هل معني ان السيد المسيح أكل وجلس مع الخطاه والعطارين انه صار واحداً منهم ؟
لا، السيد المسيح عندما أكل وجلس مع الخطاة والعشارين لم يصبح واحدًا منهم ولم يُحل لهم الخطية. بل كانت أفعاله تعبيرًا عن محبته ورحمته للبشرية، ورغبته في دعوة الجميع إلى التوبة والخلاص. المسيح كان بلا خطية، لكنه جاء خصيصًا ليخلص الخطاة.
فهم الموقف من الناحية الكتابية:
1. محبة المسيح ورحمته للخطاة:
السيد المسيح قال:
“لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى. لم آتِ لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة” (مرقس 2:17).
بهذا أوضح أن هدفه هو جذب الخطاة، وليس قبول أو تبرير خطاياهم.
2. التوبة والخلاص:
المسيح جلس مع العشارين والخطاة ليعلن لهم طريق التوبة، ويظهر لهم محبة الله التي تدعوهم لترك حياتهم القديمة والعودة إلى الله.
• مثال: في لقائه مع زكا العشار، قال زكا: “ها أنا يا رب أعطي نصف أموالي للمساكين، وإن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف” (لوقا 19:8).
هذا يظهر أن المسيح لم يبرر الخطية، بل قاد الناس إلى التوبة الحقيقية.
3. السيد المسيح بلا خطية:
المسيح عاش حياة بلا خطية تمامًا، كما يذكر الكتاب:
“الذي لم يعرف خطية، صار خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه” (2 كورنثوس 5:21).
جلوسه مع الخطاة كان ليرشدهم ويخلصهم، وليس ليشاركهم في خطاياهم.
4. الاتهامات الموجهة إليه:
البعض من الفريسيين والكتبة انتقدوه لأنه جلس مع الخطاة والعشارين. لكنه رد عليهم مؤكدًا أن هدفه هو خلاص الخطاة، وليس تبريرهم:
“إن ابن الإنسان قد جاء ليطلب ويخلص ما قد هلك” (لوقا 19:10).
الخلاصة:
السيد المسيح لم يصبح واحدًا من الخطاة، ولم يُحل لهم خطاياهم، بل جلس معهم بدافع المحبة والرغبة في خلاصهم. وجوده بينهم كان دعوة للتوبة، وتعبيرًا عن أن رحمة الله تشمل الجميع.طلعت