الحياة في المسيح - أحد آباء المجمع المسكوني الرابع

Поділитися
Вставка
  • Опубліковано 6 вер 2024
  • عظة الأب سمعان أبو حيدر في أحد آباء المجمع المسكوني الرابع
    الأحد ١٤ تموز ٢٠٢٤ - كنيسة الظهور الظهور الإلهي
    الحياة في المسيح
    باسم الآب والابن والروح القدس. آمين،
    يا أحبّة، نصنع اليوم تذكار آباء المجمع المسكونيّ الرابع، هؤلاء الآباء يعبّرون عن إيمان الكنيسة من خلال حياتهم في المسيح بالإنجيل الحيّ. نتأمّل الحياة في المسيح من خلال رسالة بولس اليوم الى تلميذه تيطس.
    ١. العمل الصالح. الحفاظ على الحياة في المسيح يتطلّب عملاً ثابتًا. يكرّر بولس هذا مرتين اليوم «أريد أن تُقرّر حتّى يهتمّ الذين آمنوا بالله في القيام بالأعمال الحسنة…، وليتعلّم ذوونا أن يقوموا بالأعمال الصالحة للحاجات الضرورية حتى لا يكونوا غير مثمرين». يعني أن الحياة في المسيح هي التي نعمل لها.
    الحديث هنا عن أشخاص «يمارسون إيمانهم». عند التدقيق في كلمة «ممارسة» نجد أن الذين يمارسون أمرًا ما بجدية لا يكتفون بمجرّد لمسة عرضية، بل يعملون عليه. لن يتعلّم الإنسان العزف أبدًا لو تدرّب مرة واحدة فقط في الأسبوع. ما نحبّ أن نُتقنه بشكل جيّد نمارسه كل يوم. يتدرّب المحترفون على مدار الساعة كلّ يوم.
    لهذا أيضًا خُصِّصت «دورات تدريب» لإبقاء الرياضيين في لياقة كاملة مدى العام. لذلك، خلال موسم كامل من العام، هم يقومون بمراجعة الأساسيات وتعلّمها من جديد.
    لدينا في الكنيسة أمر مشابه. «الصوم الكبير» هو موسم التدريب الربيعي على «الرياضة» التي نمارسها على مدار العام: الحياة في المسيح. من المهم جدًا، أن نحافظ على روحيّة الصوم الكبير طوال العام. الحياة في المسيح هي على مدار السنة.
    ٢. الوقت. اهتمامنا بممارسة الأعمال الصّالحة يعني أننا لا نهدر وقتنا وطاقاتنا. وعلى وجه الخصوص، يقول بولس، أننا لا نهدر الوقت والطاقة في مجادلة الهراطقة. هذا يعني أننا نتجنّب التورّط بـ«المباحثات الهذيانية». يحرّم بولس ذلك. الجدال مع الهراطقة مُحرّم تمامًا مثل القتل والزنا… الله لا يرضى عن هذا النشاط ولا يُخدم به. يكفي محادثة وأخرى ثمَّ أن نُعرض عنه.
    كيف نترجم تحريم بولس هذا في زماننا الحاضر؟ نبدأ بالابتعاد عن مدوّنات «أرثوذكسية» وغير أرثوذكسيّة، على الانترنت عديمة الفائدة! تلك التي لا تفعل شيئًا آخر سوى تجاهل وصية بولس الرسول الرسمية هذه، لمجرّد التعصّب وإبراز القدرة على الكلام والمماحكات. على حدّ تعبير العلاّمة ترتليانوس «المُجدلات حول الكتب المقدسة لا تُنتج سوى وجع في المعدة أو صداع في الرأس». باختصار، يجب أن نبتعد عن تلك المدوّنات التي تمتهن السِّجالات اللاهوتيّة. هذه، نتجنّبها تمامًا كالخطايا التي تلوّث النفس والجسد.
    ٣. الإيمان. يُخصّص بولس توجيهاته للأشخاص «الذين آمنوا بالله». «الإيمان» بالمعنى الكتابي ليس مجرّد موافقة على فكرة، بل هو الخضوع لشخص. أن نؤمن، كما يستخدم الكتاب هذا المصطلح، يعني أن نؤسّس لعلاقة ثقة.
    الإيمان، بحسب الكتاب، هو دائمًا أمر شخصي لا مجرّد أمر افتراضي منطقي. الإيمان بشخص ما هو أمر مختلف تمامًا عن الإيمان بشيء ما. الأول شخصي يدل على الثقة، والثاني افتراضي. دونكم الهرطقة المعاصرة «أنا مؤمن لكنّي غير ممارس!». هذا بتر لحياة المؤمن في المسيح، لأن «الإيمان بدون أعمال مَيِّتٌ» (يع ٢: ٢٠). يمدّ بولس حياة الإيمان التي تبدأ بالممارسة الليتورجية لكي تتأصّل من ثمَّ في حياتنا اليومية بالمسيح.
    يا أحبّة، الإيمان بالله لا يعني مجرّد تأكيد وجوده. بل أيضًا تأكيد على ثقتي به. هذه الثقة الشخصية بالله هي أساس حياتنا في المسيح. لذلك، نقوم بالأعمال الصالحة، مكرّسين لها كلّ وقتنا وطاقتنا. آمين.

КОМЕНТАРІ • 3

  • @Jmmr-hi7be
    @Jmmr-hi7be Місяць тому +1

    صادقة هي الكلمة
    ماأجمل هذه العبارة في رسالة اليوم.

  • @elycurie1863
    @elycurie1863 Місяць тому +1

    احد مبارك ابونا الحبيب 🙏