أقسام البحث إلى قسمين: 1-تجديد الاستيعاب 2-تجديد الانتاج ________________ 1-تجديد الاستيعاب ويُقصد به استيعاب ما كان، الترث الماضي أن نفهم أنفسنا أولا: من نحن وكيف كنا التجديد من ناحية فهم أنفسنا وذواتنا >>التراث ممكن أن يكون فهم فهوما متعددة على حساب ظرةف الناس ولكل زمان له نوع من الفهم طبعا لا بد أو يكون هناك ثوابت لكن التجديد من ناحية طبيعة الفهم مرتكزات الاستيعاب تتعلق بأمور ثلاثة (عامة الدراسات الاسلامية(: 1-لغوي 2-نصوض الوحي: القرآن والسنة 3-العلوم الشرعية جملة: علوم النسق والتقعيد -->وهي العلوم التي نشأت من أجل فهم واستيعاب النصوص القرآنية والنصوص الحديثية ==> وتقريبا لا يوجد شيء في العلوم الشرعية يشد عن هذه الأشياء الثلاثة لابد لهذه الأمور الثلاثة أن يكون لها استيعاب جديد في هذا العصر. لابد من بذل الجهد من أجل أن نقترب من تلك المستويات والمنطلقات الأولى التي كانت بها الأمة ولا تزال
أما فيما يتعلق بالنصوص: أول شيء يتوجه إليه البحث هو أن يشتغل بهذه النصوص، والأزمة في عصرنا أننا نتحدث عن القرآن كثيرا ونتحدث عن سنة قليلا ولكن قلَّ ما نتحدث في القرآن وفي السنة. -التكلم حول النصوص ولكن قلما نتحدث في النصوص (وهذا ناتج عن أزمة في طبيعة الاستيعاب) ___ تتداخل الخواطر والدوافع ليصور الحقائق كما تحبها أن تكون وليس كما هي في الواقع أو كما تقتضيها النصوص فعلا نظرا للاشتغال على النصوص وليس في النصوص ينبغي أن نعيد تداول القرآن الكريم باعتباره نصا يتلى ويتدارس ويتدبر ويحلل وكذا الحديث )))==هذه أزمة قديمة، في تاريخ الفقه الإسلامي باعتبار الفقه أساس الفهم للدين عبر التاريخ وإلى الآن ==>>مرَّ الفقه بمرحلتين على الإجمال (طبيعة المسيرة التاريخية لهذا الأمر) فقهاء الأمصار (الليث بن سعد-الشافعي- مالك) كانوا يشتغلون بالنصوص مثال: الموطأ عبارة عن كتاب من الأحاديث النبوية وتلك النصوص هي التي تقدم على أنها الفقه ___ ولذلك أحسب أن كثيرا من الكلام مع الأسف، ما يقيل في الموطأ ولكن نقل حول الموطأ حينما كان يدرسه في مجلس المدينة لا يمكن عقلا أن يكون مالك يتلو الموطأ عبارة عن أحاديث: حدثنا فلان.. لا يمكن لا عقلا ولا واقعة بل كانت الاحاديث هي متن الدرس ولكن كانت هنالك شروح وتوجيهات للنصوص أي فُهوم مالك. هذه الفهوم هي التي نُقلت لكن في كتاب آخر فيما سُمي بعد بالمدونة أي النقول الشفوية التي أخذها تلامذة مالك وصارت هي فروع المذهب المالكي فيما بعد فالمقصود إذن أن المدار العقل الذي كان بين مالك وتلامذته كان المدار على النصوص نفسها وهذه النصوص تخرج العقلايات الاجتهادية فرق كبير بين أن تعطيني حكما جاهزا تقول : هذا واجب هذا مندوب وبين أن تعطيني نصا وتبين لي الطريقة التي بها استخرجت الحكم من ذلك النص هذا هو الذي يمكن من الإبداع ويجعل الاستيعاب تجديدا، حتى وإن لم تجدد النص من حيث هو نص ولكن جددت في إنتاج عقليات لها القدرة على الإنتاج من جديد ما كان مالك ليتخرج على يديه إمام مذهب آخر أي الشافعي لولم يكن منهج ذاك أي أنه يشتغل بالنصوص نفسها فكذلك كان الأمر بالسنة وكذلك كان الأمر بالنسبة للدراسات القرآنية عموما أي أن الناس كانوا يتداولون النص القرآني من حيث هو نص ولكن أبضا يشتغلون فيه اي داخله يوغلون داخل لغته، داخل بنيته داخل سياقه وهذا كان العلم متشغلا بالنصوص واستمر تاريخ العلوم الشرعية تقريبا هكذا حتى في المجال اللغوي، في مجال علوم القرآن وكل ما يتعلق بغريب القرآن وإعجاز القرآن يعني الدرس البلاغي القديم والدرس اللغوي كله كان في النص فكان فعلا يحصل نوع من التجديد والابتكار لأن الذين يتلقون من السلف عن الخلف كانوا لا يتلقون النصوص وحدها معزولة عن نتائجها ولا يتلقون النتائج معزولة عن أصولها ومصادرها ولكن قانوا يتلقون بالدرجة الأولى الطريقة التي بها يوظفون النصوص ويشتغلون بالنصوص وهو الذي كان يُورث ملكة العلم يعني يصير للإنسان صناعة في ذهنه أي أنه صاحب اختصاص وملكة ، له قدرة إنتاجية وقدرة استقلالية هو أيضا لأن يفهم كما يفهم أستاذه ولأن يكون له تأثير على حسب زمانه ومكانه وظروفه لأنه يمتلك النص ويتملك أدوات التعامل مع النص هذا هو الذي شكل تاريخ الامة تقريبا إلى السابع الهجري لكن حصل ما سُمي بعصور الانحطاط وهي فعلا عصور تعبر عن هذا بكل دقة بحيث أن الناس انفصلوا عن النصوص واشتغلوا بالفروع ويعني اشتهر التدوين في الفروع والملخصات والدرر والمنظومات، شيء حسن هذا في تلخيص التراث وتقريبه ولكنه كان يُنتج نقلة العلم ولكنه لم يكن ينتج علماء فرق كبير بين ناقل العلم وبين العالم والحديث الصحيح المتداول بين الناس جميعا المشهور: فرب حامل فقه ليس بفقيه
هذا النص ينبغي أن يُتأمل ويتدبر كيف يحمل الإنسان الفقه وليس بفقيه. يعني كأنك تتحدث عن إنسان يعني يحمل الطب وليس بطبيب أو يحمل الهندسة وليس بمهندس وإنما المقصود بالدرجة الأولى ، كأنه ضرب من التناقض ، ولكن هنا ما يسمى عند الأصوليين بدلالة الاقتضاء أي أن هناك لفظة مقدرة حذفت بلاغيا أي أنه حامل دليل الفقه وهو لا يحمل الفقه هو لو كان يحمل الفقه لكان فقيها فرب حامل فقه يحمل دليله لأن الحديث جاء في سياق التبليغ والرواية فلذلك .. نَضَّر الله امرأ سمع مقالتي فواعاها فأدَّها كما سمعها فرُبَّ مبلغ أوعى من سامع ورواية أخرى فرُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه والأخرى أيضا فرب حامل فقه ليس بفقيه __وكلها صحيحة فهو يحمل الدليل ولكن لا يحمل فقه الدليل وهذا الذي حصل فيما بعدُ مع الأسف الشديد للأمة أنها صارت تحمل أدلة الفقه ولا تحمل الفقه أو تحمل إنتاج الفقه ولا تحمل أدلته لمَّا صار انفصال بين الأصول والفروع، بين الأدلة باعتبارها مُنطلقة ومصادر تشغل الذهن وتثير قدرته الإنتاجية والاستنباطية ، صار الناس إلى نوع من الكسل ونوع من الخمول ونوع من البقاء على ما كان عليه الأوائل لازيادة رغم أن الظروف حتما تقتضي أن تكون هنالك زيادة والتجديد وتغييرات وغير ذلك ما نشير إليه بعد قليل. إذن مناط التجديد الاستيعابي أن نعود إلى الأصل الأول أي أن نجتهد مرة أخرى في أن نتعامل مع النصوص نفسها وأن نزيل ذلك الحرج وأن نزيل ذلك التردد وذلك الخوف الذي كان عند كثير من الناس من غير مسوغ ولا مبرر في أن نتعامل مع النصوص كتابا كان أو سنة لابد إذن من تجديد الاشتغال بهذه النصوص لأن إن لم نربح شيئا »نربح الكثير قطعا» فعلى الأقل نتدرب لأن هنالك مجالات ، مجال التكوين نتدرب على تلك اللغة العالية الراقية التي هي لغة القرآن الكريم وأيضا لغة السنة النبوية وأيضا نتدرب أيضا على طرق الاستنباط وطرق الفهم وطرق التوظيف وطرق التنزيل والتحقيق لحقائق تلك النصوص في واقع جديد مختلف كل الاختلاف عن الواقع الماضي القديم هذا مجال احببت أن أشير إليه بهذه الصفة الإجمالية وأعرف أن فيه غموضا وأن فيه إشكالات كثيرة ولكن لا يمكن الإطالة في هذه النقطة
ننتقل إلى قضية الاخرى القضية الأولى هي ما يتعلق بالتجديد في النصوص نفسها أي نصوص والوحيين الأمر الثاني يتعلق بالعلوم الشرعية نفسها هذه العلوم قبل أن نتحدث عن تجدديها ونداءات كثيرة الآن تجديد أصول الفقه، تجديد الفقه إلخ كل شيء يُراد ويطلب تجديده، شيء حسن وما ينبغي أن نفزع من مثل هذه النداءات ولكن فقط بشروطها العلمية لا أقل ولا أكثر وأنقل كلمة عن بهي الخولي رحمه الله تعالى العالم المصري المشهور : كان يقول كلمة لطيفة : أول التجديد قتل الماضي بحثا
لابد أن أستوعب ، أريد أن أتجاوز شيئا لا بد أن أستوعبه عقلا كما قال الغزالي قديما عالم المنطق أنه أراد أن ينتقد الفلسفة على منهجه وطريقته فقبل أن يكتب تهافت الفلاسفة كتب أولا مقاصد الفلاسفة، استوعب الدرس الفلسفي استيعبا كليا شموليا فقام بنقده يعني خالفتهم في كذا.. فهذه قصة أخرى ولكن منهجيا كان منسجما لذلك أن نتجاوز بعض مخلفات التراث السلبية إن تحققنا منها لا بد أن تكون لنا القدرة العلمية على تمييز ما هو إيجابي مما هو سلبي لذلك مع الأسف هذه الدعوات وهذه النداءات كثيرة ما يتخللها هذا الخلل وقد وقفت بنفسي على بعض الكتابات فعلا التي تنادي فعلا بإحداث قضايا منهجية يظن صاحبها أنها لم تكن والمسألة أنه فقط لا يعرفها لا أقل ولا أكثر يعني بعض أنواع مناهج الاستنباط وحتى بعض المصطلحات نفسها كانت موجودة في التراث للدلالة على ما قد يُراد تجديده وما يراد إنتاجه موجود في الدرس القديم فلا بد إذن علميا ومنهجيا أن أستوعب : أعجبني وصلُح لزماني بها ونعمت وإن لم تتبين قدرته على المجاراة على المستوى المنهجي والإنتاجي والعلمي فلا بد أن نمتلك الجرأة الكافية لنقده وتجاوزه لأنه عموم العلوم الشرعية عمومها إن هي إلا نتاج بشري في نهاية المطاف ما هي نصوص من الوحي، لا هي كتاب ولا سنة وإنما هي فهوم نعم فيها قواعد وكليات استقرائية قطعية بمعنى أن بعض القضايا فيها وبعض القواعد هي زُبدة النصوص القرآنية وزبدة النصوص الحديثية فتلك لا يمكن تجاوزها لأنه في هذا المطاف ستحيلك على النصوص وستصطدم بالنصوص مباشرة ولكن هنالك كثير من القضايا التي لا أقول ممكن بل أقول يجب أن نتجاوزها ولكن دائما بعدالاستيعاب أن نستوعد ذاتنا أولا ونعرف ما يصلح منا مما لا يصلح، وما يصلح لهذا الزمان وما لا يصلح وهلم جرا فنختصر القول في مجال العلوم الشرعية وأقول إنها مشكلة تتعلق بمصطلحتها ومناهجها لا بد أن نفهم حقائقها إلا أن المصطلح يتطور ((معروف هذا في الدرس اللساني والدرس الاصطلاحي يتطور) وقد تكون لفظة ذات دلالة علمية في سياق مُعين وُظفت في التراث العلمي الأصولي أو الكلامي أو الفقهي أو الحديثي أو البلاغي أو العروضي إلخ فاستُعملت بعد ذلك عبر التاريخ استعمالات تطورت دلالاتها وهنالك قصة المصطلحات المهاجرة التي تهاجر من علم إلى علم فتحتفظ ببعض دلالالتها في السياق القديم ولكنها تتخذ لها دلالة في السياق الجديد دلالة أخرى. فلذلك إذن قضية المصطلحات أو لغة العلم القديم لا بد أن ندرسها في سياقها التاريخي الأول في سياقها الذي أُنتجت فيه حتى لا نقع في الإسقاط فنفهم التراث بعقلية العصر أن نفهم التراث بعقلية العصر سيسدي إلى الخطأ في فهم التراث ووقع حتى لبعض "الباحثين والمفكرين" فهم بأن المنطق كان المنطق الصوري الأرسطي كان أصيلا في الثقافة العربية الأصيلة حتى في العصر الجاهلي واستشهد بآية من القرآن: عُلمنا منطق الطير واضح جدا أنه لا علاقة لهذه اللفظة باللفظة المنطق الأرسطي إنما هي مصدر نيلي تتعلق بنطق الطير لا أقل ولا أكثر مثل هذه الزلات موجودة سببها قلت أن الإنسان لأنه لا يُدرب نفسه على لغة التراث وعلى مصطلحاته فقد يقع له هذا الإشكال ، بسيطرة لكن هناك أشياء دقيقة في العلم بالدقة بمكان بحيث قد تخفى على بعض الناس وقد يؤدي في بعض الأحيان ذلك إلى إنتاج أحكام فقهية خطيرة . الآن عدد من الفهوم أحسب التي تروج في الساحة الإسلامية العالمية التي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الاقتتال بين الناس وإلى تكفير المسلمين سببها الرئيسي عدم...هناك أسباب شتى: سياسية إديولوجية... ولكن من أهم الأسباب عدم فهم النصوص في سياقها التارخي القديم لا بد أن نرحل إلى النصوص لنعيش أجواءها وسياقها وما يسمى بالمعهود استعماله زمن الرسالة أي كيف كانت العرب تتكلم ما هي طرقها التعبيرية ما هي ظروفها النفسية؟ كثير من الأمور لكي نفهم اللغة التي كُتبت بها تلك العلوم الشرعية أعني علم الفقه وعلم أصول الفقه وعلم الكلام العقدي وعلوم القرآن وكل ذلك جميعا إذن هذا من أهم المجالات التي ينبغي أن يدرسها الإنسان وأن تُفتح لها آفاق البحث من أجل استيعابها أولا
لكن لا بد أن نشير ولأني أعرف كثير من الطلبة يحبون أن يشتغلوا بالدراسات المصطلحية ودراسة المفاهيم فهذا المجال في البحث سيف ذو حدين كيف ذلك؟ الباحث إما أن يُبدع ويأتي بالجديد وإما أن يأتي بالكوارث يعن أنه لا واسطة فيه خذ أي لفظة وأي مفهوم أي اصطلاح إما أنك ستدرسه وتأتي بالجديد فعلا لأن درس ودراسة مصلطح ما أو مصطلحات أو لغة عالم ما في تراثه مرحلة ما إما أنك تصل إلى درجة الاستيعاب الدقيق لبنيته التفكيرية وبنيته العلمية ففعلا ستكتشف أن هناك أسرارا تعبيرية ومفاهيم خاصة تُدونت وانقرضت أو وقع سوء الفهم لها في التاريخ الذي جاء بعد فهاهنا البحث سيكون رائدا ومبدعا ومجددا و منتجا فيه إنتاج وإما أن يبقى الإنسان عند حدود الدرس المعجمي البسيط لتلك الألفاظ فيشرح الأشياء بما شُرحت به وبما هو متداول فلا يكون في ذلك شيء من التجديد بل مفهوم البحث بما هو بحث لا ينطبق عليه ولذلك هذا المجال إما أن يدخل إليه الإنسان صابرا فعلا الذي له عزيمة على الصبر وعلى المتابعة إلى آخر نفس أو أن يبتعد عنه الإنسان ليسلك مسلكا آخرا مما ينسجم مع نفسيته وقدراته العلمية. إذن قلت أن هذا من أهم المجالات المجال الآخر الذي تحتاج إليه الدراسات الإسلامية في مجال الدرس الاستيعابي ما يمكن أن نعبر عنه بالتلخيص أو بتجديد العرض
تجديد العرض لن تضيف إلى ذلك الماضي لأننا لسنا في سياق التجديد الإنتاجي، نحن في سياق التجديد الاستيعاب نريد أن نفهم أنفسنا فمن بين المشكلات الكبرى التي تعاني منها الدراسات الإسلامية هي أن كثيرا من علومها مشتتة. مثلا خذ علم التفسير هذا العلم لا تجده في التراث الإسلامي القديم لا تجده مجموعا في اختصاص معين، ولذلك يتحدون عن العلوم التي يحتاج إليها المفسر فما هي هذه العلوم؟ هي الدنيا كلها يجب أن تكون ضليعا في علم البلاغة لا بد أن يكون في علوم القرآن، المكي والمدني، أسباب النزول والناسخ والمنسوخ والحديث لا شيء وتجده أُدرج في العلوم التي ينبغي أن يتمكن منها المفسر يعني ينبغي أن يكون مختصا في كل شيء وهذا أشبه ما يكون عند الأطباء بالأطباء الباطنيين يعرفون كل شيء ولا يتقنون أي شيء نجد أنفسنا موزعين بين علوم شتى ولكن هنالك مشكلة وهي أننا لا نستطيع أن نضع أيدينا على شيء دقيق ولذلك هذه العلوم أو ما يسمى بعلم التفسير يحتاج إلى إعادة عرض إلى ضمه بعضه إلى بعض وإلى استخراج كنوزه واستخراج مادته من علوم البلاغة مما يسمى بإعجاز القرآن مما يصلح لمجال التفسير ينبغي أن يستخرجه من كتب المعاجم أيضا نفسها لسان العرب وحده فيه تفسير كامل للقرآن لمن تدبره وتأمله نستخرج ذلك من كتب الفقه من كتب أصول الفقه من مقدمات كتب التفسير أيضا وكتب الحديث لا أتحدث عن التفسير التطبيقي ، اتحدث عن الجانب النظري أصول التفسير فهذا العلم موجود في التراث لكنه موزع مشتت، شمله غير مجموع فيحتاج إلى خبير، ليس الجمع العشوائي، لا خبير لأنه يحتاج إلى بناء تنظيري الذي تعلم مقدماته من أواسطه من نتائجه حتى يستطيع الجيل الذي يأتي بعد إذا أراد أن يكون مفسرا نقول له هناك شيء اسمه علم التفسير لن تحتاج إلى دراسة البلاغة ولا علوم القرآن لماذا؟ لأن زبدة تلك العلوم جميعا في هذا العلم لكن الان مع الاسف غير موجود من حيث ، ... هو موجود من حيث القوى كما يعبرون في المنطق والكلام لكنه غير بالفعل موجود مشتت في رحم التراث بصفة عامة لكن يحتاج إلى من يجمع شمله وهذا ليس جهد فرد هو جهد جيل للعمل بعض العلوم التي تعاني من هذه الأزمة، أزمة تجديد العرض، كيف نعرضها الآن لتيسير علمها وتخريج مختصين بها وستلاحظون شيئا أن الإبداع في التفسير يعني قلة في العصور الأخيرة يعني هناك من كتب تفسيرا كاملا ولكن إذا قمت باستعراض الذين فسروا القرآن في العصر الحاضر، أولا هم قلة إذا قارنتهم لا في المشرق لا في المغرب في المغرب لا يكاد يذكر إلا الشيخ ناصر المكي رحمه الله عبد الله كنون كتب تفسير المفصل يعني من أوائل سورة الحجرات على حسب تقديره أو سورة قاف إلى آخر المصحف لكن ما السبب في هذا الأمر ؟
يعني أسباب كثيرة من بينها هذا الأمر، وهو أن الإنسان يجد صعوبة في التعامل مع النص القرآني لأنه إما أن يقول ما قيل فلا فائدة إذن، سأذهب إلى الأصل!! أما أن يكون له نفس ويكون له حضور فهذا يحتاج إلى مكنة إلى قدرة وهذه القدرة دونها قصر القتاد بسبب طبيعة الاختصاص أو صعوبة استيعابه مثال التفسير هو أحرج المجالات وأشكلها وإلا فالفقه فيعاني مثل هذا ، الكلام يعاني من مثل هذا كثير من الحقائق تروج على غير قصدها وعلى غير وجهها بسبب هذه المشكلة يعني قضية اللامذهبية في الفقه، قضايا كثيرة الان.. صحيح أن هنالك دواعي سياسية وكذلك هنالك أسباب علمية، هناك جهل بهذه الحقائق أيضا، يعني ما معنى المذهب ما معنى أصول المذهب؟ ما معنى العقيدة؟ في مجال الكلام... هناك مشكلات أننا لا نفهم التراث بالمعنى الحقيقي للكلمة ومن بين الأسباب ذكرت أن هذا التراث يعني مشتت في كثير من المجلات فيحتاج .... بعض العلوم نعم مبنية، أصول الفقه مبني ما يحتاج إعادة بناء من حيث طريقة العرض،، طريقة البناء لكن يحتاج إلى تجديد من نوع آخر كعلم الحديث بشتى اختصاصته مبني لذلك هنالك علوم التي لا تعاني من هذه الأزمة لكن علوم أخرى تعاني هذه الأزمة هنالك أفق ذكرت وهو تجديد عرض التراث مقصود ليس العرض الإنشائي ولكنه عرض بنائي نريد عرضه من جديد نعيد تركيبه من جديد لنعرضه عرضا يناسب العصر ويسهل الاستيعاب لقضاياه للجيل الجديد الجانب الثالث من جاونب استيعاب التراث من حيث هو علوم شرعية نتحدث عن العلوم الشرعية أننا في حاجة إلى إعادة غربلة حقائقه كثير من الحقائق ماتت، ما صار لها دور الآن
رحمك الله شيخنا فريد الانصاري كان ربانيا و حكيما في طرح قضايا الامة يصعب ايجاد مثله على الساحة العلمية
رحم الله الأستاذ الدكتور فريد الأنصاري. ما أحوجنا لكفاءات علمية مثله تعطي للدين طعما خاصا.
رحم الله الدكتور فريد الأنصاري وأسكنه فسيح جناته وجزاه على ما قدمه للعلم وطلبته كل خير
رحم الله الشيخ الدكتور فريد الانصاري واسكنه الفردوس الاعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا
رحمة الله تعالى على الدكتور فريد الأنصاري وجزاه عن العلم وعن طلبته خير الجزاء ورحمة الله أيضا على الأستاذ الفاضل محمد السيسي وتقبل منه .
رحم الله العلامة فريد الأنصاري إنا علينا ان نتخده قدوة
رحمك الله يا اخانا فريد الانصاري ولكن بخيرك واهتمامك بكتاب الله فانك من الاحياء بما اعطيت الي الامة الاسلامي
رحمك الله يا فريد و أطلب من الله تعالى أن يجمعني بك،امين
رحمك الله يا اخي في الله.
تبدأ المحاضرة .:: 18.00
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه
18:02
أقسام البحث إلى قسمين:
1-تجديد الاستيعاب
2-تجديد الانتاج
________________
1-تجديد الاستيعاب
ويُقصد به استيعاب ما كان، الترث الماضي
أن نفهم أنفسنا أولا: من نحن وكيف كنا
التجديد من ناحية فهم أنفسنا وذواتنا
>>التراث ممكن أن يكون فهم فهوما متعددة على حساب ظرةف الناس ولكل زمان له نوع من الفهم
طبعا لا بد أو يكون هناك ثوابت لكن التجديد من ناحية طبيعة الفهم
مرتكزات الاستيعاب تتعلق بأمور ثلاثة (عامة الدراسات الاسلامية(:
1-لغوي
2-نصوض الوحي: القرآن والسنة
3-العلوم الشرعية جملة: علوم النسق والتقعيد
-->وهي العلوم التي نشأت من أجل فهم واستيعاب النصوص القرآنية والنصوص الحديثية
==> وتقريبا لا يوجد شيء في العلوم الشرعية يشد عن هذه الأشياء الثلاثة
لابد لهذه الأمور الثلاثة أن يكون لها استيعاب جديد في هذا العصر.
لابد من بذل الجهد من أجل أن نقترب من تلك المستويات والمنطلقات الأولى التي كانت بها الأمة ولا تزال
أما فيما يتعلق بالنصوص:
أول شيء يتوجه إليه البحث هو أن يشتغل بهذه النصوص، والأزمة في عصرنا أننا نتحدث عن القرآن كثيرا ونتحدث عن سنة قليلا ولكن قلَّ ما نتحدث في القرآن وفي السنة.
-التكلم حول النصوص ولكن قلما نتحدث في النصوص
(وهذا ناتج عن أزمة في طبيعة الاستيعاب)
___ تتداخل الخواطر والدوافع ليصور الحقائق كما تحبها أن تكون وليس كما هي في الواقع أو كما تقتضيها النصوص فعلا نظرا للاشتغال على النصوص وليس في النصوص
ينبغي أن نعيد تداول القرآن الكريم باعتباره نصا يتلى ويتدارس ويتدبر ويحلل وكذا الحديث
)))==هذه أزمة قديمة،
في تاريخ الفقه الإسلامي باعتبار الفقه أساس الفهم للدين عبر التاريخ وإلى الآن
==>>مرَّ الفقه بمرحلتين على الإجمال (طبيعة المسيرة التاريخية لهذا الأمر)
فقهاء الأمصار (الليث بن سعد-الشافعي- مالك) كانوا يشتغلون بالنصوص
مثال: الموطأ عبارة عن كتاب من الأحاديث النبوية وتلك النصوص هي التي تقدم على أنها الفقه
___
ولذلك أحسب أن كثيرا من الكلام مع الأسف، ما يقيل في الموطأ ولكن نقل حول الموطأ حينما كان يدرسه في مجلس المدينة
لا يمكن عقلا أن يكون مالك يتلو الموطأ عبارة عن أحاديث: حدثنا فلان.. لا يمكن لا عقلا ولا واقعة
بل كانت الاحاديث هي متن الدرس ولكن كانت هنالك شروح وتوجيهات للنصوص أي فُهوم مالك.
هذه الفهوم هي التي نُقلت لكن في كتاب آخر فيما سُمي بعد بالمدونة
أي النقول الشفوية التي أخذها تلامذة مالك وصارت هي فروع المذهب المالكي فيما بعد
فالمقصود إذن أن المدار العقل الذي كان بين مالك وتلامذته كان المدار على النصوص نفسها وهذه النصوص تخرج العقلايات الاجتهادية
فرق كبير بين أن تعطيني حكما جاهزا تقول : هذا واجب هذا مندوب وبين أن تعطيني نصا وتبين لي الطريقة التي بها استخرجت الحكم من ذلك النص
هذا هو الذي يمكن من الإبداع ويجعل الاستيعاب تجديدا، حتى وإن لم تجدد النص من حيث هو نص ولكن جددت في إنتاج عقليات لها القدرة على الإنتاج من جديد
ما كان مالك ليتخرج على يديه إمام مذهب آخر أي الشافعي لولم يكن منهج ذاك أي أنه يشتغل بالنصوص نفسها فكذلك كان الأمر بالسنة وكذلك كان الأمر بالنسبة للدراسات القرآنية عموما أي أن الناس كانوا يتداولون النص القرآني من حيث هو نص ولكن أبضا يشتغلون فيه اي داخله يوغلون داخل لغته، داخل بنيته داخل سياقه وهذا كان العلم متشغلا بالنصوص واستمر تاريخ العلوم الشرعية تقريبا هكذا حتى في المجال اللغوي، في مجال علوم القرآن وكل ما يتعلق بغريب القرآن وإعجاز القرآن يعني الدرس البلاغي القديم والدرس اللغوي كله كان في النص
فكان فعلا يحصل نوع من التجديد والابتكار لأن الذين يتلقون من السلف عن الخلف كانوا لا يتلقون النصوص وحدها معزولة عن نتائجها ولا يتلقون النتائج معزولة عن أصولها ومصادرها
ولكن قانوا يتلقون بالدرجة الأولى الطريقة التي بها يوظفون النصوص ويشتغلون بالنصوص وهو الذي كان يُورث ملكة العلم
يعني يصير للإنسان صناعة في ذهنه أي أنه صاحب اختصاص وملكة ، له قدرة إنتاجية وقدرة استقلالية هو أيضا لأن يفهم كما يفهم أستاذه ولأن يكون له تأثير على حسب زمانه ومكانه وظروفه لأنه يمتلك النص ويتملك أدوات التعامل مع النص
هذا هو الذي شكل تاريخ الامة تقريبا إلى السابع الهجري لكن حصل ما سُمي بعصور الانحطاط وهي فعلا عصور تعبر عن هذا بكل دقة بحيث أن الناس انفصلوا عن النصوص واشتغلوا بالفروع ويعني اشتهر التدوين في الفروع والملخصات والدرر والمنظومات،
شيء حسن هذا في تلخيص التراث وتقريبه ولكنه كان يُنتج نقلة العلم ولكنه لم يكن ينتج علماء
فرق كبير بين ناقل العلم وبين العالم والحديث الصحيح المتداول بين الناس جميعا المشهور: فرب حامل فقه ليس بفقيه
هذا النص ينبغي أن يُتأمل ويتدبر كيف يحمل الإنسان الفقه وليس بفقيه.
يعني كأنك تتحدث عن إنسان يعني يحمل الطب وليس بطبيب أو يحمل الهندسة وليس بمهندس
وإنما المقصود بالدرجة الأولى ، كأنه ضرب من التناقض ، ولكن هنا ما يسمى عند الأصوليين بدلالة الاقتضاء أي أن هناك لفظة مقدرة حذفت بلاغيا أي أنه حامل دليل الفقه وهو لا يحمل الفقه
هو لو كان يحمل الفقه لكان فقيها فرب حامل فقه يحمل دليله لأن الحديث جاء في سياق التبليغ والرواية
فلذلك .. نَضَّر الله امرأ سمع مقالتي فواعاها فأدَّها كما سمعها فرُبَّ مبلغ أوعى من سامع ورواية أخرى فرُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه والأخرى أيضا فرب حامل فقه ليس بفقيه
__وكلها صحيحة
فهو يحمل الدليل ولكن لا يحمل فقه الدليل
وهذا الذي حصل فيما بعدُ مع الأسف الشديد للأمة أنها صارت تحمل أدلة الفقه ولا تحمل الفقه أو تحمل إنتاج الفقه ولا تحمل أدلته
لمَّا صار انفصال بين الأصول والفروع، بين الأدلة باعتبارها مُنطلقة ومصادر تشغل الذهن وتثير قدرته الإنتاجية والاستنباطية ، صار الناس إلى نوع من الكسل ونوع من الخمول ونوع من البقاء على ما كان عليه الأوائل لازيادة رغم أن الظروف حتما تقتضي أن تكون هنالك زيادة والتجديد وتغييرات وغير ذلك ما نشير إليه بعد قليل.
إذن مناط التجديد الاستيعابي أن نعود إلى الأصل الأول أي أن نجتهد مرة أخرى في أن نتعامل مع النصوص نفسها وأن نزيل ذلك الحرج وأن نزيل ذلك التردد وذلك الخوف الذي كان عند كثير من الناس من غير مسوغ ولا مبرر في أن نتعامل مع النصوص كتابا كان أو سنة
لابد إذن من تجديد الاشتغال بهذه النصوص لأن إن لم نربح شيئا »نربح الكثير قطعا»
فعلى الأقل نتدرب لأن هنالك مجالات ، مجال التكوين
نتدرب على تلك اللغة العالية الراقية التي هي لغة القرآن الكريم وأيضا لغة السنة النبوية
وأيضا نتدرب أيضا على طرق الاستنباط وطرق الفهم وطرق التوظيف وطرق التنزيل والتحقيق لحقائق تلك النصوص في واقع جديد مختلف كل الاختلاف عن الواقع الماضي القديم
هذا مجال احببت أن أشير إليه بهذه الصفة الإجمالية وأعرف أن فيه غموضا وأن فيه إشكالات كثيرة ولكن لا يمكن الإطالة في هذه النقطة
ننتقل إلى قضية الاخرى
القضية الأولى هي ما يتعلق بالتجديد في النصوص نفسها أي نصوص والوحيين
الأمر الثاني يتعلق بالعلوم الشرعية نفسها
هذه العلوم قبل أن نتحدث عن تجدديها ونداءات كثيرة الآن تجديد أصول الفقه، تجديد الفقه إلخ كل شيء يُراد ويطلب تجديده، شيء حسن وما ينبغي أن نفزع من مثل هذه النداءات ولكن فقط بشروطها العلمية
لا أقل ولا أكثر
وأنقل كلمة عن بهي الخولي رحمه الله تعالى العالم المصري المشهور :
كان يقول كلمة لطيفة : أول التجديد قتل الماضي بحثا
لابد أن أستوعب ، أريد أن أتجاوز شيئا لا بد أن أستوعبه
عقلا كما قال الغزالي قديما عالم المنطق أنه أراد أن ينتقد الفلسفة على منهجه وطريقته فقبل أن يكتب تهافت الفلاسفة كتب أولا مقاصد الفلاسفة، استوعب الدرس الفلسفي استيعبا كليا شموليا
فقام بنقده
يعني خالفتهم في كذا.. فهذه قصة أخرى ولكن منهجيا كان منسجما
لذلك أن نتجاوز بعض مخلفات التراث السلبية إن تحققنا منها لا بد أن تكون لنا القدرة العلمية على تمييز ما هو إيجابي مما هو سلبي
لذلك مع الأسف هذه الدعوات وهذه النداءات كثيرة ما يتخللها هذا الخلل
وقد وقفت بنفسي على بعض الكتابات فعلا التي تنادي فعلا بإحداث قضايا منهجية يظن صاحبها أنها لم تكن والمسألة أنه فقط لا يعرفها لا أقل ولا أكثر
يعني بعض أنواع مناهج الاستنباط وحتى بعض المصطلحات نفسها كانت موجودة في التراث للدلالة على ما قد يُراد تجديده وما يراد إنتاجه موجود في الدرس القديم
فلا بد إذن علميا ومنهجيا أن أستوعب :
أعجبني وصلُح لزماني بها ونعمت وإن لم تتبين قدرته على المجاراة على المستوى المنهجي والإنتاجي والعلمي فلا بد أن نمتلك الجرأة الكافية لنقده وتجاوزه لأنه عموم العلوم الشرعية عمومها إن هي إلا نتاج بشري في نهاية المطاف
ما هي نصوص من الوحي، لا هي كتاب ولا سنة وإنما هي فهوم
نعم فيها قواعد وكليات استقرائية قطعية
بمعنى أن بعض القضايا فيها وبعض القواعد هي زُبدة النصوص القرآنية وزبدة النصوص الحديثية فتلك لا يمكن تجاوزها لأنه في هذا المطاف ستحيلك على النصوص وستصطدم بالنصوص مباشرة
ولكن هنالك كثير من القضايا التي لا أقول ممكن بل أقول يجب أن نتجاوزها ولكن دائما بعدالاستيعاب
أن نستوعد ذاتنا أولا ونعرف ما يصلح منا مما لا يصلح، وما يصلح لهذا الزمان وما لا يصلح وهلم جرا
فنختصر القول في مجال العلوم الشرعية وأقول إنها مشكلة تتعلق بمصطلحتها ومناهجها
لا بد أن نفهم حقائقها إلا أن المصطلح يتطور
((معروف هذا في الدرس اللساني والدرس الاصطلاحي يتطور)
وقد تكون لفظة ذات دلالة علمية في سياق مُعين وُظفت في التراث العلمي الأصولي أو الكلامي أو الفقهي أو الحديثي أو البلاغي أو العروضي إلخ فاستُعملت بعد ذلك عبر التاريخ استعمالات تطورت دلالاتها
وهنالك قصة المصطلحات المهاجرة التي تهاجر من علم إلى علم فتحتفظ ببعض دلالالتها في السياق القديم ولكنها تتخذ لها دلالة في السياق الجديد دلالة أخرى.
فلذلك إذن قضية المصطلحات أو لغة العلم القديم لا بد أن ندرسها في سياقها التاريخي الأول
في سياقها الذي أُنتجت فيه حتى لا نقع في الإسقاط فنفهم التراث بعقلية العصر
أن نفهم التراث بعقلية العصر سيسدي إلى الخطأ في فهم التراث ووقع حتى لبعض "الباحثين والمفكرين" فهم بأن المنطق كان المنطق الصوري الأرسطي كان أصيلا في الثقافة العربية الأصيلة حتى في العصر الجاهلي واستشهد بآية من القرآن: عُلمنا منطق الطير
واضح جدا أنه لا علاقة لهذه اللفظة باللفظة المنطق الأرسطي إنما هي مصدر نيلي تتعلق بنطق الطير لا أقل ولا أكثر
مثل هذه الزلات موجودة سببها قلت أن الإنسان لأنه لا يُدرب نفسه على لغة التراث وعلى مصطلحاته فقد يقع له هذا الإشكال ، بسيطرة لكن هناك أشياء دقيقة في العلم بالدقة بمكان بحيث قد تخفى على بعض الناس وقد يؤدي في بعض الأحيان ذلك إلى إنتاج أحكام فقهية خطيرة .
الآن عدد من الفهوم أحسب التي تروج في الساحة الإسلامية العالمية التي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الاقتتال بين الناس وإلى تكفير المسلمين سببها الرئيسي عدم...هناك أسباب شتى: سياسية إديولوجية... ولكن من أهم الأسباب عدم فهم النصوص في سياقها التارخي القديم
لا بد أن نرحل إلى النصوص لنعيش أجواءها وسياقها وما يسمى بالمعهود استعماله زمن الرسالة أي كيف كانت العرب تتكلم ما هي طرقها التعبيرية ما هي ظروفها النفسية؟ كثير من الأمور لكي نفهم اللغة التي كُتبت بها تلك العلوم الشرعية
أعني علم الفقه وعلم أصول الفقه وعلم الكلام العقدي وعلوم القرآن وكل ذلك جميعا
إذن هذا من أهم المجالات التي ينبغي أن يدرسها الإنسان وأن تُفتح لها آفاق البحث من أجل استيعابها أولا
لكن لا بد أن نشير ولأني أعرف كثير من الطلبة يحبون أن يشتغلوا بالدراسات المصطلحية ودراسة المفاهيم فهذا المجال في البحث سيف ذو حدين كيف ذلك؟
الباحث إما أن يُبدع ويأتي بالجديد وإما أن يأتي بالكوارث
يعن أنه لا واسطة فيه
خذ أي لفظة وأي مفهوم أي اصطلاح إما أنك ستدرسه وتأتي بالجديد فعلا لأن درس ودراسة مصلطح ما أو مصطلحات أو لغة عالم ما في تراثه مرحلة ما إما أنك تصل إلى درجة الاستيعاب الدقيق لبنيته التفكيرية وبنيته العلمية ففعلا ستكتشف أن هناك أسرارا تعبيرية ومفاهيم خاصة تُدونت وانقرضت أو وقع سوء الفهم لها في التاريخ الذي جاء بعد
فهاهنا البحث سيكون رائدا ومبدعا ومجددا و منتجا فيه إنتاج وإما أن يبقى الإنسان عند حدود الدرس المعجمي البسيط لتلك الألفاظ فيشرح الأشياء بما شُرحت به وبما هو متداول فلا يكون في ذلك شيء من التجديد بل مفهوم البحث بما هو بحث لا ينطبق عليه ولذلك هذا المجال إما أن يدخل إليه الإنسان صابرا فعلا الذي له عزيمة على الصبر وعلى المتابعة إلى آخر نفس أو أن يبتعد عنه الإنسان ليسلك مسلكا آخرا مما ينسجم مع نفسيته وقدراته العلمية.
إذن قلت أن هذا من أهم المجالات
المجال الآخر الذي تحتاج إليه الدراسات الإسلامية في مجال الدرس الاستيعابي ما يمكن أن نعبر عنه بالتلخيص أو بتجديد العرض
تجديد العرض لن تضيف إلى ذلك الماضي لأننا لسنا في سياق التجديد الإنتاجي، نحن في سياق التجديد الاستيعاب نريد أن نفهم أنفسنا فمن بين المشكلات الكبرى التي تعاني منها الدراسات الإسلامية هي أن كثيرا من علومها مشتتة.
مثلا خذ علم التفسير
هذا العلم لا تجده في التراث الإسلامي القديم لا تجده مجموعا في اختصاص معين، ولذلك يتحدون عن العلوم التي يحتاج إليها المفسر فما هي هذه العلوم؟ هي الدنيا كلها
يجب أن تكون ضليعا في علم البلاغة لا بد أن يكون في علوم القرآن، المكي والمدني، أسباب النزول والناسخ والمنسوخ والحديث
لا شيء وتجده أُدرج في العلوم التي ينبغي أن يتمكن منها المفسر
يعني ينبغي أن يكون مختصا في كل شيء
وهذا أشبه ما يكون عند الأطباء بالأطباء الباطنيين
يعرفون كل شيء ولا يتقنون أي شيء
نجد أنفسنا موزعين بين علوم شتى ولكن هنالك مشكلة وهي أننا لا نستطيع أن نضع أيدينا على شيء دقيق ولذلك هذه العلوم أو ما يسمى بعلم التفسير يحتاج إلى إعادة عرض إلى ضمه بعضه إلى بعض وإلى استخراج كنوزه واستخراج مادته من علوم البلاغة مما يسمى بإعجاز القرآن مما يصلح لمجال التفسير ينبغي أن يستخرجه من كتب المعاجم أيضا نفسها
لسان العرب وحده فيه تفسير كامل للقرآن لمن تدبره وتأمله
نستخرج ذلك من كتب الفقه من كتب أصول الفقه
من مقدمات كتب التفسير أيضا وكتب الحديث
لا أتحدث عن التفسير التطبيقي ، اتحدث عن الجانب النظري أصول التفسير فهذا العلم موجود في التراث لكنه موزع مشتت، شمله غير مجموع فيحتاج إلى خبير، ليس الجمع العشوائي، لا خبير لأنه يحتاج إلى بناء تنظيري الذي تعلم مقدماته من أواسطه من نتائجه
حتى يستطيع الجيل الذي يأتي بعد إذا أراد أن يكون مفسرا نقول له هناك شيء اسمه علم التفسير لن تحتاج إلى دراسة البلاغة ولا علوم القرآن لماذا؟ لأن زبدة تلك العلوم جميعا في هذا العلم
لكن الان مع الاسف غير موجود من حيث ، ... هو موجود من حيث القوى كما يعبرون في المنطق والكلام لكنه غير بالفعل
موجود مشتت في رحم التراث بصفة عامة لكن يحتاج إلى من يجمع شمله وهذا ليس جهد فرد هو جهد جيل للعمل
بعض العلوم التي تعاني من هذه الأزمة، أزمة تجديد العرض، كيف نعرضها الآن لتيسير علمها وتخريج مختصين بها
وستلاحظون شيئا
أن الإبداع في التفسير يعني قلة في العصور الأخيرة
يعني هناك من كتب تفسيرا كاملا ولكن إذا قمت باستعراض الذين فسروا القرآن في العصر الحاضر، أولا هم قلة إذا قارنتهم لا في المشرق لا في المغرب
في المغرب لا يكاد يذكر إلا الشيخ ناصر المكي رحمه الله
عبد الله كنون كتب تفسير المفصل
يعني من أوائل سورة الحجرات على حسب تقديره أو سورة قاف إلى آخر المصحف
لكن ما السبب في هذا الأمر ؟
يعني أسباب كثيرة من بينها هذا الأمر، وهو أن الإنسان يجد صعوبة في التعامل مع النص القرآني لأنه إما أن يقول ما قيل فلا فائدة إذن، سأذهب إلى الأصل!!
أما أن يكون له نفس ويكون له حضور فهذا يحتاج إلى مكنة إلى قدرة وهذه القدرة دونها قصر القتاد بسبب طبيعة الاختصاص أو صعوبة استيعابه
مثال التفسير هو أحرج المجالات وأشكلها وإلا فالفقه فيعاني مثل هذا ، الكلام يعاني من مثل هذا
كثير من الحقائق تروج على غير قصدها وعلى غير وجهها بسبب هذه المشكلة
يعني قضية اللامذهبية في الفقه، قضايا كثيرة الان..
صحيح أن هنالك دواعي سياسية وكذلك هنالك أسباب علمية، هناك جهل بهذه الحقائق أيضا،
يعني ما معنى المذهب ما معنى أصول المذهب؟ ما معنى العقيدة؟ في مجال الكلام...
هناك مشكلات أننا لا نفهم التراث بالمعنى الحقيقي للكلمة ومن بين الأسباب ذكرت أن هذا التراث يعني مشتت في كثير من المجلات فيحتاج ....
بعض العلوم نعم مبنية، أصول الفقه مبني ما يحتاج إعادة بناء من حيث طريقة العرض،، طريقة البناء
لكن يحتاج إلى تجديد من نوع آخر
كعلم الحديث بشتى اختصاصته مبني لذلك هنالك علوم التي لا تعاني من هذه الأزمة لكن علوم أخرى تعاني هذه الأزمة
هنالك أفق ذكرت وهو تجديد عرض التراث مقصود ليس العرض الإنشائي ولكنه عرض بنائي نريد عرضه من جديد نعيد تركيبه من جديد لنعرضه عرضا يناسب العصر ويسهل الاستيعاب لقضاياه للجيل الجديد
الجانب الثالث من جاونب استيعاب التراث من حيث هو علوم شرعية نتحدث عن العلوم الشرعية أننا في حاجة إلى إعادة غربلة حقائقه
كثير من الحقائق ماتت، ما صار لها دور الآن