فلا ريب في كون الملائكة جميعًا موحدين، ويعرفون الله تعالى بصفاته التي يعرفها البشر، كما يدل عليه قولهم في مخاطبة الله تعالى: سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [البقرة:32]، وقد تواردت الآيات الدالة على ذلك، كقوله تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:18]، وقوله سبحانه: لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا [النساء:166]، وقوله عز وجل: وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ [الرعد:13]، وقوله تبارك وتعالى: وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ [الزمر:75]. ومن تأمل وصف الملائكة في كتاب الله تعالى، علم أن الأمر لا يقتصر على مجرد التوحيد، ومعرفة الله ببعض صفاته التي يعرفها البشر، بل حالهم أكمل من هذا بكثير، كما يدل عليه قوله تعالى: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُون* يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [النحل:49-50]، وقوله سبحانه: وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ* يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ [الأنبياء:19-20]، قال السعدي في تفسيره: {وَمَنْ عِنْدَهُ} أي: من الملائكة {لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ} أي: لا يملون ولا يسأمونها؛ لشدة رغبتهم، وكمال محبتهم، وقوة أبدانهم، {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} أي: مستغرقين في العبادة، والتسبيح في جميع أوقاتهم، فليس في أوقاتهم وقت فارغ، ولا خال منها، وهم على كثرتهم بهذه الصفة. اهـ. ثم قال تعالى بعد ذلك: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ* لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ* يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ [الأنبياء:26-28]، قال السعدي في تفسيره: يخبر تعالى عن سفاهة المشركين المكذبين للرسول، وأنهم زعموا - قبحهم الله - أن الله اتخذ ولدًا، فقالوا: الملائكة بنات الله، تعالى الله عن قولهم، وأخبر عن وصف الملائكة، بأنهم عبيد مربوبون مدبرون، ليس لهم من الأمر شيء، وإنما هم مكرمون عند الله، قد أكرمهم الله، وصيرهم من عبيد كرامته ورحمته؛ وذلك لما خصهم به من الفضائل، والتطهير عن الرذائل، وأنهم في غاية الأدب مع الله، والامتثال لأوامره ... اهـ. وأما المحل الذي يختلف فيه أهل العلم في حق الملائكة، فهو العصمة: هل تثبت لهم جميعًا، أم تخص المرسلين منهم؟ والصواب: أنهم جميعًا معصومون من مخالفة أمر الله تعالى، قال الدكتور عمر الأشقر في كتابه: (عالم الملائكة الأبرار): نقل السيوطي عن القاضي عياض: أن المسلمين أجمعوا على أن الملائكة مؤمنون فضلاء، واتفق أئمة المسلمين أن حكم المرسلين منهم حكم النبيين سواء في العصمة مما ذكرنا عصمتهم منه، وأنهم في حقوق الأنبياء والتبليغ إليهم كالأنبياء مع الأمم. واختلفوا في غير المرسلين منهم، فذهب طائفة إلى عصمتهم جميعًا عن المعاصي، واحتجوا بقوله تعالى: (يا أيها الَّذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها النَّاس والحجارة عليها ملائكة غلاظٌ شدادٌ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) [التحريم:6]، وبقوله: (وما منَّا إلاَّ له مقامٌ معلومٌ* وإنَّا لنحن الصَّافون* وإنَّا لنحن المسبحون) [الصافات:164-166]، وبقوله: (ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون) الآية [الأنبياء:19]، وقوله: (كرام بررةٍ) [عبس:16]، وقوله: (لاَّ يمسُّه إلاَّ المطهَّرون) [الواقعة:79]، ونحوه من السمعيات. وذهبت طائفة إلى أن هذا خصوص للمرسلين منهم، والمقربين، واحتجوا بقصة هاروت وماروت، وقصة إبليس، والصواب عصمتهم جميعًا، وتنزيه جنابهم الرفيع عن جميع ما يحط من رتبهم، وينزلهم عن جليل مقدارهم. قال: والجواب عن قصة هاروت وماروت أنها لم يرو فيها شيء لا سقيم ولا صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن قصة إبليس أن الأكثر ينفون أنه من الملائكة، ويقولون: إنه أبو الجن، كما أن آدم أبو البشر، انتهى. اهـ.
فلا ريب في كون الملائكة جميعًا موحدين، ويعرفون الله تعالى بصفاته التي يعرفها البشر، كما يدل عليه قولهم في مخاطبة الله تعالى: سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [البقرة:32]، وقد تواردت الآيات الدالة على ذلك، كقوله تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:18]، وقوله سبحانه: لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا [النساء:166]، وقوله عز وجل: وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ [الرعد:13]، وقوله تبارك وتعالى: وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ [الزمر:75]. ومن تأمل وصف الملائكة في كتاب الله تعالى، علم أن الأمر لا يقتصر على مجرد التوحيد، ومعرفة الله ببعض صفاته التي يعرفها البشر، بل حالهم أكمل من هذا بكثير، كما يدل عليه قوله تعالى: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُون* يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [النحل:49-50]، وقوله سبحانه: وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ* يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ [الأنبياء:19-20]، قال السعدي في تفسيره: {وَمَنْ عِنْدَهُ} أي: من الملائكة {لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ} أي: لا يملون ولا يسأمونها؛ لشدة رغبتهم، وكمال محبتهم، وقوة أبدانهم، {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} أي: مستغرقين في العبادة، والتسبيح في جميع أوقاتهم، فليس في أوقاتهم وقت فارغ، ولا خال منها، وهم على كثرتهم بهذه الصفة. اهـ. ثم قال تعالى بعد ذلك: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ* لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ* يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ [الأنبياء:26-28]، قال السعدي في تفسيره: يخبر تعالى عن سفاهة المشركين المكذبين للرسول، وأنهم زعموا - قبحهم الله - أن الله اتخذ ولدًا، فقالوا: الملائكة بنات الله، تعالى الله عن قولهم، وأخبر عن وصف الملائكة، بأنهم عبيد مربوبون مدبرون، ليس لهم من الأمر شيء، وإنما هم مكرمون عند الله، قد أكرمهم الله، وصيرهم من عبيد كرامته ورحمته؛ وذلك لما خصهم به من الفضائل، والتطهير عن الرذائل، وأنهم في غاية الأدب مع الله، والامتثال لأوامره ... اهـ. وأما المحل الذي يختلف فيه أهل العلم في حق الملائكة، فهو العصمة: هل تثبت لهم جميعًا، أم تخص المرسلين منهم؟ والصواب: أنهم جميعًا معصومون من مخالفة أمر الله تعالى، قال الدكتور عمر الأشقر في كتابه: (عالم الملائكة الأبرار): نقل السيوطي عن القاضي عياض: أن المسلمين أجمعوا على أن الملائكة مؤمنون فضلاء، واتفق أئمة المسلمين أن حكم المرسلين منهم حكم النبيين سواء في العصمة مما ذكرنا عصمتهم منه، وأنهم في حقوق الأنبياء والتبليغ إليهم كالأنبياء مع الأمم. واختلفوا في غير المرسلين منهم، فذهب طائفة إلى عصمتهم جميعًا عن المعاصي، واحتجوا بقوله تعالى: (يا أيها الَّذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها النَّاس والحجارة عليها ملائكة غلاظٌ شدادٌ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) [التحريم:6]، وبقوله: (وما منَّا إلاَّ له مقامٌ معلومٌ* وإنَّا لنحن الصَّافون* وإنَّا لنحن المسبحون) [الصافات:164-166]، وبقوله: (ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون) الآية [الأنبياء:19]، وقوله: (كرام بررةٍ) [عبس:16]، وقوله: (لاَّ يمسُّه إلاَّ المطهَّرون) [الواقعة:79]، ونحوه من السمعيات. وذهبت طائفة إلى أن هذا خصوص للمرسلين منهم، والمقربين، واحتجوا بقصة هاروت وماروت، وقصة إبليس، والصواب عصمتهم جميعًا، وتنزيه جنابهم الرفيع عن جميع ما يحط من رتبهم، وينزلهم عن جليل مقدارهم. قال: والجواب عن قصة هاروت وماروت أنها لم يرو فيها شيء لا سقيم ولا صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن قصة إبليس أن الأكثر ينفون أنه من الملائكة، ويقولون: إنه أبو الجن، كما أن آدم أبو البشر، انتهى. اهـ.
فلا ريب في كون الملائكة جميعًا موحدين، ويعرفون الله تعالى بصفاته التي يعرفها البشر، كما يدل عليه قولهم في مخاطبة الله تعالى: سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [البقرة:32]، وقد تواردت الآيات الدالة على ذلك، كقوله تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:18]، وقوله سبحانه: لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا [النساء:166]، وقوله عز وجل: وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ [الرعد:13]، وقوله تبارك وتعالى: وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ [الزمر:75]. ومن تأمل وصف الملائكة في كتاب الله تعالى، علم أن الأمر لا يقتصر على مجرد التوحيد، ومعرفة الله ببعض صفاته التي يعرفها البشر، بل حالهم أكمل من هذا بكثير، كما يدل عليه قوله تعالى: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُون* يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [النحل:49-50]، وقوله سبحانه: وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ* يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ [الأنبياء:19-20]، قال السعدي في تفسيره: {وَمَنْ عِنْدَهُ} أي: من الملائكة {لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ} أي: لا يملون ولا يسأمونها؛ لشدة رغبتهم، وكمال محبتهم، وقوة أبدانهم، {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} أي: مستغرقين في العبادة، والتسبيح في جميع أوقاتهم، فليس في أوقاتهم وقت فارغ، ولا خال منها، وهم على كثرتهم بهذه الصفة. اهـ. ثم قال تعالى بعد ذلك: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ* لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ* يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ [الأنبياء:26-28]، قال السعدي في تفسيره: يخبر تعالى عن سفاهة المشركين المكذبين للرسول، وأنهم زعموا - قبحهم الله - أن الله اتخذ ولدًا، فقالوا: الملائكة بنات الله، تعالى الله عن قولهم، وأخبر عن وصف الملائكة، بأنهم عبيد مربوبون مدبرون، ليس لهم من الأمر شيء، وإنما هم مكرمون عند الله، قد أكرمهم الله، وصيرهم من عبيد كرامته ورحمته؛ وذلك لما خصهم به من الفضائل، والتطهير عن الرذائل، وأنهم في غاية الأدب مع الله، والامتثال لأوامره ... اهـ. وأما المحل الذي يختلف فيه أهل العلم في حق الملائكة، فهو العصمة: هل تثبت لهم جميعًا، أم تخص المرسلين منهم؟ والصواب: أنهم جميعًا معصومون من مخالفة أمر الله تعالى، قال الدكتور عمر الأشقر في كتابه: (عالم الملائكة الأبرار): نقل السيوطي عن القاضي عياض: أن المسلمين أجمعوا على أن الملائكة مؤمنون فضلاء، واتفق أئمة المسلمين أن حكم المرسلين منهم حكم النبيين سواء في العصمة مما ذكرنا عصمتهم منه، وأنهم في حقوق الأنبياء والتبليغ إليهم كالأنبياء مع الأمم. واختلفوا في غير المرسلين منهم، فذهب طائفة إلى عصمتهم جميعًا عن المعاصي، واحتجوا بقوله تعالى: (يا أيها الَّذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها النَّاس والحجارة عليها ملائكة غلاظٌ شدادٌ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) [التحريم:6]، وبقوله: (وما منَّا إلاَّ له مقامٌ معلومٌ* وإنَّا لنحن الصَّافون* وإنَّا لنحن المسبحون) [الصافات:164-166]، وبقوله: (ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون) الآية [الأنبياء:19]، وقوله: (كرام بررةٍ) [عبس:16]، وقوله: (لاَّ يمسُّه إلاَّ المطهَّرون) [الواقعة:79]، ونحوه من السمعيات. وذهبت طائفة إلى أن هذا خصوص للمرسلين منهم، والمقربين، واحتجوا بقصة هاروت وماروت، وقصة إبليس، والصواب عصمتهم جميعًا، وتنزيه جنابهم الرفيع عن جميع ما يحط من رتبهم، وينزلهم عن جليل مقدارهم. قال: والجواب عن قصة هاروت وماروت أنها لم يرو فيها شيء لا سقيم ولا صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن قصة إبليس أن الأكثر ينفون أنه من الملائكة، ويقولون: إنه أبو الجن، كما أن آدم أبو البشر، انتهى. اهـ.
فلا ريب في كون الملائكة جميعًا موحدين، ويعرفون الله تعالى بصفاته التي يعرفها البشر، كما يدل عليه قولهم في مخاطبة الله تعالى: سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [البقرة:32]، وقد تواردت الآيات الدالة على ذلك، كقوله تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:18]، وقوله سبحانه: لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا [النساء:166]، وقوله عز وجل: وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ [الرعد:13]، وقوله تبارك وتعالى: وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ [الزمر:75]. ومن تأمل وصف الملائكة في كتاب الله تعالى، علم أن الأمر لا يقتصر على مجرد التوحيد، ومعرفة الله ببعض صفاته التي يعرفها البشر، بل حالهم أكمل من هذا بكثير، كما يدل عليه قوله تعالى: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُون* يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [النحل:49-50]، وقوله سبحانه: وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ* يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ [الأنبياء:19-20]، قال السعدي في تفسيره: {وَمَنْ عِنْدَهُ} أي: من الملائكة {لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ} أي: لا يملون ولا يسأمونها؛ لشدة رغبتهم، وكمال محبتهم، وقوة أبدانهم، {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} أي: مستغرقين في العبادة، والتسبيح في جميع أوقاتهم، فليس في أوقاتهم وقت فارغ، ولا خال منها، وهم على كثرتهم بهذه الصفة. اهـ. ثم قال تعالى بعد ذلك: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ* لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ* يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ [الأنبياء:26-28]، قال السعدي في تفسيره: يخبر تعالى عن سفاهة المشركين المكذبين للرسول، وأنهم زعموا - قبحهم الله - أن الله اتخذ ولدًا، فقالوا: الملائكة بنات الله، تعالى الله عن قولهم، وأخبر عن وصف الملائكة، بأنهم عبيد مربوبون مدبرون، ليس لهم من الأمر شيء، وإنما هم مكرمون عند الله، قد أكرمهم الله، وصيرهم من عبيد كرامته ورحمته؛ وذلك لما خصهم به من الفضائل، والتطهير عن الرذائل، وأنهم في غاية الأدب مع الله، والامتثال لأوامره ... اهـ. وأما المحل الذي يختلف فيه أهل العلم في حق الملائكة، فهو العصمة: هل تثبت لهم جميعًا، أم تخص المرسلين منهم؟ والصواب: أنهم جميعًا معصومون من مخالفة أمر الله تعالى، قال الدكتور عمر الأشقر في كتابه: (عالم الملائكة الأبرار): نقل السيوطي عن القاضي عياض: أن المسلمين أجمعوا على أن الملائكة مؤمنون فضلاء، واتفق أئمة المسلمين أن حكم المرسلين منهم حكم النبيين سواء في العصمة مما ذكرنا عصمتهم منه، وأنهم في حقوق الأنبياء والتبليغ إليهم كالأنبياء مع الأمم. واختلفوا في غير المرسلين منهم، فذهب طائفة إلى عصمتهم جميعًا عن المعاصي، واحتجوا بقوله تعالى: (يا أيها الَّذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها النَّاس والحجارة عليها ملائكة غلاظٌ شدادٌ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) [التحريم:6]، وبقوله: (وما منَّا إلاَّ له مقامٌ معلومٌ* وإنَّا لنحن الصَّافون* وإنَّا لنحن المسبحون) [الصافات:164-166]، وبقوله: (ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون) الآية [الأنبياء:19]، وقوله: (كرام بررةٍ) [عبس:16]، وقوله: (لاَّ يمسُّه إلاَّ المطهَّرون) [الواقعة:79]، ونحوه من السمعيات. وذهبت طائفة إلى أن هذا خصوص للمرسلين منهم، والمقربين، واحتجوا بقصة هاروت وماروت، وقصة إبليس، والصواب عصمتهم جميعًا، وتنزيه جنابهم الرفيع عن جميع ما يحط من رتبهم، وينزلهم عن جليل مقدارهم. قال: والجواب عن قصة هاروت وماروت أنها لم يرو فيها شيء لا سقيم ولا صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن قصة إبليس أن الأكثر ينفون أنه من الملائكة، ويقولون: إنه أبو الجن، كما أن آدم أبو البشر، انتهى. اهـ.
فلا ريب في كون الملائكة جميعًا موحدين، ويعرفون الله تعالى بصفاته التي يعرفها البشر، كما يدل عليه قولهم في مخاطبة الله تعالى: سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [البقرة:32]، وقد تواردت الآيات الدالة على ذلك، كقوله تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:18]، وقوله سبحانه: لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا [النساء:166]، وقوله عز وجل: وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ [الرعد:13]، وقوله تبارك وتعالى: وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ [الزمر:75]. ومن تأمل وصف الملائكة في كتاب الله تعالى، علم أن الأمر لا يقتصر على مجرد التوحيد، ومعرفة الله ببعض صفاته التي يعرفها البشر، بل حالهم أكمل من هذا بكثير، كما يدل عليه قوله تعالى: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُون* يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [النحل:49-50]، وقوله سبحانه: وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ* يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ [الأنبياء:19-20]، قال السعدي في تفسيره: {وَمَنْ عِنْدَهُ} أي: من الملائكة {لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ} أي: لا يملون ولا يسأمونها؛ لشدة رغبتهم، وكمال محبتهم، وقوة أبدانهم، {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} أي: مستغرقين في العبادة، والتسبيح في جميع أوقاتهم، فليس في أوقاتهم وقت فارغ، ولا خال منها، وهم على كثرتهم بهذه الصفة. اهـ. ثم قال تعالى بعد ذلك: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ* لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ* يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ [الأنبياء:26-28]، قال السعدي في تفسيره: يخبر تعالى عن سفاهة المشركين المكذبين للرسول، وأنهم زعموا - قبحهم الله - أن الله اتخذ ولدًا، فقالوا: الملائكة بنات الله، تعالى الله عن قولهم، وأخبر عن وصف الملائكة، بأنهم عبيد مربوبون مدبرون، ليس لهم من الأمر شيء، وإنما هم مكرمون عند الله، قد أكرمهم الله، وصيرهم من عبيد كرامته ورحمته؛ وذلك لما خصهم به من الفضائل، والتطهير عن الرذائل، وأنهم في غاية الأدب مع الله، والامتثال لأوامره ... اهـ. وأما المحل الذي يختلف فيه أهل العلم في حق الملائكة، فهو العصمة: هل تثبت لهم جميعًا، أم تخص المرسلين منهم؟ والصواب: أنهم جميعًا معصومون من مخالفة أمر الله تعالى، قال الدكتور عمر الأشقر في كتابه: (عالم الملائكة الأبرار): نقل السيوطي عن القاضي عياض: أن المسلمين أجمعوا على أن الملائكة مؤمنون فضلاء، واتفق أئمة المسلمين أن حكم المرسلين منهم حكم النبيين سواء في العصمة مما ذكرنا عصمتهم منه، وأنهم في حقوق الأنبياء والتبليغ إليهم كالأنبياء مع الأمم. واختلفوا في غير المرسلين منهم، فذهب طائفة إلى عصمتهم جميعًا عن المعاصي، واحتجوا بقوله تعالى: (يا أيها الَّذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها النَّاس والحجارة عليها ملائكة غلاظٌ شدادٌ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) [التحريم:6]، وبقوله: (وما منَّا إلاَّ له مقامٌ معلومٌ* وإنَّا لنحن الصَّافون* وإنَّا لنحن المسبحون) [الصافات:164-166]، وبقوله: (ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون) الآية [الأنبياء:19]، وقوله: (كرام بررةٍ) [عبس:16]، وقوله: (لاَّ يمسُّه إلاَّ المطهَّرون) [الواقعة:79]، ونحوه من السمعيات. وذهبت طائفة إلى أن هذا خصوص للمرسلين منهم، والمقربين، واحتجوا بقصة هاروت وماروت، وقصة إبليس، والصواب عصمتهم جميعًا، وتنزيه جنابهم الرفيع عن جميع ما يحط من رتبهم، وينزلهم عن جليل مقدارهم. قال: والجواب عن قصة هاروت وماروت أنها لم يرو فيها شيء لا سقيم ولا صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن قصة إبليس أن الأكثر ينفون أنه من الملائكة، ويقولون: إنه أبو الجن، كما أن آدم أبو البشر، انتهى. اهـ.
صراحه بعد الفنان سليم الزيادي مابوش فنانين ❤❤❤❤❤❤
الف الف الف مليون مبروك اخي محمد جمال
عاششش المصور ايمن نت🎉🎉❤
افدي قلبك ي ثروت. ي ناس ثروت غير غير في العزف ❤❤
بصراحه يا عم سليم صوتك ضيع الهواجس حقي ❤❤❤❤
مشاء الله سليم وثروت الصبري العرس مولع
ابداع سليم الزيادي و العازف ثروت الصبري
افدي امك ياسيموووو وربي انك ضيعت كل واحد فنان جنبك ❤
فديت روحك يااخي محمد جمال ❤❤❤
سليم الزيادي ب اغاني الاصحاب يبدع من قلبو
ياسين عليك ياثروت غيييييررر ❤
❤❤ الله عليك يا زيادي لوكل الاغاني بهن اقاع نفس هذه الأغنية أنت الاروع
نطالب بزفة محمد جمال
افدي قلبك ياعم سليم والله صدقك اصحاب مصالح
قوة القوة ياعم سليم
سليم الزيادي احلا مغني في تعز ❤❤❤
عمنا سليم رجعنا بقوة القوه ❤❤❤❤
ووووووحقك ياعريس❤❤❤❤
والله انك مبدع دائمان
الا قوووووه يا عم سليم
استمر ياعمي سليم فن وابداع حبيبي تستاهل كل خير
تسلام ياقلب ❤ إبداعك لو في من هاذا قله يزيد
والله كلامك صح يا سليم تحيا من وصاب الاسفل مني حميد الوصابي
ارحب ياسليم والله انك مبدع قوة القوه
وابوووي محلى العريس بس سليم غييير العرس ناقص احمد اخو العريس
حبيب قلبي ياوسيم انفدالك❤
ماشاءالله عليك مبدع مبدع يازيادي
مبدع وربي بجيه بعرسي
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤حبیبی محمد جمال انفدالک اخی
قوتك يا عم سليم
احلا عريس بن جمال
الله الله الله عليك ياعم سليم افدي امك ❤❤❤
الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف مليون مبروك ياقلبي
سليم وبس افدي قلبك
هلا عمنا ثروت افدي قلبك
حبيبي يا سليم انافدالك
ابداع ياقلبي ❤منور حبي ايمن
❤❤❤❤❤❤❤
اوف قوه القوه
والله قوه ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
❤حبيبي
من فين العريس
فلا ريب في كون الملائكة جميعًا موحدين، ويعرفون الله تعالى بصفاته التي يعرفها البشر، كما يدل عليه قولهم في مخاطبة الله تعالى: سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [البقرة:32]، وقد تواردت الآيات الدالة على ذلك، كقوله تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:18]، وقوله سبحانه: لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا [النساء:166]، وقوله عز وجل: وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ [الرعد:13]، وقوله تبارك وتعالى: وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ [الزمر:75].
ومن تأمل وصف الملائكة في كتاب الله تعالى، علم أن الأمر لا يقتصر على مجرد التوحيد، ومعرفة الله ببعض صفاته التي يعرفها البشر، بل حالهم أكمل من هذا بكثير، كما يدل عليه قوله تعالى: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُون* يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [النحل:49-50]، وقوله سبحانه: وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ* يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ [الأنبياء:19-20]، قال السعدي في تفسيره: {وَمَنْ عِنْدَهُ} أي: من الملائكة {لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ} أي: لا يملون ولا يسأمونها؛ لشدة رغبتهم، وكمال محبتهم، وقوة أبدانهم، {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} أي: مستغرقين في العبادة، والتسبيح في جميع أوقاتهم، فليس في أوقاتهم وقت فارغ، ولا خال منها، وهم على كثرتهم بهذه الصفة. اهـ.
ثم قال تعالى بعد ذلك: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ* لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ* يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ [الأنبياء:26-28]، قال السعدي في تفسيره: يخبر تعالى عن سفاهة المشركين المكذبين للرسول، وأنهم زعموا - قبحهم الله - أن الله اتخذ ولدًا، فقالوا: الملائكة بنات الله، تعالى الله عن قولهم، وأخبر عن وصف الملائكة، بأنهم عبيد مربوبون مدبرون، ليس لهم من الأمر شيء، وإنما هم مكرمون عند الله، قد أكرمهم الله، وصيرهم من عبيد كرامته ورحمته؛ وذلك لما خصهم به من الفضائل، والتطهير عن الرذائل، وأنهم في غاية الأدب مع الله، والامتثال لأوامره ... اهـ.
وأما المحل الذي يختلف فيه أهل العلم في حق الملائكة، فهو العصمة: هل تثبت لهم جميعًا، أم تخص المرسلين منهم؟
والصواب: أنهم جميعًا معصومون من مخالفة أمر الله تعالى، قال الدكتور عمر الأشقر في كتابه: (عالم الملائكة الأبرار): نقل السيوطي عن القاضي عياض: أن المسلمين أجمعوا على أن الملائكة مؤمنون فضلاء، واتفق أئمة المسلمين أن حكم المرسلين منهم حكم النبيين سواء في العصمة مما ذكرنا عصمتهم منه، وأنهم في حقوق الأنبياء والتبليغ إليهم كالأنبياء مع الأمم. واختلفوا في غير المرسلين منهم، فذهب طائفة إلى عصمتهم جميعًا عن المعاصي، واحتجوا بقوله تعالى: (يا أيها الَّذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها النَّاس والحجارة عليها ملائكة غلاظٌ شدادٌ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) [التحريم:6]، وبقوله: (وما منَّا إلاَّ له مقامٌ معلومٌ* وإنَّا لنحن الصَّافون* وإنَّا لنحن المسبحون) [الصافات:164-166]، وبقوله: (ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون) الآية [الأنبياء:19]، وقوله: (كرام بررةٍ) [عبس:16]، وقوله: (لاَّ يمسُّه إلاَّ المطهَّرون) [الواقعة:79]، ونحوه من السمعيات.
وذهبت طائفة إلى أن هذا خصوص للمرسلين منهم، والمقربين، واحتجوا بقصة هاروت وماروت، وقصة إبليس، والصواب عصمتهم جميعًا، وتنزيه جنابهم الرفيع عن جميع ما يحط من رتبهم، وينزلهم عن جليل مقدارهم.
قال: والجواب عن قصة هاروت وماروت أنها لم يرو فيها شيء لا سقيم ولا صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن قصة إبليس أن الأكثر ينفون أنه من الملائكة، ويقولون: إنه أبو الجن، كما أن آدم أبو البشر، انتهى. اهـ.
ووووووحقك يابن جمال أفدي امك
🎉🎉🎉🎉
اقسم بالله العظيم انه عمنا ثروت غير
ما عرس إلا بسليم
الا والله قوه
يا سليم انت في الحاره حقنا انت في الحبيل في مفرق ماويه قدك تخرج الحوبان
لا
ممكن رقم الفنان دا
❤❤
لوفي من هذا زيد
هذا في بل حبيل في مفرق ماويه ..يعني أفهم أنا سليم. قدو يخرج لا الحوبان وامفرق ماويه
هاذي عند الاست حق امك تفعل نفسك داري وانت ولا لك علم
انا افدلك ي عريس
الله حريصك ياقلبي ياسليم
وبعدين. ممكن أعرف ليش اسم اسفاري في كولي الأغاني..اسوفاري الأسمر اسمين صاحب اشميز الاحمار
هههههههههه
سليم انت الكنج وبعدك بي الفن خساره
❤❤❤❤
❤حبيبي
فلا ريب في كون الملائكة جميعًا موحدين، ويعرفون الله تعالى بصفاته التي يعرفها البشر، كما يدل عليه قولهم في مخاطبة الله تعالى: سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [البقرة:32]، وقد تواردت الآيات الدالة على ذلك، كقوله تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:18]، وقوله سبحانه: لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا [النساء:166]، وقوله عز وجل: وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ [الرعد:13]، وقوله تبارك وتعالى: وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ [الزمر:75].
ومن تأمل وصف الملائكة في كتاب الله تعالى، علم أن الأمر لا يقتصر على مجرد التوحيد، ومعرفة الله ببعض صفاته التي يعرفها البشر، بل حالهم أكمل من هذا بكثير، كما يدل عليه قوله تعالى: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُون* يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [النحل:49-50]، وقوله سبحانه: وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ* يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ [الأنبياء:19-20]، قال السعدي في تفسيره: {وَمَنْ عِنْدَهُ} أي: من الملائكة {لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ} أي: لا يملون ولا يسأمونها؛ لشدة رغبتهم، وكمال محبتهم، وقوة أبدانهم، {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} أي: مستغرقين في العبادة، والتسبيح في جميع أوقاتهم، فليس في أوقاتهم وقت فارغ، ولا خال منها، وهم على كثرتهم بهذه الصفة. اهـ.
ثم قال تعالى بعد ذلك: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ* لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ* يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ [الأنبياء:26-28]، قال السعدي في تفسيره: يخبر تعالى عن سفاهة المشركين المكذبين للرسول، وأنهم زعموا - قبحهم الله - أن الله اتخذ ولدًا، فقالوا: الملائكة بنات الله، تعالى الله عن قولهم، وأخبر عن وصف الملائكة، بأنهم عبيد مربوبون مدبرون، ليس لهم من الأمر شيء، وإنما هم مكرمون عند الله، قد أكرمهم الله، وصيرهم من عبيد كرامته ورحمته؛ وذلك لما خصهم به من الفضائل، والتطهير عن الرذائل، وأنهم في غاية الأدب مع الله، والامتثال لأوامره ... اهـ.
وأما المحل الذي يختلف فيه أهل العلم في حق الملائكة، فهو العصمة: هل تثبت لهم جميعًا، أم تخص المرسلين منهم؟
والصواب: أنهم جميعًا معصومون من مخالفة أمر الله تعالى، قال الدكتور عمر الأشقر في كتابه: (عالم الملائكة الأبرار): نقل السيوطي عن القاضي عياض: أن المسلمين أجمعوا على أن الملائكة مؤمنون فضلاء، واتفق أئمة المسلمين أن حكم المرسلين منهم حكم النبيين سواء في العصمة مما ذكرنا عصمتهم منه، وأنهم في حقوق الأنبياء والتبليغ إليهم كالأنبياء مع الأمم. واختلفوا في غير المرسلين منهم، فذهب طائفة إلى عصمتهم جميعًا عن المعاصي، واحتجوا بقوله تعالى: (يا أيها الَّذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها النَّاس والحجارة عليها ملائكة غلاظٌ شدادٌ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) [التحريم:6]، وبقوله: (وما منَّا إلاَّ له مقامٌ معلومٌ* وإنَّا لنحن الصَّافون* وإنَّا لنحن المسبحون) [الصافات:164-166]، وبقوله: (ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون) الآية [الأنبياء:19]، وقوله: (كرام بررةٍ) [عبس:16]، وقوله: (لاَّ يمسُّه إلاَّ المطهَّرون) [الواقعة:79]، ونحوه من السمعيات.
وذهبت طائفة إلى أن هذا خصوص للمرسلين منهم، والمقربين، واحتجوا بقصة هاروت وماروت، وقصة إبليس، والصواب عصمتهم جميعًا، وتنزيه جنابهم الرفيع عن جميع ما يحط من رتبهم، وينزلهم عن جليل مقدارهم.
قال: والجواب عن قصة هاروت وماروت أنها لم يرو فيها شيء لا سقيم ولا صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن قصة إبليس أن الأكثر ينفون أنه من الملائكة، ويقولون: إنه أبو الجن، كما أن آدم أبو البشر، انتهى. اهـ.
فلا ريب في كون الملائكة جميعًا موحدين، ويعرفون الله تعالى بصفاته التي يعرفها البشر، كما يدل عليه قولهم في مخاطبة الله تعالى: سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [البقرة:32]، وقد تواردت الآيات الدالة على ذلك، كقوله تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:18]، وقوله سبحانه: لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا [النساء:166]، وقوله عز وجل: وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ [الرعد:13]، وقوله تبارك وتعالى: وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ [الزمر:75].
ومن تأمل وصف الملائكة في كتاب الله تعالى، علم أن الأمر لا يقتصر على مجرد التوحيد، ومعرفة الله ببعض صفاته التي يعرفها البشر، بل حالهم أكمل من هذا بكثير، كما يدل عليه قوله تعالى: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُون* يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [النحل:49-50]، وقوله سبحانه: وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ* يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ [الأنبياء:19-20]، قال السعدي في تفسيره: {وَمَنْ عِنْدَهُ} أي: من الملائكة {لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ} أي: لا يملون ولا يسأمونها؛ لشدة رغبتهم، وكمال محبتهم، وقوة أبدانهم، {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} أي: مستغرقين في العبادة، والتسبيح في جميع أوقاتهم، فليس في أوقاتهم وقت فارغ، ولا خال منها، وهم على كثرتهم بهذه الصفة. اهـ.
ثم قال تعالى بعد ذلك: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ* لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ* يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ [الأنبياء:26-28]، قال السعدي في تفسيره: يخبر تعالى عن سفاهة المشركين المكذبين للرسول، وأنهم زعموا - قبحهم الله - أن الله اتخذ ولدًا، فقالوا: الملائكة بنات الله، تعالى الله عن قولهم، وأخبر عن وصف الملائكة، بأنهم عبيد مربوبون مدبرون، ليس لهم من الأمر شيء، وإنما هم مكرمون عند الله، قد أكرمهم الله، وصيرهم من عبيد كرامته ورحمته؛ وذلك لما خصهم به من الفضائل، والتطهير عن الرذائل، وأنهم في غاية الأدب مع الله، والامتثال لأوامره ... اهـ.
وأما المحل الذي يختلف فيه أهل العلم في حق الملائكة، فهو العصمة: هل تثبت لهم جميعًا، أم تخص المرسلين منهم؟
والصواب: أنهم جميعًا معصومون من مخالفة أمر الله تعالى، قال الدكتور عمر الأشقر في كتابه: (عالم الملائكة الأبرار): نقل السيوطي عن القاضي عياض: أن المسلمين أجمعوا على أن الملائكة مؤمنون فضلاء، واتفق أئمة المسلمين أن حكم المرسلين منهم حكم النبيين سواء في العصمة مما ذكرنا عصمتهم منه، وأنهم في حقوق الأنبياء والتبليغ إليهم كالأنبياء مع الأمم. واختلفوا في غير المرسلين منهم، فذهب طائفة إلى عصمتهم جميعًا عن المعاصي، واحتجوا بقوله تعالى: (يا أيها الَّذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها النَّاس والحجارة عليها ملائكة غلاظٌ شدادٌ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) [التحريم:6]، وبقوله: (وما منَّا إلاَّ له مقامٌ معلومٌ* وإنَّا لنحن الصَّافون* وإنَّا لنحن المسبحون) [الصافات:164-166]، وبقوله: (ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون) الآية [الأنبياء:19]، وقوله: (كرام بررةٍ) [عبس:16]، وقوله: (لاَّ يمسُّه إلاَّ المطهَّرون) [الواقعة:79]، ونحوه من السمعيات.
وذهبت طائفة إلى أن هذا خصوص للمرسلين منهم، والمقربين، واحتجوا بقصة هاروت وماروت، وقصة إبليس، والصواب عصمتهم جميعًا، وتنزيه جنابهم الرفيع عن جميع ما يحط من رتبهم، وينزلهم عن جليل مقدارهم.
قال: والجواب عن قصة هاروت وماروت أنها لم يرو فيها شيء لا سقيم ولا صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن قصة إبليس أن الأكثر ينفون أنه من الملائكة، ويقولون: إنه أبو الجن، كما أن آدم أبو البشر، انتهى. اهـ.
فلا ريب في كون الملائكة جميعًا موحدين، ويعرفون الله تعالى بصفاته التي يعرفها البشر، كما يدل عليه قولهم في مخاطبة الله تعالى: سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [البقرة:32]، وقد تواردت الآيات الدالة على ذلك، كقوله تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:18]، وقوله سبحانه: لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا [النساء:166]، وقوله عز وجل: وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ [الرعد:13]، وقوله تبارك وتعالى: وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ [الزمر:75].
ومن تأمل وصف الملائكة في كتاب الله تعالى، علم أن الأمر لا يقتصر على مجرد التوحيد، ومعرفة الله ببعض صفاته التي يعرفها البشر، بل حالهم أكمل من هذا بكثير، كما يدل عليه قوله تعالى: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُون* يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [النحل:49-50]، وقوله سبحانه: وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ* يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ [الأنبياء:19-20]، قال السعدي في تفسيره: {وَمَنْ عِنْدَهُ} أي: من الملائكة {لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ} أي: لا يملون ولا يسأمونها؛ لشدة رغبتهم، وكمال محبتهم، وقوة أبدانهم، {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} أي: مستغرقين في العبادة، والتسبيح في جميع أوقاتهم، فليس في أوقاتهم وقت فارغ، ولا خال منها، وهم على كثرتهم بهذه الصفة. اهـ.
ثم قال تعالى بعد ذلك: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ* لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ* يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ [الأنبياء:26-28]، قال السعدي في تفسيره: يخبر تعالى عن سفاهة المشركين المكذبين للرسول، وأنهم زعموا - قبحهم الله - أن الله اتخذ ولدًا، فقالوا: الملائكة بنات الله، تعالى الله عن قولهم، وأخبر عن وصف الملائكة، بأنهم عبيد مربوبون مدبرون، ليس لهم من الأمر شيء، وإنما هم مكرمون عند الله، قد أكرمهم الله، وصيرهم من عبيد كرامته ورحمته؛ وذلك لما خصهم به من الفضائل، والتطهير عن الرذائل، وأنهم في غاية الأدب مع الله، والامتثال لأوامره ... اهـ.
وأما المحل الذي يختلف فيه أهل العلم في حق الملائكة، فهو العصمة: هل تثبت لهم جميعًا، أم تخص المرسلين منهم؟
والصواب: أنهم جميعًا معصومون من مخالفة أمر الله تعالى، قال الدكتور عمر الأشقر في كتابه: (عالم الملائكة الأبرار): نقل السيوطي عن القاضي عياض: أن المسلمين أجمعوا على أن الملائكة مؤمنون فضلاء، واتفق أئمة المسلمين أن حكم المرسلين منهم حكم النبيين سواء في العصمة مما ذكرنا عصمتهم منه، وأنهم في حقوق الأنبياء والتبليغ إليهم كالأنبياء مع الأمم. واختلفوا في غير المرسلين منهم، فذهب طائفة إلى عصمتهم جميعًا عن المعاصي، واحتجوا بقوله تعالى: (يا أيها الَّذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها النَّاس والحجارة عليها ملائكة غلاظٌ شدادٌ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) [التحريم:6]، وبقوله: (وما منَّا إلاَّ له مقامٌ معلومٌ* وإنَّا لنحن الصَّافون* وإنَّا لنحن المسبحون) [الصافات:164-166]، وبقوله: (ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون) الآية [الأنبياء:19]، وقوله: (كرام بررةٍ) [عبس:16]، وقوله: (لاَّ يمسُّه إلاَّ المطهَّرون) [الواقعة:79]، ونحوه من السمعيات.
وذهبت طائفة إلى أن هذا خصوص للمرسلين منهم، والمقربين، واحتجوا بقصة هاروت وماروت، وقصة إبليس، والصواب عصمتهم جميعًا، وتنزيه جنابهم الرفيع عن جميع ما يحط من رتبهم، وينزلهم عن جليل مقدارهم.
قال: والجواب عن قصة هاروت وماروت أنها لم يرو فيها شيء لا سقيم ولا صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن قصة إبليس أن الأكثر ينفون أنه من الملائكة، ويقولون: إنه أبو الجن، كما أن آدم أبو البشر، انتهى. اهـ.
فلا ريب في كون الملائكة جميعًا موحدين، ويعرفون الله تعالى بصفاته التي يعرفها البشر، كما يدل عليه قولهم في مخاطبة الله تعالى: سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [البقرة:32]، وقد تواردت الآيات الدالة على ذلك، كقوله تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:18]، وقوله سبحانه: لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا [النساء:166]، وقوله عز وجل: وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ [الرعد:13]، وقوله تبارك وتعالى: وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ [الزمر:75].
ومن تأمل وصف الملائكة في كتاب الله تعالى، علم أن الأمر لا يقتصر على مجرد التوحيد، ومعرفة الله ببعض صفاته التي يعرفها البشر، بل حالهم أكمل من هذا بكثير، كما يدل عليه قوله تعالى: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُون* يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [النحل:49-50]، وقوله سبحانه: وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ* يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ [الأنبياء:19-20]، قال السعدي في تفسيره: {وَمَنْ عِنْدَهُ} أي: من الملائكة {لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ} أي: لا يملون ولا يسأمونها؛ لشدة رغبتهم، وكمال محبتهم، وقوة أبدانهم، {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} أي: مستغرقين في العبادة، والتسبيح في جميع أوقاتهم، فليس في أوقاتهم وقت فارغ، ولا خال منها، وهم على كثرتهم بهذه الصفة. اهـ.
ثم قال تعالى بعد ذلك: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ* لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ* يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ [الأنبياء:26-28]، قال السعدي في تفسيره: يخبر تعالى عن سفاهة المشركين المكذبين للرسول، وأنهم زعموا - قبحهم الله - أن الله اتخذ ولدًا، فقالوا: الملائكة بنات الله، تعالى الله عن قولهم، وأخبر عن وصف الملائكة، بأنهم عبيد مربوبون مدبرون، ليس لهم من الأمر شيء، وإنما هم مكرمون عند الله، قد أكرمهم الله، وصيرهم من عبيد كرامته ورحمته؛ وذلك لما خصهم به من الفضائل، والتطهير عن الرذائل، وأنهم في غاية الأدب مع الله، والامتثال لأوامره ... اهـ.
وأما المحل الذي يختلف فيه أهل العلم في حق الملائكة، فهو العصمة: هل تثبت لهم جميعًا، أم تخص المرسلين منهم؟
والصواب: أنهم جميعًا معصومون من مخالفة أمر الله تعالى، قال الدكتور عمر الأشقر في كتابه: (عالم الملائكة الأبرار): نقل السيوطي عن القاضي عياض: أن المسلمين أجمعوا على أن الملائكة مؤمنون فضلاء، واتفق أئمة المسلمين أن حكم المرسلين منهم حكم النبيين سواء في العصمة مما ذكرنا عصمتهم منه، وأنهم في حقوق الأنبياء والتبليغ إليهم كالأنبياء مع الأمم. واختلفوا في غير المرسلين منهم، فذهب طائفة إلى عصمتهم جميعًا عن المعاصي، واحتجوا بقوله تعالى: (يا أيها الَّذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها النَّاس والحجارة عليها ملائكة غلاظٌ شدادٌ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) [التحريم:6]، وبقوله: (وما منَّا إلاَّ له مقامٌ معلومٌ* وإنَّا لنحن الصَّافون* وإنَّا لنحن المسبحون) [الصافات:164-166]، وبقوله: (ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون) الآية [الأنبياء:19]، وقوله: (كرام بررةٍ) [عبس:16]، وقوله: (لاَّ يمسُّه إلاَّ المطهَّرون) [الواقعة:79]، ونحوه من السمعيات.
وذهبت طائفة إلى أن هذا خصوص للمرسلين منهم، والمقربين، واحتجوا بقصة هاروت وماروت، وقصة إبليس، والصواب عصمتهم جميعًا، وتنزيه جنابهم الرفيع عن جميع ما يحط من رتبهم، وينزلهم عن جليل مقدارهم.
قال: والجواب عن قصة هاروت وماروت أنها لم يرو فيها شيء لا سقيم ولا صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن قصة إبليس أن الأكثر ينفون أنه من الملائكة، ويقولون: إنه أبو الجن، كما أن آدم أبو البشر، انتهى. اهـ.