمسلمين في العالم الإسلامي.
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلاَةً تَكُونُ لَكَ رِضَاءً وَلِحَقِّهِ أَدَاءً بِعَدَدِ ثَوَابِ حُرُوفِ القُرْآنِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ

КОМЕНТАРІ • 9

  • @osmanocalr5070
    @osmanocalr5070 3 місяці тому +4

    اللهم تقبل منا صيامنا و صلاتنا و ركوعنا و سجودنا و تشهدنا و تهليلنا 🤲🏻🤲🏻🤲🏻

  • @yasaryldrm4750
    @yasaryldrm4750 3 місяці тому +3

    MaşeAllah barekallah

  • @ramazanmemici4651
    @ramazanmemici4651 3 місяці тому +1

    ماشاﺀ الله بارك الله لاقوةالابالله

  • @mehmetceker3491
    @mehmetceker3491 3 місяці тому +2

    الله يبرك فكم

  • @alidikmen4631
    @alidikmen4631 3 місяці тому +2

    Allah razı olsun hocam

  • @cengizbuyukozdemir88
    @cengizbuyukozdemir88 3 місяці тому +2

    الله راضى اولسون.

  • @khalfankhamis7102
    @khalfankhamis7102 3 місяці тому +1

    بارك الله فيك و ضي عنك وعن والديك وجميع المسلمين

  • @adilaydin9502
    @adilaydin9502 2 місяці тому

    masallah

  • @anissatetouan9555
    @anissatetouan9555 3 місяці тому

    جزاكم الله خيرا وفضلا استاذي الكريم على هذه التذكرة