اليوم آتي للمدينة لهفة | قصيدة عن الرسول ﷺ

كلمات القصيدة 🍀🤍
وخجلت أن أصف اشتياقي للرسول
ماذا عملت لكي أعبّر أو أقول
وهل اقتديت به وهل طبقتها
سننا لتُدنيني فلا شيءٌ يحول
اليوم آتي للمدينة لهفة
نبضات قلبي أسرعت عند الوصول
لثمت ملامحي الدموع غزيرة
والهم مهما كان في قلبي يزول
أقبلت نحو مدينة فرحت به
وأحبها ودعا لها عند النزول
ورأى الوجوه سعيدة بقدومه
تشدو طلوع البدر من تلك السهول
كانوا هنا يترقبون قدومه
في الشمس وقفتهم له كانت تطول
لما أتى هبوا جميعًا نحوه
يا لحظة تبكي اشتياقًا للرسول
دخل المدينة فاستضاء بنوره
هذا المكان فلا ظلام ولا ذهول
ودعا لها في صاعها في مدها
هي مأرز الإيمان حين غدًا يؤول
الوحي يهطل في المدينة يالها
من بلدة شرفت بمشكاة الهطول
يالابتيها والملائك عندها
حرس فلا الدجال داخلها يصول
مذ أن رأت عيناي أول معلم
أحسست أني مثل طفل في ذهول
هذا قباء الخير أول مسجد
وأساسه التقوى بنهج لا يحول
للمسجد النبوي أقبل خافقي
في مشيه متعثر وجل خجول
فوقفت أبكيه على طلل له
أواه لو أسطيع قبلت الطلول
يا باب روضته إذا فتحت لنا
وكأنها الجنات تفتح للدخول
ما بين منبره الكريم وبيته
الروضة الغناء تزهو بالصدول
إني رسول الله رغم تأخري
أتيك أستبق الخطى مشيي عجول
أدري بأنك لست فيه فلا تلم
من هُد من فتن وأذهله أُفول
فأتيت مسجدك الذي أسسته
بين السواري جئت في لهف أجول
أستنطق الأحداث كانت هاهنا
وتجمع الأحباب إذكاء العقول
إقبال أعراب عليك ليسألوا
وسرور أصحاب بأسئلة الجُهول
عام الوفود وقد تهلل وجهكم
حسان حين هجا وأُيّد بالمقول
ووفاء صدّيق يلازمكم هنا
عمر وسيف صارم فيهم بسول
عثمان ذو النورين كان سفيرَكم
وعلي حين فدى ليشمل بالقبول
هذي بساتين المدينة نخلها
آبارها وديانها عبق الحقول
وكذا البقيع تزورهم في ظلمة
تدعوا لهم والقلب منكسر ثكول
ورأيت بدرًا فابتهجت لنصره
أحد بحبكم ازدهى رغم الفلول
وتداعب الأطفال تحنو رحمة
وتمد ماء الشرب ساقيا للكلول
أهنا مكان جلوسكم وحديثكم؟
أهنا مشيتم والدروب لكم ذلول؟
أحفيت رجلي علّ رجلي تلتقي
بمكان مشيك ذاك أقصى ما أطول
أغمضت عيني لست أضوى إنني
قصرت والتقصير من قلب غفول
أبكي لتقصيري برغم محبتي
أبكي لأن العزم في قلبي كسول
كم سُنة أهملتها وتركتها؟
قلبي بزهرة هذه الدنيا شغول
كم قد غفلت عن الأذان ولم أسَل
لكم الوسيلة ذلك اليوم المهول
أين السواك وأين مني ريحه؟
أين الصلاة عليكم عند الحلول؟
أين السجود وأين إكثاري له؟
علّي لرفقتكم لجنات أنول
إني رسول الله جئت مكانكم
وشعرت بالتقصير من حب خذول
لكنني بالعزم أشحذ همتي
ولكل ما قد قلته إني فعول
ها قلبي المشتاق يذرع دربكم
قد هزه التأنيب من قلب عذول
يرجو صلاحًا لا يداخله الهوى
ولقاء من أحببته وقت المثول
ساعود والحب الكبير بداخلي
عمل دؤوب واله ليس الملول
يارب قد قصرت فاغفر ما مضى
واشمل فؤادي رحمة قبل القفول
وأعن دروبي أن تلازم هديه
علّي أكون بجنة قُرب الرسول