شكرا برومثيوس، ولكن…

Поділитися
Вставка
  • Опубліковано 13 лип 2023
  • شكرا برومثيوس، لكن...
    تعتبر أسطورة برومثيوس، الذي سرق قبسا من النار المقدسة من موقد آلهة الأولمب، ليمنحها للإنسان الذي خُلق أعزل، من أهم الأساطير اليونانية التي ساهمت في نحت فكر ومقدسات الإنسانية. وصلتنا هذه الأسطورة أساسا من الشاعر اليوناني هزيود، الذي عاش بين نهاية القرن الثامن وبداية القرن السابع قبل الميلاد، ثم من بعده مواطنه الفيلسوف أفلاطون في محاورة البروتاغوراس. وتروي هذه الأسطورة ان آلهة الأولمب قررت خلق الكائنات الفانية على سطح الأرض، فكلفت إثنين من العمالقة وهما برومثيوس، واسمه يعني بعيد النظر، وأخيه إيبيمثيوس، وإسمه يعني، بطيء الفهم، أن يصنعا هذه الكائنات وأن يقوما بتوزيع الهيئات والخصائص والملكات التي تضمن لها البقاء. أنهى إيبيمثيوس صناعة كل الحيوانات بسرعة فائقة في حين كان برومثيوس يصنع هيئة الإنسان من الطين بكل تأن، أراده ان يكون جميلا فجعله منتصب القامة، شبيها بالآلهة.
    إبيمثيوس الذي كان منبهرا بما صنعه من حيوانات، سيطلب من أخيه بروميثيوس ان يترك له مهمة توزيع الصفات والملكات على كل الكائنات الحية بمفرده، وان يكتفي هو فقط بالمراقبة، سيقبل بروميثيوس عن مضض طلب وشقيقه. كان إيبيمثيوس يدرك أن توزيع الصفات والملكات على هذه الكائنات لن يكون اعتباطيا بل يجب أن يخضع لمبدأي التوازن والنظام. فمنح بعض المخلوقات القوّة، ومنح لأخرى السرعة، وأعطى لبعض الحيوانات مخالبَ وأنيابا ولأخرى حوافرَ وجلودا سميكة، وجعل بعض الكائنات تتّخذ جحورا تلجأ إليها للمحافظة على بقائها، وأعطى لأخرى أجنحة تُحلّق بها في السماء، ومنح للأسماك زعانفَ ولكائنات أخرى فروا سميكا يقيها برد الشتاء.
    نجح إيبيمثيوس في مهمة توزيع الصفات بين كل الحيوانات بشكل متوازن وعادل. لكنه نسي ان يمنح للإنسان أي صفة أو ملكة أو مقوّم من مقوّمات الحياة. إيبيمثيوس ترك الإنسان عاريا، أعزلَ، لا يملك أي سلاح للبقاء. برومثيوس سيشفق على الإنسان، وسيعمل على مساعدة شقيقه للخروج من هذا المأزق. سيحدّث أثينا ابنة زيوس وآلهة التقنية والحرب والصنائع عن مأساة هذا الكائن. أثينا ستمنح لبروميثيوس كل ما تملك من معارف وخبرات للإنسان، وستساعده على التسلل إلى كهوف إله الحدادة، هيفاستوس في جبل الأولمب، أين كان يصنع الدروع للآلهة والصواعق لزيوس، ليسرق شعلة من النار المقدّسة ويهبها للإنسان حتّى يضمن تفوّقه على بقية الكائنات في صراعه من أجل الوجود. لكن برومثيوس سيدفع ثمن هذه الخدمات التي قدّمها للإنسان غاليا جدّا، زيوس سيعتبر ان بروميثيوس قد خان آلهة الأولمب عند سرقته لشعلة النار، وسيأمر ابنه اله الحدادة هيفاستوس بأن يُقيّد برومثيوس بالسلاسل على صخرة كبيرة في جبال القوقاز، وعند كل صباح يأتيه نسر عملاق لينهش كبده، الذي يعود لينمو من جديد في المساء، ويُؤكل مرة ثانية في صباح اليوم الموالي، ويستمر هذا العقاب لبرومثيوس إلى الأبد.
    نجيب البكوشي، باحث وكاتب تونسي

КОМЕНТАРІ • 9

  • @christinsoliman6700
    @christinsoliman6700 11 місяців тому

    جميل الربط بين ماندعوه الاساطير القديمة والدين مثل خطأ آدم والاكل من شجرة الخلد حسب الشيطان . والجزوة من نار اولمبياد وفكرة الالهة التي وهبت للانسان صفاته

  • @Benothman60
    @Benothman60 11 місяців тому +1

    شكرا سيد بكوش للمعلومات والافاده

  • @rahil.bendahmane
    @rahil.bendahmane 11 місяців тому

    شكرا لك أستاذنا العزيز

  • @usamamohamad4654
    @usamamohamad4654 10 місяців тому

    حلقة رائعه استمتع جدا

  • @yahyayahyakonate5417
    @yahyayahyakonate5417 11 місяців тому

    حلقة أكثر من رائعة....شكرا جزيلا لك أستاذنا الفاضل على كل هذا العطاء...

  • @user-cr9oz2le8z
    @user-cr9oz2le8z 11 місяців тому

  • @fatmahesham1419
    @fatmahesham1419 11 місяців тому +1

    السلام عليكم ... انا حابة اكتب انتقاداتي للفيديو. أولا وصف الشجرة الذي ذكر في القرءان وهو شجرة الخلد جاء علي لسان الشيطان عندما كان يدعوهما للأكل من الشجرة اي انه لا دليل علي صحته بل غالبا هو ملفق هدفه حثهما علي الاكل من الشجرة .... ثانيا الاله أعظم من ان يكون له حصون أو ان يشكل ايا يكن تهديدا له كما أن سيدنا ادم له روح تتصف بالخلود كحال كل البشر و ذاك قبل ان يأكل من الشجرة . وشكرا.

    • @nocomment2163
      @nocomment2163 11 місяців тому +1

      لا وجود لكلمة حواء في كتاب الله و لا وجود فيه لكلمة لخلود الناس في الحياة الدنيا .
      مجرد قصص ثوراتية و ووثنية تم فبركتها
      محاولة لضرب مصداقية الكتاب الحق.
      وَمَا جَعَلۡنَا لِبَشَرٖ مِّن قَبۡلِكَ ٱلۡخُلۡدَۖ أَفَإِيْن مِّتَّ فَهُمُ ٱلۡخَٰلِدُونَ (٣٤) الأنبياء
      وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ (١١٢) وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ أَفۡـِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ وَلِيَرۡضَوۡهُ وَلِيَقۡتَرِفُواْ مَا هُم مُّقۡتَرِفُونَ (١١٣)
      الأنعام