تنوير القلوب - فتنة المسيح الدجال - الحلقة الأولى
Вставка
- Опубліковано 8 лис 2024
- تنوير القلوب - فتنة المسيح الدجال - الحلقة الأولى
برنامج "تنوير القلوب" والذي نتناول فيه موضوع "فتنة المسيح الدجال"
هذه الفتنةُ التي حذَّرَ منها النبيُّ صلى الله عليه وسلم تحذيرا كثيرا، وكان يخاف على أمته منها، وكان الأمرُ يشغله كثيرا، حتى إنه في بعضِ المناسبات كان يذكره إلى درجةِ أنَّ الصحابةَ قد ظنوه على مقربةٍ منهم إذ قالوا "حتى ظنناه في طائفةِ النخل" أي أنه متربصٌ بهم عند النخلِ القريبِ منهم، وأخذوا ينشغلون في محاولةِ التعرفِ على هذه الفتنةِ ويفكرون ويتأملون ويرجعون إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يستفسرون.
لقد تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الفتنة، وبيَّن مواصفات هذا الدجال المعهود، وأكد أنه سيكون فتنةَ آخرِ الزمانِ، وأنه سيقوم بأعمالٍ عظيمةٍ، وأن فتنته ستغطي الأرض. ولكنه صلى الله عليه وسلم قد بشَّر بأن الله تعالى سيقيِّضُ لهذا الدجالِ من سيقضي على فتنته، وأنَّ هذا المبعوثَ سيكونُ خادما وتابعا لحضرته في آخرِ الزمان، حيث سيعيد جمعَ جماعةِ المؤمنين من جديد، ويحرِّزُهم إلى الطور، وينقذهم من هذه الفتنة، ويقضي على الدجال في جولات وصولات متتالية حتى يذوبَ كما يذوبُ الملحُ أمامه أو كما يذوبُ الرصاص ثم يُجهزَ عليه بحربةٍ سماوية.
والواقع أن سرَّ المسيحِ الدجالِ موجودٌ في اسمه للمتدبرين، فهو "المسيح الدجال" أي أنه مسيحُ الضلالة، أو الذي يدَّعي أنه المسيحُ أو أنه يحمل تعاليمَ المسيحِ، ولكنَّه يكونُ دجالا كذابا، يزورُ الحقائقَ والعقائد، ويدعو إلى الشركِ، ولا يهمه سوى إضلالِ الناسِ لأجل مصالحه، ويكون عدوا للحقِّ والصدقِ والطهارةِ، ومقابلُ هذا المسيحِ الدجالِ سينزل المسيحُ الصادقُ الذي سيثبت أن هذا الدجال لا يمثل عيسى بن مريم عليه السلام، وأنه يفتري ويدجِّلُ باسمه، وهذا المسيحُ الموعودُ سيكون مسيحا محمديا تابعا للنبي صلى الله عليه وسلم، ويكون من أسمائه وألقابه أنه المسيح بن مريم ردا على مسيحِ الضلالةِ الدجالِ، وهو الذي سينتصرُ لعيسى بن مريم عليه السلام وسيحقق أمنيته بأن يجيحَ الشركَ الذي بني على اسمه ظلما وعدوانا، والذي يؤذي روح المسيحِ عيسى بن مريم إلى درجةِ أنه يتمنى أن ينزلَ بنفسه من البرزخ لمقاومة هذا الدجال الذي لا يمثله مطلقا، والذي يفتري الكذبَ والشركَ باسمه.
في هذه الحلقات سنستعرض إن شاء الله ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم حوله، وسنرى حقيقةَ هذا الدجالِ، وكيف أنه بين ظهرانينا، وأنه بدأ عملَه بكل قوةٍ منذ قرن من الزمان، وأن الله تعالى قد أنزل مسيحَه الموعودَ لإبطالِ فتنته. وسنرى الأنباءَ التفصيليةَ المذهلةَ التي بينها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، والتي تؤكدُ بأنه لا ينطقُ عن الهوى، وتقدمُ أدلةً جديدة على صدقه بعد ما يزيد على 1400 عام، وتثبتُ صدق حضرته صلى الله عليه وسلم وصدقَ الإسلام. فنسأل الله تعالى لكم الفائدةَ، ونسأله أن ينفخَ روحَ بركةِ في كلامنا ويجعلَ أفئدةَ كثيرٍ منكم تهوي إليه، آمين.