في رحاب الغار: دروس وعبر من الهجرة النبوية

Поділитися
Вставка
  • Опубліковано 21 сер 2024
  • ﴿ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ﴾، ها هي الآية الكريمة تذكر موقفا عظيما ولفتة رائعة من لفتات الهجرة النبوية، هما في الغار، هنيئا لهذا الغار الذي حوى محمدا ﷺ وصاحبه الصديق أبا بكر رضي الله عنه وأرضاه، أي أنوار وأي بركات وأي أسرار حواها هذا الغار تلك الليالي.
    هذا الغار الذي أبقى الله له ذِكرا لحلول الحبيب المصطفى فيه، هذا الغار الذي عرفناه محطة غراء في تاريخ الدعوة الإسلامية، هذا الغار الذي نذكره كلما قرأنا هذه الآية، هذا الغار الذي شعت الأنوار منه فملأت أقاصي البلاد، هذا الغار الذي تشرف بمكث سيد السادات ومعدن السعادات عليه أفضل الصلوات، هو وصاحبه فيه.
    يا ترى ..... ما هو الحديث الذي جرى بينهما في تلك الليالي الثلاث، ماذا كنت تقول يا أبا بكر لحبيبك وحبيبنا ﷺ؟ من كل الخطاب والحديث والحوار الذي جرى بين أعظم رجلين في هذه الأمة لم يذكر القرآن الكريم إلا قوله تعالى: ﴿لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا﴾، نعم يا أحباب محمد ﷺ، لا تحزن يا أبا بكر، فالله معنا، أي يحفظنا ويعلم حالنا.
    ﴿لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا﴾، يدفع عنَّا الأذى وينصرنا.. يرفعنا على هؤلاء ولا يخذلنا.. يؤيّدنا ويمدُّنا ويَكْلَؤُنا.. ﴿لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا﴾، كلمة صارت نبراسًا في التوكُّل على الله.. ثبَّتت قلْبَ الصاحبِ الخائفِ على دين الله.. وعلى رسول الله.. ﴿لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا﴾، لا تحزنوا يا أتباع محمد ﷺ فالله حافظ دعوة نبيه الكريم ﷺ، لا تحزنوا فالله ينصر من نصر الدين، لا تحزنوا مهما اشتد بنا البلاء والكرب والهم والغم وتداعت الأمم على أمة حبيبكم محمد ﷺ فالله معنا أي حافظنا ويعلم أحوالنا وينصرنا كما نصر نبيه ﷺ.
    بعد أن ثبت قلب أبي بكر وحثه على الاطمئنان وقوة اليقين والتوكل على الله فهو الحفيظ سبحانه، جاءت البشارة، وجاءت النتيجة، يقول الله تعالى: ﴿فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا﴾، أنزل الله السكينة على قلب أبي بكر حتى اطمئن، وأما قلب محمد ﷺ فهو أثبت القلوب على طاعة الله وأكثرها اطمئنانا بوعد الله ونصره، أيدهم الله بجنود لم تروها، لم تروها يا من تقاعستم عن نصر محمد ﷺ.
    ﴿وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾، ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ﴾، فالله تعالى ينصر من يشاء بما يشاء، فكيف إذا كان المستغيث هو محمد ﷺ؟ أيده الله بجنود لم تروها، وجعل كلمة الذين كفروا السفلى، أي دينهم باطل لا يظهر على دين الحق، وكلمة الله هي العليا، أي دين الله هو المنتصر وهو العزيز وهو العظيم، وهو الذي يعلو ولا يعلى عليه.
    يا أحباب رسول الله ﷺ، إننا إذ نسمع هذه الآية الكريمة ينبغي أن يزداد يقيننا بحقية هذا الدين، وبنصر الله لحامليه، وبأنه دين يعلو ولا يعلى عليه، وهو القائل سبحانه: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.

КОМЕНТАРІ • 6

  • @hazembaker7956
    @hazembaker7956 Місяць тому +4

    جزاكم الله خيرا

  • @HazemKhateeb-jp2ss
    @HazemKhateeb-jp2ss Місяць тому +2

    جزاكم الله خيرا ونفع بكم المسلمين

  • @naziha954
    @naziha954 Місяць тому +1

    اللهم انصر الإسلام والمسلمين واحفظ جمعيتنا والعاملين فيها ومشايخها والدعاة الطيبين الصادقين العاملين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر عقيدة أهل السنة والجماعة بجاه النبي محمد وآله وصحبه الطيبين الطاهرين.

  • @fatimamhmd9301
    @fatimamhmd9301 Місяць тому +1

    حفظكم الله

  • @ishakmalla7872
    @ishakmalla7872 Місяць тому +1

    جزاكم الله عنا خيرا ❤❤❤❤❤❤❤

  • @hazemKhatib
    @hazemKhatib Місяць тому +4

    جزاكم الله خيرا