هل تبحث و تريد النجاح .. انت في المكان المناسب // الدكتور محمد راتب النابلسي

Поділитися
Вставка
  • Опубліковано 27 січ 2023

КОМЕНТАРІ • 2

  • @user-yu9ch8rr7t
    @user-yu9ch8rr7t Рік тому +1

    هل يوجد هنا شخص واحد فقط يدعم قراء القرآن وأهل الدعوة إلى الله .؟

  • @user-yb8fk7re6q
    @user-yb8fk7re6q Рік тому +1

    1الصلاة ثاني المدارس العليا للتقوى
    والآن وبعد أن تكلمنا عن شهادة أن لا إلٓه إلا الله وشهادة أن محمداً رسول الله. وبعد أن عرفنا المراد من هاتين الشهادتين وبعض ما ينطوي تحتهما من معان ننتقل إلى الكلام عن الصلاة التي أشار إليها حديث: «بني الإسلام على خمس.. » في قوله ﷺ: «وإقام الصلاة..» فنقول:
    إذا وصل الإنسان إلى شهادة أن محمداً رسول الله وآمن به ﷺ، وصدّق أن كل ما جاء به هو الحق من عند الله، واستسلم لهذا الرسول الكريم كل الاستسلام فعندئذٍ يستطيع أن يتعلم منه أصول الصلاة التي أمر بها الله، وأن يجني الثمرة من هذه الصلاة، وأن يكون الرسول ﷺ إماماً له في هذا المجال ومعلماً وهادياً ومرشداً وسراجاً منيراً.
    ولعلك تقول: هل تختلف الصلاة التي علَّمها الله تعالى رسولَه وأمره أن يعلِّمنا إياها عما هو موجود الآن في بطون الكتب مما أثر عنه ﷺ وما تواتر عنه بخصوصها من أقوال وأفعال، منها الفرض والواجب ومنها السنن والمستحبَّات؟ وجواباً على ذلك نقول: لكل شيء صورة وحقيقة، وصورة الصلاة إنما هي موجودة في كتب الفقه والأحاديث الشريفة، ويستطيع أن يقوم بهذه الصلاة الصورية وأن يمارسها البرّ والفاجر والمؤمن والمنافق، وجميعهم يستطيع بحسب الصورة أن يقوم بعمل واحد لكن التباين والتفاوت إنما يكون بحسب الحقائق فلكل امرئ في صلاته وجهة هو مولِّيها ولكلٍ قربٌ من خالقه بحسب إيمانه وارتباطه بإمامه ولكل مُصَلٍّ فهم وإدراك، وشهود وعقل. وقد بين ﷺ أن من الناس من يكتب له من صلاته النصف ومنهم الربع ومنهم العشر ومنهم من لا يستفيد من صلاته قليلاً ولا كثيراً.. ويشير إلى ذلك ﷺ: «وليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منها»1.
    على هذا فالصلاة التي علَّمها الرسول ﷺ أصحابه، والتي أمرنا بها الله تعالى بواسطة هذا الرسول الكريم يجب أن تثمر في نفس المصلِّي عقلاً والعقل هو روحها وحقيقتها ومقاس فائدة المصلي منها. ومن لم يعقل من صلاته شيئاً فلا صلاة له ولم يؤدّها ورُبَّ قائمٍ ليس له من قيامه إلاَّ السهر، ولا بدَّ لنا والحالة هذه من أن نفصِّل في هذه النقطة بعض التفصيل لا سيَّما والصلاة هي عماد الدين ورأس الأمر كله فنقول: بما أن الصلاة هي صلة النفس بخالقها وارتباطها الوثيق بنور ربها، وبما أن العقل هو روح الصلاة وثمرتها لذلك كان لزاماً علينا أن نعرف المراد من العقل، وماذا نعقل في صلاتنا والأصول الواجب اتّباعها حتى نصل إلى العقل. ونبدأ ببيان المراد من العقل فنقول:
    المراد بالعقل هنا العقل النفسي وهو ما توعيه النفس وما تختزنه فيها من بعد أن شهدته ورأته، أما ما يعقله الإنسان في هذه الصلاة التي نحن بصددها فيدور حول أمرين اثنين: فهو يعقل طرفاً من الكمالات الإلٓهية عقلاً نفسياً من بعد أن آمن بها وعقلها فكرياً وإلى جانب ذلك يعقل سرَّ التشريع الإلٓهي وبعض ما انطوت عليه الأوامر التي أنزلها الله تعالى على رسوله في القرآن الكريم، إذ يكون عقل الكمالات الإلٓهية بمشاهدة المصلِّي طرفاً من هذه الكمالات شهوداً نفسياً، إذ يرى العظمة الإلٓهية والعدل ويشهد الرأفة والرحمة والعطف والحنان والفضل والإحسان وغير ذلك مما انطوت عليه الأسماء الإلٓهية وهنالك تتمثَّل نفسه هذه الكمالات وتوعيها وتغدو مستقرة فيها. أما عقل الأوامر الإلٓهية فتكون برؤية ما انطوت عليه من خير، فيرى المصلي مثلاً عندما يقرأ آيات الحجاب فائدة الحجاب وما فيه من خير للمرأة ذاتها وذويها، والمجموعة البشرية كلِّها. وعندما يقرأ الآيات التي تنهى عن الخمر والميسر يرى ما فيها من الأذى وما ينجم عن تعاطيها من مضرَّات. وكذلك الأمر بالنسبة للميْتة وما ينشأ عن أكلها من أمراض وعاهات. ويرى الفائدة من الصيام والصلاة والحج والزكاة، إلى غير ذلك من الأوامر التي يعقلها المصلِّي بما يسمعه في صلاته من آيات القرآن. فهو لا يسمع بآية إلاَّ ويرى ما انطوت عليه من معانٍ رؤية متناسبة مع مقدار ما هو فيه من وجهة إلى خالقه، وما هو عليه من صلة وإقبال وذلك ما نعنيه بعقل الأوامر الإلٓهية