من هم الروم الكاثوليك ؟ ١٧٢٤-٢٠٢٤ الجزء الأول

Поділитися
Вставка
  • Опубліковано 30 вер 2024
  • من هم الروم الكاثوليك؟ (1724 - 2024)
    الجزء الأول - اﻷرشمندريت غريغوريوس اسطفان
    أعظم الخطايا على الاطلاق هي الهرطقة. إنّها تجديف حقيقيّ على الروح القدس وعلى كلّ ما أوحى به من أسرار الخلاص الأبديّ. إنّها تجديف على الروح القدس وعلى كلّ ما عمله ويعمله. من هذا المنطلق كانت الكنيسة تسهر على إيمانها ليبقى واحدًا، وحيدًا، لا ينحرف ولا يتغيّر، لا يتجزّأ ولا ينقسم، مُعتبرة أنّ أصغر انحراف في الإيمان هو هرطقة نهايتها الهلاك الأبديّ. والانشقاق ليس بعيدًا عن الهرطقة، إنّه علامة الكبرياء البشريّة التي تصرّ على مواقفها، وتتكّل على ذاتها لا على الله وطلب مشيئته. يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم: "إنّ الّذي يشقّ كنيسة الله يعمل عملاً أفظع من عمل الّذي يُنكر الإيمان. لأنّ الّذي يُنكر الإيمان يُهلك نفسًا واحدة فقط، أعني نفسه، وأمّا الّذي يشقّ الكنيسة فيُهلك نفوسًا كثيرة؛ ولهذا السبب خطيئته أعظم من خطيئة الكافر".
    يعلم إبليس جيّدًا أنّه لم ينجح في اضطهاد الكنيسة من الخارج بمقدار نجاحه باضطهادها من الداخل، عبر الهرطقات والانشقاقات. لهذا من البدء، كان يجد أتباعًا له يصغون له ويصنعون مشيئته. والهرطقة هي مشيئة إبليس، لأنّها تخضّ الكنيسة من الداخل وتُهلك نفوسًا كثيرة متكبّرة، على صورة كبرياء إبليس. لا يمكن لله أن يترك نفوسًا متواضعة تهلك إذا سقطت في الهرطقة، لهذا فهو يجد طرقًا كثيرة لإنقاذها. مع هذا، لا يمكن للهرطقة أن تُدمّر كنيسة المسيح، لكنّها تفصل أعضاء منها؛ وتبقى الكنيسة موجودة في أولئك المستعدّين للموت دفاعاً عن الحقيقة والإيمان الحقيقيّ المقدّس، وإن أصبحوا، كلّما تقدّم الزمن نحو النهاية، قطيعًا صغيرًا وبقيّة. لا يخلو زمن من أزمنة التاريخ لم يُحاول فيه إبليس استنباط هرطقة في محاولة لتدمير الكنيسة. الكنيسة بدأت ومعها بدأت الهرطقات، وإلى يومنا هذا لم تتوقّف. خدعة إبليس المعاصرة، بأن يوهم أبناء الإيمان أن الهرطقة ليست موجودة، الكلّ يملكون الحقيقة أو أجزاء منها، والكلّ يخلصون. هذه ليست فقط هرطقة طبيعيّة، إنّما هي هرطقة مسكونيّة تشمل كلّ الهرطقات معًا، لأنّها تُساوي الحقيقة مع الكذب، أو بالأحرى تُذيب الحقيقة في الكذب، فتظهر الحقيقة والهرطقة والكذب كلّهم واحداً. هذا تجديف شيطانيّ على كلّ ما عمله الربّ يسوع لأجل خلاصنا، وعلى الحقيقة الأزليّة.
    انشقاق سنة 1724م، لم يكن سوى جزء من هذه الانشقاقات المتعدّدة والمُظلمة التي خضّت كنيسة انطاكية الأرثوذكسيّة ...

КОМЕНТАРІ • 14