نريد دروساً في العقيدة ضمن هذه الحقيبة جزاكم اللّٰه خيراً 29:35 (و إذا حضر القسمة أولو القربى و اليتامى و المساكين فارزقوهم منه و قولوا لهم قولاً معروفاً)[٨- النساء] بدون و اكسوهم جزاكم اللّٰه خيراً.
﴿فَأَمّا مَن ثَقُلَت مَوازينُهُ﴾ [القارعة: ٦] عن أَبي هُريرةَ رضي الله عنه، عن رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: إِنَّهُ لَيأتِي الرَّجُلُ السَّمِينُ العظِيمُ يَوْمَ الْقِيامةِ لا يزنُ عِنْد اللَّه جنَاحَ بعُوضَةٍ. 🍃ان الموازين عند الله تكون مختلفة 🍃
﴿فَهُوَ في عيشَةٍ راضِيَةٍ﴾ رضي الله عنه ورضي عن الله .. لأنه لم يكن مثل الفراش المبثوث في الدنيا ولم يكن يتهافت على الألوان المزيفة والأفكار الضالة والشهوات ..كان ثقيلا في الدنيا
# الحلقة السادسة | **العاديات - القارعة | التفريغ **السلام عليكم ورحمة الله وبركاته** الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا تبارك وتعالى ويرضى. الحمد لله الذي له الكمال، وهو الجلال والإكرام سبحانه وبحمده. الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً. اللهم صلِّ على محمد عبدك ورسولك. ثم أما بعد، استعينوا بالله ونستفتح مجلساً جديداً من مجالس الحقيبة الشرعية للجيل الصاعد ضمن مادة التفسير، وهذا هو المجلس السابع من مجالس التفسير. هذه المرة البداية مع **سورة القارعة**. قال الله سبحانه وتعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: **بسم الله الرحمن الرحيم** القارعة. ما القارعة؟ وما أدراك ما القارعة؟ يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش. فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية. وأما من خفت موازينه فأمه هاوية. وما أدراك ما هي؟ نار حامية. هذه السورة سورة مخيفة، سورة متعلقة بأحداث يوم القيامة وأهوالها. والله سبحانه وتعالى قد أكثر في ذكر أهوال ذلك اليوم. والذي يؤمن بكتاب الله ثم يستحضر ما ذكره الله عن ذلك اليوم وأهواله فلا بد أن يعيش في حياته عيش من سيواجه تلك الأهوال، وعيش من يخشى أن يناله منها ضرر. فيتقي ويحذر في الدنيا من أن يكون في الآخرة من الخاسرين. عندما تأتي تلك الأهوال الرهيبة، حتى إن الله سبحانه وتعالى يكرر في مطلع هذه السورة أولاً التسمية "القارعة" تقرع القلوب. شفت لما يجي مثلاً صوت قوي فجأة عندك فانت تحس أنه أحياناً واحد يقول "فزيت يا أخي، فز قلبي" ولا تحس أنه داخلك اهتز. هذا ولا شيء أمام القارعة التي ستكون يوم القيامة. تقرع القلوب وتقرع الجبال أيضاً. ثم بالأسلوب: ما القارعة؟ تهويل. وما أدراك ما القارعة؟ لا، لا تعرف ما هي، ما حقيقة تلك الأحداث التي ستحصل؟ وما أدراك ما القارعة؟ هذه السورة مطلعها يعني للمؤمن يقرع قلبه. هذا المطلع للسورة يقرع القلب. ترى السورة هذه نعم قصيرة وكلنا نعرفها ونحفظها ونقرأها في الصلوات. ولكن تفكر فيها: القارعة ما القارعة؟ وما أدراك ما القارعة؟ الآن أنت تستعد لتسمع شيئاً عن أحوال وأهوال تلك القارعة. يوم يكون الناس كالفراش المبثوث. هذا وصف لأحوال البشر حين تقوم القيامة ويخرجون من قبورهم يسيرون مباشرة في حالة الركض والانتشار غير المنظم، الذي إنما يدل على الفزع. كأنك بصورة مصغرة جداً في حي من أحياء الدنيا تعيش فيه وفي بيئة حرب ثم يأتي قصف على البيت الأول فيهرب أصحاب البيت أو من بجواره، ثم يأتي قصف على البيت الذي بجوارهم ثم يأتي قصف في نهاية الحارة، ثم في منتصفها، ثم في وسطها أو في أطرافها. الركض الأولى على اليمين، الركض الثانية على اليسار، الركض الثالثة ما في بوصلة خلاص، الناس تنتشر فزعة ما عاد تعرف وين تروح، هذا يصرخ وهذا يروح يمين وهذا يروح شمال وهذا ما هو عارف وهذا يفقد عقله. هذه صورة مصغرة يسيرة من الذي سيحدث يوم القيامة. الناس تخرج منتشرة فزعة ما تعرف وين تروح، هذا رايح يمين وهذا شمال. كأنهم جراد منتشر. الناس تدب على هذه الأرض ما أحد عارف وين الوجهة. يوم يكون الناس كالفراش المبثوث. وتكون الجبال كالعهن المنفوش. ليس الذي يتغير هو القلوب واستقرارها وطمأنينتها فتصاب بالفزع فقط. وإنما الذي يتغير كل شيء حولك. لاحظوا الله سبحانه وتعالى قال: إذا السماء انفطرت، وإذا الكواكب انتثرت، وإذا البحار فجرت، وإذا القبور بعثرت. طيب: إذا الشمس كورت، وإذا النجوم انكدرت، وإذا الجبال سيرت، وإذا العشار عطلت، وإذا الوحوش حشرت. وإذا النفوس زوجت، وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت. وإذا الصحف نشرت. طيب: إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت، وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت وأذنت لربها. يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم. يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت. من حالات القرب والعاطفة بين الأم وابنها حين ترضعه. ذلك اليوم تذهل المرضعة عن رضيعها. يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت. وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً. ها فيذرها قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتا. إلى آخره من الآيات الكثيرة في القرآن التي تصف أحوال الناس يوم القيامة. وهذا حق سيحصل، والله سبحانه وتعالى يخبرنا عنه لنتهيأ له لأنه لو تلاحظون حتى في هذه السورة "سورة القارعة"، بعد ما تذكر هذه الأهوال سيذكر المطلوب حتى تستعد. يعني ليست القضية هي أن الله يخوفنا وفقط، الله يخوفنا من ذلك اليوم ثم يطلب منا أن نستعد له لأنه كما أن هناك الخوف هو العنوان الأبرز في ذلك اليوم. فقد قال الله سبحانه وتعالى عن أناس يبعثون في ذلك اليوم فيقول: إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون. لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون. يتبع..
لا يحزنهم الفزع الأكبر. وتتلقاهم الملائكة: هذا يومكم الذي كنتم توعدون، يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب. لذلك الخاسر حقاً هو الذي يعيش وهو غافل عن استحضار ذلك اليوم ثم يعمل بما ينال به العقاب في ذلك اليوم. الإنسان كما أخذنا في درس سورة التكاثر، لو تتذكرون، ما كان المعنى المركزي في سورة التكاثر في الدرس؟ أيوه، أن من أعظم مقاصد القرآن طرد الغفلة. وأن من أعظم مقاصد الشيطان مع الإنسان إيش؟ جلب الغفلة. ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر. الآن نفس الشيء، الله سبحانه وتعالى أقصد نفس المعنى الآن من حيث الانتباه. إنه ترى هذا تحذير من أهوال يوم القيامة. فإذا لم تنتبه، وكنت غافلاً ونجح الشيطان في أن يضرب عليك ستر الغفلة، فستخسر في ذلك اليوم. وقد بين الله سبحانه وتعالى أن هناك من سيخسر في ذلك اليوم. قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين. يوم يكون الناس كالفراش المبثوث، وتكون الجبال كالعهن المنفوش. فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية. وأما من خفت موازينه فأمه هاوية. وما أدراك ما هي؟ نار حامية. فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية. كيف تثقل الموازين؟ بالحسنات. يعني أنت الآن، يجب أن تكون رؤيتك المستقبلية التي تعيش لأجلها أن تثقل موازينك في الآخرة. كيف تثقل موازينك في الآخرة؟ أن تستكثر ما استطعت من الحسنات. كيف تستكثر من الحسنات؟ تستكثر من الحسنات بطريقين: 1. **بحال قلبك أثناء فعل الطاعة**: الحسنات ليست بمجرد أداء الطاعة ظاهراً، وإنما بما يقع في القلب ويقوم به أثناء فعل الحسنة. - الإخلاص وابتغاء وجه الله بالطاعة. - الاستحضار في أن تعبد الله كأنك تراه. هذه خلاصة سلوكية تعبدية من أهم الخلاصات في الطريق. 2. **أن تكون هذه الحسنات على نور من الوحي** أو نور من الله سبحانه وتعالى على ضوء ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. - فتتعبد لله بالحسنات التي جاءت عن طريق الشريعة. - وكلما كانت الحسنة في لسان الشرع أعظم، كانت أثقل ميزاناً عند الله. يعني الحسنات التي جاءت في الشريعة ليست على درجة واحدة. هل كل الطاعات على درجة واحدة؟ الدليل: الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان. معناه أنه هناك تفاوت واضح. كيف تستكثر من الحسنات؟ كلما حرصت على الشريعة وتحريت أعلى وأعظم ما ورد فيها من الحسنات. ليس معناه تهمل ما دون، لكن تتحرى ما هو أعلى. وبالتالي هنا تعلم أن أعظم الحسنات هو ما هو متعلق بلا إله إلا الله. وأن من أعظم الحسنات ما هو متعلق بالصلاة. لماذا؟ لأنها الفروض الكبرى العظمى التي جاءت في الشريعة. أما من خفت موازينه: فأمه هاوية. مآله ومصيره، الأم هي أصل الإنسان.
فوائد الحلقة السابعة من سلسلة الحقيبة الشرعية للجيل الصاعد| التفسير ( سورتي القارعة و العاديات) ١_فوائد معرفية: ▪️تفسير سورة القارعة: {الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3)} أي يوم القيامة تُقرع القلوب والجبال من أهواله، و"ما" للتهويل أي وما أدراك يا محمد ﷺ بتلك القارعة العظيمة؟ { يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ (5)} أي يخرج الناس من قبورهم في حالة فزع شديدة وركض وانتشار غير مُنظم، وحتى الجبال التي هي أشد المخلوقات صلابة على الأرض تُصبح كالصوف المتفرق المتطاير في الجو. {فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (7)} لمَّا وصف الله ﷻ شيئًا من أهوال يوم القيامة، قسَّم الناس إلى قسمين، فأما من ثقلت موازين حسناته بسبب سعيه لله في الدنيا وعمله الصالح، فهو في حياة رغيدة في الجنة {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9)} وأما من خفت موازين حسناته فرجحت كفة سيئاته فمآله ومرجعه النار { وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11) } وما أدراك يا محمد ﷺ ما تلك الهاوية؟ هي نار شديدة الحرارة. وأنقل تفسيرها من موقع الدرر السُنيَّة للإفادة: "افتَتَح اللهُ تعالى هذه السُّورةَ الكريمةَ مُفَخِّمًا شأنَ القيامةِ، قائِلًا سُبحانَه: القيامةُ الَّتي تَقرَعُ النَّاسَ وتُزعِجُهم، أيُّ شَيءٍ تلك القِيامةُ؟! وما الَّذي أعلَمَك -يا محمَّدُ- بتلك القارعةِ العَظيمةِ؟! يومَ يَخرُجُ النَّاسُ مِن قُبورِهم كالفَراشِ المنتَشِرِ المتفَرِّقِ، وتكونُ الجِبالُ كالصُّوفِ المندوفِ الَّذي يَتطايرُ في الجَوِّ، ثمَّ بيَّن سُبحانَه أحوالَ السُّعداءِ والأشقياءِ في هذا اليومِ، فقال: فأمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوازينُ حَسَناتِه فهو في حياةٍ طَيِّبةٍ في الجنَّةِ، وأمَّا مَن خَفَّت موازينُ حَسَناتِه، فمَأْواه ومَسكَنُه جهنَّمُ البَعيدُ قَعْرُها، يَهْوِي فيها على رأسِه، وما الَّذي أعلَمَك -يا محمَّدُ- أيُّ شَيءٍ تلك الهاويةُ؟! هي نارٌ شَديدةُ الحَرارةِ" ▪️تفسير سورة العاديات: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2)} يقسم الله ﷻ بالخيل التي تركض مسرعة حتى يُسمع صوت أنفاسها، ولسرعتها تُوقد شرر النار حين تصطك بالحجارة. { فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا(5)} وهي التي يشن بها أصحابها الغارة على الأعداء في الصباح، فتُهيج الغبار في موضع الإغارة وتتوسط جمعهم. { إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٌ (7)} لما ذكر الله ﷻ المقسم به، ذكر هنا المُقسم عليه وهو أن الإنسان لكفور جحود لنعم ربه، وهو شاهد على نفسه بجحودها ويقر به. {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)} أي وذلك بسبب شدة حبه للمال وحرصه عليه وبخله به، وفي كلمة "شديد" قولان: _شديد: تصف حال الإنسان أي إنه يحب المال حبًا شديدًا _شديد: بمعنى بخيل أي إنه بسبب حبه للمال لبخيل به {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ (11) }أي أفلا يعلم هذا المحب للمال الكفور لنعم ربه مآله حين يُخرِج اللهُ ﷻ الناس من قبورهم؟ ويُظهِر بواطنهم وما حوت قلوبهم؟ فالله ﷻ خبير بهم، ومطلع على بواطنهم لا يخفى عليه منها شيء، ومن لطائف الجمع بين ذكر القبور والصدور: "أن الإنسانَ يُواري صدْرُه ما فيه مِن الخَيرِ والشَّرِّ، ويواري قَبْرُه جِسْمَه؛ فيُخْرِجُ الرَّبُّ جِسْمَه مِن قبْرِه، وسِرَّه مِن صدْرِه، فيَصيرُ جسْمُه بارزًا على الأرضِ، وسِرُّه باديًا على وجْهِه" وأنقل تفسيرها من موقع الدرر السُنيَّة للإفادة: "افتَتَح اللهُ تعالى هذه السُّورةَ الكريمةَ مُقسِمًا بالخَيلِ المُسرِعةِ حتَّى يُسمَعَ ترَدُّدُ أنفاسِها مِن أجوافِها، الَّتي تُوقِدُ شَرَرَ النَّارِ بحوافِرِها حينَ تصطَكُّ بالحِجارةِ أثناءَ عَدْوِها، والَّتي تُغِيرُ على العَدُوِّ وَقتَ الصَّباحِ، فتُهَيِّجُ الغُبارَ في مَوضِعِ الإغارةِ، فتَصيرُ في ذلك الموضِعِ وَسْطَ جَمْعِ الأعداءِ؛ أقسَمَ اللهُ بهذا على أنَّ الإنسانَ كَفورٌ لنِعَمِ رَبِّه عليه، وأنَّ الإنسانَ شاهِدٌ على نَفْسِه بذلك، وأنَّه شَديدُ المحبَّةِ للمالِ، حريصٌ عليه، ثمَّ قال الله تعالى مُزَهِّدًا في الدُّنيا، ومُرَغِّبًا في الآخرةِ، ومُنَبِّهًا على ما يَستَقْبِلُه الإنسانُ مِن الأهوالِ: أفلا يَعلَمُ هذا الإنسانُ مآلَه إذا أخرَجَ اللهُ ما في القُبورِ مِنَ الأمواتِ، وأظهَرَ ما في قُلوبِ العِبادِ؟! إنَّ رَبَّهم خَبيرٌ بهم يومَ القيامةِ، وسيُجازيهم بما يَستَحِقُّونَ" ▪️البخل والشح ليس بسبب قلة ذات اليد، فلا علاقة له بالفقر أو الغنى، وإنما سببه حب المال والحرص على جمعه والتعلق به وهذا من أسوأ ما يكون في الإنسان.
هذه السلسلة رائعة الحمد لله اللهم بارك
اتمنى ان تكمل القرآن كله إن شاء الله يا أستاذ أحمد إن شاء الله
اللهم لطفك في أهل غزة
اللهم أمّنّا يوم الفزع الأكبر
للهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك و توفنا مسلمين موحدين غير مبدلين و لا مغيرين يا رب العالمين
آمين يارب.
نريد دروساً في العقيدة ضمن هذه الحقيبة جزاكم اللّٰه خيراً
29:35 (و إذا حضر القسمة أولو القربى و اليتامى و المساكين فارزقوهم منه و قولوا لهم قولاً معروفاً)[٨- النساء]
بدون و اكسوهم جزاكم اللّٰه خيراً.
جزاكم الله خيرا
اللهم آمين يارب العالمين
نفع الله بك وبعلمك وزادك علماً وعملاً وإيماناً ورفع قدرك في الدنيا والآخرة
جزاك الله الفردوس الأعلى خالد فيه معلمنا الفاضل
جزاك الله خيرًا وأعانك على هذا العمل المبارك بإذن الله .
فائدة:من أعظم مقاصد القرآن طرد الغفله وأن من أعظم مقاصد الشيطان مع الناس طرد الغفله
من أعظم مقاصد الشيطان جلب الغفلة*
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يثبتك على الحق ويبارك في جهودك وينفع بعلمك شباب الامه .
بارك الله في هذه الصحبة
الحمد لله الذي له الكمال ، ذو الجلال والإكرام ، سبحااااااانه وتعالى ،
بوركت شيخ أحمد السيد وبوركت جهووودك
﴿فَأَمّا مَن ثَقُلَت مَوازينُهُ﴾ [القارعة: ٦]
عن أَبي هُريرةَ رضي الله عنه، عن رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: إِنَّهُ لَيأتِي الرَّجُلُ السَّمِينُ العظِيمُ يَوْمَ الْقِيامةِ لا يزنُ عِنْد اللَّه جنَاحَ بعُوضَةٍ.
🍃ان الموازين عند الله تكون مختلفة 🍃
اللهم توبة قبل الموت
جزاكم الله خيرًا
إثمار مر من هنا❤❤❤
بارك الله فيكم وسدد خطاكم و وفقكم لما يحبه ويرضاه.
السلام عليك ورحمة الله وبركاته...بالتوفيق والقبول والصواب والانتشار تحياتي لك اخي احمد ...
﴿فَهُوَ في عيشَةٍ راضِيَةٍ﴾
رضي الله عنه ورضي عن الله ..
لأنه لم يكن مثل الفراش المبثوث في الدنيا ولم يكن يتهافت على الألوان المزيفة والأفكار الضالة والشهوات ..كان ثقيلا في الدنيا
اللهم صلي علي محمد وعلى محمد 🎉🎉😊
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد 🖤
الحمد لله
❤
🍀
👏👏👏👏👏👏👏
# الحلقة السادسة | **العاديات - القارعة | التفريغ
**السلام عليكم ورحمة الله وبركاته** الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا تبارك وتعالى ويرضى. الحمد لله الذي له الكمال، وهو الجلال والإكرام سبحانه وبحمده. الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً. اللهم صلِّ على محمد عبدك ورسولك. ثم أما بعد، استعينوا بالله ونستفتح مجلساً جديداً من مجالس الحقيبة الشرعية للجيل الصاعد ضمن مادة التفسير، وهذا هو المجلس السابع من مجالس التفسير. هذه المرة البداية مع **سورة القارعة**. قال الله سبحانه وتعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: **بسم الله الرحمن الرحيم** القارعة. ما القارعة؟ وما أدراك ما القارعة؟ يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش. فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية. وأما من خفت موازينه فأمه هاوية. وما أدراك ما هي؟ نار حامية. هذه السورة سورة مخيفة، سورة متعلقة بأحداث يوم القيامة وأهوالها. والله سبحانه وتعالى قد أكثر في ذكر أهوال ذلك اليوم. والذي يؤمن بكتاب الله ثم يستحضر ما ذكره الله عن ذلك اليوم وأهواله فلا بد أن يعيش في حياته عيش من سيواجه تلك الأهوال، وعيش من يخشى أن يناله منها ضرر. فيتقي ويحذر في الدنيا من أن يكون في الآخرة من الخاسرين. عندما تأتي تلك الأهوال الرهيبة، حتى إن الله سبحانه وتعالى يكرر في مطلع هذه السورة أولاً التسمية "القارعة" تقرع القلوب. شفت لما يجي مثلاً صوت قوي فجأة عندك فانت تحس أنه أحياناً واحد يقول "فزيت يا أخي، فز قلبي" ولا تحس أنه داخلك اهتز. هذا ولا شيء أمام القارعة التي ستكون يوم القيامة. تقرع القلوب وتقرع الجبال أيضاً. ثم بالأسلوب: ما القارعة؟ تهويل. وما أدراك ما القارعة؟ لا، لا تعرف ما هي، ما حقيقة تلك الأحداث التي ستحصل؟ وما أدراك ما القارعة؟ هذه السورة مطلعها يعني للمؤمن يقرع قلبه. هذا المطلع للسورة يقرع القلب. ترى السورة هذه نعم قصيرة وكلنا نعرفها ونحفظها ونقرأها في الصلوات. ولكن تفكر فيها: القارعة ما القارعة؟ وما أدراك ما القارعة؟ الآن أنت تستعد لتسمع شيئاً عن أحوال وأهوال تلك القارعة. يوم يكون الناس كالفراش المبثوث. هذا وصف لأحوال البشر حين تقوم القيامة ويخرجون من قبورهم يسيرون مباشرة في حالة الركض والانتشار غير المنظم، الذي إنما يدل على الفزع. كأنك بصورة مصغرة جداً في حي من أحياء الدنيا تعيش فيه وفي بيئة حرب ثم يأتي قصف على البيت الأول فيهرب أصحاب البيت أو من بجواره، ثم يأتي قصف على البيت الذي بجوارهم ثم يأتي قصف في نهاية الحارة، ثم في منتصفها، ثم في وسطها أو في أطرافها. الركض الأولى على اليمين، الركض الثانية على اليسار، الركض الثالثة ما في بوصلة خلاص، الناس تنتشر فزعة ما عاد تعرف وين تروح، هذا يصرخ وهذا يروح يمين وهذا يروح شمال وهذا ما هو عارف وهذا يفقد عقله. هذه صورة مصغرة يسيرة من الذي سيحدث يوم القيامة. الناس تخرج منتشرة فزعة ما تعرف وين تروح، هذا رايح يمين وهذا شمال. كأنهم جراد منتشر. الناس تدب على هذه الأرض ما أحد عارف وين الوجهة. يوم يكون الناس كالفراش المبثوث. وتكون الجبال كالعهن المنفوش. ليس الذي يتغير هو القلوب واستقرارها وطمأنينتها فتصاب بالفزع فقط. وإنما الذي يتغير كل شيء حولك. لاحظوا الله سبحانه وتعالى قال: إذا السماء انفطرت، وإذا الكواكب انتثرت، وإذا البحار فجرت، وإذا القبور بعثرت. طيب: إذا الشمس كورت، وإذا النجوم انكدرت، وإذا الجبال سيرت، وإذا العشار عطلت، وإذا الوحوش حشرت. وإذا النفوس زوجت، وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت. وإذا الصحف نشرت. طيب: إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت، وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت وأذنت لربها. يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم. يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت. من حالات القرب والعاطفة بين الأم وابنها حين ترضعه. ذلك اليوم تذهل المرضعة عن رضيعها. يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت. وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً. ها فيذرها قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتا. إلى آخره من الآيات الكثيرة في القرآن التي تصف أحوال الناس يوم القيامة. وهذا حق سيحصل، والله سبحانه وتعالى يخبرنا عنه لنتهيأ له لأنه لو تلاحظون حتى في هذه السورة "سورة القارعة"، بعد ما تذكر هذه الأهوال سيذكر المطلوب حتى تستعد. يعني ليست القضية هي أن الله يخوفنا وفقط، الله يخوفنا من ذلك اليوم ثم يطلب منا أن نستعد له لأنه كما أن هناك الخوف هو العنوان الأبرز في ذلك اليوم. فقد قال الله سبحانه وتعالى عن أناس يبعثون في ذلك اليوم فيقول: إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون. لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون. يتبع..
لا يحزنهم الفزع الأكبر. وتتلقاهم الملائكة: هذا يومكم الذي كنتم توعدون، يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب. لذلك الخاسر حقاً هو الذي يعيش وهو غافل عن استحضار ذلك اليوم ثم يعمل بما ينال به العقاب في ذلك اليوم. الإنسان كما أخذنا في درس سورة التكاثر، لو تتذكرون، ما كان المعنى المركزي في سورة التكاثر في الدرس؟ أيوه، أن من أعظم مقاصد القرآن طرد الغفلة. وأن من أعظم مقاصد الشيطان مع الإنسان إيش؟ جلب الغفلة. ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر. الآن نفس الشيء، الله سبحانه وتعالى أقصد نفس المعنى الآن من حيث الانتباه. إنه ترى هذا تحذير من أهوال يوم القيامة. فإذا لم تنتبه، وكنت غافلاً ونجح الشيطان في أن يضرب عليك ستر الغفلة، فستخسر في ذلك اليوم. وقد بين الله سبحانه وتعالى أن هناك من سيخسر في ذلك اليوم. قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين. يوم يكون الناس كالفراش المبثوث، وتكون الجبال كالعهن المنفوش. فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية. وأما من خفت موازينه فأمه هاوية. وما أدراك ما هي؟ نار حامية. فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية. كيف تثقل الموازين؟ بالحسنات. يعني أنت الآن، يجب أن تكون رؤيتك المستقبلية التي تعيش لأجلها أن تثقل موازينك في الآخرة. كيف تثقل موازينك في الآخرة؟ أن تستكثر ما استطعت من الحسنات. كيف تستكثر من الحسنات؟ تستكثر من الحسنات بطريقين: 1. **بحال قلبك أثناء فعل الطاعة**: الحسنات ليست بمجرد أداء الطاعة ظاهراً، وإنما بما يقع في القلب ويقوم به أثناء فعل الحسنة. - الإخلاص وابتغاء وجه الله بالطاعة. - الاستحضار في أن تعبد الله كأنك تراه. هذه خلاصة سلوكية تعبدية من أهم الخلاصات في الطريق. 2. **أن تكون هذه الحسنات على نور من الوحي** أو نور من الله سبحانه وتعالى على ضوء ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. - فتتعبد لله بالحسنات التي جاءت عن طريق الشريعة. - وكلما كانت الحسنة في لسان الشرع أعظم، كانت أثقل ميزاناً عند الله. يعني الحسنات التي جاءت في الشريعة ليست على درجة واحدة. هل كل الطاعات على درجة واحدة؟ الدليل: الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان. معناه أنه هناك تفاوت واضح. كيف تستكثر من الحسنات؟ كلما حرصت على الشريعة وتحريت أعلى وأعظم ما ورد فيها من الحسنات. ليس معناه تهمل ما دون، لكن تتحرى ما هو أعلى. وبالتالي هنا تعلم أن أعظم الحسنات هو ما هو متعلق بلا إله إلا الله. وأن من أعظم الحسنات ما هو متعلق بالصلاة. لماذا؟ لأنها الفروض الكبرى العظمى التي جاءت في الشريعة. أما من خفت موازينه: فأمه هاوية. مآله ومصيره، الأم هي أصل الإنسان.
💜💜
35:31 آمين
👀
فوائد الحلقة السابعة من سلسلة الحقيبة الشرعية للجيل الصاعد| التفسير
( سورتي القارعة و العاديات)
١_فوائد معرفية:
▪️تفسير سورة القارعة:
{الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3)} أي يوم القيامة تُقرع القلوب والجبال من أهواله، و"ما" للتهويل أي وما أدراك يا محمد ﷺ بتلك القارعة العظيمة؟
{ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ (5)} أي يخرج الناس من قبورهم في حالة فزع شديدة وركض وانتشار غير مُنظم، وحتى الجبال التي هي أشد المخلوقات صلابة على الأرض تُصبح كالصوف المتفرق المتطاير في الجو.
{فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (7)} لمَّا وصف الله ﷻ شيئًا من أهوال يوم القيامة، قسَّم الناس إلى قسمين، فأما من ثقلت موازين حسناته بسبب سعيه لله في الدنيا وعمله الصالح، فهو في حياة رغيدة في الجنة
{وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9)} وأما من خفت موازين حسناته فرجحت كفة سيئاته فمآله ومرجعه النار
{ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11) } وما أدراك يا محمد ﷺ ما تلك الهاوية؟ هي نار شديدة الحرارة.
وأنقل تفسيرها من موقع الدرر السُنيَّة للإفادة:
"افتَتَح اللهُ تعالى هذه السُّورةَ الكريمةَ مُفَخِّمًا شأنَ القيامةِ، قائِلًا سُبحانَه: القيامةُ الَّتي تَقرَعُ النَّاسَ وتُزعِجُهم، أيُّ شَيءٍ تلك القِيامةُ؟! وما الَّذي أعلَمَك -يا محمَّدُ- بتلك القارعةِ العَظيمةِ؟! يومَ يَخرُجُ النَّاسُ مِن قُبورِهم كالفَراشِ المنتَشِرِ المتفَرِّقِ، وتكونُ الجِبالُ كالصُّوفِ المندوفِ الَّذي يَتطايرُ في الجَوِّ، ثمَّ بيَّن سُبحانَه أحوالَ السُّعداءِ والأشقياءِ في هذا اليومِ، فقال: فأمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوازينُ حَسَناتِه فهو في حياةٍ طَيِّبةٍ في الجنَّةِ، وأمَّا مَن خَفَّت موازينُ حَسَناتِه، فمَأْواه ومَسكَنُه جهنَّمُ البَعيدُ قَعْرُها، يَهْوِي فيها على رأسِه، وما الَّذي أعلَمَك -يا محمَّدُ- أيُّ شَيءٍ تلك الهاويةُ؟! هي نارٌ شَديدةُ الحَرارةِ"
▪️تفسير سورة العاديات:
{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2)} يقسم الله ﷻ بالخيل التي تركض مسرعة حتى يُسمع صوت أنفاسها، ولسرعتها تُوقد شرر النار حين تصطك بالحجارة.
{ فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا(5)} وهي التي يشن بها أصحابها الغارة على الأعداء في الصباح، فتُهيج الغبار في موضع الإغارة وتتوسط جمعهم.
{ إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٌ (7)} لما ذكر الله ﷻ المقسم به، ذكر هنا المُقسم عليه وهو أن الإنسان لكفور جحود لنعم ربه، وهو شاهد على نفسه بجحودها ويقر به.
{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)} أي وذلك بسبب شدة حبه للمال وحرصه عليه وبخله به، وفي كلمة "شديد" قولان:
_شديد: تصف حال الإنسان أي إنه يحب المال حبًا شديدًا
_شديد: بمعنى بخيل أي إنه بسبب حبه للمال لبخيل به
{أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ (11) }أي أفلا يعلم هذا المحب للمال الكفور لنعم ربه مآله حين يُخرِج اللهُ ﷻ الناس من قبورهم؟ ويُظهِر بواطنهم وما حوت قلوبهم؟ فالله ﷻ خبير بهم، ومطلع على بواطنهم لا يخفى عليه منها شيء، ومن لطائف الجمع بين ذكر القبور والصدور: "أن الإنسانَ يُواري صدْرُه ما فيه مِن الخَيرِ والشَّرِّ، ويواري قَبْرُه جِسْمَه؛ فيُخْرِجُ الرَّبُّ جِسْمَه مِن قبْرِه، وسِرَّه مِن صدْرِه، فيَصيرُ جسْمُه بارزًا على الأرضِ، وسِرُّه باديًا على وجْهِه"
وأنقل تفسيرها من موقع الدرر السُنيَّة للإفادة:
"افتَتَح اللهُ تعالى هذه السُّورةَ الكريمةَ مُقسِمًا بالخَيلِ المُسرِعةِ حتَّى يُسمَعَ ترَدُّدُ أنفاسِها مِن أجوافِها، الَّتي تُوقِدُ شَرَرَ النَّارِ بحوافِرِها حينَ تصطَكُّ بالحِجارةِ أثناءَ عَدْوِها، والَّتي تُغِيرُ على العَدُوِّ وَقتَ الصَّباحِ، فتُهَيِّجُ الغُبارَ في مَوضِعِ الإغارةِ، فتَصيرُ في ذلك الموضِعِ وَسْطَ جَمْعِ الأعداءِ؛ أقسَمَ اللهُ بهذا على أنَّ الإنسانَ كَفورٌ لنِعَمِ رَبِّه عليه، وأنَّ الإنسانَ شاهِدٌ على نَفْسِه بذلك، وأنَّه شَديدُ المحبَّةِ للمالِ، حريصٌ عليه، ثمَّ قال الله تعالى مُزَهِّدًا في الدُّنيا، ومُرَغِّبًا في الآخرةِ، ومُنَبِّهًا على ما يَستَقْبِلُه الإنسانُ مِن الأهوالِ: أفلا يَعلَمُ هذا الإنسانُ مآلَه إذا أخرَجَ اللهُ ما في القُبورِ مِنَ الأمواتِ، وأظهَرَ ما في قُلوبِ العِبادِ؟! إنَّ رَبَّهم خَبيرٌ بهم يومَ القيامةِ، وسيُجازيهم بما يَستَحِقُّونَ"
▪️البخل والشح ليس بسبب قلة ذات اليد، فلا علاقة له بالفقر أو الغنى، وإنما سببه حب المال والحرص على جمعه والتعلق به وهذا من أسوأ ما يكون في الإنسان.
11:49
🍀
جزاكم الله خيرا
جزاكم الله خيرا
جزاكم الله خيرا
جزاكم الله خيرا
🍀
🍀