الدكتور محمد الذهبي في قراءة نقدية لكتاب ادريس خيدوس همسة البركة

Поділитися
Вставка
  • Опубліковано 17 вер 2024
  • قراءة نقدية أكاديمية جد عميقة لمولودي الاول همسة البركة
    الدكتور محمد الذهبي، ابن البدلة الحبيبة جزاه الله خير الجزاء يهدي الي في هذا اليوم من الأيام المباركة لشهر رمضان قراءة نقدية جد عميقة حتما ستكون دفعة قوية لجزء ثاني أكثر عمقا و تفصيلا و مرصعا بحفريات الذاكرة في الأماكن النوستالجيا و الزمن الجميل و أقدم لكم احبائي نص القراء النقدية كما توصلت بها و اسال الله ان يزيده بسطة في الجسم و العلم:
    همسة البركة
    بين الواقع وواقع الواقع
    همسة البركة تخيل عميق ينبش في ذاكرة بعيدة قريبة من الزمن عبر محطات زمنية متنوعة تنتقل عبر قطار سريع، تصعد إليه متواليات سردية وتنزل لتترك المكان للأخرى، حيث تتكلم في هذه الرحلة عبر ذاكرة جريحة، تحاول إخراج شخصية سعيد المتأرجحة بين غيبوبة الإحساس بالضياع و بين الحضور الذاتي، في فضاء الأمكنة المتنوعة والسياق الزمني المتغير، إلى وجود ديكارتي.
    وعليه، فنص همسة البركة تعامل مع الأمكنة بحميمية عميقة، خصيصا وأنه محبوك بهمسة خافتة في أذن شخصية سعيد، وكأن السارد أمام مرآة ينظر إلى الشخصية المتكررة في مرآة خلفية، تعيد بذلك سرد حكاية مؤطرة زمكانية وفق متواليات سردية، تتكئ على الذاكرة في سرد أحداثها، بالمتا-حكي، بين همس ونفس وسرد وحس وبركة، إذ السارد يتمتع بذاكرة تنبش حاضرها بين أرفود وكلية الآداب والحاجب والثكنة العسكرية بالقنيطرة والرباط...
    وهذه الحميمية للأمكنة، عنصر رئيس للذاكرة في بناء أحداث العمل وتشكيله الجمالي بالزخارف والصور السردية القوية الدلالة، ذات أبنية فنية، تتوالم والكتابة السردية بخصيصاتها الفنية وقواعدها السردية أسلوب لغوي متنوع بضمائر تمزج بين الغائب والمتكلم؛ من حيث البطل سعيد والشخصيات المتواترة والفضاءات المتنوعة والأزمنة المتعددة، علاوة على ذلك حَبْك قصة سعيد بوضعية بدئية تتسم بوصف مرحلة لحظة الولادة والطفولة بتكثيف دقيق، لتنتقل إلى التحولات في الأحداث بحدث مفاجئ يغير مجرى الحكي وتجلى في همسة الشيخ للسعيد؛ يقول السارد:
    "وفي يــوم مــن الأيــام، وهــو جالــس يقــرأ القــرآن كعادتــه في المســجد، فاجــأه أحــد دراويــش الحــارة الحبيبــة، وكان متقاعــدا في الجيــش، وحريصــا على الصــلاة في وقتهــا، ولــم تكــن تجمعــه معــه علاقــة وطيــدة، فقــال لــه كلمــات ظاهرهــا مــن قبلهــا العــذاب، وباطنهــا فيهــا الرحمــة : «أولــد ســي محمــد نــوض تخــدم على راســك» فإن الســماء لا تمطــر ذهبــا ولا فضــة، وأنــت في وقــت العمــل والعطــاء، فلمــاذا تبخــل على نفســك؟... وذكــره بمــا فعلــه ســيدنا عمــر رضــي الله عنــه بالعاطليــن في المســجد، وكأنــه يســمعها لأول مــرة"، ص 25.
    والذي سيجعل من هذا الهمس عقدة لتطور الأحداث، ومن ثم تتطور بين فضاءات مختلفة وأحداث متغيرة دون نتيجة تذكر، وهذا ما نعتقد أنه قد يأتي في جزء لاحق لهمسة البركة، وهنا تحول العمل من عمل بسيط لا عمق فيه إلى أبنية سردية ذات مقومات تشويقية بأحداث وهمسات وبركات للمتلقي "القارئ"، وكأن السارد جالس مع المؤلف في مائدة الحكي يخاطبه بملفوظات حكائية، تنسجم في ملفوظ حكائي ذي أبعاد ثلاثية، وفق السحب تأنيا في الوقت نفسه وفي هذه الحالات التي يستخدم فيها علاقات التأليف، بين المتواليات السردية بشكل رياضي لصندوق يضم تخيل وقائع الواقع لكرات الحكي من خلال أبعاده الزمكانية، التي تجعل من شخصية همسة البركة سعيد كائناً اجتماعيا إنسانيا كونياً يسبح في معاناة، سيابية، داخل الحياة، بواقع الواقع والواقع الواقع، الذي ترصعه حفريات الذاكرة بين أرفود والرباط والكلية والقنيطرة، فيجد نفسه بين ثلاث طرق مختلفة في سحب الوقائع من صندوق الذاكرة، تأنيا، أو بالتتابع وبدون إرجاع أو بالتتابع وبإرجاع.
    ومن ثم، فذاكرة السارد في همسة البركة في هذا الجزء، تحتوي على تسعة مقاطع سردية تبتدئ بـ "مولود جديد" و"مرحلة الطفولة" و"مرحلة الشباب" و"المشوار الدراسي وهاجس المستقبل" و"مرحلة التيه والرجوع إلى الله" و"همسة البركة السحرية" و"مفعول البركة" و"نقطة التحول".
    وعلى هذا الأساس، فإن النص ـ الحدث، عرض همسة البركة وفق خطية زمنية مؤسسة على فكرة مُفادها بناء معرفة بنائية، قابلة للانشطار في الحكاية نفسها لتشكل منطلقا للتأويل عما تقوله عن شخصية سعيد وكأننا أمام أحداث ثلاثة:
    Ø الحدث ـ أـ من: "مولود جديد" و"مرحلة الطفولة" ومرحلة الشباب".
    Ø الحدث ـ ب ـ من: "نهاية المشوار الدراسي وهاجس المستقبل" و"مرحلة التيه والرجوع إلى الله".
    Ø الحدث ـ ج ـ من: "همسة البركة السحرية" و"مفعول همسة البركة" ونقطة التغيير".
    يتبن أن السارد انطلق في هذه الأحداث وتنظيمها وفق منطق من النص إلى الدلالة، الذي يبحث فيما تقوله حكاية سعيد من أحداث، لأن النص هو الحدث، والشخصية، في وعي بالذات، التي يدرك من خلالها السارد شخصية سعيد والتي بدورها تدرك أنها تبحث عن ذاتها في ذاتها، لأنها تعيش انشطارا وعجزا تاما بين معاناة الواقع واقع الواقع، بحثا عن ذاتها داخل ذاتها بالدفاع عنها أمام نفسها في لحظة الرجوع إلى الله يقول السارد:
    " كانــت صدمــة قويــة بالنســبة لســعيد، الــذي حــاول أن يتأقلــم مــع هــذا الوضــع الجديــد المحــزن، وأن يطــوي صفحــة هاتــه الفتــرة البئيســة، التــي ظلــت كابوســا مزعجا يطــارده.. رجــع إلــى أســرته، وهــو يجــر أذيــال الخيبــة، والفشــل، حيــث لــم يتحمــل صدمــة الإعفــاء، وألــم الفــراق، فــراق الأصدقــاء والأحبــة، في هاتــه التجربــة الجديــدة الغيــر متوقعــة، والتــي علمتــه الانضبــاط والاســتيقاظ باكــرا، واحتــرام مــن هــو أعلى منــه رتبــة... كان ســعيد يعتبــر الأمــر جســر نجــاة، قــد ينقلــه فيمــا بعــد مــن براثيــن البطالــة، إلــى إثبــات الــذات، لكــن تجــري الريــاح بمــا لا تشــتهيه الأنفــس، وعــوض أن يطــوي ســعيد صفحــة الحلــم، الــذي طالمــا تمنــاه، وتحقــق لــه، ويقبــل قضــاء الله وقــدره تــاه في بحــر

КОМЕНТАРІ •