كيف أذهل المتنبي الشعراء في وصفه الجود؟| مع الشعر | أنس الدغيم

مذهلٌ هذا المتنبّي وهو يصفُ جُودَ سيف الدولة بقوله:
خِفتُ إِن صِرتُ في يَمينِكَ أَن تَأ ... خُذَني في هِباتِكَ الأَقوامُ
وأتساءل: كيف للشِّعرِ أن يكون جواداً إلى هذه الدرجةِ حتّى يجودَ علينا بكلِّ هذا الجمال ... وهذا المتنبّي؟!
ثمّ يكونُ مذهلاً أكثر وهو يمدح محمّداً بن أوسِ الأزديّ، فيقول:
يا ذا الذي يهَبُ الكثيرَ وعنده ... أنّي عليه بأخذهِ أتصدّقُ
وهل يوصفُ الجودُ بأجملَ من هذا؟
فيجعلُ الجوادَ فَرحاً بالعطاء والبذلِ كأنّه هو الذي يفوز بهذا العطاء.
ويلتقي المتنبّي في هذا المعنى بزهير بن أبي سُلمى أو بزياد الأعجم، فإلى كليهما يُنسَبُ هذا البيت:
تَراهُ إِذا ما جئتَهُ مُتَهَلِّلاً
كَأَنَّكَ تُعطيهِ الَّذي أَنتَ سائِلُه
ثمّ يذهبُ المتنبّي ليجعلَ حياةَ الكَرمِ والجودِ على الأرض مِن حياةِ ممدوحه، وكأنّ ممدوحَه الجوادَ يقوم بما يقوم به الكرامُ قاطبةً:
كذبَ ابنُ فاعلةٍ يقولُ بجهلِه .... ماتَ الكرامُ وأنتَ حيٌّ تُرزَقُ
وأمّا عندي
فلا أجدُ وصفاً للجودِ والكرمِ أعلى مِن القول فيه صلّى الله عليه وسلّم:
(كان أجودَ من الريحِ المُرسَلة).
#أنس_الدغيم
#قبسات_الأدب #أدب_خالد
تابعونا | t.me/adabkhalid
اشترك معنا في قناتنا وفعل خاصية الجرس
ليصلك كل جديد وإن أعجبك الفيديو اضغط إعجاب وشاركنا رأيك وشكراً..
لمراسلتنا عبر الإيميل لاقترحات قصائد وشعراء : [e-mail]

[@mohamedelshafey897]

جزاك الله خيرا ورحم المتنبي وجزاه عنا خيرا