نفسي اروّح للكاتبة اسماء البسطامي وبصوتي سامر الخزاعلة

" نفسي أروّح "
كنا نقولها في الحصة السادسة ،، ونحن نغالب التعب والجوع
كنا نقولها بين المحاضرات
ونحن نعاني في زحمة السير والحر أو البرد ،،، نقولها بأعلى درجات التمني ،، نفسي أروّح !!
كان منتهى الأمان ان - نروّح - ،،
فكرة العودة الى البيت ، كانت تراود خيالنا كلما أحسسنا بالتعب ، كلما اشتدت علينا الدنيا بضغطها البسيط آنذاك ،، !! وكلما تعبت اقدامنا الصغيرة من السير أو حتى حين تحاصرنا الصداقة البريئة بمتطلبات اكبر من طاقتنا ،، ويا لها من هموم تهون ،،،
كم تعود هذه الفكرة الآن ،، !!
ان نخرج من أماكن العمل ، من منازلنا ، من ضغط الحياة والأشخاص والضمير ،، ونروّح ع الدار ،،،
ذلك البيت الذي كان ينتظرنا ، الذي لم يودعنا يومًا ،، هناك حيث المعنى الحقيقي للبيت ؛
كم نود ان نرمي كل المفاتيح التي نملكها ،، ونعود الى المكان الوحيد الذي يفتح لنا قلبه دون مفتاح ،،، يفتح لنا ابواب الحب، والراحة والسكينة ، حيث الترحيب والانتماء ، حيث لا احد يسألك ان تُعطي ، بل يعطيك ،،، !
تكون في أمان بيتك مع أمك وأبيك ، اخوتك رفاق عمرك ، كتبك وألعابك وسريرك ،، وسقف غرفتك الذي علقت عليه أمالك وأحلامك
كم نتوق الى الهروب من كل مسؤولية أثقلت كواهلنا ، من النضج الذي أوجعنا
من هذه السنين التي نحملها ولا تحملنا
ومن كل من ينادي علينا - ( يا عم ، يا خالة )
ونعود أطفالًا كلما تعبنا روحنا ،،
نهرب مما صنعناه ونعود الى ما صنعنا
كم وكم نتمنى ان نرمي كل هذا العمر ونرّوح بيوتنا ،، نلقي كل ما نحمله فوق أكتافنا ، ونعود لمن حملنا واحلامنا ،،،
الى الدار ، الى البيت الكبير ، الى عالمنا الصغير وبالحب كبير ،،، الذي احتوانا بكل ما فينا ، وننسى منازلنا الجافة وأولادنا وهمومنا وحضورنا الكامل المطلوب بدقة تفوق قدرتنا ،،، ونعود حيث حضورنا كان مكتملًا بالقلب والروح
حيث كانت اكبر همومنا شنطة جديدة ، حذاء وملابس
واكبر ما يسعدنا " لمة " أهل على سفرة عشاء من حواضر البيت ، مسلسل السهرة بعد الثامنة ، واسبوع دراسي كله يوم جمعة ،،، !!!
كانت كلمة "أروّح " بمعناها الشمولي تمنحنا السلام
بكل ما تحتويه من راحة
وبما تعدنا من أمان ،، لم نعد نستعملها الان
لم نعد نمارس الترويح ،،، !!
استبدلناه بالانتظار ،، ولا نعرف حقًا ما ننتظر
وبعد ،،، أليس رائعًا ان تقول " بدي أروّح "
#اسماء _البسطامي
#سامر_الخزاعلة