((بعد الدقيقة 18 يقول على جمعة بما معناه : بأن تحريم البنوك أو إغلاقها فيه الخراب اليباب فكيف أحرم شيئاً إذا ما حرمته وأستجابت ليه الحكومة فإن فيه خراب اليباب .....إلخ )) ياسيد علي جمعة منع الربا أو الحد منه لا يعني تحريم البنوك أو إغلاقها فهناك دول كثيرة مثل إيران أستطاعت أن تحد من الربا الفاحش دون أن تغلق البنوك أو تحرمها برغم من أن عدد سكانها يفوق 60 مليون و محاصرة إقتصادياً و هناك دول أغنى من إيران بكثير و عدد سكانها لا يتجاوز العدة ملايين و مع ذلك ينتشر فيها الربا و بشكل كبير ، فالمسألة لا تتعلق بالبنوك إنما بطريقة إدرتها من قبل الدولة بحيث تضع الدولة قوانين تمنع هذه البنوك من إستغلال حاجة المواطنين بطريقة فاحشة
هناك دول غنية و مع هذا تجد أن عدد المقترضين من البنوك بفائدة يساوي عدد الموظفين في تلك الدولة و هذا يعني أن الشعب بأكمله مدين و يتعامل بالربا ، و كثير من هؤلاء المقترضين ، أقترضوا من أجل أمور كمالية و ترفهية ، فالمقترض منهم لا يرضى أن يسكن منزل متواضع على قدر أستطاعته و لا يقبل أن يركب إلا سيارة فارهة غالية الثمن حتى لو أضطره ذلك إلى التعامل بالربا ، أي محاربة الله و رسوله و هذا النوع من الربا أفحش من ربا الجاهلية لأن المقترض ليس مضطر له و مع ذلك يقترض
كنت أشاهد برنامج مخصص لشكاوى المواطنيين على أحد الأقنية التلفزيونية فكان هناك مواطنيين يشتكون من تراكم الفوائد البنكية عليهم و تضاعفها ، فكان أحد المتصيلين يقول للمذيع بأنه سحب قرضاً من البنك من أجل تعليم أولاده في الجامعة و أن الفوائد تراكمت عليه بشكل لم يكن يتوقعه ، فأجابه المذيع ألم تذهب إلى البنك و تقرأ شروط القرض و توقع على هذه الشروط ، فأجابه المتصل نعم و لكن الأوراق التي قمت بالتوقيع عليها كانت باللغة الأنكليزية و لم أفهم منها شيئياً . إذاً هناك بنوك تتلاعب في الإعلانات و تستغل جهل شريحة كبيرة من الناس الذين لا يجيدون حتى اللغة العربية و تجعلهم يوقعون على أوراق باللغة الأنكليزية من أجل تضليلهم و إستغلال حاجتهم للقرض
عندما يضطر مواطن في دولة فقيرة متل مصر و الأردن و سوريا..... للإقتراض من بنك بفائدة معينة لكي يبني مسكن أو يعلم أبنه في الجامعة أو من أجل العلاج فهناك من العلماء من أباح هذا و لكن لا أعتقد أن الحرمانية تسقط عن الجهة التي أستغلت هذا الشخص و أخذت الفائدة
في الدول الأوربية و الغربية بشكل عام ذات الأنظمة الديمقراطية و حكم المؤسسات يكون تأثير البنوك الربوية و إستغلالها لحاجة الفقراء و البسطاء قليل جداً و شبه معدوم ، فالدولة تراقب البنوك و تضع معايير صارمة لكي لا تستغل هذه البنوك حاجة المواطنيين ، ففي الولايات المتحدة الأمريكية تم تحويل أحد أكبر البنوك الأمريكية إلى القضاء بسبب تلاعبه و تزويره في سندات القروض و الرهن العقاري و دفع أكبر غرامة في التاريخ و كانت ما يقارب ثلاثة عشرمليار دولار ، و بالعكس فأنه في الدول ذات الأنظمة الديكتاتورية و التي لا تتمتع بالشفافية و الديمقراطية تكون رقابة الدولة على البنوك شكلية و غير صارمة لأن المستفيدين من البنوك الربوية هم غالباً أصحاب القرار و السلطة و المقربيين منهم .
4. هذه ليست المرة الأولى التي أسمع فيها فضيلة المفتي يتحدث عن العملة الورقية غير المغطّاة دليلاُ على عدم انطباق أحكام الذهب والفضة عليها، ولقد سمعته يقتبس حديث الفقهاء في انعدام الربا في الفلوس، وكأن العملة الورقية تساوي الفلوس في الثمنية. إن هذه "الظاهرية" في الأخذ بالنصوص وتعطيل القياس في حد ذاتها مسوّغ كافٍ لمن سماهم الشيخ بسفهاء الأحلام أن يروا "قصدية" في المنهج بما يوصل إلى نهاية مرغوبة أصلاً، وهو ما ندعو الله أن الشيخ خلوٌ منه إن شاء الله.
للأسف فهناك مغالطات كثيرة وردت على لسان شيخنا الفاضل منها على سبيل الإيجاز: 1. حبّذا لو يعود مولانا الشيخ إلى كتب الناقدين الغربيين لنظام البنوك وكيف أنه هو السبب في التضخم، وليس مانعاً لها كما أورد الشيخ الفاضل 2. كنت أتمنى عدم الهجوم إجمال معارضي النظام البنكي في فئة من المهاجمين للشيخ ممن سماهم الصبية وسفهاء الأحلام، فالعلماء القائلون بحرمة قروض البنوك وفوائدها جمّ غفير منهم من هو في قامة مولانا المفتي في العلم 3. البنوك ليست شركات مساهمة توزّع أرباحها على مساهميها.
هناك عوامل تساعد على إنتشار الربا و عوامل أخرى تساعد على الحد من إنتشار الربا في المجتمع ، فمثلاً دولة يحكمها رئيس مثقف و متواضع يحمل شهادات علمية عالية يذهب إلى مكتبه في سيارة متواضعة يمكن أن يمتلكها أي مواطن و يحمل معه كيس صغير يضع فيه طعام الفطور و يسكن في بيت متواضع ... فهذه الدولة غالباً ما يكون فيها إنتشار الربا بنسبة قليلة و تكون قادرة على الحد من إستغلال البنوك لحاجة المواطنين ، إما دولة يحكمها رئيس مثل الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي و الذي كان كل همه إستغلال السلطة لكسب المليارات و الإستيلاء على إستثمارات الدولة و شراء القصور و العقارات و البنوك و الشركات له و للمقربين منه، حيث بلغت ثروته و ثروة أقرباءه 13 مليار دولار ، فهكذا دولة غالباً ما ينتشر فيها الربا بنسبة عالية و تكون غير قادرة على الحد من إنتشاره ، لأن المسؤولين و أصحاب القرار فيها لا يشعرون بمعاناة الناس الفقراء و البسطاء ...
الفهم..العميق
((بعد الدقيقة 18 يقول على جمعة بما معناه : بأن تحريم البنوك أو إغلاقها فيه الخراب اليباب فكيف أحرم شيئاً إذا ما حرمته وأستجابت ليه الحكومة فإن فيه خراب اليباب .....إلخ )) ياسيد علي جمعة منع الربا أو الحد منه لا يعني تحريم البنوك أو إغلاقها فهناك دول كثيرة مثل إيران أستطاعت أن تحد من الربا الفاحش دون أن تغلق البنوك أو تحرمها برغم من أن عدد سكانها يفوق 60 مليون و محاصرة إقتصادياً و هناك دول أغنى من إيران بكثير و عدد سكانها لا يتجاوز العدة ملايين و مع ذلك ينتشر فيها الربا و بشكل كبير ، فالمسألة لا تتعلق بالبنوك إنما بطريقة إدرتها من قبل الدولة بحيث تضع الدولة قوانين تمنع هذه البنوك من إستغلال حاجة المواطنين بطريقة فاحشة
هناك دول غنية و مع هذا تجد أن عدد المقترضين من البنوك بفائدة يساوي عدد الموظفين في تلك الدولة و هذا يعني أن الشعب بأكمله مدين و يتعامل بالربا ، و كثير من هؤلاء المقترضين ، أقترضوا من أجل أمور كمالية و ترفهية ، فالمقترض منهم لا يرضى أن يسكن منزل متواضع على قدر أستطاعته و لا يقبل أن يركب إلا سيارة فارهة غالية الثمن حتى لو أضطره ذلك إلى التعامل بالربا ، أي محاربة الله و رسوله و هذا النوع من الربا أفحش من ربا الجاهلية لأن المقترض ليس مضطر له و مع ذلك يقترض
كنت أشاهد برنامج مخصص لشكاوى المواطنيين على أحد الأقنية التلفزيونية فكان هناك مواطنيين يشتكون من تراكم الفوائد البنكية عليهم و تضاعفها ، فكان أحد المتصيلين يقول للمذيع بأنه سحب قرضاً من البنك من أجل تعليم أولاده في الجامعة و أن الفوائد تراكمت عليه بشكل لم يكن يتوقعه ، فأجابه المذيع ألم تذهب إلى البنك و تقرأ شروط القرض و توقع على هذه الشروط ، فأجابه المتصل نعم و لكن الأوراق التي قمت بالتوقيع عليها كانت باللغة الأنكليزية و لم أفهم منها شيئياً . إذاً هناك بنوك تتلاعب في الإعلانات و تستغل جهل شريحة كبيرة من الناس الذين لا يجيدون حتى اللغة العربية و تجعلهم يوقعون على أوراق باللغة الأنكليزية من أجل تضليلهم و إستغلال حاجتهم للقرض
يقول المفتي بأن عدم البنك هو الربا و هذه تدليس و عدم توضيح لمعنى الربا ، هناك بنوك ساعدت على نشر أنواع من الربا أكثر فحشاً من ربا الجاهلية
عندما يضطر مواطن في دولة فقيرة متل مصر و الأردن و سوريا..... للإقتراض من بنك بفائدة معينة لكي يبني مسكن أو يعلم أبنه في الجامعة أو من أجل العلاج فهناك من العلماء من أباح هذا و لكن لا أعتقد أن الحرمانية تسقط عن الجهة التي أستغلت هذا الشخص و أخذت الفائدة
في الدول الأوربية و الغربية بشكل عام ذات الأنظمة الديمقراطية و حكم المؤسسات يكون تأثير البنوك الربوية و إستغلالها لحاجة الفقراء و البسطاء قليل جداً و شبه معدوم ، فالدولة تراقب البنوك و تضع معايير صارمة لكي لا تستغل هذه البنوك حاجة المواطنيين ، ففي الولايات المتحدة الأمريكية تم تحويل أحد أكبر البنوك الأمريكية إلى القضاء بسبب تلاعبه و تزويره في سندات القروض و الرهن العقاري و دفع أكبر غرامة في التاريخ و كانت ما يقارب ثلاثة عشرمليار دولار ، و بالعكس فأنه في الدول ذات الأنظمة الديكتاتورية و التي لا تتمتع بالشفافية و الديمقراطية تكون رقابة الدولة على البنوك شكلية و غير صارمة لأن المستفيدين من البنوك الربوية هم غالباً أصحاب القرار و السلطة و المقربيين منهم .
4. هذه ليست المرة الأولى التي أسمع فيها فضيلة المفتي يتحدث عن العملة الورقية غير المغطّاة دليلاُ على عدم انطباق أحكام الذهب والفضة عليها، ولقد سمعته يقتبس حديث الفقهاء في انعدام الربا في الفلوس، وكأن العملة الورقية تساوي الفلوس في الثمنية. إن هذه "الظاهرية" في الأخذ بالنصوص وتعطيل القياس في حد ذاتها مسوّغ كافٍ لمن سماهم الشيخ بسفهاء الأحلام أن يروا "قصدية" في المنهج بما يوصل إلى نهاية مرغوبة أصلاً، وهو ما ندعو الله أن الشيخ خلوٌ منه إن شاء الله.
للأسف فهناك مغالطات كثيرة وردت على لسان شيخنا الفاضل منها على سبيل الإيجاز: 1. حبّذا لو يعود مولانا الشيخ إلى كتب الناقدين الغربيين لنظام البنوك وكيف أنه هو السبب في التضخم، وليس مانعاً لها كما أورد الشيخ الفاضل 2. كنت أتمنى عدم الهجوم إجمال معارضي النظام البنكي في فئة من المهاجمين للشيخ ممن سماهم الصبية وسفهاء الأحلام، فالعلماء القائلون بحرمة قروض البنوك وفوائدها جمّ غفير منهم من هو في قامة مولانا المفتي في العلم 3. البنوك ليست شركات مساهمة توزّع أرباحها على مساهميها.
هناك عوامل تساعد على إنتشار الربا و عوامل أخرى تساعد على الحد من إنتشار الربا في المجتمع ، فمثلاً دولة يحكمها رئيس مثقف و متواضع يحمل شهادات علمية عالية يذهب إلى مكتبه في سيارة متواضعة يمكن أن يمتلكها أي مواطن و يحمل معه كيس صغير يضع فيه طعام الفطور و يسكن في بيت متواضع ... فهذه الدولة غالباً ما يكون فيها إنتشار الربا بنسبة قليلة و تكون قادرة على الحد من إستغلال البنوك لحاجة المواطنين ، إما دولة يحكمها رئيس مثل الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي و الذي كان كل همه إستغلال السلطة لكسب المليارات و الإستيلاء على إستثمارات الدولة و شراء القصور و العقارات و البنوك و الشركات له و للمقربين منه، حيث بلغت ثروته و ثروة أقرباءه 13 مليار دولار ، فهكذا دولة غالباً ما ينتشر فيها الربا بنسبة عالية و تكون غير قادرة على الحد من إنتشاره ، لأن المسؤولين و أصحاب القرار فيها لا يشعرون بمعاناة الناس الفقراء و البسطاء ...