طوي العوير التاريخي بدبي-1

طوي العوير من الآبار القديمة جدا والتي لا يعرف تاريخ وفترة ومن حفرها، والتي ترجع الى قرون بعيدة، وهي من الموارد الشهيرة التي يرتادها أهل المنطقة، ولذا تحفر من جديد كلما إندكت البئر القديمة وتحمل نفس الإسم ولا تحمل اسم حافرها الجديد. ومنطقة العوير من المناطق القديمة جدا والتي جاء ذكرها في المصادر التاريخية والجغرافية والأدبية القديمة، ومن أقدم هذه المصادر كتاب رسالة الصاهل والشاحج لأبي العلاء المعري 363:449 هجرية، حيث قال: وجائز أن تنزل البادية بـ العوير وما تصنع الحاضرة بهذا الاسم وإنما هو من عور العين، أو عوّرت المياه، أو غير ذلك مما يُكره؟ وقد يجوز أن يأتي الخير والنفع من هذه الأسماء، كما قال امرؤ القيس: لكن عُوَيرٌ وَفَى بذمته لا عَوَرٌ شانَهُ ولا قِصَرُ. وقد كان أهل هذه البلدة تمضي طائفة منهم إذا خرج العدو، إلى (حتى) يُعصِمون بمغارة هنالك. وأعوذ بالله من هذا الرأي. وقد جرى على اللاجئين إلى المغاير ما لا يجب أن ينسى أهل التجربة مثله وهو كما قال جل اسمه: فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين، يغشى الناس هذا عذاب أليم. ونجد أن المعري قد ربط بين منطقة العوير وقرية حتا التابعة لإمارة دبي حين ذكر لجوء أهل العوير الى قرية حتا ليحتموا في مغاراتها. وفي شرح المفردات تقول محققة الكتاب الدكتورة عائشة عبدالرحمن: العوير من قرى الشام أو ماء بين حلب وتدمر نقلا عن كتاب البلدان لياقوت الحموي، وتقول عن حتى: ضبطها ياقوت: مقصورة، بلفظ حتى من الحروف، قال نصر: حتى من جبال عمان أو جبله. وفي (ق) حتى، بلفظ حرف الغاية والتعليل: جبل بعمان وقرية بعسقلان وهي مضبوطة في النص، بكسر الياء، على الحكاية في لهجة أهلها، كما يلي في السياق. ومن هذا الشرح يستحيل على العاقل أن يصدق بأن أهل قرية العوير الشامية إن غزاهم قوم أن يلجئوا إلى مغارات جبل أو قرية حتى في إقيلم عمان القديم، أو قرية حتى العسقلانية لبعد المسافة بين قريتهم العوير وملجأهم في حتى لأن طالب الملجأ يبحث عن موقع قريب جدا منه يسهل الوصول إليه وقت الشدائد ليلتجيء به، والأقرب الى الصواب أن العوير المقصودة هنا هي منطقة قريبة من جبال عمان وقرية حتى، وهو ما ينطبق على موضع العوير في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة والقريبة من منطقة حتا الإماراتية والتي هي من ضمن سلسلة جبال عمان الشهيرة باسم الحجرين، والتي كانت تسكنها قبائل عربية ترتبط بصلات وثيقة مع قبائل عمان. وقد ذكرها الشاعر المعروف الماجدي علي بن ظاهر المتوفى حوالي العام 1023 هجرية في أشعاره بقوله : ورويت الأرض من شرق وغرب/وأسقت كلما حازت عمانـي/من إفيوي الينوب الى الشمال/من الظفرة الى سيفة إدهاني/وروى الرمل مع سيح الغريف/ووادي المكن داناه المداني/على نزوى وما حاز لّهباب/ووادي الجرن وأسقانا زماني.