جزاك الله خير الجزاء شيخنا الفاضل . حببت الينا مادة مصطلح الحديث و جعلتها يسيرة سلسة سهلة في الفهم . و الله يسهلك زي ما سهلت لنا فهم هذا العلم . جعله الله في ميزان حسناتك و شفّع الله فيك الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم 🌹🙏 امين . الله يرحم والديك . من تونس الزيتونة نحييك و نشكرك 🇹🇳
عندنا بالكتاب تعريف الحديث الصحيح لذاته : وهو ما كانت الصحة غير راجعة إلى صفات الحسن الذاتية دون الحاجة إلى مقارنه بغيره . ما معنى ذلك ؟ والصحيح لغيره : ما كانت صفات الصحة عائدة إلى مقارنته بغيره
الجواب : الحمد لله معنى ذلك : أن وصف الحديث بأنه صحيح لغيره لا بد أن يكون ناتجا من مقارنة الحديث بغيره ، فيكون الحديث ورد من طريقين مثلا ، كل منهما حسن لذاته ، فبمجموع الطريقين يكون صحيحا لغيره . وأما الصحيح لذاته ، فلا يحتاج أن يقارن بغيره ، ولا أن تتعدد طرقه ، بل يكفي أن تتوفر فيه شروط الصحة الخمسة ، فيحكم له بأنه صحيح لذاته ، وإن كان له إسناد واحد . والله أعلم.
أمثلة لأصح الأسانيد : -الزهري عن سالم عن أبيه - محمد بن سيرين عن عبيدة بن عمرو السلماني عن علي - ابراهيم النخعي عن علقمة عن ابن مسعود ثم يليهم - حماد بن سلمة عن ثابت عن انس ثم يليهم - سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة
بريدة بن عبد الله عن جده عن ابيه ابي موسى الاشعري و حماد بن سلمة عن ثابت عن انس و يليه سهيل بن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة و كالعلاء بن عبد الرحمن عن ابيه عن ابي هريرة
بارك الله فيكم يكون بالرجوع إلى الكتاب الذي روى هذا الحديث بسنده (أي : تخريج الحديث) كالبخاري ومسلم والترمذي وغيرهم . فلا بد من الرجوع إلى الأصول . فستجد أن صاحب الكتاب يروي الحديث بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
@@shaykh0Samehabbas ياشيخ، لدي سؤالان: ١. هل جميع أحاديث صحيح البخاري صحيحة ؟ سمعت أن بعض العلماء كان لهم ملاحظات على بعض الأحاديث القليلة جدا جدا ، ماصحة هذا الكلام وماهي الأحاديث التي كان لبعضهم ملاحظات عليها؟؟ طبعا لا شك أن الأحاديث المتعلقة بالعقيدة والعبادات ومايترتب عليه العمل صحيحة. ٢. قرأت تحقيقا لحديث في رد على سائل ما عن صحته ، وفي نفسي منه شيء، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى زوجه زينب ام المؤمنين رضي الله عنها وهي تمعس منيئة.. زعم المحقق أن الحديث في صحيح مسلم ، ثم قال الزيادة فيه ضعيفة. وان الذي صح قوله عليه الصلاة والسلام " إذا نظر أحدكم إلى امرأة فليأت أهله .." او كما قال. ٣. أثناء الكتابة جال في خاطري سؤال آخر فيما يخص الفتنة بين المسلمين. لماذا لم يستعن علي رضي الله عنه بجيوش من الأمصار وبجيش الشام خاصة للقضاء على قتلة عثمان رضي الله عنه؟ أليس لو فعل كان خيرا من الخروج إلى الكوفة و إذهابا لغيظ المسلمين وخاصة ولي الدم معاوية رضي الله عنه و انتقاما و نصرا و ٱخمادا للفتنة في مهدها. وهل صحيح أن معاوية قال لعمرو رضي الله عنهما : تأتينا بهنات، ولم يعبأ بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا صح حديث مقتل عمار على ايدي الفئة الباغية، وهل صحت زيادة: يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ؟) ولا أخفيك سرا، فإني والله لأعلم أن عليا بعد مقتل ذي النورين لم يمش على الأرض من هو خير منه، ولكني في نفسي شيء من خروجه إلى الكوفة و عدم حسمه المسألة بقوة، وارى أن معاوية كان لديه كثير من الحق والحجة الدامغة ، وخاصة أن المجرمين كانوا في جيش علي. أفيدونا وجزاكم الله خيرا .
النبي (ص) وصف المنافقين بانهم اصحابه... هل كان هؤلاء تقاة ( عدول و اصحاب ضبط ) ؟ بعضهم قال عنهم القران: " ومنكم من يريد الدنيا و منكم من يريد الاخرة " و قوله : " وفيكم سماعون لهم.." ارجو التوضيح شكرا
الجواب : الحمد لله سوف أفترض أنك تسأل لتسترشد فعلا ، ولست تريد الطعن في الصحابة رضي الله عنهم ، وإحسان الظن في المسلمين واجب ، ولذلك سوف أجيبك على سؤالك وأرجو أن يكون الجواب وافيا ، وإن كان الموضوع يحتاج إلى أكثر مما ذكر ، ولكن هذا ما يمكن الجواب به في هذا الموضع . أولا : عدالة الصحابة كلهم رضي الله عنهم ليست محل شك أو توقف عند أهل السنة والجماعة ، بل هي محل إجماع من أهل السنة ، وإنما طعن في عدالتهم أو توقف فيها أهل البدع المخالفون لأهل السنة والجماعة ، ولما دل عليه القرآن الكريم والسنة النبوية . والمسلم الحريص على نجاته يوم القيامة لا يمكن أن يسمح لنفسه بمخالفة منهج أهل السنة والجماعة ، ويحشر نفسه مع أهل البدع والضلالات . ثانيا : أثنى الله تعالى على الصحابة في آيات كثيرة من القرآن الكريم ، وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم . قال الله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة/100 . وقال تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) آل عمران/110 . وقال تعالى : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) البقرة/143 . وهذا وإن كان خطابا لعموم الأمة إلى يوم القيامة ، إلا أن أول من يدخل في ذلك هم الصحابة ، الذين هم أفضل الأمة ، بل هم أفضل الناس جميعا -بعد الأنبياء- من آدم عليه السلام إلى قيام الساعة ، كما جاء بذلك الحديث المتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم : (خير الناس قرني) وقد رواه البخاري ومسلم وغيرهما . أفلا يكون خير الناس بعد الأنبياء عدولا ؟ وإذا لم يكونوا عدولا فمن العدول إذن ؟! ثالثا : قول النبي صلى الله عليه وسلم : (أصحابي أصحابي) إنما قاله فيمن ارتد بعده صلى الله عليه وسلم ، ولهذا ورد في الحديث : (إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك) والمرتد ليس من الصحابة بإجماع العلماء ، لأن شرط الصحابي أن يموت على الإسلام . وحمل بعض العلماء هذا الحديث على المنافقين ، وهو حمل صحيح أيضا ، والمنافقون ليسوا من أصحابه صلى الله عليه وسلم إلا باعتبار ظاهر أمرهم ، وإلا فهم في الحقيقة كفار غير مؤمنين. ومع ذلك فقد قال العلماء : إنه - ولله الحمد- لم يرو منافق في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عرف أحد من المنافقين بالعلم والفتوى ، وهذا من فضل الله تعالى علينا ، وحفظه لدينه ، حيث حفظ دينه أن يكون حملته ونقلته منافقين . وبالتالي ليس وجود بعض المنافقين بين الصحابة بطاعن في عدالة الصحابة ، ولا يوجب شكًّا في روايتهم عن النبي صلى الله عليه وسلم . على أنه قد ورد الحديث بلفظ : (أصيحابي أصيحابي) بالتصغير ، وهذا يدل على أن عدد المنافقين كان قليلا جدا ، وهذا هو الواقع ، فعدد الصحابة كان قريبا من مائة وعشرين ألف صحابيا ، وهؤلاء المنافقون كانوا أفرادا ، أكثر ما وردنا في عدد جماعة منهم ، أن اثني عشر رجلا منهم أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم حين رجوعه من غزوة تبوك ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة رضي الله عنه بأسماء المنافقين ، وهذا يدل على أن عددهم كان قليلا جدا. فوجود عشرين منافقا -مثلا- بين مائة وعشرين ألف صحابي لا يؤثر فيهم شيئا ، ولا يجعلنا نشك في عدالة الصحابة ، والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث ، فكيف بماء البحر ؟! رابعا : وأما قوله تعالى : (مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) آل عمران/152 . فقد أخبر الله في الآية نفسها أنه عفا عنهم ، فإذا وقع ذنبهم مغفورا فإنه لا يقدح في عدالتهم . وكذلك قوله تعالى : (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ) التوبة/47 . فالذين كانوا يسمعون للمنافقين من الصحابة كانوا نفرا قليلا جدا ، وكانوا يفعلون ذلك إما لعدم علمهم بنفاقهم ، وإما إحسانا للظن بهم ، أو لغير ذلك من الأعذار التي لا تقدح في عدالة الشخص ، على أن ذلك لم يكن في حكم شرعي ، ولا في الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما كان ذلك في سماع بعض الأخبار الكاذبة والإشاعات التي يروجها المنافقون ، ونحن كلامنا هنا على عدالة الصحابة وضبطهم للحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا يقدح في ذلك وقوع خطأ من أفراد قليلين جدا كانوا يسمعون لبعض المنافقين بعض الإشاعات . على أننا لا ندعي العصمة للصحابة رضي الله عنهم ، فقد يقع من أحدهم بعض الذنوب ، ولكنهم يتوبون منها ، أو يغفرها الله لهم تفضلا منه وتكرما ، أو يكونون متأولين فيها مجتهدين ، فتكون معفوا عنها . وأخيرا أنصحك بسلامة صدرك لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، واقرأ ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية في آخر رسالته (الواسطية) في بيان موقف أهل السنة والجماعة من الصحابة رضي الله عنهم ، ولولا خوف الإطالة لنقلت لك الكلام بتمامه . أسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه . والله أعلم .
أحسن الله إليكم.
شكر الله لكم .
شرحه موفق جدا ، أشهد الله أني أحببت الشيخ.
مشاء الله عليك يا شيخنا الجليل
جزاكم الله خيرا
جزاك الله خيرا بارك الله فيك
جزاكم الله خيرا
ماشاء اللة يا الشيخ جزاك اللة خير
جزاكم الله خيرا
شرح جميل الله ينور عليك
جزاكم الله خيرا
بارك الله فيك الله يطول عمرك. شكرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
جزاك الله خيرا ح
جزاك الله خير الجزاء شيخنا الفاضل . حببت الينا مادة مصطلح الحديث و جعلتها يسيرة سلسة سهلة في الفهم . و الله يسهلك زي ما سهلت لنا فهم هذا العلم .
جعله الله في ميزان حسناتك و شفّع الله فيك الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم 🌹🙏 امين .
الله يرحم والديك . من تونس الزيتونة نحييك و نشكرك 🇹🇳
جزاكم الله خيرا
ووفقكم الله للعلم النافع والعمل الصالح
وبارك في أهل تونس الحبيبة
حفظكم الله
الله يحفظك ياشيخ وطول في عمرك
جزاكم الله خيرا
بارك الله فيك ياشيخ وجزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا طريقة الشرح رائعة.
34:49 كيفية معرفة صحة الحديث
الله يبارك بعلمك ويزيدك من فضله
يا شيخي الحبيب انا اسءلك دروسك القيمة في الحديث كيف استطيع ان اجدها ؟ اكرم علي من فضلك،
ماشاءالله تبارك الرحمن هل عندك مذكرة في شرح مصطلح الحديث بارك الله فيك
زادك الله علما 🌷🌷
جزاك الله عنا كل خير ومتعك بالصحة
جزاك الله خيرا اخي تحية لك من المغرب
عندنا بالكتاب تعريف الحديث الصحيح لذاته : وهو ما كانت الصحة غير راجعة إلى صفات الحسن الذاتية دون الحاجة إلى مقارنه بغيره .
ما معنى ذلك ؟
والصحيح لغيره : ما كانت صفات الصحة عائدة إلى مقارنته بغيره
الجواب :
الحمد لله
معنى ذلك : أن وصف الحديث بأنه صحيح لغيره لا بد أن يكون ناتجا من مقارنة الحديث بغيره ، فيكون الحديث ورد من طريقين مثلا ، كل منهما حسن لذاته ، فبمجموع الطريقين يكون صحيحا لغيره .
وأما الصحيح لذاته ، فلا يحتاج أن يقارن بغيره ، ولا أن تتعدد طرقه ، بل يكفي أن تتوفر فيه شروط الصحة الخمسة ، فيحكم له بأنه صحيح لذاته ، وإن كان له إسناد واحد .
والله أعلم.
السلام عليكم - بارك الله فيك قلت أثناء الدرس أن البحث الذاتي لا يمكن للطالب معرفة ذلك الا للشيوخ . متى يتدرب الطالب على التصحيح والتضعيف .
جزاك الله خير
مشاء الله
هل يوجد دروس توحيد وثقافة اسلاميه
أمثلة لأصح الأسانيد :
-الزهري عن سالم عن أبيه
- محمد بن سيرين عن عبيدة بن عمرو السلماني عن علي
- ابراهيم النخعي عن علقمة عن ابن مسعود
ثم يليهم
- حماد بن سلمة عن ثابت عن انس
ثم يليهم
- سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة
بريدة بن عبد الله عن جده عن ابيه ابي موسى الاشعري
و حماد بن سلمة عن ثابت عن انس
و يليه
سهيل بن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة
و كالعلاء بن عبد الرحمن عن ابيه عن ابي هريرة
جزاك الله خيرا
عندي استفسار لو تكرمت وتجيبني عليه . سؤالي هو, كيفية ايجاد او معرفة طرق (اسانيد) حديث ما؟؟
بارك الله فيكم
يكون بالرجوع إلى الكتاب الذي روى هذا الحديث بسنده (أي : تخريج الحديث) كالبخاري ومسلم والترمذي وغيرهم .
فلا بد من الرجوع إلى الأصول .
فستجد أن صاحب الكتاب يروي الحديث بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
@@shaykh0Samehabbas
ياشيخ، لدي سؤالان:
١. هل جميع أحاديث صحيح البخاري صحيحة ؟ سمعت أن بعض العلماء كان لهم ملاحظات على بعض الأحاديث القليلة جدا جدا ، ماصحة هذا الكلام وماهي الأحاديث التي كان لبعضهم ملاحظات عليها؟؟ طبعا لا شك أن الأحاديث المتعلقة بالعقيدة والعبادات ومايترتب عليه العمل صحيحة.
٢. قرأت تحقيقا لحديث في رد على سائل ما عن صحته ، وفي نفسي منه شيء، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى زوجه زينب ام المؤمنين رضي الله عنها وهي تمعس منيئة.. زعم المحقق أن الحديث في صحيح مسلم ، ثم قال الزيادة فيه ضعيفة. وان الذي صح قوله عليه الصلاة والسلام " إذا نظر أحدكم إلى امرأة فليأت أهله .." او كما قال.
٣. أثناء الكتابة جال في خاطري سؤال آخر فيما يخص الفتنة بين المسلمين. لماذا لم يستعن علي رضي الله عنه بجيوش من الأمصار وبجيش الشام خاصة للقضاء على قتلة عثمان رضي الله عنه؟ أليس لو فعل كان خيرا من الخروج إلى الكوفة و إذهابا لغيظ المسلمين وخاصة ولي الدم معاوية رضي الله عنه و انتقاما و نصرا و ٱخمادا للفتنة في مهدها. وهل صحيح أن معاوية قال لعمرو رضي الله عنهما : تأتينا بهنات، ولم يعبأ بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا صح حديث مقتل عمار على ايدي الفئة الباغية، وهل صحت زيادة: يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ؟)
ولا أخفيك سرا، فإني والله لأعلم أن عليا بعد مقتل ذي النورين لم يمش على الأرض من هو خير منه، ولكني في نفسي شيء من خروجه إلى الكوفة و عدم حسمه المسألة بقوة، وارى أن معاوية كان لديه كثير من الحق والحجة الدامغة ، وخاصة أن المجرمين كانوا في جيش علي.
أفيدونا وجزاكم الله خيرا .
هناك سؤال لو سمحت هناك رواة بعض اهل العلم وثقوه ومنهم لم يوثقوه كيف الحل
النبي (ص) وصف المنافقين بانهم اصحابه... هل كان هؤلاء تقاة ( عدول و اصحاب ضبط ) ؟
بعضهم قال عنهم القران: " ومنكم من يريد الدنيا و منكم من يريد الاخرة " و قوله : " وفيكم سماعون لهم.."
ارجو التوضيح شكرا
الجواب :
الحمد لله
سوف أفترض أنك تسأل لتسترشد فعلا ، ولست تريد الطعن في الصحابة رضي الله عنهم ، وإحسان الظن في المسلمين واجب ، ولذلك سوف أجيبك على سؤالك وأرجو أن يكون الجواب وافيا ، وإن كان الموضوع يحتاج إلى أكثر مما ذكر ، ولكن هذا ما يمكن الجواب به في هذا الموضع .
أولا :
عدالة الصحابة كلهم رضي الله عنهم ليست محل شك أو توقف عند أهل السنة والجماعة ، بل هي محل إجماع من أهل السنة ، وإنما طعن في عدالتهم أو توقف فيها أهل البدع المخالفون لأهل السنة والجماعة ، ولما دل عليه القرآن الكريم والسنة النبوية .
والمسلم الحريص على نجاته يوم القيامة لا يمكن أن يسمح لنفسه بمخالفة منهج أهل السنة والجماعة ، ويحشر نفسه مع أهل البدع والضلالات .
ثانيا :
أثنى الله تعالى على الصحابة في آيات كثيرة من القرآن الكريم ، وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم .
قال الله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة/100 .
وقال تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) آل عمران/110 . وقال تعالى : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) البقرة/143 .
وهذا وإن كان خطابا لعموم الأمة إلى يوم القيامة ، إلا أن أول من يدخل في ذلك هم الصحابة ، الذين هم أفضل الأمة ، بل هم أفضل الناس جميعا -بعد الأنبياء- من آدم عليه السلام إلى قيام الساعة ، كما جاء بذلك الحديث المتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم : (خير الناس قرني) وقد رواه البخاري ومسلم وغيرهما .
أفلا يكون خير الناس بعد الأنبياء عدولا ؟ وإذا لم يكونوا عدولا فمن العدول إذن ؟!
ثالثا :
قول النبي صلى الله عليه وسلم : (أصحابي أصحابي) إنما قاله فيمن ارتد بعده صلى الله عليه وسلم ، ولهذا ورد في الحديث : (إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك) والمرتد ليس من الصحابة بإجماع العلماء ، لأن شرط الصحابي أن يموت على الإسلام .
وحمل بعض العلماء هذا الحديث على المنافقين ، وهو حمل صحيح أيضا ، والمنافقون ليسوا من أصحابه صلى الله عليه وسلم إلا باعتبار ظاهر أمرهم ، وإلا فهم في الحقيقة كفار غير مؤمنين.
ومع ذلك فقد قال العلماء : إنه - ولله الحمد- لم يرو منافق في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عرف أحد من المنافقين بالعلم والفتوى ، وهذا من فضل الله تعالى علينا ، وحفظه لدينه ، حيث حفظ دينه أن يكون حملته ونقلته منافقين .
وبالتالي ليس وجود بعض المنافقين بين الصحابة بطاعن في عدالة الصحابة ، ولا يوجب شكًّا في روايتهم عن النبي صلى الله عليه وسلم .
على أنه قد ورد الحديث بلفظ : (أصيحابي أصيحابي) بالتصغير ، وهذا يدل على أن عدد المنافقين كان قليلا جدا ، وهذا هو الواقع ، فعدد الصحابة كان قريبا من مائة وعشرين ألف صحابيا ، وهؤلاء المنافقون كانوا أفرادا ، أكثر ما وردنا في عدد جماعة منهم ، أن اثني عشر رجلا منهم أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم حين رجوعه من غزوة تبوك ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة رضي الله عنه بأسماء المنافقين ، وهذا يدل على أن عددهم كان قليلا جدا.
فوجود عشرين منافقا -مثلا- بين مائة وعشرين ألف صحابي لا يؤثر فيهم شيئا ، ولا يجعلنا نشك في عدالة الصحابة ، والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث ، فكيف بماء البحر ؟!
رابعا :
وأما قوله تعالى : (مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) آل عمران/152 .
فقد أخبر الله في الآية نفسها أنه عفا عنهم ، فإذا وقع ذنبهم مغفورا فإنه لا يقدح في عدالتهم .
وكذلك قوله تعالى : (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ) التوبة/47 .
فالذين كانوا يسمعون للمنافقين من الصحابة كانوا نفرا قليلا جدا ، وكانوا يفعلون ذلك إما لعدم علمهم بنفاقهم ، وإما إحسانا للظن بهم ، أو لغير ذلك من الأعذار التي لا تقدح في عدالة الشخص ، على أن ذلك لم يكن في حكم شرعي ، ولا في الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما كان ذلك في سماع بعض الأخبار الكاذبة والإشاعات التي يروجها المنافقون ، ونحن كلامنا هنا على عدالة الصحابة وضبطهم للحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا يقدح في ذلك وقوع خطأ من أفراد قليلين جدا كانوا يسمعون لبعض المنافقين بعض الإشاعات .
على أننا لا ندعي العصمة للصحابة رضي الله عنهم ، فقد يقع من أحدهم بعض الذنوب ، ولكنهم يتوبون منها ، أو يغفرها الله لهم تفضلا منه وتكرما ، أو يكونون متأولين فيها مجتهدين ، فتكون معفوا عنها .
وأخيرا أنصحك بسلامة صدرك لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، واقرأ ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية في آخر رسالته (الواسطية) في بيان موقف أهل السنة والجماعة من الصحابة رضي الله عنهم ، ولولا خوف الإطالة لنقلت لك الكلام بتمامه .
أسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه .
والله أعلم .
جزاكم الله خيرا دروس قيمة ورائعة طبتم وطاب ممشاكم .
واش دبا هذا علم؟
شوف اش باليك نتا
جزاك الله خيرا
جزاكم الله خيرا
جزاكم الله خيرا