تقرير عبد العالم دحلان آثار الحرب النفسية على الأطفال في مخيمات النازحيين في مأرب

لم تكنْ هذه المشاهدُ مجردَ لعبةٍ في أيامِ العيدِ بل هي آثارٌ تراكمت في أذهانِ هولاء الأطفالِ التي عاشوها في مخيماتِ النزوحِ خاصةً مخيماتِ صنعاءَ الواقعةَ غربي مأربَ التي كانت على مقربةٍ من خطِ المواجهاتِ المسلحةْ .
مواجهاتٌ عسكريةٌ وأصواتٌ ومظاهرُ عنفٍ ولدت لدى أطفالِ النازحيين آثارٌ نفسيةٌ عكستْ بداخلِهم رغبةَ تقمصِ الأحداثِ وتقليدِها
الطفلُ باسم سامي واحدٌ من هولاء الأطفالِ الذين نزحوا من مخيمِ صنعاءَ يقول أن المعاركَ كانت لا تتوقفُ يوماً على أطرافِ مخيماتِهم ، ولّدت لديه رعباً وخوفاً شديداً من أصواتِ القذائف المختلفةِ جعلته يقتني هذه اللعبةَ التي يراها سلاحاً يحدُّ من الخوفِ الذي طغى عليه منذُ نزوحِه من مخيمِ صنعاءْ
خلالَ أيامِ العيدِ وهي برفقتِه يلعبُ بها داخلً هذا المخيمِ مع الكثيرِ من الأطفالٍ الآخرين الذي يشكلون فرقاً مختلفةً يحاولُ كلٌّ منهما السيطرةَ على مكانِ الآخرْ
تسببت الحربُ بتبعاتٍ وآثارٍ نفسيةٍ عميقةٍ تغلغلت في عقولِ العديدِ من أطفالِ المخيماتِ ، التى طالتهم الحربُ لمراتٍ عدة جعلت الأطفالَ في حلقةِ العنفِ والخوفِ ، ماقد يؤثرُ على سلوكياتِهم وتصرفاتِهم على مدى سنواتٍ طويلةْ .
في وقتٍ تغيبُ فيه دوراتُ التأهيلِ ومعالجةِ الاضطراباتِ النفسيةِ من أجلِ إخراجِ هولاء الأطفالِ من دوامةِ الصراعِ النفسي الناتجِ عن الحربِ الدائرةِ في البلادْ.