فوائد المجلس الأول وملخصه المنهج العلمي لابد لطالب العلم من أخذه وتدبّرّه واعتباره حتى ينتظم قوله وفقهه ونظره فإن العلم كيان وترتيب فإذا لم يأخذ الناظر في هذا العلم، العلم على منهج حسن وذوق منضبط ونظر بصير فإنه يكون قد تلقى شيئا دون أن يعرف الناظم الذي يحكم هذا الشيء، وهذا النظام أو المنهج ينبغي لطالب العلم أن يعلم أنه درجتان: الدرجة الأولى: أصل وقاعدة لا ينبغي أن ينفك طالب علم عنها ومن مثال لهذه الدرجة المعرفة بكتاب الله وأصول سنة النبي صلى الله عليه وسلم والدرجة الثانية هي: تمام واختيار. ومن مثال هذه الدرجة: أن يكون بحثه ونظره في بعض علوم الشريعة كالفقه مثلا: على منهج إمام مُعين. المنهج العلم لا يفترض الناظر فيه أنه وجه واحد ومن فرض منهجا علميا واحدا وسبكه ورأى أنه منهج فاضل من كل جهة فهذا فيما أرى لا يقع إلا عن نقص في نظره فإنه لا ينبغي أن يقال إن المنهج الفاضل هو هذا الذي رسم بهذه الكلمات المعينة لا ينبغي الإفراط في مسألة المنهج ولا ينبغي إسقاط مسألة المنهج بل من الحكمة في هذا المنهج أن يكون طالب العلم وسطا فيها لا يسقطهاولا بنغي أن يفرض في المنهج العلمي أنه قدر من النص والنظام المستتم المحكم الذي لا يصح التوحل فيه ولا التعدّد فيه ولا التنوع فيه لابد أن يختلف فيه طلبة العلم وموجب هذا الإختلاف يرجع إلى جملة من المقارنات والأحوال من هذه المقارنات البيئة التي يعيش فيها طالب العلم فإن من كان في بيئة غلب عليها فقه أبي حنيفة فتجد أنه يتفقه على مذهبه ،ومن كان في بيئة غلب عليهم التمذهب بمذهب الشافعي أو أحمد أو مالك فهلم جرا... وحتى من جهة الأخذ لعلوم الشريعة، فإن من جالس أهل الحديث غلب عليه الإشتغال بالحديث ومن جالس الفقهاء غلب عليه الإشتغال بالفقه وهلم جرا المنهج هو: بمنزلة النظام للعلم فعلم بلا منهج كشيء بلا نظام . قواعد أخذ العلم ومن أخص ذلك قوله تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم) ومن ذلك ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم (كفى بالمرء إثما أن يحث بكل ما سمع) وهلم جرا، ما من قدر من العلم إلا وفوقه زيادة عليه ولهذا يختلف العلماء من جهة سعة علمهم على مدار التاريخ. المسألة الثانية: أن يحرص الناظر في العلم على معرفة شرطه. فهذه المسألة: معرفة شرط العلم. فإن العلم له شرط وشرطه من أربع جهات: الجهة العبادية، والجهة الاخلاقية، والجهة المنهجية، والجهة الفقهية. وتجد أن الله في كتابه ذكر وصفين هما من أخص الأوصاف لأهل العلم: الوصف الأول: هو الرسوخ في العلم. والوصف الثاني: هو العلم الرباني. فإذن إما ما ابتغى طالب العلم أن يكون ربانياً وأن يكون راسخا وهذا هو العلم المحمود: من كان صاحبه راسخا في العلم (وهذا إتقانه) وكان ربانياً في العلم به وتبليغه بالرسوخ في العلم، يتعلق بإتقانه وضبطه وفهمه والرباني في العلم هو الذي حققّ العلم به وحسن التبليغ فهذان الوصفان ينبغي لطالب العلم أ، يقصد إليهما : أن يكون راسخا من حيث الفهم والإتقان وأن يكون ربانيا من حيث العمل وحسن التبليغ لأنه ما من شيء إلا وله وجه حسن ووجه مستقبح، فالمقصودبالشرط العبادى بذلك أن يكون طالب العلم على عناية بتحقيق الإخلاص لله جل وعلا في طلبه للعلم لأن هذا العلم دين ولأن هذا العلم عبادة محضة لله سبحانه وتعالى فهو كالصلاة والصيام والزكاة والصوم والحج لابد أن يكون خالصا لوجه الله سبحانه وتعالى ولابد أن يصان عما ينقص مقام الإخلاص والعبودية فيه لله. فجملة الشرط العبادي هو: الإخلاص لله في طلبه وتبليغه والعلم بهذا العلم. العلم هو توفيق من الله وسداد من الله سبحانه وتعالى وهداية من الله جل وعلا فمن حققّ شرطه العبادي ورغب إلى الله سبحانه وتعالى أن يهديه وأن يرزقه الفقه في الدين وحسن البيان وحسن البلاغ وحسن التمام فإن الله جل وعلا يهديه إلى ذلك لأنه سبحانه وتعالى وعد من صدقه بالإجابة، ذكر الحافظ أبو عمر ابن عبدالبر : "إن للعلم طغيانا كطغيان المال فإذن هذا هو الشرط الاول الشرط العبادي وهو أعلى هذه الشروط قدرا ولزوما. والشرط الثاني : هو الشرط الأخلاقي أو الجهة الأخلاقيةمقام الأخلاق حقيقتها في شريعة النبي صلى الله عليه وسلم أنها أصل في الشريعة فالعناية بمقام الأخلاق إذا فهمت الأخلاق على حقيقتها في الشريعة وأنها مقام من العلم والدين ومقام فيه قدر من اللزوم والتعظيم في كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. والمراد بالشرط الأخلاقي هو: أن يعنى طالب العلم بمعرفة أخلاق العلم فإن العلم له أخلاق فإن أخذه حتى ولو احتسب علمه عند الله وقصد إلى الإخلاص ولكن لم يعرف أخلاق العلم في أخذه ولا في تبليغه فإنه يقع عنه فتنة لصاحبه ويقع عنه شر يتعلق ومن أخص أمثلة أخلاق العلم خلقان رحمهما الله جل وعلا في كتابه معظما لهما: الأول ما عظمه الله في كتابه وعظمه النبي من لزوم تبليغ العلم الثانى القول بغير علم فإن الله تعالى من أخص ما نهى عنه في القران: القول بغير علم كما في قوله جل وعلا: (ولا تقف ما ليس لك به علم) قال شيخ الإسلام: إن الله في كتابه حرم القول بلا علم عموما وحرم القول عليه بلا علم خصوصا. فالقول بغير علم منهيٌ عنه في كتاب الله وأخص وأعظم ذلك : القول على الله بغير علم ولهذا قال جل وعلا: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب)
*منهج القراءة في علوم الشريعة | يوسف الغفيص-حفظه الله-* سلسلة مفيدة في خمس لقاءات، بدأ فيها الشيخ بمقدمة تتضمن خمس مسائل: ١-معرفة المنهج وقدره ٢-شرط العلم ٣-طبقات العلم ٤-العلم بين الشمول والاختصاص ٥-العلم بين الاجتهاد والتقليد ثم أعقبها بفصول في التعريف بعلوم الشريعة مع ذكر شيء من متعلَّقاتها، والفصول هي: -علم التوحيد وأصول الدين -أصول الفقه والقواعد الفقهية(ساقط من التسجيل) -علوم القرآن وتفسيره -علوم الحديث وكتبه -علم الفقه -كتب الزهد -كتب اللغة -كتب الأدب -كتب التاريخ *وآخر السلسلة فيها إيجاز شديد وربما سببه ضيق الوقت*
فوائد المجلس الأول وملخصه
المنهج العلمي لابد لطالب العلم من أخذه وتدبّرّه واعتباره حتى ينتظم قوله وفقهه ونظره
فإن العلم كيان وترتيب فإذا لم يأخذ الناظر في هذا العلم، العلم على منهج حسن وذوق منضبط ونظر بصير فإنه يكون قد تلقى شيئا دون أن يعرف الناظم الذي يحكم هذا الشيء،
وهذا النظام أو المنهج ينبغي لطالب العلم أن يعلم أنه درجتان:
الدرجة الأولى: أصل وقاعدة لا ينبغي أن ينفك طالب علم عنها
ومن مثال لهذه الدرجة المعرفة بكتاب الله وأصول سنة النبي صلى الله عليه وسلم
والدرجة الثانية هي: تمام واختيار.
ومن مثال هذه الدرجة: أن يكون بحثه ونظره في بعض علوم الشريعة كالفقه مثلا: على منهج إمام مُعين.
المنهج العلم لا يفترض الناظر فيه أنه وجه واحد ومن فرض منهجا علميا واحدا وسبكه ورأى أنه منهج فاضل من كل جهة فهذا فيما أرى لا يقع إلا عن نقص في نظره فإنه لا ينبغي أن يقال إن المنهج الفاضل هو هذا الذي رسم بهذه الكلمات المعينة
لا ينبغي الإفراط في مسألة المنهج ولا ينبغي إسقاط مسألة المنهج بل من الحكمة في هذا المنهج أن يكون طالب العلم وسطا فيها لا يسقطهاولا بنغي أن يفرض في المنهج العلمي أنه قدر من النص والنظام المستتم المحكم الذي لا يصح التوحل فيه ولا التعدّد فيه ولا التنوع فيه
لابد أن يختلف فيه طلبة العلم وموجب هذا الإختلاف يرجع إلى جملة من المقارنات والأحوال من هذه المقارنات البيئة التي يعيش فيها طالب العلم فإن من كان في بيئة غلب عليها فقه أبي حنيفة فتجد أنه يتفقه على مذهبه ،ومن كان في بيئة غلب عليهم التمذهب بمذهب الشافعي أو أحمد أو مالك فهلم جرا...
وحتى من جهة الأخذ لعلوم الشريعة، فإن من جالس أهل الحديث غلب عليه الإشتغال بالحديث ومن جالس الفقهاء غلب عليه الإشتغال بالفقه وهلم جرا
المنهج هو: بمنزلة النظام للعلم فعلم بلا منهج كشيء بلا نظام .
قواعد أخذ العلم ومن أخص ذلك قوله تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم) ومن ذلك ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم (كفى بالمرء إثما أن يحث بكل ما سمع) وهلم جرا،
ما من قدر من العلم إلا وفوقه زيادة عليه ولهذا يختلف العلماء من جهة سعة علمهم على مدار التاريخ.
المسألة الثانية: أن يحرص الناظر في العلم على معرفة شرطه. فهذه المسألة: معرفة شرط العلم.
فإن العلم له شرط وشرطه من أربع جهات:
الجهة العبادية، والجهة الاخلاقية، والجهة المنهجية، والجهة الفقهية.
وتجد أن الله في كتابه ذكر وصفين هما من أخص الأوصاف لأهل العلم:
الوصف الأول: هو الرسوخ في العلم.
والوصف الثاني: هو العلم الرباني.
فإذن إما ما ابتغى طالب العلم أن يكون ربانياً وأن يكون راسخا وهذا هو العلم المحمود: من كان صاحبه راسخا في العلم (وهذا إتقانه) وكان ربانياً في العلم به وتبليغه بالرسوخ في العلم، يتعلق بإتقانه وضبطه وفهمه والرباني في العلم هو الذي حققّ العلم به وحسن التبليغ
فهذان الوصفان ينبغي لطالب العلم أ، يقصد إليهما : أن يكون راسخا من حيث الفهم والإتقان وأن يكون ربانيا من حيث العمل وحسن التبليغ لأنه ما من شيء إلا وله وجه حسن ووجه مستقبح،
فالمقصودبالشرط العبادى بذلك أن يكون طالب العلم على عناية بتحقيق الإخلاص لله جل وعلا في طلبه للعلم
لأن هذا العلم دين ولأن هذا العلم عبادة محضة لله سبحانه وتعالى فهو كالصلاة والصيام والزكاة والصوم والحج لابد أن يكون خالصا لوجه الله سبحانه وتعالى ولابد أن يصان عما ينقص مقام الإخلاص والعبودية فيه لله. فجملة الشرط العبادي هو: الإخلاص لله في طلبه وتبليغه والعلم بهذا العلم.
العلم هو توفيق من الله وسداد من الله سبحانه وتعالى وهداية من الله جل وعلا فمن حققّ شرطه العبادي ورغب إلى الله سبحانه وتعالى أن يهديه وأن يرزقه الفقه في الدين وحسن البيان وحسن البلاغ وحسن التمام فإن الله جل وعلا يهديه إلى ذلك لأنه سبحانه وتعالى وعد من صدقه بالإجابة،
ذكر الحافظ أبو عمر ابن عبدالبر : "إن للعلم طغيانا كطغيان المال فإذن هذا هو الشرط الاول الشرط العبادي وهو أعلى هذه الشروط قدرا ولزوما.
والشرط الثاني : هو الشرط الأخلاقي أو الجهة الأخلاقيةمقام الأخلاق حقيقتها في شريعة النبي صلى الله عليه وسلم أنها أصل في الشريعة
فالعناية بمقام الأخلاق إذا فهمت الأخلاق على حقيقتها في الشريعة وأنها مقام من العلم والدين ومقام فيه قدر من اللزوم والتعظيم في كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
والمراد بالشرط الأخلاقي هو: أن يعنى طالب العلم بمعرفة أخلاق العلم فإن العلم له أخلاق فإن أخذه حتى ولو احتسب علمه عند الله وقصد إلى الإخلاص ولكن لم يعرف أخلاق العلم في أخذه ولا في تبليغه فإنه يقع عنه فتنة لصاحبه ويقع عنه شر يتعلق
ومن أخص أمثلة أخلاق العلم خلقان رحمهما الله جل وعلا في كتابه معظما لهما:
الأول ما عظمه الله في كتابه وعظمه النبي من لزوم تبليغ العلم
الثانى القول بغير علم فإن الله تعالى من أخص ما نهى
عنه في القران: القول بغير علم كما في قوله جل وعلا: (ولا تقف ما ليس لك به علم)
قال شيخ الإسلام: إن الله في كتابه حرم القول بلا علم عموما وحرم القول عليه بلا علم خصوصا. فالقول بغير علم منهيٌ عنه في كتاب الله وأخص وأعظم ذلك : القول على الله بغير علم ولهذا قال جل وعلا: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب)
اللهم احفظ الشيخ يوسف الغفيص وبارك في علمه وعمره وانفع به الأمة الإسلامية.
جزى الله خيرا شيخنا العلامة يوسف الغفيص
بارك الله فيه
حفظ الله شيخنا الحبيب
بوركتم
*منهج القراءة في علوم الشريعة | يوسف الغفيص-حفظه الله-*
سلسلة مفيدة في خمس لقاءات، بدأ فيها الشيخ بمقدمة تتضمن خمس مسائل:
١-معرفة المنهج وقدره
٢-شرط العلم
٣-طبقات العلم
٤-العلم بين الشمول والاختصاص
٥-العلم بين الاجتهاد والتقليد
ثم أعقبها بفصول في التعريف بعلوم الشريعة مع ذكر شيء من متعلَّقاتها، والفصول هي:
-علم التوحيد وأصول الدين
-أصول الفقه والقواعد الفقهية(ساقط من التسجيل)
-علوم القرآن وتفسيره
-علوم الحديث وكتبه
-علم الفقه
-كتب الزهد
-كتب اللغة
-كتب الأدب
-كتب التاريخ
*وآخر السلسلة فيها إيجاز شديد وربما سببه ضيق الوقت*
من أهم الأشياء سقط الأصول والقواعد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة في برامج تحسن الصوت انظر مثلا شرح رياض الصالحين لابن باز رحمه الله تعالى لعلك تصل إليه و تبلغني
جزاكم الله خير
🤲🏻 وفق الله الجميع.
جزاك الله خيراً
أصول الفقه والقواعد الفقهية ساقط من التسجيل فهل هو ساقط من التفريغ أيضاً ؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي المبارك
رابط التفريغ الموجود في الوصف هل يشمل كامل الدورة أم جزءاً منها؟
اخي الكريم ارجو لو حصلت على التفريغ ترسله لي
لان الرابط لا يفتح معي
جزاك الله خيرا
جزاكم الله خيرا