حيتك غادية الحيا من معهد - الشيخ اجمد الطيب ود البشير
Вставка
- Опубліковано 10 гру 2024
- حيَّتك غـاديةُ الحيـا مـن معهـدِ
جـوداً يروحُ به الغمامُ و يغتدي
وتضـوَّعتْ حصبا ثراك وأشـرقتْ
بجواهـرِالأسـرارِ لا بالعسـجدِ
لله مغــنىً كـم تحـنُ لوصــلِهِِ
أهـلُ الغـرامِ بمـدمعٍ وتـوددِ
بزغـتْ شمـوسُ الهدي في عرصاتِهِ
فبدتْ محـاسنُهُ لـكلِّ مـوَّحِدِ
ضُـرِبَتْ عليه مـن الجلالِ سرادقٌ
ومن المهـابةِ و العـلا و السؤدَدِ
لاغـرو إن زارته أمـلاكُ السـما
وأشتـاق رؤيتَهُ المنيـبُ المهتدي
فهـو المقـدَّسُ سـاكناً بل تـربةً
شـرفتْ بآثارِ الكـرامِ السُجَّدِ
كـم لي إليـه صبـابةٌ و مـدامعٌ
تجــري علي مرِّ الأصائلِ والغدِ
ما أومـض البرقُ الشمالي عشيـةً
إلا و شـوَّقني لـذاك المشـهدِ
مـن لي بأن أصـل السرى بغدافرٍ
يطوي المهـامِهَ فـدفداً في فدفدِ
وأحطُ رحلي عند نخـبةِ هـاشمٍ
شيـخِ المعـارفِ و الحقيقةِ أحمدِ
الطيـبِ القطـبِ الذي نارتْ بِـهِ
كـلُّ البـلادِ مغـيرها و المنجدِ
الكامـلِ الغـوثِ الأجـلِّ المنتقى
الزاهـدِ الورعِ الإمـامِ الأوحدِ
الصائمِ الـجافي المضـاجعَ جنبـُهُ
في اللهِ ذي الكرمِ العريضِ الأتلدِ
إنسـانِ عـينِ الأوليـاءِ وتـاجِهِمْ
وممـدِّ جمعِهِمِ و روضِهِمِ النـدي
فلكم أمـدَّ وكم أغاثَ وكم هدى
قوماً إلى نهجِ الصـوابِ الأرشدِ
دعني أشنِّـفُ مسمعيـك بلـؤلؤٍ
مـن مدحِ حضرتِهِ الشهيِ المورِدِ
فـرعٌ نَمَتْـهُ جحاجــحٌ قرشيـةٌ
فسما و طـاب لِطِيبِ ذاك المحتدِ
بكمـالِهِ و جـلالِهِ قـد بَشَّـرَتْ
أهلُ الهدى والكشـفِ قبل المولدِ
وحـديثُ سؤدَدِهِ وسـامي فخـرِهِ
يروى لنا مـن سيِّـدٍ عن سيِّـدِ
ولعـتْ بنشرِ بديعِ حُسْنِ صفـاتِهِ
أهـلُ الولا نصحاً لمن به يقتدي
فالزمْهُ إن رمتَ الوصولَ لحضرةِ ال
رحمـنِ أو نُزُلاً بأشـرفِ مقـعدِ
إنَّ الذي يرجـو الكمـالَ بغـيرِهِ
كالمستضيءِ مـع ذُكا بالفـرقدِ
أو كالذي يستبدلُ الكـافورَ و ال
المسـكَ الشـذيَ جهالةً بالحرمدِ
لم لا وذا الحـامي لهذا القطرِ مـن
نوبِ الزمـانِ و خطبِـهِ المتشدِّدِ
فـله على السـودانِ أكـبرُ منَّـةٍ
شمـلتْ كرامتُها لأحـمرَ أسودِ
قد قال مجـذوبُ الحضـائرِ معـلناً
بحـديثِها أعْـظِمْ به مـن مُسْنَدِ
حكمتْ رجالُ الحضرةِ العليا على ال
سـودانِ بالتدمـيِر دون تـردُدِ
من حلفـةٍ حكـماً عليه تظافـروا
يجـري إلى أقصى جبـالِ الأعْبُدِ
فأبى وقـام بنقضِ مـا قد أبرمـوا
نجـلُ البشـيرِ فياله مـن منجدِ
الطيّـبُ القطـبُ المُقَلِّـدُ للـورى
بقـلائدِ الإنعــامِ لا بزبـرجدِ
فتنـازعوا و أشتـدَّ حـتى أنَّهـم
ردُّوهُ للـرءوفِ الرحيـمِ محمدِ
فعليـه مـن ربِّ العبـادِ صـلاتُهُ
و سلامُهُ النامي الزكيُّ السرمدي
فقضى و وافق قولَ أستـاذِ الـورى
الطيّبِ الفـردِ الهمـامِ الأصـيدِ
فتحـققتْ أهـلُ الحضــائرِ أنـَّهُ
أعلى و أشـرفُ عارفٍ ومـؤيَّدِ
فتفـخرِ السـودانُ بالغـوثِ الذي
لولاه عاجـلَهُ الـردى بتـعمُّدِ
لولاه مـاكانتْ و مـاعُرِفَتْ و مـا
رُفِعُ الجميعُ من الحضيضِ الأوهدِ
أكْـرِمْ بـها مـن آيـةٍ في طيـِّها
نعـمٌ و أسـرارٌ عـلتْ لم تعددِ
قلَّـدتْ يـا زيـنَ المـآثرِ قطـرَنَا
أرشــدتَهُ وحمــيتَهُ وهــديتَهُ
مـذ جـاءَ طالِعُكُمْ بسعدٍ أسعدِ
فلـكم أتاك مـن البداوةِ جـاهلٌ
في عمـرِهِ ما خـطَّ حرفاً باليدِ
فسقيتَـهَ القـرآنَ منـك بنظـرةٍ
ألحقتَـهُ فيـها بأكـملِ مُـرْشَدِ
أدخلتْ أهلَ الصدقِ حضراتِ الرضا
وأزلت عنـهم كلَّ وصفٍ مُبْعِدِ
فجنـوا ثمـارَ الفتحِ ثمَّ و أصبـحوا
سكرى بكأسٍ من قديِم الصرخدِ
تيـارُ فيضِـكِ زاخـرٌ متـلاطمٌ
أنعِـمْ ببحـرٍ بالمعـارفِ مُـزْبِدِ
يا سيِّـداً أحـرزتَ كـلَّ فضيـلةٍ
وجمـعتَ أشتـاتَ العلا والأحمُدِ
أرشـادكم للخـلقِ دلَّ على الذي
أوتيتموه من التراث الأحمدي
ما ضـرَّكُمْ أنكارُ جـاحدِ فضلِكُمْ
اترى لضوء الشمس عين الأرمد
عمَّتْ فيوضُـكُمُ الأنـامَ جميـعَهُمْ
وفشـتْ بسهلٍ في البلادِ و قرددِ
فـلك التلامـذةُ الألى أسرارهم
سحّـتْ كوسمي الغمـام المرعدِ
دلّـوا على اللهِ العبـادَ و أيقظـوا
مـن نومِ غفلاتِ الحـجا للرُقَّدِ
كحسيـبهم وبصـيرهم و أميـنهم
والتـؤامِ العـلمِ الرفيـعِ محمدِ
وخـلاصةِ الأمجـادِ وارثِكَ الـذي
أروى بكأسِ السرِ كلَّ فتًى صدي
محمـودِ قطبِ العصـرِ بل و ضيائه
وأمـانِهِ مـن كـلِّ خطبٍ أنكدِ
فلكم هـدى ودعـا وأرشدَ للورى
وألآن قلبـاً قاسـياً كالجـلمدِ
حـبٌر لأعـلامِ الطـريقةِ رافـعٌ
و إمـامُ حـقٍ بالفضائلِ مرتدي
وسـواهموا مـن سـادةٍ بكمـالهم
كم صـادحٍ بين الورى ومـغرِّدِ
خصصـت ياقطبَ الهدى بخصائصٍ
معشـارها في غـيركم لم يوجدِ
منها النجـاةُ لكلِّ عبـدٍ سـالكٍ
لطريقـك العـالي بيـومِ الموعدِ
وحـديثُ مـن قد قال أولَ ضربةٍ
في حـفرِ أيِّ ضريحِ مَيْتٍ مُلْحَدِ
ذا قـبرُ طيِّـبِكَ المعـظَّمِ أحمـدٍ
إكـرامُ صاحبِـهِ روي بتـأكدِ
إرشـادُكُمْ لم ينقـطعْ كسـواكُمُ
بالمـوتِ يا كنـزَ الفقيِر المجتدي
هـذا وكم لك مـن خصائصَ جمةٍ
كالقـطرِ لا تحصى بنظمِ معـددِ
يا سيدي نَفِدَ القـريضُ و مـدحُكُمْ
وكمـالُكُمْ وفخـارُكُمْ لم ينـفدِ
فأعـطفْ عـلى الجيليِّ منك برحمةٍ
وتولَّـه دنيـا و أخـرى و أمْدُدِ
إنِّي جعـلتُك يـا أمـاميَّ عُـدَةً
بـل جُنَّةً من جـورِ دهرٍ معتدي
فأمنـعْ حمـايَ وجـدْ علي بشربةٍ
من سلسبيلِ النورِ وأرشدْ و أسعدِ
سحَّـت على جدثٍ حـواك غمائمٌ
تهمي بموصـولِ الرضا المتـجدِّدِ
ما عـطرَ الآفـاقَ نشـرُ ثنـائكم
أو غنَّ طـيرٌ فـوق غصنٍ أملدِ
أو أنشـدتْ في مـحفلٍ أو جحفلٍ
حيَّتك غاديـةُ الحيا مـن معهدِ