فيليب لاركن | الذهاب الى الكنيسة | قصيدة للأوقات الصعبة

Поділитися
Вставка
  • Опубліковано 28 сер 2024
  • ترجمة : محمد بدوي
    إعداد بدر الدين كلوش
    تأليف فيليب لاركن / شاعر انكليزي
    / badredgl
    / badr.eddine.glouc
    ---------------------------------------------------------------------------
    أتأكَّدُ أوَّلاً من أنه لا شيء يجري بالداخل ثم أدخلُ وأدعُ الباب ينغلقُ خلفي بصوتٍ مكتومكنيسة أخرى: حُصُر ومقاعدُ وحجر وكتبُ صلوات صغيرة الحجم وباقاتٌ عديدةٌ من الآزهار منبسطةٌ بلا نسق كانت قد قُطِفتْ ليوم الأحد وبدأت الآن تذبلُ ويحول لونها قليلاً أشياءُ مصنوعة من النحاس وغيره قائمة هناك في الطرف الآخر المقدّس حيث المحراب والأرغن الصغير الأنيق الصمت متوتر فيه عُطونةٌ ولا يمكن إغفاله يعلم الله كمْ من الوقت مضى لكي يختمر هكذا في ورع وارتباك عاري الرأس أنزعُ عنّي المشبك الذي ربطتُ به طرف سروالي عند ركوبي دراجتي
    .أتقدّم إلى الأمام وأتحسّسُ بيدي جرن العمودية من حيث أقف الآن يبدو سقف الكنيسة شبه جديدهل تمَّ تنظيفه أو ترميمه؟ لا أدري وإن كان هناك بلا شك من يعلم علمَ اليقين أصعد الى منصة القراءة وأتوّقف لأقرأ بعض أيات الوعيد مطبوعة بحروف كبيرة، وأجد نفسي أتلو عبارة "انتهى الكلام" بصوت أعلى مما قصدتُفيتردّدُ الصَّدى هنيهةً ساخراً ثم أعود أدراجي في الكنيسة وعند البابأُوقِّعُ في دفتر الزوّار وأتبرّعُ بقطعة من النقد الإيرلندي وأقول لنفسي: هذا المكان ما كان جديراً بالوقوف عنده ومع ذلك وقفت عنده. بل إنني غالباً ما أفعل ذلك ودائماً ما ينتهي أمري إلى مثل هذه الحيرة أتساءل ما الذي أبحث عنه؟ وأتساءل أيضاً حين يبطلُ استخدام الكنائس كليةً ماذا سنصنع بها إن كنا سنحتفظ فقط ببعض الكاتدرائيات بقصد الفرجة الدائمة واضعين ما تحتويه من مخطوطات ومن نفائس مطليّةٍ بالفضة والذهب بما فيها حقُّ القربان المقدس في صناديق مقفلة
    تاركين الكنائس الأخرى للأمطار والشياهتشغلُها بدون إيجارهل حينذاك سنتجنّبها باعتبارها أماكن مشؤومة؟ أم بعد أن يَهبط الظلام ستأتي نسوة متردداتليجعلن أطفالهن تلمس حجراً بالذات أو يجمعن بعض النباتات كعقاقير للاستشفاء من مرض السرطان أو ليشاهدن في أمسيات معينة شخصاً ميّتاً يمشي على قدمين؟إنها سيظلُّ لها سلطانها في صورة ما وبشكل عشوائي فيما يبدو في مجال المباريات أو الألغازبَيدَ أنّ الخرافة مثل الإيمان لا بدّ أيضا أن تموت وماذا يبقى بعد أن ينقضي عدم الايمان؟ الحشائش والرصيف المغطّى بالأعشاب والعُلّيق ودعامة الحائط والسماءشكلٌ يصعب التعرّف عليه وتزداد الصعوبة أسبوعا تلو أسبوع وينبهم الغرض من بنائه كذلك وإني لأتساءل:
    من يا ترى يكون آخر من يقصد هذا المكان للغرض الذي أُنشئ من أجله، آخرهم جميعا؟ هل يكون أحد هؤلاء الذين يحذفون فنّ عمارة الكنائسأم المدمنين على الخرائب، المولعين بالعادياتأم الذين أصبح عيد الميلاد عندهم عادةً لا غنى لهم عنها فيُعَوِّلون على نفحة ملابس الكهنوت من عباءة وقبّة وعلى الأرغن ورائحة المرّ والبخورأم لعلّه شخصاً يُمثِّل نيسأمان جاهلاً يعرف أن الطمى الروحي قد تشتّتومع ذلك ينزع إلى هذه البقعة من الأرض في شكل الصليبعبر أدغال الضواحي لأنها منعت من التسرّب أشياء احتفظت بها مجتمعة زمنا طويلاً وبنسب متكافئة أشياء لا توجد بعدها إلا منفصلة- الزواج والميلاد والموت والخواطر التي تتعلق بها والتي من أجلها أقيم هذا الهيكل الخاص
    فعلى الرغم من أنني لا أدري قيمة هذه الحظيرة فاسدة الهواءوالمجهَّزة بهذا العتادإلا أنني يطيب لي أن أقف هنا صامتاًإنه لبيتٌ وقورٌ مُقامٌ على بقعة وقورة من الأرضوفي هوائه الخليط تلتقي جميع دوافعنا الجامحة فنعترف بها ونُلبسها رداء المصائر وهذا على الأقل لن يعفي عليه الزمانلأنه دائما ما سيأتي شخصٌ يفاجئ في نفسهجوعاً لأن يكون أكثر وقاراًفينجذب بجوعه إلى هذه البقعة من الأرضفقد سمعهم يوماً يقولون عنها إنها قمينة بأن يكتسب المرء فيها الحكمةعلى الأقل لكثرة من يرقد يجوارها من الموتى في القبور.
    #شعر
    #اقتباسات

КОМЕНТАРІ • 2