الشاهد: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الاعتقاد أن السحر يؤثر بذاته، وإنما يجب على المؤمن أن يعتقد أن السحر أو غيره لا يؤثر إلا بإرادة الله ﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 102].
ثانيًا: الأدلة من السنة: 1- عن عائشة رضي الله عنها قالت: "سَحَرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ من بني زُرَيْقٍ يقال له: لَبيدُ بنُ الأعصم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخَيَّل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم - أو ذات ليلة - وهو عندي، لكنه دعا ودعا، ثم قال: ((يا عائشةُ، أشَعَرْتِ أن الله أفتاني فيما استفتيتُه فيه؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عن رجلي، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجَعُ الرجلِ؟ فقال: مطبوبٌ، قال: من طَبَّه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أي شيء؟ قال: في مُشْطٍ ومُشاطة وجُفِّ طَلعِ نخلةٍ ذَكَر، قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذَرْوَان))، فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه، فجاء فقال: ((يا عائشة، كأن ماءها نقاعة الحناء، وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين))، قلتُ: يا رسول الله، أفلا استخرجْتَهُ؟ قال: ((قد عافاني الله، فكرهت أن أثير على الناس فيه شرًّا))، فأمر بها فَدُفِنَتْ"[16].
وقد دل قوله تعالى: ﴿ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴾ [الفلق: 4]، وحديث عائشة رضي الله عنها - على تأثير السحر، وأن له حقيقة؛ اهـ[30]. 8- قال ابن أبي العز الحنفي - رحمه الله تعالى -: وقد تنازع العلماء في حقيقة السحر وأنواعه، والأكثرون يقولون: إنه قد يؤثِّر في موت المسحور، ومرضه، من غير وصول شيء ظاهر إليه؛ اهـ[31].
2- قال القرطبي - رحمه الله تعالى -: ذهب أهل السنة إلى أن السحر ثابت وله حقيقة، وذهب عامة المعتزلة، وأبو إسحاق الإسترابادي من أصحاب الشافعي، إلى أن السحر لا حقيقة له، وإنما هو تمويه وتخييل وإيهام لكون الشيء على غير ما هو به، وأنه ضرب من الخفة والشعوذة، كما قال تعالى: ﴿ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ﴾ [طه: 66]، ولم يقُل: تسعى على الحقيقة، ولكن قال: ﴿ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ ﴾، وقال أيضًا: ﴿ سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ ﴾ [الأعراف: 116]. قال: وهذا لا حجة فيه؛ لأننا لا ننكر أن يكون التخييل وغيره من جملة السحر، ولكن ثبت وراء ذلك أمور جوَّزها العقل، وورَد بها السمع، فمن ذلك ما جاء في هذه الآية من ذِكْر السحر وتعليمِه، ولو لم يكن له حقيقة لم يمكن تعليمُه، ولا أخبر تعالى أنهم يُعلِّمونه الناس، فدل على أن له حقيقة. وقوله تعالى في قصة سحرة فرعون: ﴿ وَجَاؤُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ ﴾ [الأعراف: 116]، وسورة الفلق، مع اتفاق المفسرين على أن سبب نزولها ما كان من سحر لَبيد بن الأعصم، وهو مما خرجه البخاري ومسلم وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سحر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يهوديٌّ من يهود بني زريق يقال: له لَبيد بن الأعصم... الحديثَ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما حل السحر: ((إن الله شفاني))، والشفاء إنما يكون برفع العلة، وزوال المرض، فدل على أن له حقًّا وحقيقة، فهو مقطوع به بإخبار الله تعالى ورسوله على وجوده ووقوعه، وعلى هذا أهل الحَلِّ والعقد الذين ينعقد بهم الإجماع، ولا عبرة مع اتفاقهم بحُثالة المعتزلة، ومخالفتِهم أهلَ الحق. قال: ولقد شاع السحر وذاع في سابق الزمان، وتكلم الناس فيه، ولم يبدُ من الصحابة ولا من التابعين إنكارٌ لأصله؛ اهـ[25]. 3- قال المازري - رحمه الله تعالى -: السحر أمر ثابت وله حقيقة كغيره من الأشياء، وله أثر في المسحور، خلافًا لمن زعم أنه لا حقيقة له، وأن الذي يتفق منه إنما هو خيالات باطلة لا حقيقة لها. وما ذكره من ذلك باطل؛ لأنه قد ذكره الله تعالى في كتابه الكريم، وأنه يُتعلَّم، وأنه مما يُكفر به، وأنه مما يفرِّق المرء وزوجه، وفي حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم أنه أشياءُ دُفِنَت وأُخْرِجت، وهذه كلها أمور لا تكون فيما لا حقيقة له، وكيف يُتَعَلَّم ما لا حقيقة له؟! قال: وغيرُ بعيد في العقل أن يخرِق الله تعالى العادة عند النطق بكلام ملفق، أو تركيب أجسام، أو المزج بين قوى، على ترتيب لا يعرفه إلا الساحر. ومَنْ شَاهَدَ من الأجسام ما هو قتَّال كالسموم، وما هو مُسْقِم كالأدوية الحارة، وما هو مصحِّح كالأدوية المضادة للمرض، لم يبعد في العقل أن ينفرد الساحر بعلْمِ قوًى قتالةٍ، أو كلامٍ مُهلِكٍ، أو يؤدي إلى التفرقة[26]؛ اهـ. 4- قال النووي - رحمه الله تعالى -: والصحيح أن السحر له حقيقة، وبه قطع الجمهور، وعليه عامة العلماء، ويدل عليه الكتاب والسنة الصحيحة المشهورة[27]؛ اهـ. 5- قال ابن قُدامة - رحمه الله تعالى -: والسحر له حقيقة، فمنه ما يقتل، وما يُمْرض، وما يأخذ الرجل عن امراته فيمنعه وطأها، ومنه ما يُفرِّق بين المرء وزوجه. قال: وقد اشتهر بين الناس وجود عقد الرجل عن امرأته حين يتزوجها، فلا يقدر على إتيانها، وإذا حُلَّ عقدُه يقدر عليها بعد عجزه عنها، حتى صار متواترًا لا يمكن جحده. قال: وقد روي من أخبار السحرة ما لا يكاد يمكن التواطؤ على الكذب فيه؛ اهـ[28]. 6- وقال - رحمه الله تعالى - في "الكافي": السحر عزائمُ ورقًى وعُقَدٌ، يؤثِّر في القلب والأبدان، فيُمْرِض، ويَقتُل، ويُفرِّق بين المرء وزوجه، قال تعالى: ﴿ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ﴾ [البقرة: 102]، وقال سبحانه: ﴿ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴾ [الفلق: 4]؛ يعني: السواحر اللاتي يَعقِدْن في سحرهن، وينفُثْن في عُقَدِهِنَّ، ولولا أن للسحر حقيقةً، لم يأمرِ الله بالاستعاذة منه؛ اهـ[29].
الأدلة على وجود الجن والشياطين[1]: إن العلاقة قوية بين الجن والسحر، بل إن الجن والشياطين هم العامل الأساسي في السحر، ولقد أنكر بعض الناس وجود الجن، ومن ثم أنكَروا حدوث السحر؛ ولذلك فإني سأسرد الأدلة على وجود الجن والشياطين باختصار: أولاً: الأدلة القرآنية:
والأدلة من القرآن كثيرة معروفة، ويكفيك أن تعرف في القرآن سورةً كاملة عن الجن، بل يكفيك أن تعرف أن كلمة (الجن) ذُكِرَت في القرآن ثِنْتَيْنِ وعشرين مرة، وكلمة (الجان) سبعَ مراتٍ، وكلمة (الشيطان) ثمانِيَ وستين مرةً، وكلمة (الشياطين) سبعَ عشْرةَ مرَّةً، والشاهد أن الآيات في ذكر الجن والشياطين كثيرة
صالح الطريقي ملحوس وواضح انه معزول نفسيا فقام ينفس... الله يعافينا. وحقيقة اتمنى ان يجلس مع نفسه كثيرا كما هو معتاد ليتعود ان يقول المقنع ولكنه دائما يريد أن يخالف الناس لمجرد ان يخالف الناس ويطرح آراء شاذه
قال تعالى: ﴿ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ ﴾ [الأحقاف:٢٩
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يدخل الجنةَ مدمنُ خمر، ولا مؤمنٌ بسحر، ولا قاطعُ رحم))[22].
الشاهد:
أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الاعتقاد أن السحر يؤثر بذاته، وإنما يجب على المؤمن أن يعتقد أن السحر أو غيره لا يؤثر إلا بإرادة الله ﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 102].
النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن السحر والذهاب إلى الساحر، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم لا ينهى إلا عن شيء موجود وله حقيقة.
ثانيًا: الأدلة من السنة:
1- عن عائشة رضي الله عنها قالت: "سَحَرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ من بني زُرَيْقٍ يقال له: لَبيدُ بنُ الأعصم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخَيَّل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم - أو ذات ليلة - وهو عندي، لكنه دعا ودعا، ثم قال: ((يا عائشةُ، أشَعَرْتِ أن الله أفتاني فيما استفتيتُه فيه؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عن رجلي، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجَعُ الرجلِ؟ فقال: مطبوبٌ، قال: من طَبَّه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أي شيء؟ قال: في مُشْطٍ ومُشاطة وجُفِّ طَلعِ نخلةٍ ذَكَر، قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذَرْوَان))، فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه، فجاء فقال: ((يا عائشة، كأن ماءها نقاعة الحناء، وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين))، قلتُ: يا رسول الله، أفلا استخرجْتَهُ؟ قال: ((قد عافاني الله، فكرهت أن أثير على الناس فيه شرًّا))، فأمر بها فَدُفِنَتْ"[16].
ثانيًا: الأدلة على وجود السحر:
أولاً: الأدلة من القرآن الكريم:
1- قال تعالى:
﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 102، 103].
2- ﴿ قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ ﴾ [يونس: 77].
3- ﴿ فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [يونس: 81، 82].
4- ﴿ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ﴾ [طه: 67 - 69].
5- ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ﴾ [الأعراف: 117 - 122].
6- ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ [الفلق: 1 - 5].
قال القرطبي: ﴿ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴾ [الفلق: 4]؛ يعني الساحرات اللائي ينفُثْنَ في عقد الخيط حين يَرْقِين بها؛ اهـ[13].
قال الحافظ ابن كثير: ﴿ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴾ [الفلق: 4]؛ قال مجاهد وعِكْرمة والحسَن وقَتَادة والضَّحَّاك: يعني السواحر. ا هـ[14].
قال ابن جرير الطبري: أي: ومن شَرِّ السواحر اللائي ينفثن في عقد الخيط حين يرقين عليها، قال القاسمي: وبه قال أهل التأويل؛ اهـ[15].
والآيات في ذكر السحر والسحرة كثيرة مشهورة، عند من له أدنى معرفة بدين الإسلام.
وقد دل قوله تعالى: ﴿ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴾ [الفلق: 4]، وحديث عائشة رضي الله عنها - على تأثير السحر، وأن له حقيقة؛ اهـ[30].
8- قال ابن أبي العز الحنفي - رحمه الله تعالى -:
وقد تنازع العلماء في حقيقة السحر وأنواعه، والأكثرون يقولون: إنه قد يؤثِّر في موت المسحور، ومرضه، من غير وصول شيء ظاهر إليه؛ اهـ[31].
2- قال القرطبي - رحمه الله تعالى -:
ذهب أهل السنة إلى أن السحر ثابت وله حقيقة، وذهب عامة المعتزلة، وأبو إسحاق الإسترابادي من أصحاب الشافعي، إلى أن السحر لا حقيقة له، وإنما هو تمويه وتخييل وإيهام لكون الشيء على غير ما هو به، وأنه ضرب من الخفة والشعوذة، كما قال تعالى: ﴿ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ﴾ [طه: 66]، ولم يقُل: تسعى على الحقيقة، ولكن قال: ﴿ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ ﴾، وقال أيضًا: ﴿ سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ ﴾ [الأعراف: 116].
قال: وهذا لا حجة فيه؛ لأننا لا ننكر أن يكون التخييل وغيره من جملة السحر، ولكن ثبت وراء ذلك أمور جوَّزها العقل، وورَد بها السمع، فمن ذلك ما جاء في هذه الآية من ذِكْر السحر وتعليمِه، ولو لم يكن له حقيقة لم يمكن تعليمُه، ولا أخبر تعالى أنهم يُعلِّمونه الناس، فدل على أن له حقيقة.
وقوله تعالى في قصة سحرة فرعون: ﴿ وَجَاؤُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ ﴾ [الأعراف: 116]، وسورة الفلق، مع اتفاق المفسرين على أن سبب نزولها ما كان من سحر لَبيد بن الأعصم، وهو مما خرجه البخاري ومسلم وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سحر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يهوديٌّ من يهود بني زريق يقال: له لَبيد بن الأعصم... الحديثَ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما حل السحر: ((إن الله شفاني))، والشفاء إنما يكون برفع العلة، وزوال المرض، فدل على أن له حقًّا وحقيقة، فهو مقطوع به بإخبار الله تعالى ورسوله على وجوده ووقوعه، وعلى هذا أهل الحَلِّ والعقد الذين ينعقد بهم الإجماع، ولا عبرة مع اتفاقهم بحُثالة المعتزلة، ومخالفتِهم أهلَ الحق.
قال: ولقد شاع السحر وذاع في سابق الزمان، وتكلم الناس فيه، ولم يبدُ من الصحابة ولا من التابعين إنكارٌ لأصله؛ اهـ[25].
3- قال المازري - رحمه الله تعالى -:
السحر أمر ثابت وله حقيقة كغيره من الأشياء، وله أثر في المسحور، خلافًا لمن زعم أنه لا حقيقة له، وأن الذي يتفق منه إنما هو خيالات باطلة لا حقيقة لها.
وما ذكره من ذلك باطل؛ لأنه قد ذكره الله تعالى في كتابه الكريم، وأنه يُتعلَّم، وأنه مما يُكفر به، وأنه مما يفرِّق المرء وزوجه، وفي حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم أنه أشياءُ دُفِنَت وأُخْرِجت، وهذه كلها أمور لا تكون فيما لا حقيقة له، وكيف يُتَعَلَّم ما لا حقيقة له؟!
قال: وغيرُ بعيد في العقل أن يخرِق الله تعالى العادة عند النطق بكلام ملفق، أو تركيب أجسام، أو المزج بين قوى، على ترتيب لا يعرفه إلا الساحر.
ومَنْ شَاهَدَ من الأجسام ما هو قتَّال كالسموم، وما هو مُسْقِم كالأدوية الحارة، وما هو مصحِّح كالأدوية المضادة للمرض، لم يبعد في العقل أن ينفرد الساحر بعلْمِ قوًى قتالةٍ، أو كلامٍ مُهلِكٍ، أو يؤدي إلى التفرقة[26]؛ اهـ.
4- قال النووي - رحمه الله تعالى -:
والصحيح أن السحر له حقيقة، وبه قطع الجمهور، وعليه عامة العلماء، ويدل عليه الكتاب والسنة الصحيحة المشهورة[27]؛ اهـ.
5- قال ابن قُدامة - رحمه الله تعالى -:
والسحر له حقيقة، فمنه ما يقتل، وما يُمْرض، وما يأخذ الرجل عن امراته فيمنعه وطأها، ومنه ما يُفرِّق بين المرء وزوجه.
قال: وقد اشتهر بين الناس وجود عقد الرجل عن امرأته حين يتزوجها، فلا يقدر على إتيانها، وإذا حُلَّ عقدُه يقدر عليها بعد عجزه عنها، حتى صار متواترًا لا يمكن جحده.
قال: وقد روي من أخبار السحرة ما لا يكاد يمكن التواطؤ على الكذب فيه؛ اهـ[28].
6- وقال - رحمه الله تعالى - في "الكافي":
السحر عزائمُ ورقًى وعُقَدٌ، يؤثِّر في القلب والأبدان، فيُمْرِض، ويَقتُل، ويُفرِّق بين المرء وزوجه، قال تعالى: ﴿ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ﴾ [البقرة: 102]، وقال سبحانه: ﴿ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴾ [الفلق: 4]؛ يعني: السواحر اللاتي يَعقِدْن في سحرهن، وينفُثْن في عُقَدِهِنَّ، ولولا أن للسحر حقيقةً، لم يأمرِ الله بالاستعاذة منه؛ اهـ[29].
الأدلة على وجود الجن والشياطين[1]:
إن العلاقة قوية بين الجن والسحر، بل إن الجن والشياطين هم العامل الأساسي في السحر، ولقد أنكر بعض الناس وجود الجن، ومن ثم أنكَروا حدوث السحر؛ ولذلك فإني سأسرد الأدلة على وجود الجن والشياطين باختصار:
أولاً: الأدلة القرآنية:
واضح ان الطريقي زلق في رأيه ولكن ليس لديه الشجاعه في الاعتراف
والأدلة من القرآن كثيرة معروفة، ويكفيك أن تعرف في القرآن سورةً كاملة عن الجن، بل يكفيك أن تعرف أن كلمة (الجن) ذُكِرَت في القرآن ثِنْتَيْنِ وعشرين مرة، وكلمة (الجان) سبعَ مراتٍ، وكلمة (الشيطان) ثمانِيَ وستين مرةً، وكلمة (الشياطين) سبعَ عشْرةَ مرَّةً، والشاهد أن الآيات في ذكر الجن والشياطين كثيرة
طيب كيف صارت هذي التهيؤات؟
صالح الطريقي ملحوس وواضح انه معزول نفسيا فقام ينفس...
الله يعافينا. وحقيقة اتمنى ان يجلس مع نفسه كثيرا كما هو معتاد ليتعود ان يقول المقنع ولكنه دائما يريد أن يخالف الناس لمجرد ان يخالف الناس ويطرح آراء شاذه
ابوطريقي يتهرب من الجواب🤣🤣🤣
يارجاال ويروغ منك كما يروغ الثعلب...
ثقافتك ضحلة في الاديان...
والدليل كتبت مقال عن القذف وانت لاتعرف تعريفه