تبرع بعضو من جسمه لطفلة لا يعرفها

اللحظات التي تجسد فيها مشاهد يقف معها سيل حرفك، هي تلك الدهشة التي تصيبك حينما ترى الاخلاص والعطاء ينهمر من أشخاص يغدقون من حولهم بعطائهم الفيّاض دونما ضجة!
بندر البريدي، هو حكاية ممتدة بالتطوع، يزرع فيها أروع سطور الإنسانية والتعاطف، ويمضي قدماً للبذل، وترسيخ لمساته الدافئة التي تتسع لمن يعرف ومن لا يعرف.
بندر في صبيحة يوم عمل هادئ بعد أن فرِغ من مهامه، أمسك بالصحيفة فكانت طوع يديه يقلب صفحاتها بكل عفويه، وفجأة!
صوّب نظره إلى نداء عاجل لطفلة تحتاج للتبرع بالكبد، وحياتها مهددة بالنهاية.
بندر لم يمرر هذا الخبر بعبوره فقط، وإنما أقدم بكل شجاعة للاتصال بالرقم المتوفر أسفل الصفحة..
تواصل مع المستشفى، في البداية تجاوبوا معه ببرود وذلك لعدم جديّة المتصلين، أخبرهم بجاهزيته، واستفسر عن المتطلبات، اهتموا لأمره، وبغمضة عين ما وجد بندر جسده إلا مرمياً على سرير المشفى بلا كراهية مستسلماً لنداءات الطبيب..
وبعد فحوصاتٍ عاجلة، كانت النتائج إيجابية، ولكنها غير مطابقة لحاجة الطفلة المريضة، تلقى بندر الخبر بحزن وأسف لكن الطبيب قدم له خياراً آخر لطفلة متعطشةٍ لتبرعه، وكانت مطابقة تماماً، وافق بلا منازع.
وبعد أن خرج من الطبيب قابل والداها، وعيونهم ذابلةً لحالِ طفلتهم، وبعد أن علموا بأنه المتبرع أحاطوا عليه بلهفة، ينتظرون منه طلب بمقابل معروفه، وألجموا عندما أخبرهم بأن الدعاء هو كل ما يتمناه، وحسب!
دقت الساعة الخامسة فجراً بعد ليلةٍ طويله ممزوجةً بمشاعر شتى لتعلن عن بدء موعد العملية، والتحضير السريع لها..
من غرفة التنويم إلى قسم العمليات، يقطع هذا السكون، تمتمات دعوات، ومناجاة خائف إلى الله، وصوت عجلات السرير متوجهة بكل ما فيها إلى العملية.
قبل آن يشرعوا بسحب المشرط، والتخدير، طلب منهم بتثاقل رؤية الطفلة، بوداعية لا يعلم إن كانت نهايةٌ دائمة أم بداية لحياة مُشرقة؟
تمّت العملية بنجاح، وهذا ما رنّ في مسامع بندر بعد الوعي الأول من العملية.
فبرغم الألم المبثوث في جسده إلا أن لذة العطاء بإنقاذ حياة تعدلُ حياة ثانيةً لبندر.
خلاصة هذه القصة:
السائرون على متنِ دُروبِ الحياة، إن لكم في العطاءِ حياةُ يا أولي الألباب، وأمنياتٌ حِسان ستطوق أرواحكم، ونوافذ مشرعةٍ تُمهد عبوركم لمن تحبون من وقت، وجهد، ومال، وكلمةٍ صادقة، فعند الله الجزاء الأوفى، والله أعلم بالصادقين.


شاركني بالافكار والمحتوى على الايميل او الواتس اب
[e-mail]
[phone]
اشترك في قناتي بالتلقرام
t.me/alnhet
تويتر
/ m_alnhet
انستقرام
/ m_alnhet
سناب شات
/ m_alnhet
للتواصل على الايميل
[e-mail]